تاخر الحمل بدون اسباب
قال سبحانه وتعالى: ((لله ملك السموات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا و
يهب لمن يشاء الذكور* او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير)).
الشورى 49، 50.
ان ما ذكر في كتاب الله الكريم هو احدى ايات الله في خلقه فهو يوزع
رزقه كيف يشاء فنعمه انجاب الاطفال لا يعطيها الله عز وجل لكل البشر، ووجدت اسباب
كثيره تؤدي الى عدم قدره الزوجين على الانجاب وكذلك وجد العلاج لكثير منها. ولكن قد
يتاخر الحمل فيسعى الزوجان لمعرفه السبب وبعد اجراء العديد من الفحوصات الطبيه للزوجين لا يتضح
سبب ظاهر لتاخر الحمل وهذه المشكله توجد في حوالي 10% الى 26% من الازواج الذين
يعانون من تاخر الحمل.
ما الذي يعنيه تاخر الحمل بدون سبب ظاهر؟
انه يعني ببساطه شديده عدم القدره على ايجاد تفسير طبي لتاخر الحمل. وهناك نوعين له:
الاول هو عدم وجود سبب بيولوجي لتاخر الحمل لدى الزوجين، والثاني هو وجود سبب بيولوجي
لتاخر الحمل و لكن يكون هناك صعوبه في تشخيص هذا السبب لعدم وجود وسيله دقيقه
لتشخيصه حتى الان.
وتاخر الحمل بدون سبب ظاهر قد يحدث لزوجين لم يسبق لهما الانجاب وفي هذه الحاله
يطلق عليه تاخر حمل اولي وقد يحدث لزوجين سبق لهما الانجاب وفي هذه الحاله يكون
تاخر حمل ثانوي.
تشخيص تاخر الحمل بدون سبب
يعتمد التشخيص على استبعاد الاسباب الاساسيه لتاخر الحمل لدى الزوجين وبالتالي توفر كل العناصر الاتية:
حدوث التبويض بصوره طبيعيه منتظمة.
قناتا فالوب في حاله طبيعية.
عدم وجود التصاقات في الحوض.
عدم وجود انتباذ بطانه الرحم (بطانه الرحم المهاجرة).
السائل المنوي للزوج يحتوي على عدد طبيعي من الحيامن التي تكون طبيعيه الحركة.
التاكد من حدوث الجماع بصوره طبيعيه وبعدد من المرات في الشهر خاصه في فتره التبويض
عند المراة.
استبعاد اي سبب طبي اخر قد يؤثر على حدوث الحمل لدى اي من الزوجين.
» كما سبق، نرى انه لتشخيص تاخر الحمل بدون سبب ظاهر ينبغي عمل الاتي:
التاريخ المرضي والكشف الطبي لكلا الزوجين.
اجراء التحاليل الطبيه اللازمه للمراه والخاصه بحدوث التبويض.
متابعه التبويض.
فحص السائل المنوي للزوج.
عمل اشعه بالصبغه على الرحم وقناتي فالوب.
منظار للحوض.
بعض تفسيرات تاخر الحمل بدون سبب ظاهر
هناك بعض التفسيرات التي تم اكتشافها ووجد انها قد تكون مسئوله عن تاخر الحمل بدون
سبب ظاهر، ويتم تشخيصها فقط حتى الان لاغراض البحث العلمي ولم يتم ايجاد وسائل تطبيقيه
لتشخيصها على المرضى حتى الان و تشتمل على الاتي:
عيوب بقناتي فالوب:
قناه فالوب خلقها الله سبحانه وتعالى لتساعد على نقل البويضه ويتم فيها التزاوج بين الحيامن
والبويضات ثم تكوين الجنين الذي يسير فيها ويتغذى منها لمده 3 الى 4 ايام قبل
نزولها الى الرحم. وقد يحدث ان تكون القناه مفتوحه ولكنها لا تعمل بالصوره الطبيعيه وبالتالي
لا تحدث هذه الخطوات الاساسيه لحدوث الحمل.
ضعف كفاءه البويضات:
يحتوي المبيضان على الاف من البويضات، ولكن ليست جميعها تكون مهياه للتلقيح وتكوين اجنه ولذلك
قد يكون شكل البويضه او حجمها او محتواها من الكروموسومات الوراثيه غير طبيعي وبالتالي لا
يحدث الحمل.
تحول حويصله جراف الى الجسم الاصفر بدون خروج البويضة:
فيحدث احيانا اثناء التبويض ان تحبس البويضه داخل حويصله جراف (التي تحتوي البويضه اثناء فتره
نموها ونضجها) والطبيعي ان يتم انفجار هذه الحويصله وخروج البويضه منها الى قناه فالوب ثم
تتحول الحويصله الى ما يسمى الجسم الاصفر وبناء على حبس البويضه داخل الحويصله فلا يحدث
التبويض ابدا.
مشاكل مرحله ما بعد التبويض:
بعد خروج البويضه من المبيض تبدا مرحله تعرف باسم مرحله ما بعد التبويض وفيها ينتج
الجسم الاصفر هرمون البروجيسترون والذي يعمل على تجهيز بطانه الرحم لاستقبال الجنين وانغراسها. قد تحدث
مشاكل في انتاج هذا الهرمون فتقل كميته او معدل زيادته او هبوطه سريعا وبالتالي لا
تتمكن بطانه الرحم من استقبال الجنين.
مشاكل مناعية:
الجهاز المناعي خلق لحمايه الجسم من الامراض والعدوى ولكن الجهاز المهم قد يصيبه احيانا خلل
وظيفي وينتج عن ذلك ان يبدا الجسم في مهاجمه خلاياه الطبيعية، وقد يحدث ان يهاجم
الجهاز المناعي البويضات في المراه او يهاجم الحيامن في الرجل ويؤدي ذلك الى حدوث التصاقات
بالحيامن وعدم قدرتها على الحركه او حتى موتها.
العدوى:
قد يكون سبب تاخر الحمل هو وجود ميكروب يعرف باسم (ميكوبلازما، نوع ت) وهذا الميكروب
يوجد باعداد قليله جدا وبالتالي يصعب وجوده وتشخيصه في العينات التي تؤخذ من عنق الرحم
لتحليلها.
ضعف الحيامن:
ليحدث الحمل لا بد من ان تقوم الحيامن باختراق الغلاف الخارجي للبويضة، وقد نرى حيامن
تبدو طبيعيه في كل شيء ولكنها غير قادره على اختراق هذا الغلاف اما بسبب التغير
في نمط الحركه قبل وصول الحيامن الى البويضات او بسبب نقص في الانزيمات المذيبه لجدار
البويضة، وبالتالي لا يحدث تلقيح للبويضه ومن ثم لا يحدث حمل.
اسباب نفسية:
الحاله النفسيه تؤثر بشكل كبير جدا على الانجاب في المراه والرجل، فجميع الوظائف الخاصه بحدوث
الحمل يتحكم فيها المخ وبالتالي فان الحاله النفسيه السيئه او اضطراب المشاعر قد تؤدي الى
ضعف في قدره المخ على التحكم في هذه الوظائف. ولعل من اهم هذه الاسباب مرض
الاكتئاب الذي قد يقلل من فرصه حدوث الحمل بصوره كبيرة.