تلخيص كتاب لا تحزن
“اسعد واطمئن وابشر وتفائل ولا تحزن”
فالمقصد من”لا تحزن” جلب السعادة، والهدوء، والسكينة، وانشراح الصدر، وفتح باب الامل والتفاؤل، والفرح، والمستقبل
الزاهر. وجاء الكتاب ليواكب مئات الرسائل في البحث عن السعادة، وهو خطاب مفتوح لكل من
يحترم عقله، ونزلت كلماته من قلب ملسوع ملدوغ
حوى هذا الكتاب عناوين وموضوعات كثيره اعيشها انا وانت فاذا وقعت المصيبة، وحلت النكبة، وجثمت
الكارثة، نادى المصاب المنكوب: يا الله. فباسمه تشدو الالسن، وبذكره تطمئن القلوب، وبالشكر تدوم النعم؛
فاحمد الله على العافيه الوارفة، والنوم الهانىء، والماء البارد، والحبز الدافىء؛ فانك في نعم عميقة،
ولكنك لا تدري وتذكر قول الله: “وفي انفسكم افلا تبصرون” واكتب على لوح قلبك عباره
واحده تجعلها ايضا على مكتبك تقول: (يومك يومك) واصرف لهذا اليوم تركيزك، واهتمامك وابداعك، وكدك،
وجدك. اطوي ملف الماضي، واحزانه، واغلق عليه ابدا في زنزانه النسيان، وقيده بحبال قويه في
سجن الاهمال، فلا يرى النور، لانه مضى وانتهى.ولا يشغلك الغد، ولاتستبق الاحداث اتريد اجهاض الحمل
قبل تمامه؟! فلا تسال عن اخباره ولا تنتظر زحوفه؛ لانك مشغول باليوم. اشرح صدرك بالاحسان
وفعل الخير “ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق” ولا تصادر جهود الاخرين، ولا تركن للراحه
فانها غفلة، ولا للفراغ فان الفراغ لص محترف، وعقلك هو فريسه ممزقه لهذه الحروب الوهمية.
اذا قم صل، او اقرا، او سبح، او طالع، او اكتب، او انفع غيرك. يا
انسان بعد الجوع شبع، وبعد الظما ري، ومع الدمعه بسمة، فلاتجعل المصيبه مصيبتين؛ بل اصنع
من الليمون شرابا حلوا. وحق علي وعليك ان ندعوه في الشده والرخاء، والسراء والضراء فصح
عن الرسول محمد صلى الله عليم وسلم انه قال: “الظوا بيا ذا الجلال والاكرام” اي:
الزموها. فلا تاسف على مصيبه فان الذي قدرها عنده جنة، وثواب، وعوض، واجر عظيم. ولا
طعم للحياه الا بالايمان، وبقدر ايمانك تكون سعادتك، وراحتك، وطمانينتك، فاقبل على الحياه كما هي
وتعز باهل البلاء ولك في النبي عليه السلام قدوه وقد وضع السلى على راسه، وادميت
قدماه، وشج وجهه، وحوصر في الشعب حتى اكل ورق الشجر، وطرد من مكة، وكسرت ثنيته،
ورمي عرض زوجته الشريف، وقتل سبعون من اصحابه، وفقد ابنه واكثر بناته في حياته، واتهم
بانه شاعر ساحر كاهن مجنون كاذب، صانه الله من ذلك، وهذا بلاء لابد منه وتمحيص
لااعظم منه. استقبل ما لاتحب وترضى من احزان ومكاره برحابه صدر، وبقوه ارادة، ومناعه ابية،
واصبر وان لم اصبر انا وانت فماذا نصنع؟! واصبر وما صبرك الا بالله. وكن هينا
لينا تتناسى الاساءه وتحلم وتصفح ومن احق الناس بذلك زوجتك واولادك فمن اسباب سعاده البيت:
لين الخطاب من الطرفين والبيت السعيد: هو العامر بالالفة، القائم على الحب، المملوء تقوى ورضوانا
“وجعل بينكم موده ورحمة” وان الرجل اذا عدد محاسن امراته وتجافى عن النقص سعد وارتاح،
وفي الحديث: “لا يفرك مؤمن مؤمنة، ان كره منها خلقا رضي منها اخر”ومعنى لا يفرك:
لا يبغض ولا يكره؛ فهذه حلل منسوجه لا يرتديها الا السعداء. ارض بما قسم الله
لك تكن اغنى الناس، واجعل ثمنك ايمانك وخلقك اجعل ثمنك الجنة. ان الفقر والعوز والخمول،
ماكان-يوما من الايام-عائقا في طريق التفوق والوصول والحقيقه ان الاسلام بني على الوسطية، والاعتدال في
العقائد والعبادات، والاخلاق، والسلوك، فلا عبوس قاتم، ولاقهقهه عابثة؛ لكنه جد وقور، وخفه روح واثقة.
