بحث كامل عن الصلاة
المقدمة
{ ان الصلاه كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } صدق الله العظيم
الصلاة… اساس شخصيه المسلم، فبها يطهر قلبه، ويتعمق ايمانه، وتتصل روحه بالملا الاعلى، وتنظم اموره،
فتقوى لديه دوافع البر والاحسان والصلاح وفعل الخيرات.
لذا فان للصلاه اثر ايجابي في تنظيم المجتمع.
والصلاة… طريق الهدى، والباعثه للحياة، وسبب تحرر الانسان من الضياع، والسير على سنن الانبياء عليهم
السلام.
ومن هنا انطلاقه هذا العمل الذي يجمع امورا عديده عن الصلاة، و يتناول فصلين؛ الاول
يشمل تعريفا بالصلاه وفضلها وادابها، والثاني يشمل افعال الصلاه واسرارها، بالاضافه الى الاسرار الطبيه لحركات
الصلاة.
اخيرا، ارجو من الله العلي القدير ان يوفقني في اتمام هذا العمل، مع الشكر الجزيل
لمدير الدوره الاخ الاستاذ غسان همداني لاتاحه الفرصه لي من اجل البحث في هذا الموضوع.
الفصل الاول: الصلاة
اولا: تعريف الصلاة
لغة: الدعاء.
شرعا: هي اقوال وافعال مفتتحه بالتكبير ومختتمه بالتسليم بشرائط مخصوصة، وهي الركن الثاني من اركان
الاسلام فريضه على كل مؤمن ومؤمنة. قال تعالى:
(فاقيموا الصلاه *ان الصلاه كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) سوره النساء ايه 103(1)
ان الصلاه في المنجد جمعها صلوات، والصلاه من الله الرحمة، والثناء على العبادة. وفي تعريفات
الجرجاني، الصلاه اذكار معلومه بشرائط محصوره في اوقات مقدرة. وسميت بذلك من الاستقامة، صليت العود
على النار اذا قومته، والصلاه تقيم العبد على طاعه الله وخدمته وتنهاه عن خلافه، وهي
صله بين العبد وربه. قال تعالى:
(ان الصلاه تنهى عن الفحشاء والمنكر). (2)
تعتبر الصلاه من اهم العبادات الجامعه للفوائد الكثيره فهي افضل الاعمال بعد التوحيد، ففي الحديث:
(ما افترض الله على خلقه بعد التوحيد شيئا احب اليه من الصلاة، ولو كان شيء
احب اليه من الصلاه تعبد به ملائكته، فمنهم راكع وساجد وقائم وقاعد).
والصلاه اول ما ينظر فيه عمل ابن ادم، واول ما يحاسب به، ان قبلت قبل
ما سواها، وان ردت رد ما سواها.
ان قبلت تقبل بها الاعمال وان ترد رد كل ما عمل
الصلاه جامعه للدعاء والركوع والسجود وتلاوه القران، ولذلك صارت من الاعمال التي تقرب الانسان الى
ربه، ومن خلالها يعرج الى عالم الملكوت والطهاره والكمال. (3)
هي التوجه الى الله، والمواجهه مع الله، والتحدث مع الله، والطلب من الله، والخشوع الى
الله. هي مصدر الايحاء والقوه واتخاذ الكمال من الصحبه مع الله لها تاثير كبير في
الدين حتى جعلت الصلاه عامود الدين. (1)
ان الصلاه احدى الدعائم التي بني عليها الاسلام، وهي اصل الاسلام وعمود الدين ووجهه، وهي
اخر وصيه النبي (ص) ووصايا الانبياء عليهم السلام.(2)
ثانيا: فضل الصلاة
شرع الله لهذه الامه من الشرائع ايسرها عملا، واسهلها فعلا، واعظمها ثوابا، واعملها خيرا، ومن
اجل هذه الفرائض فريضه الصلاه التي فرضت من فوق سبع سماوات خمسين صلاة، ثم خففت
فضلا من الله ونعمه وتيسيرا ورحمه الى خمس صلوات في اليوم والليلة: صلاه الفجر، صلاه
الظهر، صلاه العصر، صلاه المغرب، وصلاه العشاء. هي خمس في العدد وخمسون في الاجر. (1)
ان الله تعالى يمحو الخطايا بالصلوات الخمس، وهي نور في الدنيا والاخرة، منزله للرحمه وجالبه
للرزق، وسبب لتكفير السيئات وزياده الحسنات ورفع الدرجات. (2)
قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاه وانها لكبيره الا على الخاشعين) سوره البقره ايه 45.
المراد بالصبر الصوم، وفائده الاستعانه به انه يذهب بالشره وهوى النفس. وفائده الاستعانه بالصلاة، ما
فيها من تلاوه للقران والتدبر لمعانيه والاتعاظ بمواعظه والائتمار باوامره والانزجار عن نواهيه. وكان النبي(ص)
اذا احزنه امر استعان بالصلاه والصوم. وخص الله الصلاه بالذكرفي الايه الكريمه ب ” كبيره
” لقربها منه, ولانها الاهم والافضل. (3)
الصلاه غذاء للروح، كلما اردنا ان نقوي الروح بمعنى ان نسمو بانسانيتنا علينا ان نهتم
بجميع الواجبات وبالاخص الصلاة. فالانسان حين يتوضا ويقف امام الله خاشعا خاضعا، يناجي الله سبحانه
وتعالى داعيا وراجيا املا ومتفائلا برحمته تعالى. وحين يفعل هذا يشعر براحه نفسيه وطمانيننه داخليه
لانه وضع الامه في يد الرحمن الرحيم، وتحدث مع الله الذي بيده الملك وهو على
كل شيء قدير.
وكان النبي(ص) اذا اتعبه واحزنه امر كان يامر بلال بان يؤذن للصلاة، ويقول(ص): ” قم
يابلال فارحنا بالصلاه “، وقال (ص): ” حبب لي من دنياكم ثلاث، الطيب والنساء وجعلت
قره عيني الصلاه “.
الصلاه وان كانت عباده دينيه وروحيه الا انها ايضا رياضه بدنيه من اول النيه الى
ختامها، نجد فيها حركات رياضيه متعدده بعضها يفيد الذراعين وبعضها يفيد القدمين، وبعضها يفيد الجذع
والعمود الفقري، وبعضها يفيد عضلات الرقبة. فتتحرك كل اعضاء الجسم واجهزته الظاهر منها والداخلي، وعندئذ
يستفيد كل جسم من هذه الرياضه ومن الحركه وتتجدد حيويته. (1)
ان الصلاه تغسل صاحبها من الذنوب، وفيها سكينه للنفس وراحه للبال. (2)
ثالثا: اداب الصلاة
1 الخشوع وحضور القلب:
وهي من اهم الامور التي يجب مراعاتها فلا يحاول المصلي ان يعمل اي عمل يشغله
عن صلاته، قال تعالى:(قد افلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون) سوره المؤمنون، الايتان
2 و3 . ” افلح ” من قوله تعالى اي دخل في الفلاح، اما “خاشعون”
فتعني خاضعون متواضعون متذللون لايرفعون ابصارهم عن مواضع سجودهم، ولا يلتفتون يمينا ولا شمالا.
قال الصادق عليه السلام: (اذا استقبلت القبله فانس الدنيا وما فيها، والخلق وما هم فيه،
استفرغ قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله، وعاين بسرك عظمه الله، واذكر وقوفك بين
يديه يوم تبلو كل نفس ما اسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق، وقف على قدم
الخوف والرجاء).
قال امير المؤمنين عليه السلام: (اذا قام احدكم الى الصلاه فليصل صلاه مودع). وقال عليه
السلام: (سئل بعض العلماء من ال محمد صلى الله عليه واله فقيل له، ما ادب
الصلاة؟ قال: حضور القلب، وافراغ الجوارح، وذل المقام بين يدي الله تبارك وتعالى، ويجعل الجنه
عن يمينه، والنار عن يساره، والصراط بين يديه، والله امامه). (1)
2 الصلاه جماعة:
يستحب للمؤمن المحافظه والحضور في صلاه الجماعة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه واله:
(صلاه الرجل في جماعه خير من صلاته في بيته اربعين سنة، قيل يا رسول الله
صلاه اليوم؟ فقال (ص) صلاه واحدة، ثم قال: اذا كان العبد خلف الامام كتب له
مائه الف عشرين درجة).
3 الصلاه في المسجد:
وهي من الامور التي حثت عليها الشريعه الاسلامية، فعن الامام الصادق عليه السلام:
(عليكم باتيان المساجد فانها بيوت الله في الارض، من اتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه
وكتب من زواره). وعنه عليه السلام:(ان الصلاه في المسجد فردا باربع وعشرين صلاة).
(1) بحار الانوار، الجامعه لدرر اخبار الائمه الاطهار، تاليف العلامه الشيخ محمد باقر المجلسي ”
قدس الله سره ” ، الوفاء بيروت لبنان ، الجزء 81، ص 226 حتى 236
4 قراءه سوره القدر في الفرائض:
عن الامام الصادق عليه السلام: (من قرا “انا انزلناه” في فريضه من الفرائض، ناد مناد:
ياعبد الله قد غفرت لك ما مضى فاستانف العمل).
5 تنظيف الاسنان بالسواك وفرشاه الاسنان:
قال الباقر والصادق عليهما السلام:(صلاه ركعتين بسواك افضل من سبعين ركعه بغير سواك). (1)
الفصل الثاني:اسرار الصلاة
اولا: افعال الصلاة
يجب في افعال الصلاة: النية، تكبيره الاحرام، القيام، القراءه والذكر، الركوع، السجود، التشهد، التسليم، الترتيب،
الموالاة.
1 النية:
الصلاه من العبادات التي تجب فيها النية، ولا بد فيها من الاتيان بالافعال نقصد كونها
صلاه قربه الى الله تعالى. (1) هي من اعمال القلب لا اللسان، ولذلك ليس لها
لفظ محدد ما دام محلها القلب. (2)
2 تكبيره الاحرام:
بها يكون الدخول الى الصلاة، وهي ركن تبطل الصلاه بنقصها عمدا او سهوا، كما تبطل
بزيادتها عمدا. صورتها ” الله اكبر “.
3 القيام:
يشترط في الصلاه الواجبه مع القدره ، القيام حال تكبيره الاحرام، وحال القراءه او الذكر
بدلا عنها وقبل الركوع وبعده. يجب مع الامكان الاعتدال في القيام، فاذا انحنى بظهره او
مال الى احد الجانبين بطل، وكذا اذا فرج بين رجليه كثيرا او قوسهما بثني الركبتين
الى الامام. (1)
4 القراءه والذكر:
وهي قراءه سوره الفاتحه (الحمد) وسوره كامله اخرى بعدها في الركعتين الاولى والثانية، قراءه صحيحه
دون اي خطا مع قراءه البسمله قبل كل سورة، عدا سوره التوبة. وفي الركعتين الثالثه
والرابعه “سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر”. (2)
5 الركوع:
وهو واجب في كل ركعه مرة، فريضه كانت او نافلة، وهو الانحناء الى الامام بمقدار
تصل معه اطراف الاصابع الى الركبتين لو كان الساقان مستقيمين ولم ينثنيا الى الامام. ويجزئ
فيه “سبحان ربي العظيم وبحمده” او “سبحان الله” ثلاثا.
6 السجود:
هو وضع الجبهه على الارض بقصد الخضوع. والواجب منه في كل ركعه سجدتان. وهو على
سبعه اعضاء: الجبهه والكفين والركبتين وابهامي الرجلين، ويستحب اضافه الانف اليها. ويقال فيه “سبحان ربي
الاعلى وبحمده”.
7 التشهد:
هو واجب في الثنائيه مره بعد رفع الراس من السجده الاخيره من الركعه الثانية، ويجب
ان يضيف اليها في الثلاثيه والرباعيه مره اخرى بعد رفع الراس من السجده الاخيره من
الركعه الاخيرة. يجزئ في التشهد قول “اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك
له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وال محمد”.
8 التسليم:
هو واجب في كل صلاة، وهو اخر اجزائها، والمحلل لها. (1) يقال فيه “السلام عليك
ايها النبي ورحمه الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وبركاته”. ( 2)
9 الترتيب:
يجب الاتيان بافعال الصلاه على النحو المتقدم بان يفتتح الصلاه بالتكبير، ويقدم القراءه او الذكر
في كل ركعه على الركوع، الركوع على السجود، والسجود على التشهد، والتشهد على التسليم. (
1)
10 الموالاة:
هي عدم الفصل الزمني بين اجزاء الصلاه على وجه يوجب محو صوره الصلاة، فعندما ينتهي
جزء من اجزاء الصلاه يبدا اللاحق بها مباشره وهكذا.(3)
ثانيا: اسرار افعال الصلاة
لابد للمكلف المتيقظ من التفكر في اسرار الصلاه والتادب بادابها، والا كانت بمنزله الجسد من
غير روح، والشجره من غير ثمرة، والعمل من غير غاية.
1 النية:
النيه هي العزم على اجابه الله تعالى في امتثال امره بالصلاه واتمامها، رجاء ثوابه وطلب
القربه منه. قال الصادق عليه السلام: (صاحب النيه الصادقة، صاحب القلب السليم)، وقال الله تعالى:
(يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم) سوره الشعراء الايتان
88 89. ان صاحب النيه الخالصة، نفسه، وهواه معه مقهوران تحت سلطان الله والحياء منه.
2 تكبيره الاحرام:
ان الله سبحانه وتعالى اكبر من كل شيئ او اكبر من يوصف او من ان
يدرك بالحواس، او يقاس بالناس. قال الصادق عليه السلام:(اذا كبرت فاستصغر ما بين السموات العلى
والثرى دون كبريائه). ان تكبيره الاحرام تبعث في النفس بهجه وفي القلب سرورا بمناجاه الله
تعالى؛ وذلك لمن صدق في تكبيره لله، والا فقد عرف سلب لذه المناجاه وحرمان حلاوه
العبادة.
3 القيام:
دوام القيام تنبه على ادامه القلب مع الله تعالى على نعت واحد من الحضور، قال
النبي (ص):(ان الله مقبل على العبد ما لم يلتفت). قال تعالى:(الذي يراك حين تقوم وتقلبك
في الساجدين) سوره الشعراء الايه 219.
4 القراءه والذكر:
ان كلام الله المشتمل على الاساليب العجيبه والاوضاع الغريبة، والاسرار الدقيقة، والحكم الانيقة، ليس المقصود
منها محرد حركه اللسان، بل المقصود معانيها وتدبرها، ليستفيد منها حكمه وحقائق، واسرارا، وامرا ونهيا،
وذكر انبيائه ونعمه. ان كل ما يشغل عن فهم معاني القراءه فهو وسواس، لذا يجب
قول “اعوذ بالله من الشيطان الرجيم” لانه مترصد لصرف القلب عن الله تعالى حسدا على
مناجاته.
5 الركوع:
في الركوع ذكر لكبرياء الله تعالى وعظمته، وذلا وتواضعا له. و تكرار ذكر “سبحان الله
العظيم وبحمده” زياده في الخضوع والرفعه عند الله تعالى. قال الصادق عليه السلام: (لا يركع
عبد لله تعالى ركوعا على الحقيقه الا زينه الله تعالى بنور بهائه واظله في ظلال
كبريائه وكساه كسوه اصفيائه). في الركوع ادب وفي السجود قرب ومن لا يحسن الادب لا
يصلح للقرب. ان الله تعالى يرفع عباده بقدر تواضعهم له، ويهديهم الى اصول التواضع والخضوع
والخشوع بقدر اطلاع عظمته على سرائرهم.
6 السجود:
هو اعظم مراتب الخضوع واحسن درجات الخشوع، واعلى مراتب الاستكانة، واحق المراتب باستيجاب القرب الى
الله تعالى، وتلقي انوار رحمته. وقد جعل اله تعال معنى السجود سبب التقرب اليه بالقلب
والسر والروح، فمن قرب منه بعد عن غيره. قال الصادق عليه السلام: (ما خسر والله
قط من اتى بحقيقه السجود، ولوكان في العمر مره واحدة). ان تكرار ذكر “سبحان ربي
الاعلى وبحمده” تجديد لعظمه الله وعلوه في كل مرة، اما حركات السجود تذكير للعبد بالموت
والبعث. قال تعالى:(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تاره اخرى) اي انه من التراب خلق،
واليه يرد، ثم يخرج منه مره اخرى.
7 التشهد:
قال الصادق عليه السلام: (التشهد ثناء على الله تعالى فكن عبدا له في السر خاضعا
له في الفعل)، لذا يجب ان يرافق التشهد شعور بالرهبه والحياء والوجل من الله تعالى.
ان شهاده ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والمقرونه بالصلاه على النبي
واله تاسيس لمراتب السعاده والفضيلة. قال صلى الله عليه واله:(من صلى علي صلاه واحده صلى
الله عليه عشرا).
8 التسليم:
وهو قول ” وبركاته” واصل السلام مشترك بين التحيه الخاصه وبين الاسم المقدس من اسماء
الله تعالى، ومن قوله تعالى:(هو الله الذي لا اله الا هو * الملك القدوس المؤمن
المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عم يشركون). سوره الحشر الايه 23. قال الصادق عليه
السلام: (معنى السلام في دبر كل صلاه الامان) اي من ادى امر الله وسنه نبيه
(ص) خاضعا له خاشعا منه قلبه، فله الامان من بلاء الدنيا والبراءه من عذاب الاخرة.
ومن لا يضع السلام بمواضعه، فلا سلام ولا تسليم، وكان كاذبا في سلامه وان افشاه
في الخلق.
ثالثا: الاسرارالطبيه لحركات الصلاة
يمكن ابراز اسرار حركات الصلاه ودورها في صحه جسم الانسان ووقايته من امراض عديدة، استنادا
الى معلومات ومقالات وابحاث قام بها مجموعه من الاطباء والباحثين.
ان حركات الصلاه الاسلاميه خير تمرين لعضلات ومفاصل الظهر والرجلين وخير وقايه من اصابات العمود
الفقري، فمجرد عمل حركات الصلاه من ركوع وسجود واعاده ذلك عده مرات وكذلك جلوس التشهد
فان الانسان يشعر بحريه الحركه بعد الصلاة.
ويقول “اثناء الصلاه عليك بمراعاه استرخاء ظهرك تماما اثناء الركوع وعدم ثني الركبتين فهذا مدعاه
لشد اربطه والياف وعضلات اسفل الظهر وزياده مرونتها. وعند السجود عليك بمراعه استرخاء منكبيك ورقبتك
والقاء وزن جسمك على الجبهه والانف مما يؤدي الى تخفيف ايه الام في منطقه الرقبه
واعلى المنطقه الصدرية”.
ان الركوع يعمل على تقويه عضلات جدار البطن، ثم انه يساعد المعده على تقلصها، ومن
ثم على قيامها بوظيفتها الهضمية.. كما يسهل على الامعاء ان تدفع بالفضلات الهضميه بصوره طبيعية.
ان وضع الجلوس للتشهد؛ والذي يتكرر 9 مرات يوميا على الاقل، من افضل انواع التمرينات
الوقائيه لحالات جلطه اورده وشرايين الساقين. فاثناء اتخاذ هذا الوضع نلاحظ الانثناء الكامل لمفصلي الركبيتين
مع ضغط ثقل الجسم كله فوق المقعده التي يضغط بدورها على جميع عضلات الساقين، حيث
يتم تفريغ الدم الزائد من اورده وشرايين الساقين مما يؤدي الى التخلص من حلات الاحتقان
الدموي.
ان حركه التكبير هي بمثابه جرعه تنشيط للدوره الدمويه في الاطراف العلويه من ان الى
اخر. اما اثناء السجود فان انبساط وانقباض عضلات الساق الامامية، تعمل على تدليك الاوعيه الدمويه
في الساقين. بالاضافه الى ذلك، تنشط الدوره الدمويه في العنق مع انخفاض وارتفاع الراس اثناء
الركوع والسجود الذي يتكرر 6 مرات بكل ركعة.
ان ثني الركبتين لاخرهما يفيد من منع تصلب مفصلي الركبتين، اما ثني الجذع ووضع الجبهه
على الارض تعتبر من اهم الحركات في عمل نوع من التدليك الذاتي للمعده والجهاز الهضمي
مما يساعد على عمليه الهضم ويمنع الامساك. ان وضع السجود، مفيد للسيدات، لانه يبقي الرحم
في مكانه الطبيعي ويمنع حدوث التواءات او اعوجاج فيه. (1)
ان للسجود اثرا حسنا على الاوعيه الدماغية، وعلى وظائف الدماغ من تفكير وابداع، فكلما كانت
حاله الاوعيه الدماغيه جيده كان وارد الدماغ اليها من الغذاء والاكسجين مع الدم جيدا.
* وقال البرفسور العالمي (الكسيس كاريل):
لعل الصلاه هي اعظم طاقه مولده للنشاط عرفت ليومنا هذا، ولقد رايت بوصفي طبيبا كثيرا
من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم، فلما رفع الطب يده عجزا او تسليما تدخلت الصلاه
فابراتهم من عللهم.
ان صلاه المسلم لها اثر ايجابي في صحته، لانه باتباعها اوقاتا محدده منتظمه تخفف من
حده الاجهاد والروتين في العمل، بينما تعجز صلاه يوم الاحد في الكنيسه عن بلوغ مثل
هذا الهدف.
*وفي الابحاث التي اجراها علماء الطب في كل انحاء العالم:
اشير الى ان للصلاه تاثير مباشر على الجهاز العصبي حيث انها تزيل توتره وتهدئ ثورته،
وتشفي من اضطراباته، بل وتعتبر افضل علاج للارق الناتج عن الاضطراب العصبي. بالاضافه الى تعميق
الايمان واليقين بالله تعالى في النفس البشرية، ولها دور مؤثر في تناقض جهاز المناعه ضد
مواجهه الامراض. (1)
