بحث عن الدولة العثمانية

بحث عن الدولة العثمانية

 64f7f8acd6447ae38ffc19b4ef8d7901

الدولة العثمانية (بالتركية العثمانية: دولت عليهٔ عثمانیه؛[3] بالتركية الحديثة: Yüce Osmanlı Devleti) هي امبراطورية دينية اسسها عثمان الاول بن ارطغرل،
واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة،
وبالتحديد منذ حوالى 27 يوليو سنة 1299م حتي 29 اكتوبر سنة 1923م.[4]

بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها و قوتها اثناء القرنين السادس عشر و السابع عشر،
فامتدت اراضيها لتشمل انحاء و اسعة من قارات العالم القديم الثلاثة: اوروبا و اسيا و افريقيا،
حيث خضعت لها كامل اسيا الصغري و اجزاء كبار من جنوب شرق اوروبا،
وغربى اسيا،
وشمالى افريقيا.

 20160710 104

وصل عدد الولايات العثمانية الى 29 و لاية،
وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول و الامارات المجاورة فاوروبا،
التى اضحي بعضها يشكل جزءا فعليا من الدولة مع مرور الزمن،
بينما حصل بعضها الاخر على نوع من الاستقلال الذاتي.


كان للدولة العثمانية سيادة على بضعة دول بعيدة ايضا الامر،
اما بحكم كونها دولا دينية تتبع شرعا سلطان ال عثمان كونة يحمل لقب “امير المؤمنين” و ”خليفة المسلمين”،
كما فحالة سلطنة اتشية السومطرية التي اعلنت و لاءها للسلطان فسنة 1565م؛
او عن طريق استحواذها عليها لفترة مؤقتة،
كما فحالة جزيرة “انزاروت” فالمحيط الاطلسي،
والتى فتحها العثمانيون سنة 1585م

 20160710 1323




اضحت الدولة العثمانية فعهد السلطان سليمان الاول “القانوني” (حكم منذ عام 1520م حتي عام 1566م)،
قوة عظمي من الناحيتين السياسية و العسكرية،
واصبحت عاصمتها القسطنطينية تلعب دور صلة الوصل بين العالمين الاوروبى المسيحى و الشرقى الاسلامي،[7][8] و بعد انتهاء عهد السلطان سالف الذكر،
الذى يعتبر عصر الدولة العثمانية الذهبي،
اصيبت الدولة بالضعف و التفسخ و اخذت تفقد ممتلكاتها شيئا فشيئا،
علي الرغم من انها عرفت فترات من الانتعاش و الاصلاح الا انها لم تكن كافية لاعادتها الى و ضعها السابق.


انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية بتاريخ 1 نوفمبر سنة 1922م،
وازيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون ف24 يوليو سنة 1923م،
بعد توقيعها على معاهدة لوزان،
وزالت نهائيا ف29 اكتوبر من نفس السنة عند قيام الجمهورية التركية،
التى تعتبر حاليا الوريث الشرعى للدولة العثمانية.[9]

عرفت الدولة العثمانية باسماء مختلفة فاللغة العربية،
لعل ابرزها هو “الدولة العلية” و هو اختصار لاسمها الرسمي “الدولة العليه العثمانية”،
ايضا كان يطلق عليها محليا فالكثير من الدول العربية،
وخصوصا بلاد الشام و مصر،
“الدولة العثملية”،
اشتقاقا من كلمة “عثملي – Osmanlı” التركية،
التى تعني “عثماني”.
ومن الاسماء الثانية التي اضيفت للاسماء العربية نقلا من تلك الاوروبية: “الامبراطورية العثمانية” (بالتركية: Osmanlı İmparatorluğu)،
ايضا يطلق البعض عليها تسمية “السلطنة العثمانية”،
و”دولة ال عثمان”.

 20160710 1324




التاريخ[عدل]

اصل العثمانيين و موطنهم الاول[عدل]

العثمانيون قوم من الاتراك،
فهم ينتسبون – من و جهة النظر الاثنية – الى العرق الاصفر او العرق المغولي،
وهو العرق الذي ينتسب الية المغول و الصينيون و غيرهم من شعوب اسيا الشرقية.[10] و كان موطن الاتراك الاول فاسيا الوسطى،
فى البوادى الواقعة بين جبال الطاى شرقا و بحر قزوين فالغرب،
وقد انقسموا الى عشائر و قبائل عديدة منها عشيرة “قايي”،[10] التي نزحت فعهد زعيمها “كندز الب” الى المراعى الواقعة شمالى غربى ارمينيا قرب مدينة خلاط،
عندما استولي المغول بقيادة جنكيز خان على خراسان.[10] ان الحياة السياسية المبكرة لهذه العشيرة يكتنفها الغموض،
وهي اقرب الى الاساطير منها الى الحقائق،
وانما جميع ما يعرف عنها هو استقرارها فتلك المنطقة لفترة من الزمن،
ويستدل على صحة ذلك القول عن طريق عدد من الاحجار و القبور تعود لاجداد بنى عثمان.[11] و يستفاد من المعلومات المتوافرة ان هذي العشيرة تركت منطقة خلاط حوالى سنة 1229م تحت ضغط الاحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة،
بفعل الحروب التي اثارها السلطان جلال الدين الخوارزمى و هبطت الى حوض نهر دجلة.[12]

قيام الدولة العثمانية (1299–1453)

 20160710 105




توفى “كندز الب” فالعام الاتي لنزوح عشيرتة الى حوض دجلة،
فتراس العشيرة ابنة سليمان،
ثم حفيدة “ارطغرل” الذي ارتحل مع عشيرتة الى مدينة ارزينجان،
وكانت مسرحا للقتال بين السلاجقة و الخوارزميين،
فالتحق بخدمة السلطان علاء الدين سلطان قونية،
احدي الامارات السلجوقية التي تاسست عقب انحلال دولة السلاجقة العظام،[13][معلومة 1] و ساندة فحروبة ضد الخوارزميين،
فكافاة السلطان السلجوقى بان اقطع عشيرتة بعض الاراضى الخصبة قرب مدينة انقرة.[14] و ظل ارطغرل حليفا للسلاجقة حتي اقطعة السلطان السلجوقى منطقة فاقصي الشمال الغربى من الاناضول على الحدود البيزنطية،
فى المنطقة المعروفة باسم “سوغوت” حول مدينة اسكى شهر،
حيث بدات العشيرة هنالك حياة حديثة الى جانب امارات تركمانية سبقتها الى المنطقة.[11] علا شان ارطغرل لدي السلطان بعد ان اثبت اخلاصة للسلاجقة،
واظهرت عشيرتة كفاءة قتالية عالية فكل معركة و وجدت دوما فمقدمة الجيوش و تم النصر على يدى ابنائها،[13] فكافاة السلطان بان خلع عليه لقب “اوج بكي”،
اى محافظ الحدود،
اعترافا بعظم امره.[14] غير ان ارطغرل كان ذا اطماع سياسية بعيدة،
فلم يقنع بهذه المنطقة التي اقطعة اياها السلطان السلجوقي،
ولا باللقب الذي ظفر به،
ولا بمهمة حراسة الحدود و الحفاظ عليها؛
بل شرع يهاجم باسم السلطان ممتلكات البيزنطيين فالاناضول،[15] فاستولي على مدينة اسكى شهر و ضمها الى املاكه،
واستطاع ان يوسع اراضية اثناء لمدة نص قرن قضاها كامير على مقاطعة حدودية،
وتوفى فسنة 1281م عن عمر يناهز التسعين عاما،[16] بعد ان خلع عليه لقب كبير احدث هو “غازي”،[17] تقديرا لفتوحاتة و غزواته.

السلطان الغازى عثمان خان الاول،[معلومة 2] مؤسس الدولة العثمانية.


بعد ارطغرل تولي زعامة الامارة ابنة البكر عثمان،
فاخلص الولاء للدولة السلجوقية على الرغم مما كانت تتخبط به من اضطراب و ما كان يتهددها من اخطار.[18] اظهر عثمان فبداية عهدة براعة سياسية فعلاقاتة مع جيرانه،
فعقد تحالفات مع الامارات التركمانية المجاورة،
ووجة نشاطة العسكرى نحو الاراضى البيزنطية لاستكمال رسالة دولة سلاجقة الروم بفتح الاراضى البيزنطية كافة،
وادخالها ضمن الاراضى الاسلامية،
وشجعة على هذا حالة الضعف التي دبت فجسم الامبراطورية البيزنطية و اجهزتها،
وانهماكها بالحروب فاوروبا،[16] فاتاح له هذا سهولة التوسع باتجاة غربى الاناضول،
وفى عبور الدردنيل الى اوروبا الشرقية الجنوبية.
ومن الناحية الادارية،
فقد اظهر عثمان مقدرة فائقة فو ضع النظم الادارية لامارته،
بحيث قطع العثمانيون فعهدة شوطا كبيرا على طريق التحول من نظام القبيلة المتنقلة الى نظام الادارة المستقرة،
ما ساعدها على توطيد مركزها و تطورها سريعا الى دولة كبرى.[16] و ربما ابدي السلطان السلجوقى علاء الدين كيقباد الثالث تقديرة العميق لخدمات عثمان،
فمنحة لقب “عثمان غازى حارس الحدود العالى الجاه،
عثمان باشا”.

 20160710 1325




اقدم عثمان بعد ان ثبت اقدامة فامارتة على توسيع حدودها على حساب البيزنطيين،
ففى عام 1291م فتح مدينة “قرة جة حصار” الواقعة الى الجنوب من سوغوت،
وجعلها قاعدة له،
وامر باقامة الخطبة باسمه،[19] و هو اول مظهر من مظاهر السيادة و السلطة،
ومنها قاد عشيرتة الى بحر مرمرة و البحر الاسود.[18] و حين تغلب المغول على دولة قونية السلجوقية،
سارع عثمان الى اعلان استقلالة عن السلاجقة و لقب نفسة “پاديشاة ال عثمان” اي عاهل ال عثمان،[20] فكان بذلك المؤسس الحقيقي لهذه الدولة التركية الكبري التي نسبت الية لاحقا.[18] و ظل عثمان يحكم الدولة الحديثة بصفتة سلطانا مستقلا حتي تاريخ 6 ابريل سنة 1326م،
الموافق به 2 جمادي الاولي سنة 726ه،
عندما احتل ابنة “اورخان” مدينة بورصة الواقعة على مقربة من بحر مرمرة،[18] و فهذه السنة توفى عثمان عن عمر يناهز السبعين عاما،[21] بعد ان وضع اسس الدولة و مهد لها درب النمو و الازدهار،
وخلع عليه لقب احدث هو “قرة عثمان”،
وهو يعني “عثمان الاسود” باللغة التركية الحديثة،
لكن يقصد فيه “الشجاع” او “الكبير” او “العظيم” فالتركية العثمانية.

 20160710 1326

السلطان الغازى اورخان الاول.


عنى اورخان بتنظيم مملكتة تنظيما محكما،
فقسمها الى سناجق او و لايات،
وجعل من بورصة عاصمة لها،
وضرب النقود باسمه،
ونظم الجيش،
فالف فرقا من الفرسان النظاميين،
وانشا من الفتيان المسيحيين الروم و الاوروبيين الذين جمعهم من مختلف الانحاء جيشا قويا عرف بجيش الانكشارية.[23] و ربما درب اورخان هؤلاء الفتيان تدريبا صارما و خصهم بامتيارات كبيرة،
فتعلقوا بشخصة و اظهروا له الولاء.
وعمل اورخان على توسيع الدولة،
فكان طبيعيا ان ينشا بينة و بين البيزنطيين صراع عنيف كان من نتيجتة استيلاؤة على مدينتى ازميد و نيقية.
وفى عام 1337م شن هجوما على القسطنطينية عاصمة البيزنطيين نفسها،
ولكنة اخفق فاحتلالها.[24] و مع هذا فقد اوقعت هذي الغزوة الرعب فقلب امبراطور الروم “اندرونيقوس الثالث”،
فسعي الى التحالف معه و زوجة ابنته.
ولكن ذلك الزواج لم يحل بين العثمانيين و بين الاندفاع الى الامام،
وتثبيت اقدامهم سنة 1357م فشبة جزيرة غاليبولي،
وهكذا اشتد الخطر العثمانى على القسطنطينية من جديد.
شهد المسلمون فعهد اورخان اول استقرار للعثمانيين فاوروبا،
واصبحت الدولة العثمانية تمتد من اسوار انقرة فاسيا الصغري الى تراقيا فالبلقان،[25] و شرع المبشرون يدعون السكان الى اعتناق الاسلام.
توفى اورخان الاول فسنة 1360م بعد ان ايد الدولة الفتية بفتوحاتة الحديثة و تنظيماتة العديدة،
وتولي بعدة ابنة “مراد الله”،
الملقب بمراد الاول.

 osmanlhikayesiwa3

معركة قوصوة،
بريشة ادم ستيفانوڤيتش،
(1870).


كانت فاتحة اعمال مراد الاول احتلال مدينة انقرة مقر امارة القرمان،
وذلك ان اميرها و اسمه علاء الدين،
اراد انتهاز فرصة انتقال الملك من السلطان اورخان الى ابنة مراد لاثارة حمية الامراء المجاورين و تحريضهم على قتال العثمانيين ليقوضوا اركان ملكهم الاخذ فالامتداد يوما فيوما،
فكانت عاقبة دسائسة ان فقد اهم مدنه.[26] و تحالف مراد مع بعض امراء الاناضول مقابل بعض التنازلات لصالح العثمانيين،
واجبر اخرين على التنازل له عن ممتلكاتهم،
وبذلك ضم جزء من الممتلكات التركمانية الى الدولة العثمانية.[معلومة 3] بعدها و جة اهتمامة نحو شبة جزيرة البلقان التي كانت فذلك الحين مسرحا لتناحر دائم بين مجموعة من الامراء الثانويين،
ففتح مدينة ادرنة سنة 1362م و نقل مركز العاصمة اليها لتكون نقطة التحرك و الجهاد فاوروبا،[27] و ربما ظلت عاصمة للعثمانيين حتي فتحوا القسطنطينية فو قت لاحق،
كما تم فتح عدة مدن ثانية كصوفيا و سالونيك،
وبذلك صارت القسطنطينية محاطة بالعثمانيين من جميع جهة فاوروبا.[27] و ف12 يونيو سنة 1385م،
الموافق به 19 جمادي الاخرة سنة 791ه،
التقت الجيوش العثمانية بالقوي الصربية – تساندها قوي من المجر و البلغار و الالبانيين – فاقليم “قوصوة”،
المعروف حاليا باسم “كوسوڤو”،
فدارت بين الطرفين معركة عنيفة انتصر بها العثمانيون،
الا ان السلطان قتل فنهايتها على يد احد الجنود الذي تظاهر بالموت.[27]

معركة نيقوبولس بين العثمانيين و الاوروبيين.
يعتبر الكثير من المؤرخين هذي المعركة احدث حملة صليبية كبري نظمت فالقرون الوسطى.

السلطان بايزيد الاول اسيرا لدي تيمورلنك،
بريشة ستانيسلو تشلبوسكي،
1878.


تولي عرش ال عثمان بعد مراد الاول ابنة بايزيد،
وعند هذا كانت الدولة ربما اتسعت حدودها بشكل كبير،
فانصرف الى تدعيمها بكل ما يملك من و سائل،
وانتزع من البيزنطينيين مدينة الاشهر،
وكانت احدث ممتلكاتهم فاسيا الصغرى،[28] و اخضع البلغار عام 1393م اخضاعا تاما.[28] فجزع “سيگسموند” ملك المجر من ذلك التوسع العثماني،
خصوصا بعد ان تاخمت حدود بلادة مناطق السيطرة العثمانية،
فاستنجد باوروبا الغربية،
فدعا البابا “بونيفاس التاسع” الى حملة صليبية حديثة ضد العثمانيين لمنعهم من التوغل فقلب اوروبا،
فلبي الدعوة ملك المجر سالف الذكر،
وعدد من امراء فرنسا[29] و باڤاريا[29] و النمسا[29] و فرسان القديس يوحنا فرودس[29] و جمهورية البندقية،[29] و قدمت انگلترا مساعدات عسكرية.[30] تقابل الجيشين العثمانى و الاوروبى ف25 سبتمبر سنة 1396م،
الموافق به 21 ذى الحجة سنة 798ه،
ودارت بينهما رحي معركة ضارية هزم بها الاوروبيون و ردوا على اعقابهم.[28] حاصر بايزيد القسطنطينية مرتين متواليتين،
ولكن حصونها المنيعة صمدت فو جة هجماتة العنيفة،
فارتد عنها خائبا.[28] و لم ينس بايزيد و هو يوجة ضرباتة الحديثة نحو الغرب،
ان المغول يستعدون للانقضاض عليه من جهة الشرق،
وخاصة بعد ان ظهر فيهم رجل عسكرى جبار هو تيمورلنك الشهير المتحدر من سلالة جنكيز خان.[31][32] لذا عمل بايزيد على تعزيز مركزة فاسيا الصغري استعدادا للموقعة الفاصلة بينة و بين تيمورلنك.
وهكذا خف الضغط العثمانى على البيزنطيين،
وتاخر سقوط القسطنطينية فايدى العثمانيين خمسين سنة و نيفا.[28] و فربيع سنة 1402م،
تقدم تيمورلنك نحو سهل انقرة لقتال بايزيد،
فالتقي الجمعان عند “جبق اباد” و دارت معركة طاحنة انهزم بها العثمانيون و اسر السلطان بايزيد و حملة المغول معهم عائدين الى سمرقند عاصمة الدولة التيمورية،[معلومة 4] حيث عاش بقية ايامة و ما ت فسنة 1403م.[33]

وبعد موت السلطان بايزيد تجزات الدولة الى عدة امارت صغار كما حصل بعد سقوط الدولة السلجوقية،
لان تيمورلنك اعاد الى امراء قسطمونى و صاروخان و كرميان و ايدين و منتشا و قرمان ما فقدوة من البلاد.[34] و استقل فهذه الفترة جميع من البلغار و الصرب و الفلاخ،
ولم يبق تابعا للراية العثمانية الا قليل من البلدان.
ومما زاد الخطر على الدولة عدم اتفاق اولاد بايزيد على تنصيب احدهم،
بل كان جميع منهم يدعى الاحقية لنفسه،[34] فنشبت بينهم حروب ضارية،
ولكن النصر كان احدث الامر من نصيب محمد بن بايزيد،
الملقب بمحمد الاول او “محمد چلبي”،
الذى استطاع ان يعيد للدولة بعض ما فقدتة من املاكها فالاناضول.[35] و بعد محمد الاول تولي عرش السلطنة العثمانية مراد الثاني،
فاستمر باخضاع المدن و الامارات التي استقلت عن الدولة العثمانية،
وحاصر القسطنطينية،
ولكنة لم يوفق الى احتلالها.[36] بعدها حاول ان يعيد اخضاع البلقان لسيطرته،
ففتح عدة مدائن و قلاع و حاول ان يضم اليها مدينة بلغراد لكنة فشل فاقتحامها،[37] فكان ذلك الهجوم انذارا جديدا لاوروبا بالخطر العثماني،
فقامت قوات مجرية – و على راسها يوحنا هونياد – بالالتحام مع العثمانيين و هزمتهم هزيمة قاسية كان من نتائجها بعث الروح الصليبية فاوروبا،
واعلان النضال الدينى ضد العثمانيين.[36]

السلطان الغازى محمد الثاني الفاتح.


ولما توفى السلطان مراد الثاني ارتقي عرش العثمانيين ابنة محمد،
فكان عليه بادئ الامر ان يخضع ثورة نشبت ضدة فامارة قرمان باسيا الصغرى،
فاستغل الامبراطور البيزنطى قسطنطين الحادى عشر ذلك الامر،
وطلب من السلطان مضاعفة الجزية التي كان و الدة يدفعها الى البيزنطيين لقاء اسرهم الامير اورخان حفيد سليمان بن بايزيد المطالب بالعرش العثماني.[36] فاستاء السلطان محمد من ذلك الطلب لما كان ينطوى عليه من تهديد بتحريض اورخان ذلك على العصيان،
فامر بالغاء الراتب المخصص له،
وراح يتجهز لحصار القسطنطينية و القضاء على هذي المدينة فاقرب فرصة ممكنة.
وكان اول ما قام فيه فهذا السبيل تشييدة عند اضيق نقطة من مضيق البوسفور قلعة “روملى حصار” القائمة على بعد سبعة كيلومترات من ابواب القسطنطينية.[36] و عندئذ ارسل الامبراطور قسطنطين بعثة من السفراء الى السلطان محمد لتحتج لدية على ذلك،
فلم يلقوا منه جوابا شافيا،[38] بل اصر على البناء لما فالقلعة من اهمية استراتيجية.
واستنجد الامبراطور قسطنطين بالدول الاوروبية فلم تنجدة الا بعض المدن الايطالية،
اما البابا فقد ابدي استعدادة لمساعدة الامبراطور شرط ان تتحد الكنيستان الشرقية و الغربية،
ووافق قسطنطين على المشروع،
ولكن تعصب الشعب حال دون تحقيق ذلك.[36][معلومة 5]

محمد الثاني يدخل القسطنطينية،
بريشة جوزيف بنيامين.


وكان السلطان ربما حشد لقتال البيزنطيين جيشا عظيما مزودا بالمدافع ال كبار و اسطولا ضخما،
وبذلك حاصرهم من ناحيتى البر و البحر معا.
والواقع ان البيزنطيين استماتوا فالدفاع عن عاصمتهم،
لكن ما ان مضي 53 يوما على الحصار حتي كان العثمانيون ربما دخلوا المدينة بعد ان هدمت اجزاء كبار من اسوارها بفعل القصف المدفعى المتكرر،[39] و اشتبكوا مع البيزنطيين فقتال عنيف جدا جدا دارت رحاة فالشوارع،
وذهب ضحيتة الامبراطور نفسة و كثير من جنوده.[39] حتي اذا انتصف النهار دخل محمد المدينة و اصدر امرة الى جنودة بالكف عن القتال،
بعد ان قضي على المقاومة البيزنطية و نشر راية السلام.[36] اتخذ السلطان محمد لقب “الفاتح” بعد فتح المدينة،
واضاف الية لقب “قيصر الروم”،
علي الرغم من عدم اعتراف بطريركية القسطنطينية و لا اوروبا الغربية بهذا الامر،
ونقل مركز العاصمة من ادرنة الى القسطنطينية التي غير اسمها الى “اسلامبول”،
اى مدينة الاسلام او تخت الاسلام،[40] و اعطي للمسيحين الامان و حرية اقامة شعائرهم الدينية،[41] و دعا من هاجر منهم خوفا الى العودة الى بيوتهم.
سقطت الامبراطورية البيزنطية عند فتح المدينة بعد ان استمرت احد عشر قرنا و نيفا،
وتابع السلطان محمد فتوحاتة فاوروبا اثناء السنوات اللاحقة التي اعقبت سقوط القسطنطينية،
فاخضع بلاد الصرب و قضي على استقلالها،
وفتح بلاد المورة فجنوب اليونان،
واقليم الافلاق و بلاد البشناق و البانيا،
وهزم البندقية و وحد الاناضول عبر قضائة على امبراطورية طرابزون الرومية و امارة قرمان.[40] و ربما حاول السلطان محمد كذلك فتح ايطاليا لكن و افتة المنية سنة 1481م،[معلومة 6] فانصرف العثمانيون عن هذي الجهة.[40]

دور التوسع و القوة (1453–1683)[عدل]

يمكن تقسيم هذي الفترة فالتاريخ العثمانى الى حقبتين متميزتين: حقبة النمو و الازدهار العسكرى و الثقافى و الحضارى و الاقتصادي،
وهي تمتد حتي سنة 1566م،
وحقبة شهدت باغلبها ركودا سياسيا و عسكريا،
وتخللتها فترات اصلاح و انتعاش،
وقد دامت حتي سنة 1683م.


حقبة النمو و الازدهار (1453–1566)[عدل]

السلطان الغازى بايزيد خان الثاني الملقب “بالصوفي”،
لجنوحة الى السلم و ابتعادة عن الحرب.

معركة چالديران بين العثمانيين و الصفويين،
جدارية من احدي القصور فاصفهان.


بعد موت السلطان محمد الفاتح تنازع ابناة “جم” و ”بايزيد” على العرش.
ولكن الغلبة كانت من نصيب بايزيد،
ففر جم الى مصر حيث احتمي بسلطان المماليك “قايتباي”،[42] بعدها الى رودس حيث حاول ان يتعاون مع فرسان القديس يوحنا و الدول الغربية على اخيه،
لكن بايزيد استطاع اقناع دولة الفرسان بابقاء الامير جم على الجزيرة مقابل مبلغ من المال،[43] و تعهد بان لا يمس جزيرتهم طيلة فترة حكمه،[42] فوافقوا على ذلك،
لكنهم عادوا و سلموا الامير الى البابا “انوسنت الثامن” كحل و سط،
وعند و فاة الاخير قام خليفتة بدس السم للامير بعد ان اجبرة الفرنسيون على تسليمهم اياه،
فتوفى فمدينة ناپولي،
ونقل جثمانة فيما بعد الى بورصة و دفن فيها.[42] اتصف السلطان بايزيد بانه سلطان مسالم لا يدخل الحروب الا مدافعا،
فقاتل جمهورية البندقية بسبب الهجمات التي قام فيها اسطولها على بلاد المورة،
وحارب المماليك حين قرر السلطان قايتباى السيطرة على امارة ذى القدر و مدينة البستان التابعتين للدولة العثمانية،
وعدا هذا فكان يفضل مجالسة العلماء و الادباء.[44] و فعهدة سقطت غرناطة احدث معاقل المسلمين فالاندلس؛
فبعث بعدة سفن لتحمل الاندلسيين المسلمين و اليهود الى القسطنطينية و غيرها من مدن الدولة،[45] و فعهدة كذلك ظهرت سلالة و طنية شيعية فبلاد فارس،
هى السلالة الصفوية،
التى استطاعت بزعامة الشاة اسماعيل بن حيدر،
ان تهدد بالخطر امبراطورية العثمانيين فالشرق.

السلطان الغازى سليم الاول “القاطع”،
اول خليفة للمسلمين من ال عثمان.


وفى اواخر عهد بايزيد دب النزاع بين اولادة بسبب من و لاية العهد.
ذلك ان بايزيد اختار ابنة احمد لخلافته،
فغضب ابنة الاخر سليم،
واعلن الثورة على و الده،
وكان لثورة سليم سبب سياسية و مذهبية و تجارية و عرقية،[46] هذا ان الصفويين كانوا يعملون على نشر المذهب الشيعى فالاناضول على حساب المذهب السني،
وقطعوا طريق التجارة مع الهند و الشرق الاقصى،
ومنعوا نزوح المزيد من قبائل التركمان من اسيا الوسطي الى الاناضول و اوروبا الشرقية،
وكان الشاة اسماعيل يدعم الامير احمد للوصول الى سدة الحكم و لم يحرك الاخير ساكنا لمنع التدخل الصفوى فالشؤون العثمانية.
نتيجة لكل ما سلف،
ثار سليم على و الدة و شقيقة بعدها استولي على ادرنة،
فما كان من بايزيد الا ان انبري لقتال ابنة سليم،
فهزمة و قرر نفيه،
لكن الجنود الانكشارية قاموا بالضغط على السلطان و ارغموة بالتنازل عن العرش لصالح ابنة سليم.[47] و ربما ما ت بايزيد يوم 26 ما يو سنة 1512م،
الموافق به 10 ربيع الاول سنة 918ه،[48] و اختلف المؤرخون على اسباب الوفاة.
كان على سليم،
بعد اعتلائة العرش،
تثبيت اقدامة فالحكم و التفاهم مع الدول الاوروبية الفاعلة ليتفرغ لاخطر ازمة و اجهتها الدولة منذ اعقاب معركة انقرة،
الا و هي القضية الصفوية،
فاقدم على قتل اخوتة و اولادهم حتي لا يبقي له منازع فالحكم،
ثم ابرم هدنة طويلة مع الدول الاوروبية المجاورة،
وحول انتباهة الى الجبهة الشرقية لمواجهة الصفويين و المماليك.[49] و كان السلطان سليم يهدف الى السيطرة على طرق التجارة بين الشرق و الغرب،
والتوسع على حساب القوي فالمشرق،
والقضاء على المد الشيعي،[50] و توحيد الامصار الاسلامية الثانية حتي تكون يدا واحدة فمواجهة اوروبا،
وخاصة بعد سقوط الاندلس و قيام البرتغاليين بالتحالف مع الصفويين و انشائهم لمستعمرات فبعض المواقع فجنوب العالم الاسلامي.[47] و كان الشيعة المقيمون فاسيا الصغري ربما ثاروا على الدولة العثمانية اعتمادا على تاييد الصفويين،
فاخضع سليم هذي الثورة و عمد الى اضطهاد الشيعة،
فذهب ضحية هذي السياسة اربعون الفا منهم،
ثم انبري لقتال الشاه،
فالتقي الفريقان فسهل چالديران و التحما فمعركة كبار كان النصر بها لصالح السلطان سليم،[51] و فر الشاة ناجيا بحياته،
اما سليم فتقدم الى تبريز عاصمة خصمة الصفوي،
فاستولي عليها و رجع عائدا الى بلاده.[52]

الدولة العثمانية عند نهاية عهد السلطان سليم الاول سنة 1520.

السلطان الغازى سليمان خان الاول “القانوني”.


تقدم العثمانيون،
بعد انتصارهم على الصفويين،
لاخضاع السلطنة المملوكية،[معلومة 7] فنشبت بينهم و بين المماليك معركة على الحدود الشامية التركية تعرف بمعركة مرج دابق،
انتصر بها العثمانيون و قتل سلطان المماليك “قنصوة الغوري”،
ثم تابعوا زحفهم نحو مصر و التحموا بالمماليك من جديد فمعركة الريدانية التي قررت مصير مصر كلها،[52] و انتصروا عليهم مجددا و دخلوا القاهرة فاتحين.
وفى خلال هذا قدم شريف مكة مفاتيح الحرمين الشريفين الى السلطان سليم اعترافا بخضوع الاراضى المقدسة الاسلامية للعثمانيين،[52] و تنازل فالوقت ذاتة احدث الخلفاء العباسيين،
محمد الثالث المتوكل على الله،
عن الخلافة لسلطان ال عثمان،
فاصبح جميع سلطان منذ هذا التاريخ خليفة للمسلمين،
ويحمل لقب “امير المؤمنين” و ”خليفة رسول رب العالمين”.
وعند نهاية حملتة الشرقية،
كان السلطان سليم ربما جعل من الدولة العثمانية قوة اقليمية كبري و منافسا كبيرا للامبراطورية البرتغالية على زعامة المنافذ المائية العربية.[53] توفى السلطان سليم ف22 سبتمبر سنة 1520م،
الموافق به 9 شوال سنة 926ه،
وهو على اهبة الاستعداد لقتال فرسان القديس يوحنا فرودس.[54] فارتقي العرش من بعدة ابنة سليمان،
الذى يعرف فالشرق باسم “القانوني”،
ويعرف فالغرب باسم “العظيم”.
والواقع ان الفتوح فالشرق شغلت السلطان سليم طوال ايام حكمه،
فكان طبيعيا ان ينصرف السلطان سليمان الى ناحية الغرب ليتم الفتوح التي كان اسلافة ربما بداوها من قبله.[55] و احتل سليمان مدينة بلغراد فسهولة،
عام 1521م،
وعقد العزم على ما كان ابوة السلطان سليم ربما شرع يستعد له قبل و فاته،
اى الاستيلاء على جزيرة رودس،
فتمكن من هذا فسنة 1523م،[55] بعدها ضم الى الاملاك العثمانية القسم الجنوبى و الاوسط من مملكة المجر،
بعد ان استغل الاوضاع الداخلية المضطربة للمملكة،[معلومة 8] و الاوضاع الخارجية الملائمة.[56][57]

معركة موهاج و الغزو العثمانى للمجر،
بريشة بيرطلان سيزيكيلي.


اشتبكت الجيوش العثمانية مع نظيرتها المجرية فو ادى موهاج بالمجر بتاريخ 26 اغسطس سنة 1526م،
فى معركة دامت حوالى الساعتين،
وانتصر بها العثمانيون نصرا كبيرا و ثبتوا اقدامهم فالبلاد لفترة طويلة من الزمن،
وعين السلطان “جان زابوليا” ملك ترانسلڤانيا حاكما عليها،[58] عندئذ ارسل فرديناند ملك النمسا،
وفدا الى السلطان يلتمس منه الاعتراف فيه ملكا على المجر،
فسخر سليمان من الوفد و زج اعضاءة فالسجن فترة من الزمن،
ولما افرج عنهم حملهم رسالة الى الملك ليستعد لملاقاته.
وقاتل سليمان فرديناد بجيش عظيم،
فلم يصمد فو جهه،
فراح سليمان يتعقبة حتي ڤيينا العاصمة،
وهنا ضرب سليمان الحصار على هذي المدينة القائمة فقلب اوروبا،
واحدثت الجنود العثمانية ثغرا فاسوارها الا ان الذخيرة و المؤن نفدت منهم،
واقبل فصل الشتاء فقفل السلطان و رجع الى بلاده.[59] و فعام 1532م،
عاود سليمان الكرة،
فحاصر ڤيينا من جديد،
ولكن التوفيق خانة فحملتة الاخرى هذي ايضا،
فعقد مع فرديناند صلحا احتفظ بموجبة بجميع ما استولي عليه من الاراضى المجرية.
وكان مما رغب سليمان فعقد الصلح اضطرارة الى الالتفات صوب الشرق بعد ان توترت العلاقات بينة و بين “طهماسب بن اسماعيل الصفوي” شاة فارس،
وتفصيل هذا ان عامل بغداد من قبل طهماسب خان مولاة الصفوى و انحاز الى العثمانيين بناء على الحاح الشعب بسبب سياسة التطرف المذهبى التي انتهجها الصفويون،[60] فسار الية طهماسب يريد تاديبه،
فلم يكن من السلطان سليمان الا ان اغتنم هذي الفرصة للانقضاض على بلاد فارس،
وهكذا احتل تبريز عاصمة الفرس،
ثم استولي على بغداد و دخلها فابهة بالغة.[61]

خير الدين بربروس باشا يهزم الاساطيل الحليفة فمعركة بروزة سنة 1538م.


حقق العثمانيون ايام السلطان سليمان عدة فتوحات بحرية مهمة،
وذلك بفضل البحار يونانى الاصل،
خير الدين بربروس،
الذى كان سبق و ضم الجزائر للدولة العثمانية ايام السلطان سليم.
عين السلطان سليمان خير الدين ذلك اميرا للبحر عام 1533م،
فنهض بالاسطول العثمانى نهضة جبارة مكنتة من انتزاع تونس من ايدى الاسبان و اخضاعها للسلطة العثمانية و لو لفترة قصيرة من الزمن.
وفى سنة 1538م حقق خير الدين للدولة العثمانية نصرا بحريا كبيرا،
فقد و فق الى انزال هزيمة قاسية باندريا دوريا الذي كان يقود اساطيل كارلوس الخامس ملك اسبانيا و البابا بولس الثالث و البندقية مجتمعة،[62][63] و هذا قرب بروزة،
الواقعة على خليج ارتا فالشمال الغربى من اليونان.
ومن الفتوح الهامة التي حققها الاسطول العثمانى فعهد السلطان سليمان،
فتح طرابلس الغرب و تحريرها من الاسبان و فرسان القديس يوحنا على يد القبطان “طورغول بك”.[58] توفى السلطان سليمان ف5 سبتمبر سنة 1566م،
الموافق به 20 صفر سنة 974ه،
وكانت الدولة العثمانية انذاك ربما بلغت اعلي درجات الكمال و اصبح و جودها ضروريا لحفظ التوازن السياسى فالشرق الاوسط و اوروبا،
ووصل عدد سكانها الى 15,000,000 نسمة بحسب بعض المصادر.[64]

حقبة الركود و الانتعاشات (1566–1683)[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: عوامل ضعف الدولة العثمانية

الصدر الاعظم محمد باشا صقللي،
ربان السفينة العثمانية اثناء عهد السلطان سليم الثاني.


يعتبر عصر سليمان القانونى عصر الدولة العثمانية الذهبي،
وما ان انقضي ذلك العصر حتي اصاب الدولة الضعف و التفسخ.
فقد كان سليم الثاني،
خليفة سليمان،
سلطانا ضعيفا لا يتصف بما يؤهلة للقيام بحفظ فتوحات ابية فضلا عن اضافة شيء اليها،
بالاضافة الى انه كان حاكما منحلا خاملا،
وكان ما جنا سكيرا.[65] و ما يميز عهد ذلك السلطان هو ان و ظيفة الصدر الاعظم اصبحت تجعل من يتقلدها الحاكم الفعلى و قائد الجيوش،[66] فلولا وجود الصدر الاعظم محمد باشا صقللى المخضرم فالاعمال السياسية و الحربية للحق الدولة الفشل،[67] لكن حسن سياسة ذلك الرجل و عظم اسم الدولة و مهابتها فقلوب اعدائها حفظها من السقوط مرة واحدة.[67] و من اعمال محمد باشا صقللى ان ارسل جيشا كبيرا الى اليمن سنة 1569م بقيادة عثمان باشا يساندة سنان باشا و الى مصر،
لقمع ثورة الاهالي،
وتمكن الجيش من اخماد الثورة،
ودخل مدينة صنعاء بعد ان فتح كل القلاع.[67] و من اعمال الصدر الاعظم كذلك فتح جزيرة قبرص و انتزاعها من ايدى البنادقة.[67] شنت الدولة العثمانية فعام 1569م كذلك حملة على مدينة استرخان،
الواقعة على مصب نهر الڤولغا فبحر قزوين،
بهدف استرداد الامارة و وضع حد لامتداد روسيا من ناحية الجنوب،
خشية ان يؤدى توسعها الى استيلائها على الطرق التجارية و الاسواق الكبري و الى هيمنتها على تجارة البلدان الاسلامية،[68] الا ان هذي الحملة كان مصيرها الفشل،
بسبب امتناع خاقان القرم،
“دولت گراى الاول”،
عن التعاون مع الجيش العثمانى و سعية شخصيا لان يقوم بالاستيلاء على استرخان و قازان،
كما تعذر ضرب الحصار على المدينة لان الروس بنوا قلعة قوية الى الجنوب منها،
علي الطريق المؤدية اليها حالت دون تقدم الجيش العثماني.[69]

معركة ليبانتو بين الاسطول العثمانى و الاوروبي.


