دواء القلق و التوتر و علاجه بالقران
السلام عليكم..
اعاني من اعراض نفسيه وصحيه لو تعرض لها شخص اخر في الدنيا غيري لاخذ يصرخ
دون توقف!! وهي افكار مخيفه بانني سوف اموت في الحال، وتصور صعوبه الموت وما بعده.
ولا اشعر باي سعاده على الاطلاق في حياتي، مع العلم بانه لا يوجد لدي اي
مشاكل في الحياة، كما احس بالام في الصدر قوية، ودقات في القلب سريعه جدا، وتنميل
في الناحيه اليسرى من الجسم، واشعر دائما بالتعاسه وعدم الراحة..
اتمنى ان ارتاح من هذه الافكار الى الابد، مع العلم باني اصبت باكتئاب قوي منذ
سنه ونصف، وتناولت دواء ساعدني لفترة..
لماذا اعاني من هذه الامراض؟ هل للنشاه والطفوله علاقة؟ مع العلم باني كنت وانا صغيره
اخاف من ابي ولا احبه كثيرا، ولما اصابه المرض كنت اتمنى له الموت! فهل هذا
الذي اعانيه من العقاب مع اني ندمت بعد وفاه والدي كثيرا، وبكيت كثيرا..؟!
ارجو المساعده من قبلكم.
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..
اولا: يجب ان تعلمي ان الهموم والغموم التي تصيب المرء هي من جمله ما يكفر
عنه بها، ويخفف عنه من ذنوبه، فاذا صبر واحتسب اثيب على ذلك.
ثانيا: يبدو من رسالتك ان الحاله التي تعانين منها قد تكون قلقا او اكتئابا او
وسواسا:
حيث يتضح القلق من عدم شعورك بالامان والخوف من الموت وما بعده.
واما الاكتئاب فمظهره السوداويه مما ذكرت، كشعورك دائما بالتعاسه وعدم الراحه وحصول الاكتئاب سابقا لك.
اما الوسواس فيبدو من اضطراب تفكيرك المتعلق بالمخاوف الوسواسيه من الاصابه بالامراض، ولعل من ابرز
هذه الامور هو القلق الذي قد تعد اعراض الاكتئاب والوسواس تابعه له؛ فهو الاساس في
ظهورها.
ومن الادويه النافعه لكل ما سبق:
ان تقولي ما جاء في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم: “ما من مؤمن يصيبه هم او غم او حزن فيقول: اللهم
اني عبدك ابن عبدك ابن امتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، اسالك
اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا
من خلقك او استاثرت به في علم الغيب عندك، ان تجعل القران العظيم ربيع قلبي
ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي، الا فرج الله عنه”. فهذا من الادويه الشرعيه
العظيمه النافعه فاكثري من ترداده متيقنه به.
ثالثا: اليك هذه الاسباب والوسائل لعلاج القلق النفسي، وهي (باذن الله) من اعظم اسباب الشفاء
والطمانينه لمن تدبرها وعمل بها بصدق واخلاص، وهي:
1 الهدايه والتوحيد: قال تعالى: {افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه..}
[الزمر:22].
2 العمل الصالح: قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه
حياه طيبه ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون} [النحل:97].
3 الاحسان الى الخلق بالقول والفعل: قال تعالى: {وقولوا للناس حسنا..} {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}.
4 الاكثار من ذكر الله قال تعالى: {الا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد:28].
5 الاشتغال بعمل من الاعمال او علم من العلوم النافعه واياك والفراغ فان الشياطين تعبث
بالعقول والابدان الفارغة.
6 نسيان ما مضى من المكاره والاساءات، مع الاستغفار الى الله كثيرا (100مره يوميا)، والدعاء
لوالدك بالرحمه والجنه كثيرا والتصدق (والحج والعمره عنه ان تيسر).
7 اخراج ما يتعب القلب من الصفات المذمومة، كالحسد والغل والشحناء والكبر.
8 ترك فضول الكلام وفضول النظر، وعليك بمصاحبه الصالحات، واياك ورفقه السوء.
9 الاكثار من الصلاة: فقد كان صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر فزع الى
الصلاة، وكان يقول: “ارحنا بالصلاه يا بلال”.
10. خوف الانسان وقلقه ينشا من ثلاثه امور رئيسة: الرزق، والموت، والشقاء او السعادة. والله
تعالى برحمته تكفل بهذه الامور الثلاثة.. فلا تحزني ولا تجزعي ما دام الله معك، ما
دمت ملتزمه باحكامه. وان كنت مقصره فعليك بالاستغفار والانابة؛ تجدين عندها حلاوه الايمان وبرد اليقين
وطمانينه النفس.
رابعا: من ابرز اسباب حالتك: ما ذكرت في عرضك للمشكلة.. اعني بذلك عدم استقرارك النفسي
في مرحله الطفولة، ويكفيك لعلاج ذلك ان تكثري – كما سبق من الاستغفار والدعاء لك
ولوالدك. واحسني ظنك بالله، واعلمي انه سبحانه ما ابتلاك الا ليعافيك، فاكثري من الدعاء الى
الله تعالى ان يعافيك، واستعيني بالصلاه وقراءه القران، واكثري كذلك من قول “لا حول ولا
قوه الا بالله”، وعليك بالرضاء والتسليم بقضاء الله وقدره، فان الله تعالى بقسطه وعلمه جعل
الروح والفرح في الرضاء واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
خامسا: اياك والوهم.. ومن يوهمك بان بك سحرا او مسا او حسدا او.. الخ، فلا
يظهر من رسالتك اصابتك بما سبق، ولله الحمد. والانسان اذا ما تسلطت عليه الاوهام؛ فمن
الصعب ان يخرج منها، فعليك بالصبر والاحتساب والتوكل على الله وفعل الطاعات واجتناب المنهيات.
و”سيجعل الله بعد عسر يسرا”.
اسال الله ان يمن عليك بالراحه والطمانينه والسعاده في الدنيا والاخرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه.