بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة , كل المعلومات عن الرحلة التي اثرت في تاريخ العالم

بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة

 bd41c4d81ab1659151004d07ca624dab

عندما هاجر الرسول -صلي الله عليه و سلم- من مكة لم يهجر قلبة تراب مكة و لا الكعبة الرابضة فقلب مكة،
ولقد اعلن -صلي الله عليه و سلم- هذا بعبارة صحيحة عندما التفت الى مكة و هو يودعها قائلا: “ما اطيبك من بلد و احبك الي!
ولولا ان قومى اخرجونى منك ما سكنت غيرك”.
(رواة الترمذي).

وعندما هاجر الرسول -صلي الله عليه و سلم- من مكة لم يهجر قريشا و لا بنى هاشم،
فلقد كان يحب الجميع،
ويتمني لهم الهداية و الخير،
كما انه -وهو الوفي- لم ينس لبنى هاشم -مسلمهم و كافرهم- مواقفهم معه عندما قادتهم عبنوتة الرحم فحموة من جميع القبائل،
ودخلوا معه شعب ابي طالب يقاسون معه و مع المسلمين الجوع و الفاقة،
ولا يمنون عليه بذلك،
مع انهم على غير دينه،
لكنة الولاء للارحام.

هاجر عليه السلام و لكنة لم يهجر

فالرسول المهاجر -صلي الله عليه و سلم- لم يهجر جميع هذا بل حملة معه فقلبه،
يحن الى هذا اليوم الذي يعود به الى مراتع الصبا،
والي الرحم الذي و قف معه حتي قال قائلهم و سيدهم ابو طالب: “اذهب يا ابن اخي!
فقل ما شئت فوالله لن اسلمك ابدا”،
مع انه لم يكن على دينه.

 20160722 64

وانما كانت هجرة الرسول -صلي الله عليه و سلم- من مكة هجرا للوثنية المسيطرة التي لا يريد اصحابها ان يتعاملوا بمنطق الدين او منطق العقل او منطق الاخلاق.
فهذه و ثنية يجب ان تهجر و ان يهاجر من مناطق نفوذها و اشعاعاتها.

وانما هاجر الرسول،
وهجر -الي جانب الوثنية المسيطرة- تلك العبنوتة المستعليه التي تعرف منطق القوة،
ولا تعرف منطق الحق،
وليس فو عيها و لا فقاموسها ان تهادن الايمان،
وان تترك مساحة للتفاهم و الحوار،
وبالتالي تصبح الحياة معها -بعقيدة ايمانية بعيدة عن اشعاعاتها- امرا مستحيلا.

اننا نريد ان يفهم مضمون الهجرة الاسلامية كما ينبغى ان يفهم،
وان تكون هجرة الرسول هي المرجعية لهذا الفهم.
فقد بعث محمد -صلي الله عليه و سلم- “رحمة للعالمين”،
فكيف تكون اذن رحمتة بالقوم الذين انتسب اليهم،
او بالقوم الذين عاش معهم،
او بالارض الطاهرة التي نشا فيها،
وتربي فبطاحها و تنسم عبيرها،
وشاهد جموع الزاحفين الى ارضها الطاهرة من جميع فج عميق؟!

ان رحمتة -بالضرورة هنا- لا بد ان تكون اكبر من اي رحمة اخرى… و لهذا نراة -صلي الله عليه و سلم- يرفض دائما ان يدعو على اهل مكة،
وحتي و هو فهذه اللحظة البالغة الصعوبة،
عندما و قع فحفرة حفروها له فموقعة احد،
وتناوشتة سهامهم من جميع مكان،
وسالت دماؤة الطاهرة على جبل احد الذي كان يتبادل الرسول -صلي الله عليه و سلم- الحب معه،
لان بعض قطرات دمائة الزكية ربما اختلطت بتراب احد الطاهر،
فاصبحا حبيبين… حتي فهذه اللحظة البالغة الصعوبة لم يستطع لسانة الزكي،
ولا قلبة التقى ان يدعو عليهم،
ولا ان يشكوهم الى الله،
وانما كان يردد على مسمع من الناس جميعا: “اللهم اهد قومى فانهم لا يعلمون” (متفق عليه).
وعندما كان يري تمادى قريش فالحرب كان يتاسف عليهم و يقول: “يا و يح قريش لقد اكلتهم الحرب،
ماذا عليهم لو خلوا بينى و بين سائر الناس” (رواة الامام احمد فمسنده).

 20160722 65

وكم راودتة الجبال الشم -بامر من الله- ان تطبق عليهم فكان يرفض و يقول: “ارجو ان يظهر الله من اصلابهم من يعبد الله و حدة لا يشرك فيه شيئا” (متفق عليه).
وعندما جاءتة فرصة السلام معهم اصر عليها،
مع تعنتهم فالشروط تعنتا اغضب اصحابه،
لكنة كان يريد لهم الحياة،
والا تستمر الحرب فاكلهم،
والا يبقوا -وهم قومة و شركاؤة فالوطن- مستمرين فتاليب القبائل عليه لدرجة انهم اصبحوا العقبة الكاداء فطريق الاسلام؛
مما يفرض عليه بامر الله الجهاد لازالة هذي العقبة،
ونجح الرسول فازالة عقبتهم بقبول شروطهم المجحفة،
حبا لهم،
وحفاظا على بقائهم،
وكذلك لافساح الطريق امام دين الله.

اما حين دخل مكة -صلي الله عليه و سلم- فاتحا فقد حافظ بكل قوة على كرامتهم و دمائهم،
ولم يقبل مجرد كلمة خرجت من فم سعد بن عبادة رضى الله عنه -احد الصحابة و القادة الاجلاء- و هذا عندما قال: “اليوم يوم الملحمة” فنزع الراية منه،
واعطاها لابنة قيس و قال “لا،
بل اليوم يوم المرحمة،
اليوم يعز الله قريشا”(1).

 20160722 66

وعندما استسلمت مكة كلها تماما،
وقف اهل مكة ينتظرون حكمة فيهم مستحضرين تاريخهم الظالم معه،
لكنهم سرعان ما تذكروا انه الرءوف الرحيم الطاهر البريء من رغبات الانتقام او المعاملة بالمثل.
فلما سالهم: “ما تظنون انني فاعل بكم”،
قالوا: “اخ كريم و ابن اخ كريم”،
فرد عليهم قائلا: ﴿لا تثريب عليكم﴾ (يوسف: 92)،
وهي كلمة نبى الله يوسف عليه السلام التي قالها لاخوته،
ومنها ندرك انه اعتبرهم جميعا اخوته،
كانهم اخوة يوسف عليه السلام،
ثم اعلن العفو العام بتلك الجملة الخالدة: “اذهبوا فانتم الطلقاء لوجة الله تعالى”(2).
فكانة انقذهم من الموت الزؤام عليه الصلاة و السلام.

 

  • بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة
  • بحث شاملعنالهجرةالنبوية


بحث كامل عن الهجرة النبوية الشريفة , كل المعلومات عن الرحلة التي اثرت في تاريخ العالم