وكم من مظلوم ينادي في جوف الليل بهدايه من ظلمه ،
رغم انه في جوف الليل الاخيرالذي ينادي فيه الله تبارك وتعالى في علاه
” هل من داع فاستجيب له ” هل من مظلوم فاخذ له حقه ”
الا انه اكتفى بالدعاء له بالهدايه ، طمعا في اجر الصابرين
وطمعا في اجر العافين عن الناس .
وكم من زوج ابتلي بزوجه سيئه الخلق،
وما حمله على الصبر الا طمعا في الاجر المخبا له
عند ربه تبارك وتعالى في علاه.
وكم من زوجه ابتليت في زوج عاص ،
واتخذت من الصبر نبراسا لها ،رغم الالم ,لانها تعلم ان الصبر
عليه باب من ابواب الجنان.
وكم من والد ووالده صبروا على ابناء عاقين لهم،
ولم يرفعوا اكفهم يوما لله، الا بدعاء الهدايه لهم،
خوفا على ابناءهم من عقاب الله، وطمعا في جنه الله
التي لن تحلو لهم الا بوجود فلذات اكبادهم معهم.
وكم من امهات فقدن اولادهم في حروب او زلازل او حوادث،
ربط الله على قلوبهم واتخذوا دعاء
” اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها”
ذكرا على الالسن في كل يوم، وطمعا باعلى منزله في الجنان.
هذه النماذج موجوده في دار المقامه التي نحيا فيها ،
موجوده بنفس المعنى مع اختلاف الشخوص ،
فهموا ان الحياه الدنيا قصيره ،
قصيره للغايه ، وجزاء صبرهم ات لا محال ،
لانهم اضافوا الى قلوبهم
وعقولهم نورا من نور ايات الله المتمثله في الصبر،
قال تعالى :
” وبشر الصابرين “.
ولانهم اتخذوا من نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،
طريقا لقطف ثمار الصبر في الدنيا والاخره ،
وطبقوا دعاءه عند الشده ،ترتيلا ويقينا ان الفرج ات لهم
تماما كما ذاقه محمد صلى الله عليه وسلم عندما ذهب الى الطائف
ليدعوهم الى دين الله ، ورفضوا دعوته وجعلوا صبيتهم يقذفونه
بالحجاره وسال الدم من قدميه الطاهرتين،
حينها دعا بدعاء علمه لامه الصبر من بعده
” اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وهواني على الناس
وانت رب المستضعفين ،
وانت ربي، الى من تكلني الى ضعيف يتجهمني ،
ام الى عدو ملكته امري ، ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي
الا ان عافيتك اوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات
وصلح عليه امر الدنيا والاخره ان يحل علي غضبك ،
لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوه الا بك ” .
اللهم اسقنا من الصبر اضعافا حتى نعلم يقينا
ان ما عند الله خير وابقى،
واتنا من العافيه ما يجعلنا لك من الشاكرين ،
وادخلنا الجنه في اعلى عليين ،
انك سميع مجيب الدعاء ..