تسعة اعشار الخلق فالتغافل
قال الامام احمد بن حنبل “تسعة اعشار حسن الخلق فالتغافل” و هو تكلف الغفلة مع العلم و الادراك لما يتغافل عنه تكرما و ترفعا عن سفاسف الامور .
والحسن البصرى يقول: “ما زال التغافل من فعل الكرام”
قيل : ما استقصي كريم قط .
ليس الغبى بسيد فقومة *** لكن سيد قومة المتغابي
لا اعلم لماذا نملا حياتنا بتتبع الاخطاء و الاصرار على مناقشتها و نفقد بذلك
دقيقة و ساعات بل قد ايام نناقش و نغضب و عندما نتسامح تبدا الذكرى
ونتذكر تلك اللحظات المؤلمة
ومالنا لا نتذكر؟
وقد سمحنا لتلك الاخطاء ان تتخذ لها مكانا فذاكرتنا بمناقشتها و البحث فثناياها
وذهبت ايامنا كلها حزنا فحزن
لو امعنا النظر فقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله -: “وليس من شرط اولياء الله المتقين الا يكونوا مخطئين فبعض الحاجات خطا مغفورا لهم،
بل و لا من شرطهم ترك الصغائر مطلقا،
بل و لا من شرطهم ترك الكبائر او الكفر الذي تعقبة التوبة”[7].
قال اولياء الله المتقين
فما بالنا ببقية الناس؟
يتتبع الاب اخطاء ابنة ليرهقة بكثرة المعاقبة و كان ذلك الابن ولد متعلما بل و كان ذلك الاب لم يامر بتربية ابناءه
واى تربية هذي التي تجعل من العقاب الخطوة الاولي و من التعليم الخطوة الثانية؟
واى نفس تتقبل النصح بعد العتاب و قد التهزئ او التجريح؟
فينشا الطفل محملا بالجروح و الاهانات و تنعدم سبل التواصل بينة و بين و الديه
هذا هو الحال مع اب و ابنة او ام و ابنتها
فكيف سيصبح الحال بين زوج و زوجته؟
الزوج اختار زوجتة و هو يحلم بان تكون مثالية للغاية
وينتظر ان تفعل له ما يريد و ان تقوم بما يحب
وكانها تعلم بما فنفسه
او خلقها الله شاذة عن الخلق الذين جبلوا على الخطا
وما ان يعاشرها الا و تبدا المشاكل
والسبب
لماذا فعلتى هذا؟
ولماذا لم تقولى هذا؟
فيموت فنفس الزوجة الطموح لارضاء زوجها
والسعى لاسعاده
والاسباب =كثرة الانتقاد و المحاسبة و قلة التشجيع
ما ينطبق على الزوج ينطبق على الزوجة كذلك
ان التغافل عن الاخطاء ليس تاكيدا للخطا او عدم اهتمام
بل ليس سذاجة و لا غباء و لا ضعف
بل هو الحكمة بعينها
وقال عثمان بن زائدة،
قلت للامام احمد: العافية عشرة اجزاء تسعة منها فالتغافل،
فقال: “العافية عشرة اجزاء كلها فالتغافل ”
نعم و الله انه العافية بعينها
لان الناس جبلوا على الخطا و من الغباء و الحماقة ان ننتظر من الناس ان يفعلوا ما نريد او ان يقولوا ما نريد
بل يجب ان نتعامل مع الناس معاملة و اقعية مرنة تاخذ فحسبانها طبيعة الناس التي جبلت و تعودت على الخطا
لذا الايمان بان جميع بنو ادم خطاء يقتضى ان نتغافل عن تلك الاخطاء ما لم تجر مفاسد
مذاهب الناس فالخطا مختلفة
ولكن مهما ابتعدت او اقتربت
اجعل من نفسك اعمي و اصم
وتغافل عن الخطا و لا تفكر فالوقوف عند الخطا و تعاتب
فان كثرة العتاب تنفر و تفرق
ولا تنسي ان تلتمس العذر و تحسن الظن و تقبل الاعتذار
قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضى الله عنه -: “لا تظن بكلمة خرجت من اخيك المؤمن الا خيرا،
وانت تجد لها فالخير محملا”
قال الامام ابن القيم: “من اساء اليك بعدها جاء يعتذر من اساءته،
فان التواضع يوجب عليك قبول معذرته،
حقا كانت او باطلا،
وتكل سريرتة الى الله..
“.
ثم قال: “وعلامة الكرم و التواضع انك اذا رايت الخلل فعذرة لا توقفة عليه و لا تحاجه،
وقل: ممكن ان يصبح الامر كما تقول،
ولو قضى شيء لكان،
والمقدور لا مدفع له و نحو ذلك”.
قال الامام الشافعي: “الكيس العاقل؛
هو الفطن المتغافل”
وكفانا قول المصطفى ((يبصر احدكم القذاة فعين اخية و ينسي الجذع فعينه))
- تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
- خلق التغافل