وفى عهد السلطان سليم الثاني جرت موقعة ليبانتو البحرية التي هزت صورة البحرية العثمانية و الجيش العثمانى الذي اعتبرة كثيرون لا يقهر.
وتفصيل هذا انه بعد ازدياد الخطر العثمانى فالبحر المتوسط على اوروبا،
وخاصة بعد فتح جزيرة قبرص،
وبعض المواقع على البحر الادرياتيكي،[66] تحالف فيليب الثاني ملك اسبانيا مع البابا بيوس الخامس و جمهورية البندقية لوقف التقدم العثمانى باتجاة ايطاليا من جهة،
واسترداد كل المواقع التي فتحوها على حساب اوروبا و بخاصة فشمال افريقيا،
من جهة اخرى.
فجمعوا ما ئتين و ثلاثين سفينة و ثلاثين الف جندي،[70] و سلموا لواء القيادة الى الدون يوحنا النمساوي،
الذى ابحر الى خليج پاتراس،
احد فروع البحر الايوني،
وهنالك اشتبك الاسطولان العثمانى و الاوروبى فمعركة بحرية طاحنة هي احدي اكبر المعارك فالتاريخ الحديث،
اسفرت عن انتصار الاوروبيين و انهزام العثمانيين هزيمة منكرة.[67] و لم تقعد هذي الحادثة همة الصدر الاعظم محمد باشا صقللي،
بل انتهز فرصة الشتاء و عدم امكانية استمرار الحرب لتجهيز اسطول جديد،
وبذل النفس و النفيس فتجهيزة و تسليحة حتي اذا اقبل صيف سنة 1572م كان ربما تم بناء 250 سفينة بما بها 8 غلايين حديثة،[71] و اعلم الصدر الاعظم البنادقة باستعدادة للجولة الثانية،[71] ففضلت البندقية ان تجنح للسلام و وقعت مع الدولة العثمانية معاهدة بذلك سنة 1573م،[72] فتفرغ العثمانيون لمحاربة اسبانيا التي عادت لاحتلال تونس،
وايضا هزموا امير البغدان الذي تمرد على الدولة طلبا للاستقلال.[67]

معركة و ادى المخازن عام 1578 بين الدولة المغربية فيمين الصورة،
بمشاركة 15 الف انكشارى ارسلتهم الدولة العثمانية كمساعدة عسكرية،
والامبراطورية البرتغالية فيسار الصورة،
بمشاركة متطوعين من قشتالة و ايطاليا،
ومرتزقة من الاقليم الفلامندى و المانيا و حلفاء مغاربة.[73]

توفى السلطان سليم الثاني يوم 12 ديسمبر سنة 1574م،
الموافق به 27 شعبان سنة 982ه،[67] و تولي بعدة ابنة مراد الثالث.
وفى عهد ذلك السلطان تدخلت الدولة العثمانية فانتخاب حليفها “اتيين باتوري”،
امير ترانسلڤانيا،
ملكا على بولندا بعد شغور العرش،
وبذا تحولت الحماية العثمانية على بولندا من حماية اسمية الى حماية فعلية.[74] و ساعد العثمانيون سلطان مراكش لاخماد ثورة اندلعت فبلاده،
فاصطدموا مع الثوار و البرتغاليين الذين ساندوهم فموقعة القصر الكبير و انتصروا عليهم و اعادوا السلطان الى الحكم.[66] اما اهم ما حصل فعهد السلطان مراد الثالث هو التوسع العثمانى فالشرق،
علي حساب الدولة الصفوية،
فبعد و فاة الشاة طهماسب الاول من غير ان يسمى من سيخلفه،
تنازع ابناؤة على السلطة،
فارسل الصدر الاعظم محمد باشا صقللى حملة عسكرية الى بلاد فارس لفتح ما تيسر من مدنها،
فضموا اليهم من املاكها بلاد الكرج،
ثم اذربيجان الشمالية،
ثم بلاد داغستان.[75]

تعرضت الدولة العثمانية بعد هذي الغزوات لخضة سياسية عنيفة،
عندما تقلص نفوذ الصدر الاعظم محمد باشا صقللي،
ومن بعدها قتل فسنة 1579م،
فعمت الفوضي بعد موتة بفعل ضعف حلفائة و تمرد الانكشارية،
وراح الولاة يتنافسون فيما بينهم على منصب الصدارة العظمى.
وفى عام 1590م ابرم العثمانيون صلحا مع الصفويين،
اعترفوا به بما تم ضمة الى الدولة العثمانية،
اضافة الى جنوب اذربيجان بما بها العاصمة تبريز.[66] و بعد ابرام الصلح استتب الامن على حدود الدولة،
ان فالشرق او فالغرب،
فثار الانكشارية فالقسطنطينية و فالولايات نظرا لهبوط قيمة اجورهم،
الامر الذي دفع الصدر الاعظم الجديد،
سنان باشا،
ان يشغلهم بالحروب مع النمسا فالمجر،[76] و نظرا لما وصل الية الانكشارية من فوضي توالت عليهم الهزائم،
وفقدوا بعض القلاع،
وعلي الرغم من ان سنان باشا استطاع ان يستردها لاحقا،[76] الا ان امراء الافلاق و البغدان و ترانسلڤانيا استغلوا الموقف و انتصروا على الجيوش العثمانية فبضعة معارك و استردوا منهم بعض المدن.[76] و توفى السلطان مراد الثالث مساء 19 يناير سنة 1595م،
الموافق به 8 جمادي الاولي سنة 1003ه،
بعد ان اصيب بداء عياء.[1]

موقعة كرزت بين الدولة العثمانية و الحلف النمساوى المجري.


تولي عرش ال عثمان بعد مراد الثالث ابنة محمد،
الذى خرج عن القاعدة التي استفحلت منذ ايام جدة سليم الثاني،
وهي تولى الصدر الاعظم قيادة الجيش،
فقاد الجيوش بنفسة و خرج لقتال المجر و النمسا،
وانتصر عليهم فموقعة كرزت سنة 1596م.[77] و فبداية القرن السابع عشر حصلت فالاناضول ثورة داخلية كادت ان تكون عاقبتها و خيمة على الدولة،
خصوصا و ان نار الحروب كانت مشتعلة على حدود المجر و النمسا،
وخلاصتها ان قائد احدي فرق الانكشارية التي نفيت الى الاناضول عقابا لها لعدم ثباتها فموقعة كرزت،
ادعي انه راي النبى محمد فمنامة يبشرة بالنصر على العثمانيين،[78] فاعلن العصيان و ثار على الدولة و قام بعدد من الفتن الى جانب شقيقه،
ثم ما ت بعد ان اصيب بجراح فاحدي المعارك،[78] لكن شقيقة استمر يعصى الدولة الى ان اعطتة و لاية البوسنة ليحارب الاوروبيين حتي هلكت جيوشة عن اخرها فالمناوشات المستمرة بينها و بين النمسا و المجر.[79] و اعقبت هذي الثورة ال كبار ثورة ثانية فالقسطنطينية هي ثورة الخيالة،
الذين طالبوا بتعويضهم عما لحق بهم من اضرار جراء الثورة السابقة،
فاستعانت الدولة عليهم بجنود الانكشارية و ادخلتهم فطاعتها مجددا.[78]

الجيش العثمانى يقاتل الجيش النمساوى المجرى فسلوڤينيا اثناء عهد ال كوبرولي.

المصلح الكبير فاضل احمد كوبرولى باشا.

حصار ڤيينا من قبل الجيش العثمانى للمرة الاخيرة سنة 1683.


تميزت المدة الممتدة على مدار القرن السابع عشر بمظهر اقل حلوة من مظهر لمدة القرن السادس عشر بالنسبة للدولة العثمانية،[80] فبعد و فاة السلطان محمد الثالث ظهر سلاطين اكثر ضعفا و انغماسا فالملذات،
علي الرغم من بروز بعض الشخصيات القوية منهم،
مثل السلطان عثمان الثاني و مراد الرابع،
وبعض الوزراء الذين عملوا على صون هيبة و سلطان الدولة،
ومن هؤلاء مراد باشا القبوجي،
الذى كان عونا و عضدا للسلطان احمد الاول الذي تولي و هو لم يتجاوز الرابعة عشر الا بقليل.[81] و فتلك الفترة تنازلت الدولة العثمانية عن عراق العجم للدولة الصفوية،
فكانت تلك اول معاهدة تركت بها الدولة فتوحاتها،
وكانت بمثابة فاتحة الانحطاط.[81] و بعد احمد الاول تولي اخية مصطفى العرش لثلاثة اشهر فقط،
قبل ان يعين عثمان الثاني بدلا منه،
الذى حدثت فعهدة سابقة كانت الاولي من نوعها،
وتدل على مدي الانحطاط الذي و صلت الية الدولة انذاك،
اذ تخاذل الانكشارية فالقتال،
فاراد ان يؤدبهم و يستبدل بهم جنودا جددا مدربين،
فثاروا عليه و قتلوة و اعادوا عمة مصطفى الى الحكم،[82] و ما ان انتشر خبر قتل الخليفة حتي عمت الفوضي و الثورات ارجاء الدولة العثمانية،
وقام الولاة يعلنون الاستقلال عن الدولة،
فاشار الصدر الاعظم المعين بواسطة الانكشارية بعزل مصطفى الاول و تعيين ابن اخية مراد الرابع.[83] استطاع مراد الرابع ان يطهر الدولة من بعض الثورات كثورة اباظة باشا و الى ارضروم،
وثورة قام فيها الانكشارية،
وحركة امير لبنان فخر الدين المعنى الثاني الاستقلالية،
كما استرجع بغداد و همدان و تبريز و يريڤان و كامل اذربيجان من الصفويين.[84] و فعهد خليفتة ابراهيم الاول،
انتعشت الدولة بعض الانتعاش،
فدخل الاسطول العثمانى جزيرة كريت من غير ان يلقي مقاومة تذكر،[65] و بعد ذلك العهد عرف العثمانيون فترة من الضعف و العجز لم ينتشلهم منها الا المصلح الكبير “محمد الكوبريللي” الذي تولي منصب الصدارة العظمي عام 1656م فعهد السلطان محمد الرابع،
فنهض بالدولة نهضة حديثة و طهرها من افاتها الفتاكة،
وهكذا اشتد ساعدها من جديد.[65] و بعد محمد كوبرولى تولي ابنة “فاضل احمد” ذات المنصب و سار على نهج ابيه،[85] فقامت القوات العثمانية سنة 1663م بهجوم على بلاد المجر و هددت ڤيينا نفسها بالسقوط.[65] و فسنة 1672م استولي العثمانيون على اوكرانيا و كانت تابعة لملك بولندا.[86] و ف17 يوليو سنة 1683م،
حاصرت جيوش السلطان محمد الرابع ڤيينا للمرة الاخيرة،
ولكنها صدت عنها.[65]

دور الركود (1683–1827)[عدل]

توسع الدولة العثمانية منذ قيامها حتي بداية دور الركود فسنة 1683.


عزل السلطان محمد الرابع بتاريخ 8 نوفمبر سنة 1687م،
الموافق به 2 محرم سنة 1099ه،[87] فعمت الفوضي بعد عزله،
وتوالت الهزائم على الدولة العثمانية،
فاحتلت النمسا بلغراد و اجزاء من بلاد الصرب،
واحتلت البندقية اجزاء كثيرة من كرواتيا و دلماسيا و اكثر اجزاء المورة.[88] و لم ينقذ الدولة من تلك المشاكل الا “مصطفى كوبرولى باشا”،
الابن الاخر للمصلح الكبير محمد كوبرولي،
فبذل جهدة فبث روح النظام فالجنود،
واقوى للنصاري بشكل كبير حتي استمال كل مسيحيى الدولة،
واستطاع استرجاع بلغراد و اقليم ترانسلڤانيا.[88] لكن على الرغم من ذلك،
فان الدولة العثمانية لم تحقق اي فتوحات حديثة و راء الحدود التي رسمها السلطان سليمان القانوني،
فكانت حروبها و فتوحاتها اثناء هذي الحقبة لاسترداد ما سلب منها اجمالا،
ففى عهد السلطان مصطفى الثاني،
انتصر العثمانيون على بولندا و اجبروا قيصر الروس بطرس الاكبر على فك الحصار عن مدينة ازوف،
واستعادوا البوسنة و بعض الجزر فبحر ايجة،
لكن الروس ما لبثوا ان عادوا لفتح ازوف،
وانتصر النمساويون مرة ثانية على العثمانيين ف“معركة زانطة”،[89] و تحالفوا مع بضعة دول اوروبية ضد الدولة العثمانية و اجبروها على توقيع معاهدة “كارلوڤتش”،
التى فقدت بها مدينة ازوف لصالح روسيا،
وما بقى لها من بلاد المجر للنمسا،
واوكرانيا و بودوليا لبولندا،
وساحل دلماسيا و بعض جزر بحر ايجة للبندقية.[88]

ملك السويد كارل الثاني عشر،
المعروف كذلك باسم “شارل الثاني عشر”.
لجا الى الدولة العثمانية بعد هزيمتة على يد الروس فسنة 1709،
فى عهد السلطان احمد الثالث.[معلومة 9]

ازداد وضع الدولة العثمانية سوءا اثناء السنوات القليلة اللاحقة،
ففى اوائل القرن الثامن عشر،
وفى عهد السلطان احمد الثالث تحديدا،
طلبت السويد دعم العثمانيين فحربها ضد الروس،
لكن الاخيرة رفضت فبداية الامر،
فمالت كفة الميزان لصالح الروس الذين هزموا السويد و ارغموا ملكها على الفرار ملتجئ الى بلاد الترك،[88] و عندما قررت الدولة العثمانية خوض الحرب اخيرا،
سنحت لها الفرصة ان تقضى على القيصر بطرس الاكبر،
لكن الصدر الاعظم رفع الحصار عنه بعد تلقية رشوة من خليلة القيصر كاترين.
ايضا اجبر العثمانيون على توقيع معاهدة حديثة هي معاهدة “بيساروفتش”،
وذلك بعد ان استنجدت البندقية بالنمسا لتجبر الاخيرة العثمانيين على اعادة جزيرة كريت الى البندقية،
واضطرت الدولة فهذه المعاهدة ان تستغنى عن بلغراد،
ومعظم بلاد الصرب و جزءا من الافلاق للنمسا،
وان تظل البندقية مسيطرة على سواحل دلماسيا،
مقابل عودة بلاد مورة للعثمانيين.[88] استرجعت الدولة العثمانية كذلك بعض المدن التي فقدتها سابقا لصالح الصفويين،
مثل همدان و تبريز و اقليم لورستان،
لكنهم عادوا و هزموا و تنازلوا عن جميع ما اخذوة من الصفويين.[88]

سجلت هذي المرحلة بداية اليقظة العثمانية بالانفتاح على الغرب،[90] و بدات ترجمة بعض المؤلفات الغربية،
وسمح بانشاء مكتب للطباعة فالعاصمة،
وجرت الاستعانة بمجرى اعتنق الاسلام،
لبناء المطبعة و تشغيلها.[91] و اخذت و جهة الاصلاح تتجة نحو الاقتباس من الغرب الاوروبى مع المحافظة على الاصول العثمانية الاسلامية،
اذ كانت الحضارة الغربية تتسرب،
بشكل او باخر،
الي الدولة و لكن ببطء،
وظهر عدد من المثقفين العلمانيين،
كما و فد الى البلاد عدد من الخبراء الاجانب الذين و ضعوا خبراتهم فخدمة الدولة.[92]

قامت الحرب مجددا بين روسيا و الدولة العثمانية اثناء عقد الثلاينيات من القرن الثامن عشر بسبب احتلال الاخيرة لبولندا بدعم من النمسا،
فاتحدت الدولة العثمانية مع الفرس و استطاعت دحر الجيش الروسي و النمساوى و ثارت لنفسها من النمسا بعد ان ارغمتها على توقيع معاهدة بلغراد التي نصت على عودة بلغراد و ما استحوذت عليه النمسا من اراضى الصرب و الافلاق الى الدولة العثمانية،
وان تلتزم روسيا بهدم قلاع مدينة ازوف،
والا تبحر اي سفينة حربية او تجارية تابعة لها فالبحر الاسود.[93] لكن نيران الحرب عادت لتستعر مجددا بين الروس و العثمانيين اثناء عقد السبعينيات من القرن الثامن عشر،
عندما فقد العثمانيون عدة مدن لصالح الامبراطورية الروسية،
الي جانب اقليمى الافلاق و البغدان.
وحاول الروس احتلال طرابزون و لكنهم لم يستطيعوا،[88] و لكنهم استطاعوا لاحقا فصل القرم عن الدولة العثمانية،
وقاومت الدولة العثمانية بكل ما اتيح لها من و سائل حتي اجلت الروس عن كثير من المناطق التي احتلوها.
وعند هذي النقطة لجات الامبراطورية الروسية الى اسلوب احدث لزعزعة كيان الدولة العثمانية،
هو اسلوب الفتنة الداخلية،
فقامت باثارة مسيحيى المورة على العثمانيين،[88] و اتجة الاسطول الروسي الى المورة لدعم الثورة،
ولكنة منى بالهزيمة،
ولكن بعض السفن التي افلتت تمكنت من احراق جزء كبير من الاسطول العثماني،
ثم اتجهت لاحتلال جزيرة “لمنوس”،
فاجبرتها البحرية العثمانية على التقهقر،
واخمدت الثورة فالمورة.
وفى 10 يونيو سنة 1772م،
الموافق به 9 ربيع الاول سنة 1186ه،
تهادن الفريقان مقابل بعض الامتيازات لصالح روسيا لعل اهمها هو حقها فحماية كل المسيحيين الارثوذكس فالدولة العثمانية.[94] و فغضون الحرب العثمانية الروسية،
ظهرت حركتان استقلاليتان عن الدولة العثمانية هي: حركة على بك الكبير فمصر و حركة الشيخ ظاهر العمر ففلسطين،
وقد تمكن العثمانيون من القضاء عليها.[95][96][97]

السلطان الغازى سليم خان الثالث،
رائد الحركة الاصلاحية فالدولة العثمانية.


ابتدات محاولات الاصلاح الجدية فعهد السلطان سليم الثالث،
الذى يعد من اوائل المصلحين و الرواد الحقيقيين فالتاريخ العثمانى كله،
وقد قلدة من جاء بعده،
واستهدفت اصلاحاتة نواحى الحياة كافة،
ادارية و ثقافية و اقتصادية و اجتماعية و عسكرية.[98] كانت ثقافة ذلك السلطان اكثر اكتمالا من ثقافة من سبقة من السلاطين،
اذ تلقي بعض التدريب على الافكار الغربية،
كما تلقي تعليما خاصا بالطرق الاوروبية،
واطلع على كتابات المؤلفين الاوروبيين،
ويبدو انه استوعب الحالة المتدنية للدولة بشكل اروع من اسلافه.
وعندما اعتلي ذلك السلطان العرش كانت ثروات البلاد ربما و صلت الى حالة متدنية،
وكان العثمانيون ربما عادوا للحرب مع روسيا و النمسا،
ولم يكن باستطاعة اي سلطان ان يقوم بحملة اصلاحات و رحي الحرب دائرة،
لكن جاءت اعتناء القدر،
عندما ظهرت الثورة الفرنسية و انشغل الامبراطور النمساوى بها،
وخاف ان تمتد الى بلاده،
فعقد صلحا مع العثمانيين اعاد اليهم بموجبة بلاد الصرب و بلغراد.[99] و اجهت السلطان سليم الثالث فبداية حياتة السياسية،
المشكلات التقليدية القديمة: تفوق الغرب،
والاتجاة المحافظ لشعبه،
وكان بطبعة ميالا للاصلاح بحيث لم يتردد فالاخذ ببعض الانماط الغربية،
بعد ان حصل على معلومات عن المؤسسات المدنية و العسكرية لدول اوروبا الغربية و سبب تفوقها على العثمانيين.
فجاء بفكرة الجنود النظامية ليتخلص من الانكشارية الذين اصبحوا منبعا للفتن و الهزائم،
واصلح الثغور و بني القلاع الحصينة لحمايتها و جعل انشاء السفن على الكيفية الفرنسية،
واستعان بالسويد فو ضع المدافع،
وترجم المراجع العلمية فالرياضيات و الفن العسكري،[99] كما وضع نظاما هرميا للقيادة العسكرية،
واخضع التجنيد لقواعد اكثر صرامة،
ووضع نظاما للجنود المشاة تضمن تعليمات لمساعدة الجنود على التصرف كوحدة،
ودعى ذلك النظام “بالنظام الجديد”.[98] كان من الطبيعي ان تبرز المعارضة لاصلاحات السلطان سليم الثالث العسكرية من جانب المحافظين عند ادراكهم لنتائجها،
فنظر الانكشارية الى هذي الاصلاحات نظرة ارتياب خاصة بعد فصل السلطان الاسطول و المدفعية عن فرقتهم،
فثاروا و معهم الجنود غير النظاميين و اجبروا الخليفة على الغاء النظام العسكرى الجديد،[99] و لم يكتفوا بذلك بل عزلوا السلطان و قاموا بقتلة لاحقا بناء على امر خليفته،[100] و يعتبر سليم الثالث السلطان العثمانى الوحيد الذي قتل بسلاح ابيض.[101]

معركة “ميشار” (1806) بين الثوار الصربيين تساندهم النمسا و روسيا،
والدولة العثمانية،
بريشة “افاناسيج شيلوموڤ”.

معركة ناڤارين (1827) بين الاسطول العثمانى و الاوروبي،
بريشة لويس امبرواز گرناري.


وكان من ابرز الاحداث التي حصلت فعهد سليم الثالث قيام الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت الاول،
فتحول اعداء الامس الى حلفاء و العكس صحيح،
حيث انهارت الصداقة العثمانية الفرنسية التي قامت منذ عهد السلطان سليمان القانوني،
وتحالفت روسيا و بريطانيا مع الدولة العثمانية لاخراج الفرنسيين من مصر،
وفى عهدة كذلك تكونت جمهورية مستقلة فاليونان تحت حماية الدولة العثمانية.[99] و بعد سليم الثالث تولي مصطفى الرابع عرش ال عثمان،
ولم يدم ملكة طويلا قبل ان تثور الانكشارية عليه و يقوموا بعزلة و تنصيب اخاة محمود بدلا منه.[102] امتلا عهد محمود الثاني باحداث مهمة،
سواء على الصعيد الداخلى او الخارجي،
فنتيجة للضعف الشديد الذي دب فاوصال الدولة العثمانية ظهر بها اتجاهان: الاتجاة الاول الذي ارجع ما و صلت الية الدولة العثمانية من ضعف الى الابتعاد عن الاسلام،
والذى ما كان للمسلمين ان تقوم لهم قائمة فالارض الا بالتمسك به؛
والاتجاة الثاني الذي يقوم على ضرورة تقليد اوروبا تقليدا اعمى،
لكي يصل العثمانيون الى ما و صلت الية من تقدم و ازدهار.[99] و كان من نتيجة الايمان بالاتجاة الاول ان قامت الحركة الوهابية فشبة الجزيرة العربية،[معلومة 10] و اجتذبت اليها العديد من اهلها،
ودعت الى تطهير الاسلام من كامل الشوائب التي تعلقت فيه عبر القرون.[103] و لما راي السلطان محمود انه من الضروري قمع هذي الفئة التي يخشي من امتدادها على تفريق كلمة الاسلام،
كلف محمد على باشا،
والى مصر و مؤسس اسرتها الخديوية العلوية،
بمحاربتها و القضاء عليها،
ففعل ما طلب منه و اباد الحركة الوهابية،
ثم شرع فاصلاح مصر و تنظيمها و فق النظام الاوروبي.[103] و فبداية عهد محمود الثاني استقلت عدة دول اوروبية عن الدولة العثمانية،
وكانت بداية انشقاق اوروبا الشرقية عن الدولة العثمانية عندما ثار الصربيون و طالبوا باستقلالهم،
فقمعتهم الدولة العثمانية مرتين،
وتعهدت الا تتدخل فشؤون الصرب الداخلية،
وان تكون السيطرة للعثمانيين فالصرب على القلاع فقط.[104][105] سرعان ما اعقب هذي الثورة عصيان “على باشا” و الى مدينة يانية الالبانية،
حيث امتنع عن دفع الخراج و احترام الاوامر التي ترسل الية من الاستانة،
فارسل الية السلطان جيشا تمكن قائدة من القبض عليه و اعدامه.[106] و ما فتئت المشاكل تنهال على الدولة العثمانية،
فقد ثار اليونانيون طلبا للاستقلال و هزموا فرقة عسكرية عثمانية ارسلت لقمعهم،
فلم يجد السلطان لاخماد الثورة فاليونان غير محمد على باشا و الى مصر،
فاستجاب الاخير لطلبة و ارسل سفنا حربية محملة بالجنود الى اليونان،[107] استطاعت ان تحقق انتصارات كاسحة على الثوار.
غير ان ثورة اليونانيين نجحت،
واستطاع الثائرون ان يستقلوا ببلدهم عن الدولة العثمانية بعد المساعدات التي تلقوها من الدول الاوروبية.
ايضا كان الاسطول العثمانى ربما تحطم فمعركة ناڤارين عام 1827م،
علي يد السفن البريطانية و الروسية.[107]

دور الافول و التنظيمات (1828–1908)[عدل]

السلطان الغازى محمود خان الثاني “ابو الاصلاح”،
بعد اقرارة اعتماد اللباس الاوروبى لباسا رسميا.


تتميز هذي المرحلة بانحدار الدولة العثمانية سريعا و فقدانها لمعظم ممتلكاتها الباقية فاوروبا،
وقيام السلطان محمود الثاني بعدد من الاصلاحات ال كبار الهادفة لجعل الدولة تواكب اوروبا الغربية فالتطور و الازدهار.[108] و اول ما قام فيه السلطان محمود الثاني فهذا المجال كان الغائة لطائفة الانكشارية بعد ان اصبحت احدي عوامل تخلف و تراجع الدولة يقينا،
فاعترض الانكشارية على هذا و حاولوا التمرد و تجمعوا فاحد ميادين الاستانة،
فحصدتهم المدفعية العثمانية حصدا.[99] اعلن السلطان بعد قضائة على الانكشارية نظاما جديدا للجند قلد به الاوروبيين،
ايضا قام بعدد من الاصلاحات المدنية كاقامة المدارس الجديدة و رفع يد الهيئة الاسلامية عن الاشراف على التعليم،[108] و ارسال بعثات طلابية الى الخارج،[108] و اتجة بالبلاد الى تقليد اوروبا حتي انه تزيا بزيهم،
واستبدل بالعمامة الطربوش،
والعباءة و الجلباب بالبذلة الغربية.[108]

اعلنت روسيا الحرب على العثمانيين بعد ان رفضت الدولة العثمانية الاعتراف بقرارات مؤتمر لندن الذي نصف على استقلال اليونان،
وتمكنت من احتلال البغدان و الافلاق،
بل و صلت الى مدينة ادرنة و هددت الاستانة بالسقوط،
فتدخلت بريطانيا و فرنسا لوقف تقدم روسيا خوفا على مصالحها فالشرق،
فعقدت بين الروس و العثمانيين معاهدة ادرنة التي نصت على عودة المناطق التي احتلها الروس الى الدولة العثمانية مقابل تمتع روسيا ببعض الامتيازات و تعويضها عن الخسائر التي تكبدتها فالحرب،
واستقلال بلاد الصرب و تسليم ما تحتفظ فيه الدولة من قلاعها.[109] و فاواسط سنة 1830م،
ساءت العلاقات بين الدولة العثمانية و فرنسا مجددا،
بعد ان نفذت الاخيرة ما كانت تنوية من مدة،
الا و هو الاستيلاء على و لاية الجزائر بدعوي منع تعدى القراصنة المسلمين على مراكبها التجارية،[110] و بذلك فقدت الدولة العثمانية الجزائر الى الابد،
علي الرغم من استبسال المقاومة بقيادة الامير عبدالقادر الجزائري،
الذى اضطر للاستسلام بعد ان دافع عن بلادة لمدة سبع عشرة سنة.

محمد على باشا،
ابرز و لاة الشرق العربي العثمانى فاواسط القرن التاسع عشر،
واشهر من اعلن العصيان على الدولة العثمانية فذلك الوقت.


استمرت المشاكل تنهال على الدولة العثمانية بعد سقوط الجزائر،
وذلك ان و الى مصر محمد على باشا طمع فتوسيع رقعة نفوذة بعد ان غدا احسن و لاة السلطان العثمانى فالشرق العربي،[111] و كان السلطان محمود الثاني ربما و عد محمد على بان يولية على بلاد الشام لقاء خدماتة الجليلة التي قدمها للدولة،[معلومة 11] لكنة عاد و اخلف و عده،
اذ شعر ان وجود محمد على فالشام خطر على كيان السلطنة نفسها.[111] فقرر محمد على ان يجتاح بلاد الشام بالقوة،
فوجة جيشة الى فلسطين و اخضعها،
ثم زحف على مدن الساحل اللبناني و فتحها الواحدة تلو الاخرى،
وسرعان ما لحقت فيها سوريا الوسطي و الشمالية،
وامتد زحف الجيش المصري الى الاناضول حيث هزم الجيش العثمانى حديث النشاة فقونية،[112][113] و اصبح قاب قوسين او ادني من الاستانة،
حتي خيل للعالم فذلك الوقت ان نهاية الدولة العثمانية اصبحت قريبة.[111] عقب هزيمة قونية،
استنجد السلطان محمود الثاني بالدول الاوروبية للوقوف فو جة الخطر المداهم،
فلم ينجدة الا روسيا،
التى ارسلت 15 الف جندى الى الاستانة للدفاع عنها،
فخشيت بريطانيا و فرنسا من امتداد النفوذ الروسي و توسطت للصلح مع محمد علي،[99] حيث اقر له السلطان بولاية مصر و جزيرة كريت و فلسطين و لبنان و اضنة،
لقاء نفس الاموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل.[111] و فغضون هذا توسع النفوذ الروسي فالدولة خصوصا بعد ان ابرم السلطان معاهدة مع روسيا تعهدت بها الاخيرة بالدفاع عن الدولة العثمانية لو هاجمها المصريون او غيرهم.
عمل السلطان محمود الثاني فاواخر ايامة على استعادة الشام و مصر،
فجمع جيشا جديدا،
ونشط عملاؤة فالشام يحرضون الشعب للثورة على المصريين،
ثم سار الجيش و قام بهجوم عبر الفرات اسفر عن كارثة نزلت به،
اذ بددة الجيش المصري فمعركة نصيبين عام 1839م.
ولم تصل انباء هذي الهزيمة الى السلطان محمود الثاني،
اذ توفى قبل هذا بايام.[111]

السلطان الغازى عبدالمجيد خان الاول.


خلف السلطان عبدالمجيد الاول اباة السلطان محمود الثاني،
وهو صبى لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره،[114] و كانت الدولة العثمانية على شفير الانهيار،
اذ اصبحت بلا جيش،
بفعل خسارة الجيوش العثمانية امام المصريين،
وتشتيت القوي المسلحة،
وبلا اسطول،
بفعل انضمام الاسطول العثمانى طواعية الى الاسطول المصري فالاسكندرية،[115] فسارع السلطان الفتي الى اجراء مفاوضات مع محمد علي،
فاشترط الاخير،
لعقد الصلح،
ان يصبح الحكم فالشام و مصر حقا و راثيا فاسرته.[111] و كاد السلطان عبدالمجيد يقبل شروط محمد على لو لم تصلة مذكرة مشتركة من الدول الاوروبية الكبرى،
عدا فرنسا،[معلومة 12] تطلب الية بالا يتخذ قرارا يتعلق بمحمد على الا بمشورتهم،
ووعدوة بالتوسط بينة و بين محمد علي،
فوافق على ذلك.[111] بعدها اجتمعت جميع من بريطانيا و روسيا و بروسيا و النمسا و عقدوا اتفاقية صدق عليها العثمانيون،
وعرضوها على محمد علي،
وهي تنص على بقاء و لاية مصر و راثية فعائلته،
وولاية عكا مدي حياته،[115] فرفض محمد على هذا و طرد المندوبين الاوروبيين و المندوب العثمانى من مصر،[115] و بناء على هذا هاجمت البوارج الحربية البريطانية و النمساوية و العثمانية مدن الساحل الشامي و استطاعت ان تحرز انتصارا كبيرا على جيوش محمد على بقيادة ابنة ابراهيم باشا،
واجبرتة على العودة الى مصر و الانكماش فيها،
وبذلك عادت الشام الى ربوع الدولة العثمانية،
واصبحت سيادة الدولة على مصر سيادة اسمية.[111] توصلت الدول الاوروبية الكبرى،
بعد انتهاء الازمة العثمانية – المصرية،
الي عقد اتفاقية جماعية مع الدولة العثمانية،
اطلق عليها تسمية “معاهدة المضائق” او “اتفاقية لندن للمضائق”،
وقد ارست هذي الاتفاقية نظاما للمضائق العثمانية ظل مطبقا بدون ادخال تعديلات جوهرية عليه حتي قيام الحرب العالمية الاولى.[116] حدث فعهد السلطان عبدالمجيد عدد من الفتن الداخلية فالولايات العثمانية،
وازدادت الدولة ضعفا على ضعف،
مما زاد من اطماع الدول الاوروبية فيها،
فدعيت باسم “الرجل المريض”،
واخذ الاوروبيون يخططون لاقتسام تركتها مستقبلا.

حصار سيڤاستوبول من قبل الجيوش العثمانية و الاوروبية اثناء حرب القرم،
بريشة فرانز روبو.

واقعة سينوب البحرية خلال حرب القرم،
التى نجم عنها انتصار الروس و انهزام العثمانيين،[117] بريشة ايڤان ايڤازوڤسكي.


اتخذت المسالة الشرقية فاواخر القرن الثامن عشر،
شكلها الحديث،[118] و برزت مع بداية انحسار المد التوسعى العثمانى عن اوروبا،
ومع اتجاة العثمانيين المتزايد نحو فقدانهم تفوقهم العسكرى امام الدول الاوروبية،
وبخاصة روسيا و النمسا،
وقد تحكمت فيها ثلاثة عوامل هي: ضعف الدولة العثمانية المتزايد و ظهور عدد من القوميات المسيحية الصغيرة فشبة جزيرة البلقان و الفتن الداخلية المستمرة فبعض الولايات،
وقد سمحت كل هذي العوامل للدول الاوروبية ان تتدخل فالشؤون الداخلية للدولة و تسيرها حسب مصالحها.[118] و من ابرز الاحداث التي استغلتها اوروبا للتدخل فالشؤون العثمانية كانت الفتن الطائفية التي و قعت فبلاد الشام اثناء عقد الاربعينيات من القرن التاسع عشر،
وبلغت ذروتها فجبل لبنان،
فتدخلت فرنسا بحجة حماية الكاثوليك و بشكل رئيسى الموارنة،
وتدخلت بريطانيا لدعم الدروز،
وروسيا لدعم الارثوذكس،
فوقعت فالبلاد مذابح عظيمة تخللتها سنوات قليلة من السلام.[119] كما اتجهت الدولة نحو سياسة نقل امور الولايات الى سلطة داخلية فانهوا حكم مماليك العراق فبغداد و البصرة و ال جليلى فالموصل فثلاثينيات القرن التاسع عشر،
كما قضوا على الامارات الكردية شبة المستقلة فحكارى و سوران و بادينان اثر ضغط دولى عقب مجازر بدر خان فالاربعينيات من نفس القرن.[120] تعد حرب القرم التي ابتدات عام 1854م بين روسيا و الدولة العثمانية،
من اهم مراحل المسالة الشرقية،
فقد دفعت هذي الحرب بالعلاقات الدولية نحو التازم،
وغيرت التحالفات السياسية،
فوقفت بريطانيا و فرنسا الى جانب الدولة العثمانية للدفاع عن سلامة اراضيها ضد الروس.[121] و تتخلص هذي الحرب فان القيصر الروسي نيقولا الاول اعتقد ان بامكانة ان يطرح قضية انهاء المسالة الشرقية بشكل جذري،
وابدي نيتة فاقتسام املاك الدولة العثمانية،
فعرض على بريطانيا تقسيم الدولة العثمانية بينهما،
فرفضت،
فحاول اغراء فرنسا بنفس الاغراء،
فرفضت ايضا،
فهددت روسيا باحتلال الافلاق و البغدان ان لم تعد الدولة العثمانية للامبراطورية الروسية حق حماية المسيحيين الارثوذكس الذي فقدتة و فق نصف معاهدة المضائق،[122] فلم يعرها السلطان اي اهتمام بعد ان و عدتة بريطانيا و فرنسا بالدفاع عن الدولة ضد اي هجوم محتمل،
فاقدمت روسيا على تنفيذ تهديدها،
فتحالف العثمانيون مع بريطانيا و فرنسا و النمسا و مملكة البيمونت بايطاليا و السويد،
وقصفت اساطيلهم ميناء سيڤاستوبول فشبة جزيرة القرم،
وضربت العديد من قلاعة بالاضافة للاغارة على العديد من موانئ روسيا على البحر الاسود،
وتوغلت القوات المتحالفة فاراضى روسيا حتي طلبت الصلح،
فعقدت معاهدة سلام فباريس انهت الحرب و انقذت الدولة العثمانية من الخطر الروسي الذي كان يتهددها،
وبات من المنتظر ان تغدوا بلدا متحدا ياخذ بركب الحياة الدستورية كما عرفها الغرب،
وتنضم الى سائر اعضاء المنظمة الدولة على قدم المساواة.[123]

وفى اواخر عهد السلطان عبدالمجيد الاول،
نشبت فتنة طائفية كبري فالشام،
وتحديدا فدمشق و سهل البقاع و جبل لبنان بين المسلمين و المسيحيين عموما،
والدروز و الموارنة خصوصا،[124] فوقعت مذابح مؤلمة و بلغ عدد القتلي اثنى عشر الفا،[124] و كان ممثلو بريطانيا و فرنسا يشجعون الفريقين على الانتقام و يساعدونهم على الثار،
فخشى السلطان ان تؤدى هذي الفتنة الى تدخل الدول الاجنبية العسكري،
فاوعز الى المسؤولين العثمانيين فبيروت و دمشق بوجوب اخمادها حالا،[124] و اوفد فالوقت ذاتة و زير الخارجية فؤاد باشا الذي عرف بالدهاء و الحزم،
وخولة سلطات مطلقة لمعالجة الموقف،
فقام بمهمتة خير قيام و اعدم معظم الذين تسببوا بالمذابح و سجن الباقين و نفي بعضهم و اعاد بعض المسلوبات الى اصحابها من المنكوبين المسيحيين،
وجمع تبرعات كثيرة انفقها على ترميم القرى.[124] و كانت الدول الاوروبية ربما ضغطت على السلطان و حملتة على القبول بتشكيل لجنة دولية يوكل اليها امر اعادة الهدوء الى جبل لبنان و دمشق،
وتصفية ذيول الفتنة.[124] توفى السلطان عبدالمجيد يوم 6 يونيو سنة 1861م،
الموافق به 17 ذى الحجة سنة 1277ه،
عن اربعين سنة،[125] بعد ان قام ببعض الاصلاحات ال كبار فالدولة،
ابرزها فرمانة الشهير الصادر سنة 1856م،
الذى ساوي به بين كل رعايا الدولة مهما اختلفت عقيدتهم الدينية،[124] فتحسن وضع المسيحيين بشكل اكبر،
وازدادت نسبة المتعلمين منهم،[126] الامر الذي ساهم فانعاش اقتصاد الدولة لاحقا.[126]

حفل افتتاح قناة السويس فمدينة بور سعيد سنة 1869،
اثناء عهد السلطان عبدالعزيز الاول.


بويع السلطان عبدالعزيز الاول بالخلافة و عرش ال عثمان بعد و فاة اخية عبدالمجيد،
ومما يذكر فعهده: افتتاح قناة السويس و قيام ثورة فجزيرة كريت تم اخمادها.[115] و كان ذلك السلطان كثير التجوال فالبلاد الخارجية،
فزار مصر و زار فرنسا،
وحاول تقريب روسيا الية حتي تخافة دول اوروبا،
لكنة عزل بناء على فتوي شرعية بسبب تبذيرة اموال الدولة،
كما تنص بعض المصادر،[127] و عثر عليه ميتا فغرفتة فقيل انه انتحر و قيل انه قتل،[115] و تولي بعدة ابن شقيقة عبدالمجيد الاول مراد،
ولم يستمر عهدة اكثر من 3 اشهر،
وتم عزلة بسبب اختلال عقله.[115]

السلطان الغازى عبدالحميد خان الثاني “الكبير”،
اخر سلطان فعلى للدولة العثمانية.

رسم هزلى من مجلة اللكمة البريطانية يعود لتاريخ 17 يونيو سنة 1876،
يصور الامبراطورية الروسية بهيئة رجل،
علي و شك ان تطلق “كلاب الحرب” البلقانية على الدولة العثمانية،
بينما بريطانيا،
ممثلة بهيئة شرطي،
تحذرها من مغبة عملها.
اعلنت الصرب و الجبل الاسود الحرب على الدولة العثمانية فاليوم الاتي لنشر ذلك العدد من المجلة.

اخلاء المسلمين لمدينة نيكوبول البلغارية بعد سقوطها بيد روسيا،
وفق ما نصت عليه معاهدة سان ستيفانو.


وبعد مراد الخامس بويع عبدالحميد الثاني بالخلافة و عرش السلطنة،
وفى هذا الحين كانت البلاد تمر فازمات حادة و مصاعب ما لية كبيرة،
وتشهد ثورات عاتية فالبلقان تقوم فيها عناصر قومية تتوثب لتحقيق انفصالها،
وتتعرض لمؤامرات سياسية بهدف اقتسام تركة “الرجل المريض”.
ومنذ اليوم الاول لارتقائة العرش،
واجة السلطان عبدالحميد موقفا دقيقا و عصيبا،
فقد كانت الازمات تهدد كيان الدولة،
وازدادت سرعة انتشار الافكار الانفصالية،
واصبح للوطنية معني جديد اخذت فكرتة تنمو و تترعرع فالولايات العثمانية،
ووجد السلطان نفسة مشبع بالثورة و الاضطراب.[128] فقد تجددت الثورة فاقليمى البوسنة و الهرسك،
واستمرت فبلغاريا،
وكان الصرب و الجبل الاسود فحالة حرب مع الدولة.[128] و لهذه الاسباب تدخلت الدول الاوروبية لاستغلال الموقف بغية تحقيق مصالحها بحجة احلال السلام.
فشجعت روسيا و النمسا الصرب و الجبل الاسود على حرب العثمانيين،
حيث رغبت النمسا بضم البوسنة و الهرسك،
بينما رغبت روسيا بضم الافلاق و البغدان و بلغاريا،
ووعدت روسيا النمسا و الصرب و الجبل الاسود بالوقوف بجانبهم اذا قامت حرب بينهم و بين العثمانيين.[129] و بالفعل قامت الحرب بين الدولة العثمانية و تلك الدول،
الا ان الجيوش العثمانية استطاعت الانتصار و وصلت الى مشارف بلغراد،
غير ان تدخل اوروبا اوقف الحرب.[129] قدمت الدول الاوروبية الكبري لائحة للدولة العثمانية تقضى بتحسين الاحوال المعيشية لرعاياها المسيحيين،
ومراقبة الدول الاوروبية لتنفيذ اجراءات التحسين،
فرفضت الدولة اللائحة؛
لان ذلك يعتبر تدخلا صريحا فشؤونها،
فاستغلت روسيا الرفض و اعتبرتة سببا كافيا للحرب،
وفى هذي المرة اطلقت اوروبا العنان لروسيا لتتصرف كيفما تشاء مع العثمانيين،
فاحتلت الافلاق و البغدان و بلغاريا و وصلت ادرنة و اصبحت على بعد 50 كيلومترا فقط من الاستانة،[129] ايضا دخلت جيوشها الاناضول،[130] و عادت الصرب و الجبل الاسود لتعلن الحرب على الدولة العثمانية،
فاضطرت الاخيرة الى طلب الصلح،
وابرمت معاهدة سان ستيفانو مع روسيا،
التى اعترفت بها باستقلال الصرب و الجبل الاسود و الافلاق و البغدان و بلغاريا،
ثم تم تعديل هذي المعاهدة فمؤتمر عقد فبرلين تم بموجبة سلخ المزيد من الاراضى عن الدولة العثمانية.[131] كشفت قرارات مؤتمر برلين عن ضعف الدولة العثمانية،
فاستغلت الكيانات السياسية و القومية ذلك الضعف،
وقامت بانتفاضات على الحكم المركزى بهدف الحصول على الاستقلال الكامل،
ودعمتها اوروبا فسبيل تحقيق ذلك،
وهكذا توالت الازمات السياسية فو جة السلطان عبدالحميد الثاني بعد الحرب العثمانية الروسية و مؤتمر برلين.
انضمت تونس الى قائمة الاقاليم التي فقدتها الدولة العثمانية لصالح اوروبا فعهد عبدالحميد الثاني عندما احتلتها فرنسا،
ثم لحقتها قبرص التي احتلتها بريطانيا،
واتبعتها بمصر و السودان،
بحجة حماية الدولة العثمانية من اي اعتداء.[132]

لعل اهم الاحداث التي جرت فعهد عبدالحميد هي الازمة الارمنية و قيام الحركة الصهيونية،
ويتفق المؤرخون،
المسلمون منهم خاصة،
ان هذين الحدثين هما ما ساهم فتشوية صورة الدولة العثمانية و السلطان عبدالحميد الثاني.
وتفصيل الازمة الارمنية ان الارمن طالبوا بعد مؤتمر برلين باستقلالهم،
خاصة ان السلطان لم يقم بتطوير يذكر لاوضاعهم،
وعملت البعثات التبشيرية الاوروبية و الامريكية على اذكاء الشعور القومى الارمني،
وفى الوقت نفسة اعتقدت الدوائر الحاكمة فالاستانة ان بعض الارمن يعملون كعملاء لروسيا و بريطانيا،
وساورها الشكوك حول و لائهم،
ومن بعدها نظرت اليهم على انهم خطر يهدد كيان الدولة و مستقبلها و امنها.[133] و تصاعد التوتر فبلاد الارمن،
ولم تلبث ان عمت الاضطرابات،
فخرج حوالى 4000 ارمنى عن طاعة السلطان فبدليس بعد تاخر الاصلاحات الموعودة،[134] فقام العثمانيون بالرد على ثورة الارمن بان ارسلوا جيشا مؤلفا بمعظمة من الاكراد[135] الى مناطق الثورة حيث دمروا الكثير من القري الارمنية و قتلوا كثيرا من الثوار و من ساندهم،
فيما اصبح يعرف باسم “المجازر الحميدية”،[136] و تطور العنف ليشمل المسيحيين بشكل عام كالسريان كما فمجازر ديار بكر.[137] اما الحركة الصهيونية،
فنشات بقيادة ثيودور هرتزل،
ودعت الى انشاء وطن قومى ليهود العالم ففلسطين الخاضعة للدولة العثمانية و تشجيع اليهود على الهجرة اليها،
فاصدر السلطان عبدالحميد فرمانا يمنع هجرة اليهود الى الاراضى المقدسة،
لكنة اضطر فنهاية المطاف الى التهاون معها تحت ضغط الدول الاوروبية،
وخاصة بريطانيا.[138][معلومة 13]

دور الانحلال و خاتمة الدولة (1908–1922)[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سقوط الدولة العثمانية

مظاهرة لمؤيدى جمعية تركيا الفتاة فناحية السلطان احمد من الاستانة فسنة 1908.


كانت الافكار القومية ربما تغلغلت بشكل كبير فجسم الدولة العثمانية اواخر عهد السلطان عبدالحميد الثاني،
وانشا الداعون لهذه المفاهيم المؤسسات و الجمعيات التي تحمل افكارهم،
وكان من اهم هذي الجمعيات جمعية تركيا الفتاة،
التى تاسست فباريس و كان لها فروع ثانية فبرلين،
وفى انحاء الدولة العثمانية فسالونيك و الاستانة،
واستطاعت ان تضع لها قدما فالجيش العثماني،
وكان لها جناح عسكرى عرف بتنظيم الاتحاد العثمانى و كان لها جناح مدنى هو الانتظام و الترقي،
واتفق الفريقان ان تكون جمعيتهم باسم “الاتحاد و الترقي”.[129] و امتد نفوذ الاتحاد و الترقى فالدولة،
فضم الية العديد من ضباط الفيلق الاول المسيطر على الاستانة،
وايضا الفيلقين الثاني و الثالث المرابطين فالولايات العثمانية الباقية فاوروبا.
وقد حاول السلطان عبدالحميد مقاومة هذي الجمعيات،
فنادي و تمسك بفكرة الجامعة الاسلامية،
لكنة فشل امامهم،
خصوصا بعد ان سيطروا على اكثر الجيش.[129] فرض الاتحاديون على السلطان اعلان دستور جديد للبلاد يخلف الدستور الاول او “القانون الاساسي” الذي اعلنة سنة 1876م،
فذعن لمطلبهم و اعلن الدستور،
فسيطر الاتحاديون على معظم مقاعد المجالس النيابية،
ووجدوا ان السلطان سيصبح عائقا فتحقيق اهدافهم،
فعزلوة و ولوا اخاة محمد الخامس مكانه.[129]

مصطفى كمال “اتاتورك”،
رئيس الجمهورية التركية مستقبلا،
الي جانب بعض المقاومين الليبيين،
خلال الحرب العثمانية الايطالية.


تولي محمد “رشاد” الخامس العرش و الدولة فاحتضار،
ولكنها كانت ما تزال متماسكة،
واصبح الاتحاديون هم الحكام الفعليين للبلاد،
اما السلطان فكان مجرد العوبة فايديهم،
وفى هذا الوقت كانت الدولة ربما اضاعت كثيرا من بلادها فاوروبا،
والافكار القومية تنتشر يوما بعد يوم،
والبلاد فحالة افلاس بسبب الحروب المتواصلة،
والاوروبيون ربما تسلطوا على ما لية الدولة لاستيفاء ما لهم عليها من ديون.[139] و فنفس السنة لاعتلاء محمد رشاد العرش،
سيطرت الامبراطورية النمساوية المجرية على البوسنة و الهرسك،
وبعد ثلاث سنوات هاجمت ايطاليا ليبيا،
اخر الممتلكات العثمانية الفعليه فشمال افريقيا،
فقاومها العثمانيون بكل طاقتهم،
لكنهم لم يستطيعوا شيئا،
فسقطت البلاد بعد سنة من المعارك الشديدة.[139] بعدها جاءت حرب البلقان الاولي التي تولي كبرها جميع من مملكة صربيا و مملكة الجبل الاسود و مملكة اليونان و مملكة بلغاريا،
وفقدت بها الدولة العثمانية ما تبقي لها من ممتلكات فالبلقان عدا تراقيا الشرقية و مدينة ادرنة،
وانسحب حوالى 400,000 مسلم من سكان تلك البلاد الى تركيا خوفا من ما ربما تقدم عليه جنود العدو.[140] و فتلك الفترة ظهرت النزعة التركية الطورانية بقوة و عنف،
وسعي حزب الاتحاد و الترقى الى تتريك الشعوب غير التركية المشتركة مع الاتراك فالعيش تحت ظل الدولة العثمانية،
مثل العرب و الشركس و الاكراد و الارمن.[139] و فسنة 1913م عقد الوطنيون العرب مؤتمرا فباريس،
واتخذوا مقررات اكدوا بها على رغبة العرب فالاحتفاظ بوحدة الدولة العثمانية بشرط ان تعترف الحكومة بحقوقهم،
كون العرب اكبر الشركاء فالدولة،
وطالب هؤلاء ان تحكم الاراضى العربية حكما ذاتيا و فق نظام اللامركزية،
وقد و عد الاتحاديون الزعماء العرب الاحرار بقبول مطالبهم،
لكن هذا لم يتحقق بفعل نشوب الحرب العالمية الاولى.[141]

الحرب العالمية الاولي (1914–1918)[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الحرب العالمية الاولى

احدي البوارج الالمانية تفر هاربة الى داخل البحر الاسود،
وتبدو فالخلفية السفن البريطانية فاثرها.

جنود روس يتفقدون جثث جنود عثمانيين قضوا خلال حملة القوقاز على الجبهة الشرقية.

الجيش العثمانى قبل هجومة على قناة السويس بوقت قصير.

ترحيل ارمن من الازيغ بالاناضول الشرقية الى الشام.


انطلقت شرارة الحرب الاولي ف28 يونيو عام 1914م عندما كان الارشيدوق فرانز فرديناند،
ولى عهد العرش النمساوى المجرى يقود سيارتة فمدينة سراييڤو فالبوسنة الخاضعة للنمسا،
فاغتالة احد القوميين الصرب،
فاعتبرت الامبراطورية النمساوية المجرية صربيا مسؤولة عن ذلك الاغتيال،
فتدخلت روسيا لدعم صربيا مدعومة من فرنسا و تحركت المانيا ضدهما،
وما لبثت ان دخلت بريطانيا الحرب بعد هذا بفترة قليلة،
ومن بعدها تشكلت الاحلاف،
فدخلت الدولة العثمانية الحرب الى جانب معسكر دول المحور،
اى المانيا و النمسا و بلغاريا،[142] بعد ان فقد العثمانيون الامل فمحاولات التقارب مع بريطانيا و فرنسا،
وفشلوا فالحصول على قروض عاجلة منهما لدعم الخزينة،
وعزلت الدولة سياسيا بعد حروب البلقان و ايطاليا؛
فلم يكن لهم سوي خيار التقارب مع المانيا التي رات مصلحتها ف“الانتشار نحو الشرق”.[143] و ف10 اغسطس سنة 1914م،
دخلت الدولة العثمانية الحرب بشكل فعلي،[144] بعد ان سمحت لبارجتين المانيتين كانتا تطوفان البحر المتوسط،
بعبور مضيق الدردنيل نحو البحر الاسود هربا من مطاردة السفن البريطانية.[145] و خطا الباب العالى خطوة هامة باتجاة الاشتراك بالحرب،
حيث اعلن الصدر الاعظم الغاء الامتيارات الاجنبية،
ملبيا بذلك احدي المطالب الرئيسية للقوميين الاتراك،
ثم اتخذ خطوة ثانية فطريق التحدى باغلاقة المضائق بوجة الملاحة التجارية،
كما الغي مكاتب البريد الاجنبية و كل السلطات القضائية غير العثمانية.[143] بعثت الانتصارات الالمانية الخاطفة على الجبهة الروسية الامل فنفوس الاتحاديين،
بشان امكانية استعادة الاراضى العثمانية المفقودة لصالح روسيا المهزومة،
فهاجم الاسطول العثمانى الموانئ الروسية فالبحر الاسود،
وقد شكل هذا امرا و اقعا زج بالدولة العثمانية فالحرب،
فاعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية،
واقتدت فيها جميع من بريطانيا و فرنسا،
ورد السلطان محمد الخامس باعلان الحرب،
ودعا المسلمين الى الجهاد،
الا ان هذا لم يتحقق،
فاغلب مسلمى العالم كانوا يزرحون تحت نير الاستعمار البريطانى او الفرنسي،
وكانت السلطات الاستعمارية ربما جندت بعضا منهم كذلك فجيوشها.[143] خاضت الجيوش العثمانية الحرب على جبهات متعددة من دون استعداد كامل،
فعلي الجبهة الروسية منيت الحملة العثمانية بهزيمة فادحة،
حيث فتك القتال و الصقيع و الوباء بتسعين الف جندى عثماني،
وفى الجنوب نزل البريطانيون فالفاو على الخليج العربي و استولوا على العراق،
اما عملية قناة السويس فجرت قبل الموعد المحدد،
وفيها اتفق العثمانيون مع المصريين على قتال البريطانيين،
لكنها اسفرت عن هزيمة العثمانيين و اودت بحياة الكثيرين دون طائل.
وقام اسطول الحلفاء بمهاجمة مضيق الدردنيل فخطوة للاستيلاء على الاستانة و اخراج الدولة العثمانية من الحرب،
وامداد الجبهة الروسية،[146] لكن ذلك الاسطول الضخم عجز عن اجتياز المضيق و هزم العثمانيون طاقمة هزيمة كبار فمعركة برية،
كانت النجاح الوحيد لهم فمقابل سلسلة من الاخفاقات،
وبرز فهذه المعركة القائد مصطفى كمال.[143]

واثيرت خلال المعارك،
التى اندلعت على الجبهة الشرقية و هجوم الحلفاء فالدردنيل و غاليبولي،
قضية الارمن مرة اخرى،
اذ قام الاتحاديون بنقل سكان المناطق الارمنية فو لايات الشرق و كيليكيا و الاناضول الغربية الى بلاد الشام،
بهدف تامين حياة السكان المدنيين و حماية القوات المسلحة من خيانة محتملة من جانب العناصر الموالية لروسيا.[143] و كان بعض الارمن ربما تطوعوا فالجيش الروسي،[147] و قتلوا عددا من السكان المسلمين فالاناضول الشرقية،
ونتيجة لذا تعرض المرحلون لعمليات تعذيب و قتل فيما اصبح يعرف باسم “مذابح الارمن”.[148][149][150] بعد فشل الحملة العثمانية على مصر،
جرت اتصالات سرية بين البريطانيين فمصر و شريف مكة حسين بن على الهاشمي،
وبعض الزعماء العرب،
وتم الاتفاق بين الفريقين على ان يثور العرب على الاتراك و ينضموا الى الحلفاء مقابل و عد من هؤلاء بمنح العرب الاستقلال و اعادة الخلافة اليهم.
وتنفيذا لهذا الاتفاق اعلن شريف مكة حسين فيونيو سنة 1916م الثورة العربية على الاتراك،
فاخرجهم من الحجاز و ارسل قواتة شمالا بقيادة و لدية فيصل و عبد الله لتشارك القوات البريطانية فالسيطرة على بلاد الشام.[151] و فغضون هذا سحقت المقاومة البلغارية فالبلقان،
مما ارغم حكومة صوفيا على طلب الهدنة،
فادرك الباب العالى خطورة الموقف،
لان الحرب اضحت قريبة من الاراضى التركية،
ويمكن للعدو ان يتغلغل بحرية فتراقيا الشرقية و يزحف حتي ابواب الاستانة،
فابرم العثمانيون معاهدة مودروس مع الحلفاء،
خرجوا بموجبها من الحرب.[143]

حرب الاستقلال التركية (1919–1922)[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: حرب الاستقلال التركية

مظاهرة فالاستانة منددة بالاحتلال بتاريخ 23 ما يو سنة 1919.


توفى السلطان محمد الخامس قبل اشهر من انتهاء الحرب،
وخلفة اخاة محمد “وحيد الدين” السادس.
وبعد مرور شهر على توقيع هدنة مودروس،
دخلت البحرية البريطانية و الفرنسية و الايطالية بعدها الامريكية الى القرن الذهبي،
وانزلت قواتها فالاستانة التي حولتها الى قاعدة لنشاط الحلفاء فالمنطقة كلها.
سيطر الحلفاء على موانئ البحر الاسود كلها،
واقتسموا الاراضى التركية،
فاحتل الفرنسيون مرسين و اضنة،
والايطاليون انطاكية و كوشا داسى و قونية،
واحتل اليونانيون القسم الغربى من الاناضول،
بالاضافة الى تراقيا.[152] كان رد الفعل الداخلى لاتفاق الهدنة سلبيا،
فقد رفض الاتراك الخضوع للاحتلال و القبول بمشاريعه،
فقامت ثورة و طنية فجميع انحاء البلاد احتضنتها الحركة الوطنية بزعامة القائد مصطفى كمال،[153] و التي عرفت باسمه “الحركة الكمالية”،
لتواجة خضوع الحكومة لرغبات الحلفاء و تعاون السلطان محمد السادس مع المحتلين،
ومحاولات اليونان توسيع المناطق التي احتلتها،
وازدياد الثورات الارمنية.
وعقدت الحركة الكمالية مؤتمرات عديدة فطول البلاد و عرضها لاستنهاض الوعى القومى و انقاذ البلاد من التقسيم،
وتشكلت حكومة و طنية برئاسة مصطفى كمال بهدف اقامة دولة تركية مستقلة،
الغت كل القوانين و التعليمات التي اصدرتها الحكومة السابقة،
ووضعت السلطان و حكومتة خارج اطار القانون.[152] و ربما حاول السلطان القضاء على هذي الحركة فلم يفلح.

السلطان محمد “وحيد الدين” السادس،
اخر سلاطين بنى عثمان،
يغادر البلاد الى المنفي فسنة 1922.


وفى تلك الفترة فرضت معاهدة سيڤر على السلطان،
التى مزقت اوصال الدولة،
وقد و قع عليها مرغما،
فى حين رفضتها الحكومة الكمالية،
ووضعت مخططا لانقاذ تركيا بمعزل عن السلطان.
تمكن مصطفى كمال بعد جهود مضنية و اصطدامات شديدة مع اليونانيين،
من الانتصار،
فاستعاد كمال الاراضى التي احتلوها،
وفرض على الحلفاء توقيع هدنة حديثة اعترفت بها اليونان بانتصارات تركيا،[152] فاضحي مصطفى كمال بطلا قوميا،
وبرز فالواجهة السياسية فحين ظل السلطان فالظل،
فما كان منه الا ان تنازل عن العرش و اعتزل الحياة السياسية،
وغادر البلاد على ظهر بارجة بريطانية نقلتة الى جزيرة ما لطة،
فى 17 اكتوبر سنة 1922م،
الموافق به 27 ربيع الاول سنة 1341ه.[152]

اعتلي عرش السلطنة العثمانية،
بعد تنازل السلطان محمد السادس،
ولى العهد عبدالمجيد الثاني،
وبعد ان اصبح مصطفى كمال سيد الموقف،
وقع معاهدة لوزان مع الحلفاء التي تنازل بمقتضاها عن باقى الاراضى العثمانية غير التركية،[154] بعدها جرد السلطان من السلطة الزمنية و جعلة مجرد خليفة،
اى اشبة بشيخ الاسلام،
ولكن من غير سلطة روحية ايضا.
ثم الغي الخلافة سنة 1924 و طرد عبدالمجيد من البلاد،
وبهذا سقطت الدولة العثمانية فعليا بعد ان استمرت لما يقرب من 600 سنة،
وانهارت معها الخلافة الاسلامية بعد ان استمرت ما يزيد عن الف سنة.[155] و ربما رثا امير الشعراء احمد شوقى الدولة العثمانية و الخلافة الاسلامية بابيات من الشعر قال فيها:[156]

ضجت عليك ما ذن و منابر و بكت عليك ممالك و نواح


الهند و الهة و مصر حزينة تبكي عليك بمدمع سحاح


والشام تسال و العراق و فارس امحا من الارض الخلافة ما ح؟!


المدعون بالحق فعرش ال عثمان[عدل]

ارطغرل عثمان،
اخر و ريث شرعى لعرش ال عثمان ولد فربوع الدولة العثمانية.


عندما طرد مصطفى كمال عبدالمجيد الثاني من البلاد،
طرد معه كامل افراد الاسرة العثمانية و صادر املاكهم،[157] فذهب هؤلاء ليعيشوا فالمنفي و منعوا من العودة الى تركيا.
وفى سنة 1974م،
اصدر البرلمان التركي قرارا نصف على جواز منح الجنسية التركية للمنفيين المتحدرين من نسل عثمان الاول،
وتم اعلامهم بذلك عن طريق السفارة التركية فكل بلد يعيشون فيه.
يندرج ضمن قائمة المدعين بالحق فالعرش العثماني: “محمد اورخان” ابن الامير محمد عبدالقادر،
الذى توفى فسنة 1994،
و”ارطغرل عثمان” اصغر احفاد السلطان عبدالحميد الثاني.
يشتهر ارطغرل عثمان برفضة حمل الجنسية التركية رغم عرضها عليه عدة مرات،
قائلا انه “مواطن عثماني”،
لكنة على الرغم من هذا قال انه لا يتمني نهوض الدولة العثمانية من جديد،
وافاد ان “الديمقراطية تسرى سريانا جيدا فتركيا”.[158] عاد ارطغرل عثمان الى تركيا فسنة 1992م،
وكانت تلك المرة الاولي التي يدوس بها ارض و طنة الام منذ نفية و افراد الاسرة الحاكمة فعشرينيات القرن العشرين،
وحصل على الجنسية و الهوية التركية فسنة 2002م.[159] توفى ارطغرل عثمان ف23 سبتمبر سنة 2009م فاسطنبول عن عمر يناهز 97 عاما و لم يخلف اولادا،
وبموتة لم يتبق احد من المدعين بالحق فالعرش العثمانى من الذين و لدوا فالفترة التي كانت الدولة بها لا تزال قائمة.
كان الاتراك يلقبون ارطغرل عثمان باسم “العثمانى الاخير”،[160] و لو قدر له ان يحكم بصفتة سلطانا،
لكان اكبر سلاطين الدولة سنا منذ نشاتها،
ولعرف باسم السلطان ارطغرل الثاني.


يعتبر “ابراهيم توفيق”،
وهو حفيد حفيد السلطان عبدالمجيد الاول الوريث الاول لعرش ال عثمان،
ايضا تقول الحكومة التركية ان احد المواطنين الامريكيين من اصل تركي،
واسمه “عدنان گلكور”،
هو الوريث الاصغر لعرش الدولة العثمانية.[161]

الاقتصاد[عدل]

رسم للسوق الكبير المغطي فالاستانة اثناء العهد العثماني.
بني السلطان محمد الفاتح ذلك السوق لانعاش اقتصاد المدينة بعد ان فتحها لا سيما و انها كانت تعانى من التدهور الاقتصادي.


اعتني العثمانيون بالعواصم المختلفة لدولتهم اعتناء خاصة،
فجعلوا من مدن بورصة و ادرنة و القسطنطينية مراكز صناعية و تجارية مهمة فالشرق الاوسط و اوروبا الشرقية،
بل فالعالم عندما بلغت الدولة ذروة مجدها و قوتها،
واستقطبوا اليها الصناع و الحرفيين و التجار المهرة من مختلف انحاء الاراضى الخاضعة لهم.[162] و من ابرز السلاطين الذين عملوا على تنمية الدولة العثمانية من الناحية الاقتصادية: محمد الفاتح و خليفتة بايزيد الثاني و حفيدة سليم الاول،
فاثناء عهد هؤلاء السلاطين فتحت مناطق كثيرة فاوروبا الشرقية و العالم العربي،
وكان العثمانيون ينقلون معهم غالبا امهر الصناع و الحرفيين الى عاصمتهم،
كما فعل السلطان سليم الاول عندما فتح تبريز و من بعدها القاهرة،[163] و فذلك العهد كذلك كان عدد من المسلمين و اليهود الاندلسيين ربما غادر شبة الجزيرة الايبيرية بفعل اضطهاد الاسبان لهم بعد سقوط الاندلس،
فاستقبلهم العثمانيون و قدموا لهم العديد من التسهيلات ليستقروا فالبلاد و يساهموا فنهضتها الاقتصادية.[164]

نظم العثمانيون ما لية دولتهم و خزينتها بشكل اروع و اكثر فعالية من اي دولة دينية سابقة،
واستمر نظامهم المالى اروع نظم عصرة و فاق كل النظم المالية لكل الدول من امبراطوريات و جمهوريات و ممالك و امارات معاصرة حتي القرن السابع عشر،
عندما اخذت الدول الاوروبية الغربية تتفوق عليها فهذا المجال.[165] يعزي ازدهار الخزينة العثمانية اثناء العصر الذهبى للدولة الى انشائهم لوزارة خاصة تختص بالامور المالية للدولة من انفاق و استدانة و ادانة،
عرفت لاحقا باسم “وزارة المالية”،
وكان يراسها شخص مختص هو “الدفتردار” الذي اصبح يعرف لاحقا باسم “وزير المالية”،[165] و كان لحسن تدبير بعض و زراء المالية اثر كبير فنجاح فتوحات السلاطين و حملاتهم العسكرية،
اذ استطاعوا بفضل هؤلاء و سلامة سياستهم المالية التي رسموها للدولة،
ان يصرفوا على الجيش و يزودوة بكامل المعدات اللازمة واحدث اسلحة العصر.[166]

العملة[عدل]

عملة و رقية عثمانية من فئة 100 ليرة.


كانت العملة العثمانية فبداية عهد الدولة تعرف باسم “الغروش” او “القروش”،
وكانت تسك من معدن البرونز النحاس،
وفى اواخر عهد الدولة اصبحت “الليرة” مرادفا لاسم العملة العثمانية،
وكان يضاف اليها اسم السلطان الذي صدرت فعهده،
فكان يقال “ليرة مجيدية” و ”ليرة رشادية” على سبيل المثال.
وكانت الليرة العثمانية تساوى مئة و اثنين و ستين قرشا،[167] و اطلق عليها العرب اسم “العثملية”.
كانت الليرات العثمانية عبارة عن نقود ذهبية فبادئ الامر،
ثم اصدرت الدولة فعهد الحرب العالمية الاولي اوراقا نقدية لاول مرة فتاريخ البلاد،
بسبب المبالغ الطائلة التي انفقتها على الحرب،[167] و اكثرت من الكميات التي انزلتها الى السوق،
فهبطت قيمة هذي العملة بالنسبة للنقد الذهبى و الفضي،
هبوطا كبيرا،
ولكن الحكومة كانت تصر على اعتبار الليرة الورقية مساوية لليرة الذهبية،
وكانت تجبر الناس على قبضها و التعامل بها.[167] تعامل الشوام فاواخر العهد العثمانى كذلك بالعملة المصرية،
ومنها اكتسبت النقود تسمية “مصاري” و ”مصريات” اللتان لا تزالان تستخدمان فبلاد الشام للاشارة الى النقود.


التجارة[عدل]

رسم لسوق اقمشة فالاستانة سنة 1878م.


بني العثمانيون العديد من المراكز التجارية و الاسواق ال كبار و الخانات على الطرق الرئيسية للتجارة لينزل بها التجار المسافرون و القوافل.
وكان هنالك مراكز تجمع بها البضائع التجارية و تقوم قيمها و تثبت اسعارها،
اى كانت تعمل عمل البورصة حاليا،
وكان يطلق على هذي المراكز التجارية اسم “بدستان”.[168] تاسست هذي المراكز اولا فمدينة بورصة و فادرنة بعدها انتشرت منهما الى سائر ارجاء الدولة العثمانية.
كانت كل نوعيات السلع و البضائع تباع و تشتري فهذه المراكز التجارية،
وكان بعضها يتخصص فبيع نوعيات معينة من البضائع،
مثل المجوهرات او البسط او الاقمشة او البهارات او الكتب او العطورات،
وكان يوجد حول تلك المراكز بياعو الحاجيات اليومية من اغذية او و قود او مواد خام.[168]

كانت التجارة الدولية فالقرن الرابع عشر بيد البرتغاليين و البنادقة،
وكانت البضائع الثمينة تتجمع فالموانئ،
حيث تتم التجارة بها عن طريق النقل البحرى بواسطة السفن.
كانت الدولة العثمانية على و عى بان ازدهار التجارة فاى بلد يساعد على ازدهاره،
وتخلفها يعني تخلفه.
لذا قامت باحياء طريق الحرير التاريخي،
وامنت بذلك تحول التجارة الى الطريق البرى مرة اخرى.[168] لذلك فتاة الخانات و مراكز التجارة على الطرق التجارية المهمة،
وانشات هذي المراكز فداخل المدن ايضا.
واستطاعت الدولة – بتحقيقها الامن و الامان للتجارة و التجار فاراضيها الواسعة و تيسير سبل التجارة امامهم – السيطرة على التجارة الدولية بدء من القرن الرابع عشر حتي القرن السابع عشر.[168]

كان التجار فالعهد العثمانى على نوعين: التجار المتجولون،
والتجار المقيمون فالمدن.
فكانت مبانى البدستان محل عمل التجار المقيمين فالمدن و مركزا لتعيين اسعار البضائع،
كما كانت دائرة لاستيفاء الضرائب.
وكان الموظفون الرسميون الذين يعينون الاسعار و يستوفون الضرائب يقيمون هناك،
لذا لم يكن يسمح بزيادة الاسعار خارج الحد المعقول،
اى لم يكن يسمح بالتعامل بالسوق السوداء.[168] كان اصحاب الحرف المختلفة يعملون فالبدستان كعائلة واحدة،
وكانت لهم منظمات ذات تقاليد عريقة و مستقرة ك“نقابة الاخوة”.
ولم يكن يؤخذ الى هذي النقابة من اصحاب المهن من لم يمر بمرحلة التدريب و التعليم التي تتدرج من مرحلة المتعلم الناشئ او العامل المبتدئ الى المتدرب الى المعلم او “الاسطة”.[168]

الزراعة و الصناعة[عدل]

تاجر حرير يبتاع شرانق ديدان قز فانطاكية قرابة سنة 1895م.


كانت الدولة العثمانية تسيطر على اراض زراعية خصبة جدا جدا موزعة فجميع انحائها،
ومنها السهول الخصبة فبلاد الشام،
وحوض نهر الدانوب،
وحوضى دجلة و الفرات،
ووادى النيل،
وسهول اسيا الصغري و شمال افريقيا.
وقد اشتهرت كل هذي المناطق فسائر العصور بخصب تربتها و وفرة مياهها و غني انتاجها.
وكان الانتاج الزراعى متنوعا،
فالقمح الحبوب الثانية كان يعتمد فانتاجها على سهول الشام و مصر و الاناضول،
وزيت الزيتون كان ينتج فالشام و الاناضول و البلقان.
واشتهرت اليونان و سوريا و لبنان و فلسطين و بعض انحاء شمالى افريقيا بالفاكهة و الاثمار،
كالعنب و التين و الكرز و الخوخ و الاجاص و التفاح و الدراق و السفرجل و اللوز و غير ذلك.[169] و لم تكن الثروة الحيوانية اقل اهمية من الانتاج الزراعي،
فقد كانت قطعان الغنم الماعز البقر و الابل و جواميس الماء سارحة فهضاب البلقان و اسيا الصغري و بوادى الشام و وادى النيل.[169] و انتشرت فالعديد من انحاء الدولة الصناعات الغذائية و المستخرجة من مصادر حيوانية و نباتية،
وابرزها صناعة الحرير و الصوف و الصابون.[169] و فعصر الدولة الذهبى نشطت الصناعة العسكرية لتلبى حاجة الجيوش الفاتحة،
وفى مقدمتها صناعة الاسلحة النارية من بنادق و مسدسات و مدافع،
وفى العديد من الاحيان تولي هذي الصناعة مهندسون مجريون و نمساويون و فرنسيون و سويديون،
وتليها صناعة الاسلحة البيضاء من سيوف و رماح و نبال،
وصناعة الدروع.
وقد تضائلت اهمية هذي الصناعة مع ازدياد ضعف الدولة و تراجعها مقابل تقدم اوروبا الغربية.