فابتسم فرسولنا اكرم الناس كان يضحك احيانا حتى تبدو نواجذه
ان السرور والانشراح ياتي مع العلم؛ لان العلم عثور على الغامض اما الجهل فموت للضمير
“اني اعظك ان تكون من الجاهلين” لا تحزن وسوف اخبرك بما تفعله ان اصبت بالارق
احرص على قراءه الاذكار، واهجر النوم بالنهار الا لحاجه ماسة، والزم القراءه والكتابه حتى النوم
ففيها فوائد منها
طرد الوسواس، وتنميه العقل، والاستفاده من تجارب الناس، واجتناب الخوض في الباطل. ثم اتعب الجسم
بالعمل النافع نهارا، وقلل من شرب المنبهات كالقهوه والشاي
واياك اربعا: الاولى: التسخط من قضاء الله وقدره. الثانية: الوقوع في المعاصي بلا توبة. الثالثة:
الحقد على الناس، وحب الانتقام منهم، وحسدهم على ما اتاهم الله من فضله. ويقال: لا
راحه لحسود الرابعة: الاعراض عن ذكر الله
اذن فما هي السعادة؟
“كن في الدنيا كانك غريب اوعابر سبيل” “فطوبى للغرباء” ليست السعاده شيكا يصرف، ولادابه تشترى،
ولاورده تشم، ولا برا يكال، ولا بزا ينشر. السعاده سلوه خاطر بحق يحمله، وانشراح صدر
لمبدا يعيشه، وراحه قلب لخير يكتنفه. ان من تعاسه العبد: ظلمه لعباد الله، حتى قال
احد الحكماء: “خف ممن لم يجد له عليك ناصرا الا الله” وهنالك اخبار ووعد وبشاره
من الله للذين امنوا قوله جل وعلا: “ان الله يدافع عن الذين ءامنوا”. واذا اراد
الله شيئا هيا اسبابه، وما هناك اتعس من الذي يريد ات يكون غير نفسه وفي
الحديث: “كل ميسر لما خلق له”. فحسان بن ثابت لا يجيد الاذان، لانه ليس بلالا،
وخالد بن الوليد لا يقسم المواريث، لانه ليس زيد بن ثابت،
وعلماء التربيه يقولون: حدد موقعك. لا تحزن، واعلم انك بوساطه الكتب يمكن ان تنمي مواهبك
وقدراتك
لا تحزن ان قل مالك او رث حالك فقيمتك شيء اخر فقال علي-رضي الله عنه-:
“قيمه كل امرىء ما يحسن”
لا تحزن، فان الايام دول، وكل بطاح من الناس له يوم بطوح. لا تحزن، فيسر
عدوك وفي الحديث: “اللهم لا تشمت بي عدوا ولاحاسدا”
لا تحزن ايها الانسان فان الاوان ان تداوي شكك باليقين فاطمئن: فان العواقب حسنة، والنتائج
مريحة، والخاتمه كريمة. وفي الحديث: “خير العمل ما داوم عليه صاحبه وان قل” فارجوك بلا
فوضويه ولتكن خطواتك مدروسه ويقول الشوكاني: اوصاني بعض العلماء فقال: لاتنقطع عن التاليف ولو ان
تكتب في اليوم سطرين. قال: فاخذت بوصيته، فوجدت ثمرتها
واليك نماذج من السعداء والاشقياء. فيا سعاده هؤلاء: ابو بكر-رضي الله عنه-باية: “وسيجنبها الاتقى* الذي
يؤتي ماله يتزكى”. وسعد بن معاذ-رضي الله عنه-اهتز له عرش الرحمن. وحنظلة-رضي الله عنه- غسلته
ملائكه الرحمن. ويا شقاوه هؤلاء: فرعون: “النار يعرضون عليهاغدوا وعشيا”وقارون “فخسفنا به وبداره الارض”. وابو
لهب “تبت يدا ابي لهب وتب”
واسال الله لي ولكم ان نكون من السعداء. واختم هذا العرض بحمد الله، ولكني لا
اختم معكم بمشروع القراءه حياة، ويكون العطاء بقدر ما يقدر لي الجبار
