خواطر عن الصباح مكتوبة
خلق الله الكون في تعاقب ليل ونهار، ليجعلها محطات تغيير للنفس البشرية، ومحطات تتوقف عندها
كل حالات الياس، وتبدا بها انغام الامل، فالليل والامس مهما حملا من متاعب يجب ان
يكون الصباح خلافا لهما، ويحمل من كل الخير والسرور، الصباح هو نقطه تحول لمن اراد،
وهو علامه التفاؤل، وهو بريق الجمال لمن اراد ان يستشعر ذلك، لمن اراد ان يجعل
من يومه الجديد يوما جديدا بحق، وليس يوما روتينيا يحمل اعباء الامس ويلقيها في قالب
جديد، ويتعب الروح اكثر مما اتعبته في البارحة؛ فالصباح خلق للتغيير، والتفاؤل، وليكن كذلك لا
غير ذلك.
قال تعالى: “والصبح اذا تنفس”، دليل الاشراق بعد الظلمه وحلكه الليل، ودليل الانشراح للنفس بعد
موتها في نومها، ودليل النشاط بعد كسل الساعات الماضية، الصباح يتنفس هو دليل الحياه الحقيقية.
صباح جميل على صوت العصافير ورائحه القهوة، وشيء من التراتيل التي نعشقها، واستحضار لما سيكون
في اليوم من اعمال، واستجماع لكل معاني التفاؤل، والنشاط، والعمل، والاجتهاد، فالقهوه وقطعه الشوكلاته ستؤدي
اكلها حتما، وسيكون لوجودها تاثير، وللعمل الجيد اثر كبير.
عندما تفتح عيناك فتجد ان رصيد حياتك وايامك، لم ينتهي بعد، يلهث لسانك “الحمد لله
الذي احياني بعدما اماتني واليه النشور”، تستيقظ في عافيه وصحه وعقل سليم فتتذكر نعم الله
عليك، وتردد “اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله”، “اللهم ما اصبح بي من نعمه او
باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر”، وتذكر انه يوم
جديد يخاطبك اني على عملك شهيد فاغتنمني فاني لا اعود الى يوم القيامة، كل هذه
الطاقه الايجابية، التي تشحنها في ذاتك منذ الصباح كافيه بان يكون يومك جميل، وفيه كل
خير تريد.
اعطي لشمس الصباح وجهك، وادر لشمس المساء ظهرك، فشمس الصباح مفيده للصحه ومنعشه للروح، اما
شمس المساء فهي مودعه يومك، الذي قدمت فيه ما استطعت من الخير، والعمل، واستمتعت بالفرح،
والمرح، والاصدقاء، والاحباب، تغادرك مساء لتاتيك صباحا، وترى استقبالك لها مجددا.
لا شيء اجمل من لحظات النقاء والهدوء، صوت العصافير الذي يخرج للافق شيئا فشيئا، ومسامع
الحياه التي بدات بالظهور، لا شيء اجمل من الصباح وتدرج الصعود ليوم جديد.