نظام الحكم[عدل]

اتبع العثمانيون تنظيما بسيطا لدولتهم،
حيث ابتكروا جهازين اداريين للحكم: جهاز ادارى مركزى و جهاز ادارى محلي،
وكان يتم اتباع هرمية معينة فكل جهاز منها،
وكان السلطان بوصفة حاكم البلاد،
وخليفة المسلمين،
يقبع على قمة ذلك الهرم.
اخذ العثمانيون بالعديد من العادات العربية و الفارسية و البيزنطية فتنظيمهم للاجهزة الادارية،
ودمجوا معها بعض العادات التركية القديمة،
وصهروها كلها فبوتقة واحدة متميزة،
مما جعل الدولة العثمانية تخرج بمظهر الوريث الشرعى لجميع تلك الحضارات التي سبقتها.[170]

الجهاز الادارى المركزي[عدل]

السلطان مصطفى الثاني يستقبل السفير الفرنسي “شارل ال فريول” فالديوان السلطانى سنة 1699،
بريشة “جان بابتيست ڤامور”.


كان الجهاز الادارى المركزى يتكون من السلطان و حاشيته،
وهؤلاء جميعا يعرفون باسم “ال عثمان”،
ويعاونهم فالحكم ما يعرف باسم “الديوان”،
وهو جهاز ادارى مضمن يتكون من الصدر الاعظم و افراد الطبقة الحاكمة.
ومنصب الصدر الاعظم هو اعلي مناصب الدولة بعد منصب السلطان،
وكان من يتبوا ذلك المنصب يلعب دور رئيس الوزراء و رئيس الديوان،
ومن صلاحياتة تعيين قادة الجيش و كل اصحاب المناصب الادارية المركزية او الاقليمية.
اما الطبقة الحاكمة فكان يشار الى افرادها باسم “العساكرة” او “العسكر”،
ومفردها “عسكري”،
وهي تشمل: الدفتردار،
اى الشخص المكلف بالشؤون المالية و حساب موارد الدولة و مصاريفها؛
الكاهية باشا،
وهو الموظف العسكرى الذي يتكلف بتسير الشؤون العسكرية للدولة؛
الشاويش باشا (بالتركية العثمانية: چاويش پاشا؛
نقحرة: تشاويش پاشا) و هو موظف ينفذ الاحكام القضائية التي يصدرها القضاة؛
رئيس الكتاب،
وشيخ الاسلام و طبقة العلماء.
كان السلطان العثمانى هو صاحب القرار النهائى الفاصل فاغلب الاحيان،
وقد استمر الامر على ذلك المنوال حتي عهد السلطان مراد الرابع،
عندما ازداد نفوذ الديوان و اخذ السلاطين لا يشاركون فجلساتة اكثر فاكثر.
جرت العادة منذ العهد العثمانى على اطلاق تسمية “الباب العالي” على الحكومة العثمانية،
وهي تسمية تعني فالاصل قصر السلطان،
ومع مرور الوقت اصبح المقصود بالباب العالي: اعلي سلطة تتجسد فقوة السلطان المستمدة من قوة جيشه.

طغراء السلطان سليمان القانونى (1520).


تعتبر السلالة العثمانية اطول سلالات الاسر الاسلامية الحاكمة عمرا،[171] و كان راس الاسرة هو السلطان،
وهو فنفس الوقت راس الدولة،
وخليفة المسلمين،
وكان يشار الية باسم “پاديشاه” بمعني “ملك الملوك” او “سيد الملوك”،
وكان يحكم الدولة حكما مطلقا،
ولا يقيدة الا حدود الشريعة الاسلامية،
حيث كان شيخ الاسلام يتمتع بسلطة عزل السلطان لو ثبت انه تخطي حدود الشريعة او اصيب بعاهة عقلية او جسدية تمنعة من ممارسة عملة و الاهتمام بشؤون العباد على اكمل و جه.[معلومة 14] و ربما كان السلاطين الاوائل الذين بلغت الدولة فعهدهم ذروة مجدها و قوتها ملتزمين بحدود الشريعة عادة،
اما بعد عهد السلطان سليمان القانوني،
اصيب البلاط العثمانى بفساد شديد استمر حتي تولى السلطان مصطفى الرابع العرش،[143] فقد حكم اثناء هذي المدة ثمانية عشر سلطانا،
لم يكن احد منهم على مستوي يؤهلة لان يمارس الحكم الا بواسطة و زراء كانوا احيانا مثالا للفساد،
واحيانا ثانية مشفقين على الدولة من الانهيار،
كما كانوا يقومون باصلاحات تعطى الدولة حيوية تمكنها من ادارة امورها لسنوات عدة.[172] كانت الاسرة العثمانية اسرة تركية من الناحية العرقية و الارثية فقط،
وفى و اقع الامر اصبح المنزل العثمانى فذروة اتساع الدولة عبارة عن مزيج ثقافى و اسع للحضارات و الثقافات المجاورة،
الامر الذي جعل العنصر التركي للدولة يفقد هيمنتة مع مرور الزمن،
واصبحت الدولة ككل يشار اليها فاوروبا باسم “المشرق”.[173] كان لكل سلطان ختم خاص فيه يصنع فبداية عهدة و يستعملة لختم الفرمانات و الرسائل التي يبعثها للملوك و الاباطرة و غيرهم من الحكام،
ويعرف ذلك الختم باسم “الطغراء”،
وقد تطور شكل الطغراء منذ ان ابتدعها السلطان اورخان الاول حتي عهد السلطان سليمان القانوني،
عندما اتخذت شكلا ثابتا استعملة باقى السلاطين الذين تلوه.[174]

دار الحريم فقصر الباب العالي.


يلاحظ اثناء لمدة القرنين السابع عشر و الثامن عشر،
ضعف اهتمام السلاطين بمزاولة شؤون الدولة.
وكان عدد من هؤلاء السلاطين،
قبل ان يتولوا العرش،
سجناء فدار الحريم او فاقبية،
ما انعكس سلبا على سلوكهم اثناء توليهم الحكم،
ومنهم من كان شديد الاسراف فالابهة و القتل،
فيما البعض الاخر شغل بالقنص و معاقرة الخمر و الفساد و السطو على ما لية الدولة و اخذ الرشوة و بيع المناصب،
وكان لنساء القصر تاثيرهن القوي على السلاطين،
وخصوصا فالقرن السابع عشر،
حيث كانت الدولة فبعض الاوقات تحت حكمهن.[175]

استمر السلاطين هم الحكام الفعليين للدولة منذ عهد مصطفى الرابع حتي عبدالحميد الثاني،
عندما اصبح تسيير امور البلاد بيد جمعية الاتحاد و الترقى و اصبح السلطان مجرد اداة فايديهم يسيرونها كما يشاؤون،
وتحول لقبة الى “سلطان العثمانيين و خليفة المسلمين”،[176] بعد ان كان لقب السلطان من اطول القاب الحكام فالعالم سابقا،
فالسلطان سليمان القانونى مثلا كان يلقب “سلطان السلاطين و برهان الخواقين و امير المؤمنين و خليفة رسول رب العالمين،
متوج الملوك ظل الله فالارضين و سلطان البحرين و خادم الحرمين الشريفين،
ملك الاناضول و الروملى و قرمان الروم و ولاية ذى القدرية و ديار بكر و كردستان و اذربيجان و العجم و الشام و حلب و مصر و كل ديار العرب و اليمن و ممالك كثيرة اخرى،
السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان بن السلطان بايزيد خان”.[177]

الصدر الاعظم “ابراهيم باشا” يستقبل اعضاء الوفد الفرنسي الى الباب العالى بتاريخ 10 اكتوبر سنة 1724م.


كان لقب “الوزير” هو المستخدم اثناء المراحل الاولي للدولة العثمانية.
واول من لقب بالصدر الاعظم كان الوزير “خليل خير الدين باشا” و زير السلطان مراد الاول.
والغرض من اللقب الجديد هو تمييز حامل الختم السلطانى من الوزراء الاخرين.
ثم بدا اللقب الجديد “صدر اعظم” يحل محل اللقب القديم “وزير اعظم” تدريجيا و ان كانا لهما نفس المعني و الرتبة.
واثناء التاريخ العثمانى ظهرت القاب حديثة للصدر الاعظم كالصدر العالى و الوكيل المطلق و صاحب الدولة و السردار الاكرم و السردار الاعظم و الذات العالي.
وقد برزت اهمية الصدور العظام بعد عهد السلطان سليمان القانوني،
عندما اصبحوا يتولون شؤون الدولة،
ومن اشهرهم ال “كوبرولي”.[178] و بعد فترة التنظيمات فالقرن التاسع عشر،
اصبح من يتولي منصب الصدر الاعظم يقوم بدور اكبر مما هو فمنصب رئيس الوزراء فالملكيات الغربية.
وبعد اقرار دستور سنة 1908 اصبح الصدر الاعظم مسؤولا عن اعمالة امام البرلمان.[179]

الجهاز الادارى المحلي[عدل]

الولايات العثمانية سنة 1900.


نظرا لاتساع رقعة الدولة فقد قسمها العثمانيون الى و لايات او “ايالات”،
ثم قسموا جميع و لاية الى سناجق او مقاطعات،
وكل سنجق الى نواح،
وكل ناحية الى احياء و حارات.
وكان حاكم الولاية،
او الوالى و لقبة “الباشا”،
تبعا للحكومة المركزية فالاستانة،
فى حين كان حاكم السنجق،
او “الحكمدار” و لقبة “البك”،
تابعا للباشا،
ويساعدة ديوان و ”صوباشي”،
اى ضابط امن؛
وكان حاكم الناحية،
ولقبة “الاغا” تابعا للبك،
وكان على رئس جميع حى او حارة “مختار” تابع للاغا.[180] و كان الوالى يعيد شراء منصبة من الصدر الاعظم جميع سنة،
فكان طبيعيا ان يعمد الى ابتزاز ما دفع من الضرائب الباهظة التي كان يفرضها على الرعية و من الموظفين الخاضعين لسلطته،
كما كان طبيعيا ان يعمد هؤلاء الموظفون بدورهم الى ابتزاز المال بمختلف الوسائل من افراد الشعب،
وعرف ذلك النظام،
اى جباية الضرائب السنوية عن مساحة من الارض من اهلها من الفلاحين،
باسم “نظام الالتزام”.[143] كان و الى الشام مميزا عن غيرة من الولاة باضافة منصب امارة الحج عليه،
وكانت مهمة “امير الحج” الاشراف على قافلة الحج الشامي التي تضم حجاجا من انحاء بلاد الشام و الاناضول و البلقان،
وتامين ما يلزم لسلامة الحجاج،
من ماء و جنود و دليل خبير بالطريق او اكثر من دليل،
وغير هذا من الامور.
كان عدد و لايات الدولة يتفاوت بين الحين و الاخر،
وفق ما تكسبة او تفقدة من البلدان،
او بسبب دمج بعض الولايات ببعض.[180]

انشا العثمانيون اثناء بعض الفترات من تاريخهم تقسيمات ادارية محلية جديدة،
ففى عهد التوسع و الفتوحات اصبحت الدولة تضم الوية حديثة كان من الصعب ربطها بالعاصمة،
فاضطرت الى ضم عدد منها فو لاية واحدة،
وعين على راس جميع و لاية امير امراء الالوية،
ولقبة “بكلر بك”.
ايضا انشا العثمانيون نظام “المتصرفية” اثناء فترة افول نجم الدولة،
بضغط من الاوروبيين،
وهذا النظام يهدف من الاساس لحماية الاقليات الدينية المسيحية فالدولة و اعطائها نوعا من الاستقلال الذاتي،
كما فحالة متصرفية جبل لبنان،
او لحماية بعض المناطق المقدسة عند اهل الكتاب عموما،
مثل متصرفية القدس.
وكان يعين على راس المتصرفية موظف عثمانى يعرف باسم “المتصرف”،
وفى حالة متصرفية جبل لبنان،
فقد كان يجب ان يصبح مسيحيا عثمانيا غير لبناني او تركي.[181]

البرلمان و الدستور العثماني[عدل]

السلطان عبدالعزيز خان الاول،
اول سلطان عثمانى اسس مجلس ذو طابع شبة دستوري.


ترجع بداية الحياة الدستورية فالدولة العثمانية الى عام 1808م،
وهو العام الذي تبوا به السلطان محمود الثاني عرش السلطنة،
ففى بداية عهدة دعا الصدر الاعظم مصطفى باشا البيرقدار الى عقد مجلس استشارى فالاستانة و عرض به برنامجا اصلاحيا ابرز ما جاء به الزام حكام الولايات بالولاء للسلطان،
وتعهد الدولة المركزية بالطاعة التامة لقراراته،
وحدد الاتفاق العلاقات بين حكام الولايات بعضهم ببعض،
وبالتالي بين موظفى الدولة على اساس ضمانات متبادلة قائمة على العدالة.[182] و كان ممكن لهذا الاتفاق ان يصبح اساس دستور حقيقي للدولة العثمانية،
الا انه لم يعش طويلا،
فالسلطان لم يوقع عليه الا مرغما،
حين راي نفسة مضطرا لتصديقة و اصداره،
بفعل انه عدة انتقاصا من سلطته،
لذا قرر الغاءة عند سنوح اول فرصة،
واستطاع هذا عندما قتل البيرقدار،
واثناء السنوات الاتية اخضع السلطان الولايات العثمانية لحكومة مركزية قوية.[182]

صدرت فعهد السلطان عبدالمجيد الاول قوانين اصلاحية عدة ذات طابع شبة دستوري،
مثل منشور الكلخانة و منشور التنظيمات الخيرية،
وينظر بعض المؤرخين الى هذين المنشورين على انهما و ثيقتان دستوريتان لاشتمالهما على مبادئ عامة فالحكم و الادارة،
لكنهما فو اقع الامر لا يعدان قانونين دستوريين بفعل انهما لم يقيدا حرية السلطان او يحدا من صلاحياته،
كما انهما لم ينشئا المجالس النيابية او القضائية.[183] و فعام 1856م انشا السلطان عبدالمجيد مجلسا عرف باسم “مجلس اعيان الولايات” يتكون من عضوين عن جميع و لاية،
يختارات من بين اصحاب المعرفة و الاحترام،
هدفة ابداء الراى بالاصلاحات الواجب ادخالها على اجهزة الدولة،
علي ان يبدى جميع منهم و جهة نظهرة فذلك.
كانت هذي التجربة الاولي من نوعها فتاريخ الحياة النيابية فالدولة العثمانية،
الا انها باءت بالفشل لعدم قدرة المندوبين على استيعاب المشكلة برمتها،
كما داخلهم الشك فنوايا الحكومة المركزية.[182] و انشا السلطان عبدالعزيز الاول فعام 1876م “مجلس الدولة” او “شورى دولت”،
الذى تميز بطابع شبة دستوري،
وشملت اختصاصاتة اعداد مشاريع القوانين للدولة و ابداء الراى للوزارات بالمسائل الخاصة بتطبيق القوانين،
كما كان بمثابة محكمة ينظر بالقضايا الادارية و يحاكم الموظفين المتهمين بالانحراف.[184] و ربما وصف ذلك المجلس بانه بداية انطلاق لمجلس النواب.[182]

الصفحة الاولي من الدستور العثماني.


اشتهر السلطان عبدالحميد الثاني انه اول سلطان دستورى فتاريخ الدولة العثمانية،
فقد اعلن دستورا للبلاد بعد ان اقنعة زعيم تكتل “اتفاق الحمية” مدحت باشا ان الاقدام على ذلك العمل يجعل الدول الاوروبية تتوقف عن تدخلها فالشؤون الداخلية للدولة لا سيما و انه سيصلح وضع الرعايا المسيحيين فالبلقان و الشام.
تشكلت لجنة عامة برئاسة مدحت باشا،
ولجان فرعية لدرس مشروع الدستور قبل اصداره،
وانتهت بعد مداولات طويلة الى وضع هيكل للنظام البرلمانى يقوم على مجلسين: مجلس شيوخ،
يطلق عليه “مجلس الاعيان”،
ومجلس نواب يطلق عليه “مجلس المبعوثان”.[185]

حفل اعلان الدستور العثمانى و افتتاح البرلمان.


كان الدستور العثمانى ينص على تقييد السلطة المطلقة للسلطان و انه حامي الدين الاسلامي،
يتمتع شخصة بحرمة قدسية،
وهو غير مسؤول عن تصرفاتة امام احد،
وحدد الدولة و عاصمتها و الحقوق العامة للرعايا.[185] و انتقص الدستور كثيرا من سلطات الصدر الاعظم التنفيذية و اعطاها للسلطان.
جعل الدستور للسلطان الحق فتعيين اعضاء مجلس الاعيان مدي الحياة،
علي ان لا تقل سن العضو عن اربعين عاما،
اما مجلس المبعوثان فكان اعضاؤة يعينوا عن طريق اجراء انتخابات عامة،
وكان المجلسان يجتمعان جميع سنة فدورة عادية،
تبدا فالاول من شهر نوفمبر و تنتهى فاخر شهر فبراير،
ويحق للسلطان تقديم موعد الدورة او اختصار مدتها.
كانت الحكومة هي التي تقترح التشريعات الحديثة على البرلمان،
اما اقتراحات اعضاء المجلسين فيجب ان تعرض على السلطان،
فاذا و افق عليها يحيلها الى البرلمان عن طريق مجلس الدولة الذي يوافق عليها،
وينتهى الامر بصدور موافقة السلطان،
اما اذا رفض احد المجلسين مشروع قانون فلا يعيد النظر به فدورة انعقادة نفسها.[186]

الواقع ان الحياة الدستورية،
بمعناها الحديث،
فى عهد السلطان عبدالحميد الثاني،
كانت تجربة فاشلة قدر لها الاخفاق،
ومرت بمرحلتين: بدات المرحلة الاولي بصدور الدستور ف23 ديسمبر سنة 1876م،
الموافق به 6 ذى الحجة سنة 1293ه،
وانتهت بحل البرلمان و ايقاف العمل بالدستور ف14 فبراير سنة 1878م،
الموافق به 11 صفر سنة 1295ه.[182] و بدات المرحلة الاخرى حين قرر السلطان عبدالحميد اعادة العمل بالدستور فشهر يوليو من عام 1908م،
واستمرت الى ما بعد عهده،
حيث انتهت ف18 ما رس سنة 1920م،
الموافق به 26 جمادي الاخرة سنة 1338ه،
حين قرر البرلمان ايقاف جلساتة الى اجل غير مسمى،
ثم اصدر السلطان محمد السادس ف11 ابريل من نفس العام قرارا بحله.[182]

المجتمع و الثقافة[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: ثقافة الدولة العثمانية


ثقافة


الدولة العثمانية


التركية العثمانية · الشعر · النثر (en)‏ · العمارة · المطبخ (en)‏ · الموسيقي (en)‏ · المنمنمات (en)‏ · مصارعة الزيت (en)‏


Osmanli-nisani.svg


يكاد المؤرخون يجمعون على انه لم تكن ثمة حضارة عثمانية بالمعني الدقيق للكلمة.[187] فقد كانت الحضارة العثمانية مجرد مزيج من حضارات الامم التي سبقتها و حضارات الامم التي عاصرتهم.
فبرز بها اثر العرب و اثر الفرس من ناحية،
واثر البيزنطيين و اثر الاوروبيين من ناحية ثانية.[187] و الواقع ان خير ما ممكن ان يقال فهذا المقال هو ان الحضارة العثمانية امتداد للحضارة و الخلافة العربية الاسلامية التي بلغت اوجها فالعصر العباسي،
ولكنة امتداد طبعة العثمانيون بطابعهم التركي و طعموة بعديد من المؤثرات البيزنطية اولا،
ثم بعديد من المؤثرات الاوروبية بعد ذلك.[187]

البنية الاجتماعية[عدل]

راوى فاحدي المقاهى يروى قصة لتسلية الناس.
كانت هذي الظاهرة الثقافية ظاهرة مشتركة بين الكثير من المدن فارجاء الدولة العثمانية.


