حكمه الطبع غلب التطبع
كثيرا ما نسمع مقوله (( الطبع يغلب التطبع )) بل ونستعملها فى معرض حديثنا مسترشدين
و مبررين بها عن الفعال والصفات السيئه . والحقيقه غير ذلك فالطبع لا يغلب التطبع
كما تقول المقوله وانما العكس هو الصحيح . اى التطبع هو من يغلب الطبع .
وبالطبع الادله على ذلك كثيره نذكر منها مثلا الحيوانات المفترسه وكما هو معروف طبعها الافتراس
ولكن عندما يرودها مدرب السيرك ويعمل على تعليمها وتطبيعها . نجدها تطيعه وتستسلم له وتتخلى
عن طبعها القديم فى الافتراس . والطفل فى مرحله الحبو يتغلب على طبع هذه المرحله
بتطبع جديد وهو المشى
ولنا فى ديننا الحنيف خير مثال وهو اننا مامورون فيه بالتغير الى الاحسن وترك الصفات
والعادات السيئه فاذا ما قولنا ان الطبع يغلب التطبع نكون بذلك قد اعلنا اننا لن
نتغير لان الطبع يغلب التطبع فما الفائده من محاوله الاصلاح ! .
اذن فالمقوله خاطئه ولنا فى رسول الله خير تاكيد على عدم صحه المقوله فهو يقول
– صلى الله عليه وسلم – فى حديثه الشريف : ( انما العلم بالتعلم ،
وانما الحلم بالتحلم ) اى ان كل شئ ياتى بالتعلم والمواظبه والممارسه فلا صحه اذن
لمقوله الطبع يغلب التطبع .