تفسير رؤيه المسيح الدجال
يوم القيامه والمسيخ الدجال في المنام
ومن راى ان القيامه قامت فان عدل الله يبسط على الموضع الذي راها قامت فيه
فان كان اهل ذلك الموضع ظالمين انتقم منهم وان كانوا مظلومين نصروا وانصرم الامر بينهم
لان يوم القيامه يوم الفصل والعدل فان راى انه موقوف بين يدي الله عز وجل
في ذلك اليوم فهو كذلك وهو اشد الامر واقواه وكذلك لو راى من اعلام القيامة
شيئا من نحو نشر من القبور او بعث لاهلها او طلوع الشمس من مغربها حتى
يصير الى فصل القضاء والثواب والعقاب فان راى انه دخل الجنه فهو يدخلها ان شاء
الله تعالى وذلك بشاره له بها لما قدم لنفسه او يقدمه من خير فان راى
انه اصاب من ثمارها او اكلها او اعطاه غيره فان ثمار الجنه اعمال البر والخير
فهو ينال من البر والخير بقدر ذلك فان اصابها فان لم ياكل منها شيئا او
لم يصل لماكلها فهو يصيب العلم والخير في دينه ولا ينتفع به وان اعطاها غيره
انتفع بعلمه غيره واما رياضها وبناؤها فهي بعينها كهيئتها واما نساؤها فهي امور من اعمال
البر على قدر جمالهن فان راى انه كان في الجنه مقيما فيها لا يدري متى
دخلها فهو لا يزال منعما له مفضلا عزيزا مصنوعا في اموره مدفوعا عنه المكاره حتى
يخرج منها الى خير ان شاء الله وان راى انه دخل جهنم ثم خرج منها
في يومه ذلك فان ذلك يراه اصحاب المعاصي والكبائر وذلك نذره وينذره ليتوب ويرجع فان
راها ولم يصبه مكروه منها فان ذلك من غموم الدنيا وبلاياها يصيبه من ذلك على
قدر ما يناله منها او راها فان راى انه لم يزل فيها لم يدر متى
دخلها فذلك لا يزال مضيقا عليه متفرقا امره مخذولا ذليلا حتى يخرج منها فان راى
انه ياكل من طعامها او شرابها او نال من حرها او اذى من خزانها فان
كل ذلك اعمال المعاصي منه وقال القيرواني اما من دخل جهنم فان كان كافرا مريضا
مات وان كان مؤمنا تقيا مرض واحتم لان الحمى من فيح جهنم وافتقر وسجن وان
كان سوقيا اتى كبيرا او داخل الكفره والفجره في دورهم او خالطهم في اعمالهم واسواقهم
وقال ان دخول الجنه للحاج يتم حجه ويصل الى الكعبه بيت الله المؤديه الى الجنه
وان كان كافرا او مذنبا وراى ذلك في غيره اسلم من كفره وتاب وان كان
مريضا مات المؤمن من مرضه وافاق الكافر من علته لان الجنه اخره للمؤمنين والدنيا جنه
الكافرين وان كان عزبا تزوج امراه لان الجنه دار الزواج والنكاح وان كان فقيرا استغنى
وقد يرث ميراثا ويدل دخولها على السعي الى الجماعه او الى دار علم وحلق ذكر
وجهاد ورباط والى كل مكان يؤدي اليها واما النفخ ف الصور فان النفخه الاولى داله
على الطاعون او على نداء السلطان في البعوث او قيامه قائمه او سفر عام في
الجميع وكذلك من وعد في المنام بالقيامه وقربها فان كان مريضا مات ويدل الوعد بالقيامه
على حادثه عظيمه من السلطان
(واما النفخه الثانية) فان كانت في الوباء ارتفع لان الخلق يحيون بها وربما دلت على
نداء السلطان في الناس وجمعهم الى امر عظيم اراده ودبره ومن مر على الصراط سليما
من الشدائد والفتن والبلاء فان كان في الحجاز قطعه ونجا منه وكانت الجنه التي بعده
الكعبه وقد يكون الصراط له عقبه فما اصابه نزل به والا كان الصراط دينه فما
عاقه عليه دخل عليه مثله في الدين وفي الصراط المستقيم واما الايات التي هي اشراط
القيامه فانها خوف وحادثه قال الله تعالى {وما نرسل بالايات الا تخويفا} وربما دل خروج
الدابه على فتنه تظهر فيهلك فيها قوم وينجو اخرون
(واما خروج الدجال) فدال على مفتون متبوع يدعو الى بدعه تظهر وتقوم