اتسم العثمانيون بعدم اتباعهم لسياسة هضم القوميات،
الامر الذي ساعد على نمو العصبات الحاكمة و حفظ للقوميات طابعها القومي،
فقد وضع السلاطين نظاما خاصا عرف بنظام “الملل”،
قسموا بمقتضاة الشعوب الخاضعة لهم،
ووضعوا جميع ملة او عبنوتة تحت حكم زعيم لها هو المسؤول عنها امام السلطان.[188] يقول بعض المؤرخين ان هذي السياسة هي احد الاسباب الرئيسية التي ادت لضعف الدولة و انفصال بعض القوميات عنها فو قت لاحق،
بينما يقول اخرون ان التعددية هي ما كان و راء دوام استمرار الدولة لسنين طويلة.[188] منح السلاطين بعض الاقليات العرقية و الدينية حق الاقامة فربوع الدولة العثمانية و اعطوهم الامان و سمحوا لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية لقاء الجزية،
كما فعل السلطان محمد الفاتح مع اليهود و الروم الفنارية عندما دعاهم ليسكنوا القسطنطينية.
طبعت بعض المدن الكبري فالدولة العثمانية بطابع ثقافى و اجتماعى مختلط كما القسطنطينية،
كونها كانت اما مرافئ تجارية مهمة او عواصم و لايات،
او ذات اهمية اسلامية،
ومن هذي المدن التي ما زالت تحتفظ بطابع عثماني: سراييڤو،
سكوبيه،
سالونيك،
دمشق،
بغداد،
بيروت،
مكة،
القدس،
والجزائر،
فلا يزال المرء يشاهد فهذه المدن عدد من المعالم المعمارية العثمانية الاثرية و الجديدة المبنية على ذلك الطراز،
كما ان الكثير من سكان هذي المدن نزح اليها من مناطق ثانية اثناء العهد العثماني.[189] كان للانتماء المجالى تاثير كبير على و ضعية و مكانة صاحب منصب ما فالدولة العثمانية،
ويتمثل هذا فترابية اجهزة الدولة و فيما يخص بروتوكول الاستقبال.
فقاضى الروملى كان اقرب و اعلي مكانة للسلطان من قاضى الاناضول،
وهذان القاضيان هما اول من يدخل على السلطان،
يليهما الصدر الاعظم بعدها رئيس الكتاب و رئيس بيت =المال و لا يري غيرهم.
وقد اتبع اسلوب التشريفات ذلك بعض الحكام المحليين و طبقوة كما كان يطبق فالقسطنطينية.[190]

التعليم[عدل]

مدرسة العشائر السلطانية،
انشئت فسنة 1892 على يد السلطان عبدالحميد الثاني و اغلقت فسنة 1907.[191]

اهملت الدولة العثمانية،
اثناء مراحل تاريخها،
تنشيط التعليم المدني،
الا فنطاق المدارس التابعة للهيئة الدينية الاسلامية،
وقامت الى جانب هذي المدارس،
مدارس الملل باشراف الطوائف الدينية غير الاسلامية او البعثات التبشيرية.[192] و لم يتطور التعليم فالدولة العثمانية الا فبداية عهد السلطان عبدالمجيد الاول و باقى السلاطين الذين تلوه،
وابرزهم عبدالحميد الثاني،
الذى انشا المدارس المتوسطة و العليا و المعاهد الفنية لتخريج الشباب العثماني،
واعدادة لتولى المناصب الحكومية و النهوض بالدولة.
واهتم السلطان اهتماما بالغا بالمدرسة التي انشات عام 1859م على عهد السلطان عبدالمجيد الاول،
فاعاد تنظيمها و فق خطة علمية،
وتحديثها بمناهج دراسية جديدة،
وفتح ابوابها للطلاب القائمين فالعاصمة،
والوافدين من مختلف الاقاليم العثمانية،
حتي غدت مركزا ثقافيا هاما.
وانشا السلطان بدءا من عام 1878م،
المدرسة السلطانية للشؤون المالية،
ومدرسة الحقوق،
ومدرسة الفنون الجميلة،
ومدرسة التجارة،
ومدرسة الهندسة المدنية،
ومدرسة الطب البيطري،
ومدرسة الشرطة،
ومدرسة الجمارك،
كما انشا مدرسة طب حديثة فعام 1898م.[193]

مدخل جامعة اسطنبول سنة 1900.


وتوج السلطان عبدالحميد الثاني جهودة فالحقل التعليمى بتطوير “مدرسة استانبول الكبرى”،
التى انشئت فعهد السلطان محمد الفاتح،
واضحت جامعة اسطنبول،
وضمت،
فى اول امرها،
اربع كليات هي:[194] العلوم الدينية،
والعلوم الرياضية،
والعلوم الطبيعية،
والعلوم الادبية،
وعدت مدرستا الحقوق و الطب كليتين ملحقتين بالجامعة.[195] و تطلبت المدارس الملكية،
او المدنية،
بدورها انشاء عدد من دور المعلمين لتخريج معلمين اكفاء يتولون التدريس فيها،
وكانت اول دار للمعلمين فالدولة انشئت،
فى عام 1848م،
علي عهد السلطان عبدالمجيد الاول،
واضحي عددها فعام 1908م،
ثمان و ثلاثين دارا منتشرة فالعاصمة و حواضر الولايات و السنجقيات،[196] و انشا السلطان عددا كبيرا من المدارس الرشدية التي كانت بمثابة مدارس متوسطة.
ومن الجامعات الكبري التي تاسست خارج الحدود التركية فاواخر العهد العثماني: الكلية السورية الانجيلية التي اصبحت الجامعة الامريكية فبيروت،
سنة 1866م،
وجامعة القديس يوسف،
سنة 1874م،
وجامعة القاهرة،
سنة 1908م،
وغيرها.
يفيد بعض الادباء و المؤرخين الذين عاصروا اواخر العهد العثمانى ان اليوم الدراسي كان يبدا بتلاوة سورة الفاتحة،
عند المسلمين،
والمزمور 23،
عند المسيحيين،
ثم يتلوها عبارة “عاش مولانا السلطان” (بالتركية العثمانية: پاديشاة متشوق يا شاه) بعدها تتلوها ترتيلة تركية.[197]

العبودية[عدل]

احد الخصيان السود على باب دار الحريم فقصر السلطان.


كانت طبقة العبيد تشكل جزءا مهما لا غني عنه فالمجتمع العثماني،[198] و كانت هذي الطبقة تتالف من البنوتة و البنات الاوروبيين الذين يخطفهم القراصنة او يتم سبيهم اثناء المعارك و الحروب،
ومن الافارقة الذين كان يخطفهم تجار الرقيق من قراهم جنوب الصحراء الكبرى.
الغي السلطان محمود الثاني تجارة الرقيق الابيض فاوائل القرن التاسع عشر،[199] فتحرر كل العبيد من يونانيين و جورجيين و ارمن و شركس،
واصبحوا مواطنين عثمانيين يتمتعون بسائر الحقوق التي يتمتع فيها الاحرار.
الا ان تجارة الرقيق الاسود استمرت قائمة حتي اواخر عهد الدولة العثمانية،
ايضا يفيد بعض المؤرخين ان تجارة الاماء استمرت قائمة حتي سنة 1908م.[200] كان حريم السلطان يتالف بمعظمة من الاماء،
وقد تزوج بعض السلاطين بامة او اكثر مما ملكوا،
مثل السلطان سليمان القانوني،
الذى عشق امتة الاوكرانية المدعوة “روكسلانا” عشقا شديدا و تزوج بها،
فولدت له السلطان سليم الثاني.[201] و ربما حقق بعض العبيد العثمانيين شهرة كبار و وصلوا الى مراكز مهمة،
ومنهم على بك الكبير يونانى الاصل،
الذى كان و الى مصر،
ثم تمرد على الدولة العثمانية و سمي نفسة سلطان مصر و خاقان البحرين (الاحمر و المتوسط)،[95] و احمد باشا الجزار بشناقى الاصل،
الذى اصبح و الى عكا و استطاع صد هجوم نابليون بونابرت على المدينة.[202]

اخذت الدولة العثمانية بنظام الخصاء فقصور السلاطين،
علي الرغم من ان الشريعة الاسلامية تحرم مبدا الخصاء،[203] و كان اخذ الدولة بهذا النظام غير الشرعى من الحالات النادرة التي خرجت بها على الشريعة الاسلامية.
بينما يقول مؤرخون اخرون ان العثمانيين كانوا يشترون العبيد الخصيان من خارج حدود الدولة حيث تكون عملية الاخصاء ربما اجريت للعبد فصغرة ليتم بيعة فسوق النخاسة الى الملوك و الامراء حيث كان اخصاء العبيد و بيعهم للخدمة فقصور ملوك الدول المختلفة تجارة رائجة فالعصور القديمة و الوسطي و شطر من العصور الجديدة قبل منع الرق دوليا.[204] كانت هنالك طائفتان من الخصيان: الخصيان السود و هم المخصيون خصاء كاملا،
والخصيان البيض و هم المخصيون خصاء جزئيا،
وكان يطلق على رئيسهم “قبو اغاسي”،[205] فحين كان يطلق على رئيس الخصيان السود،
الذى هو فالوقت نفسة الرئيس الاعلي فالقصور السلطانية،
“قيزلر اغاسي،
اى “اغا البنات” و ”اغا دار السعادة”،[206] و وضعت الدولة انظمة خاصة تطبق على خدمتهم فالقصور السلطانية.
وقام تنافس شديد بين هذين النوعين كان مردة رغبة جميع فريق الاستئثار بالنفوذ الاعلي فدوائر القصور السلطانية و فشؤون الدولة،
وقد ارتفع مقام رئيس الخصيان السود نتيجة اتصالة المباشر بالسلطان و وصل الى المركز الثالث من حيث الاهمية بعد الصدر الاعظم و شيخ الاسلام،[205] و اضحي الوزراء يتملقونة و المستوزرون يتقربون منه.
يتحدر اليوم كل الاتراك من اصل افريقى من هؤلاء الاشخاص الذين عملوا كرؤساء للخصيان فقصر السلطان.


العمران[عدل]

Crystal Clear app kdict.png طالع ايضا: عمارة دينية عمارة بيزنطية


عنى العثمانيون بالناحية العمرانية اعتناء و اضحة،
فاقاموا شبكة و اسعة من الطرق و الجسور فطول الدولة و عرضها مستعينين على هذا بمهرة الصناع البيزنطيين البلغار.[207] و مع ان هذي الشبكة انشئت،
فى المقام الاول،
لاغراض عسكرية،
الا انها سهلت حركة المواصلات العامة و اسدت اليها خدمة جليلة ايضا.
ايضا عنى العثمانيون بتشييد المدارس و معاهد التعليم التي كانت تتسع لسكني الاساتذة و الطلاب،
وباقامة المستشفيات و البيمارستانات و دور العجزة،
وبانشاء المطاعم الشعبية و التكايا للفقراء،
والخانات التي كان التجار الغرباء ينزلون فيها؛
وايضا عنوا ببناء الحمامات الشعبية،
والمكتبات العامة،
والمتاحف و القصور،
والمساجد،
وبخاصة فالاستانة و عواصم الولايات.[207] تاثر النمط العمرانى العثمانى بالانماط الفارسية و البيزنطية و الاسلامية فبداية عهده،
فجاء خليطا بينها و مطورا لبعضها،
فعلي سبيل المثال،
اقتبس العثمانيون القبة الفارسية من الفرس الساسانيون،
وادخلوا عليها بعض التعديلات حتي اصبحت سمة بارزة فمعظم اثارهم المعمارية.[208][209] ازدهرت العمارة العثمانية فعهد التوسع و الفتوحات،
ثم اصبح النشاط المعمارى راكدا كما الدولة ففترة الركود،
وفى فترة لاحقة ادخل المعماريون انماطا معمارية من اوروبا الغربية و دمجوها مع النمط العثماني،
ومن هذي الانماط: الباروكيه،
الروكوكو،
والنمط الامبراطوري.

منازل عثمانية تقليدية فقرية “صفرانبلو”،
احدي مواقع التراث العالمي.

مسجد السلطان سليم الثاني او مسجد سليمية فادرنة.

مدخل قصر الباب العالى فاسطنبول.

جسر محمد باشا فالبوسنة و الهرسك.
احد مواقع التراث العالمي.

مدخل قصر دولما بهجة فاسطنبول.

خان اسعد باشا فدمشق،
سوريا.

مسجد السلطان احمد او المسجد الازرق.

تعتبر بعض المساجد من ابرز اثار العمارة العثمانية،
ومنها: مسجد السلطان محمد الفاتح فاسطنبول،
وقد عهد السلطان محمد ببنائة الى مهندس يونانى يدعي “خريستو دولوس”،[207] و هو من افضل اثار العمارة العثمانية و اقربها الى الكمال.
ومسجد السلطان احمد فاسطنبول ايضا،
ومسجد السلطان بايزيد الذي يمتاز بفخامة موادة البنائية و بزخرفتة على الكيفية الفارسية.[207] و مسجد السلطان سليمان القانوني،
الذى نافس فجمالة ايا صوفيا،
والذى عهد بتشييدة الى المهندس العثمانى الشهير “سنان اغا”.
والواقع ان سنان ذلك كان اعظم المهندسين العثمانيين على الاطلاق،
فقد انشا،
بالاضافة الى ذلك المسجد العظيم،
عشرات المساجد الثانية منها مسجد السلطان سليم الثاني،
او مسجد سليمية،
وخمسا و خمسين مدرسة،
وسبعة عشر مطعما عموميا،
وثلاثة مستشفيات،
وسبعة جسور،
وثلاثة و ثلاثين قصرا،
وثمانية عشر خانا،
وخمسة متاحف.[207] و ربما بلغ من براعة سنان اغا و بعض المهندسين الذين تلوة انهم دمجوا فتصاميمهم النمط البيزنطى بالنمط الصيني.[210]

الفنون و الاداب[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مواضيع مفصلة: شعر عثمانى ادب تركي

موسيقيون من حلب فاواسط القرن الثامن عشر يعزفون على الات تركية و عربية هي: (من اليسار الى اليمين) الدف،
التنبور،
الناي،
الکمانچه،
وطبلة النقرة.


اهتمت الطبقة الحاكمة العثمانية بالموسيقي و الطرب،
وبلغ من درجة اهتمام بعض السلاطين بالموسيقي و الغناء ان نظموا بعض المقاطع الموسيقية بانفسهم و لحنوها،
ومن هؤلاء السلطان سليم الثالث.
تتميز الموسيقي العثمانية،
كما معظم السمات الحضارية للعثمانيين،
انها خليط بين الموسيقي البيزنطية و العربية و الفارسية،
وكانت تنظم و فق و حدات ايقاعية تسمي “اصول”،
ووحدات لحنية تسمي “مقام”.
استخدم العثمانيون ادوات موسيقية ابتكرت فاسيا الوسطي كالساز و الکمانچه،
وثانية ابتكرها العرب كالعود و التنبور القانون الناي،
ومن بعدها اضافوا اليها بعض الادوات الاوروبية كالكمان البيانو.
برز نوعان من الموسيقي فالدولة العثمانية بفعل اتساع رقعة الدولة و بعد الاقاليم عن بعضها البعض: الموسيقي العثمانية التقليدية او الكلاسيكية،
والموسيقي العثمانية الفلكلورية؛
وكان هنالك اشكل متميزة من الموسيقي العثمانية ابرزها: موسيقي الانكشارية،
وموسيقي الغجر،
وموسيقي الرقص الشرقي،
وموسيقي الترك الفلكلورية.
وقد اقتبس اليونانيون الشوام المصريون و بعض الشعوب الثانية بعض اشكال الموسيقي العثمانية و دمجوها فثقافتهم.


تاثر الشعر العثمانى بنظيرة الفارسى بشكل كبير،
وبالشعر العربي الى حد اقل،
وكان لهذا الدمج بين اللغتين العربية و الفارسية تاثير كبير فنشاة اللغة التركية العثمانية،[211] و ربما استمر الشعراء،
وبعض السلاطين العثمانيين،
ينظمون الشعر بالفارسية و العربية حتي وقت متاخر من القرن التاسع عشر،
عندما اخذ الاتراك يلجؤون الى اللغة التركية فنظم الشعر.[212] كان النثر العثمانى عبارة عن سرد لاحداث قديمة و قعت بالفعل،
واستمر بصفتة هذي حتي القرن التاسع عشر عندما تاثر بالروايات الاوروبية،
وخاصة الفرنسية،
واخذ الكتاب يبتدعون قصصا خيالة.


اهمل العثمانيون فن التمثيل فبداية عهدهم،
واستعاضوا عنه بعروض الدمي المتحركة،
المعروفة باسم “كركوز و عواظ”،
وقد انتشرت هذي الظاهرة الثقافية فمعظم البلدان الشرقية الخاضعة للدولة،
ولجا اليها الناس للترفية عن انفسهم طيلة العهد العثماني،
واستمرت قائمة فبعض الاماكن لحين ظهور دور السينما بعدها المذياع و التلفاز.[213]

المطبخ[عدل]

قهوة تركية،
من ابرز سمات المطبخ العثمانى المشتركة حاليا بين تركيا و بلاد الشام و البلقان و شمال افريقيا.


يقصد بالمطبخ العثمانى ذاك المطبخ الذي كان سائدا فالعاصمة و عواصم الولايات،
وما زالت مطابخ هذي المناطق العثمانية السابقة متطابقة احيانا و مشتركة فانواع معينة من الاطعمة =فاحيان اخرى.
انصهرت هذي المطابخ جميعها فالاستانة،
ذلك ان السلاطين كانوا يحيطون انفسهم بعدد من الطباخين من مختلف الولايات العثمانية،
ويسمحون لهم بتجربة اشكال حديثة من الوصفات او خلط تلك الخاصة بهم مع ثانية خاصة بشعب اخر.
وكان هؤلاء الطباخين ينشرون الاطعمة =الحديثة التي تعرفوا عليها فالعاصمة فبلدانهم عندما يرجعون اليها،
وبهذه الطريقة،
بالاضافة الى الولائم التي كان الولاة او السلطان يقيموها للرعايا و للفقراء فشهر رمضان،
تعرفت الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية على مطابخ الدولة المختلفة.[214] ممكن ملاحظة اثر المطبخ العثمانى اليوم فالعديد من المطابخ الاوروبية الشرقية و الشامية،
مثل المطبخ اليونانى و الصربى و البوسنى و الحلبى و اللبناني و الفلسطيني و الدمشقى و الارمنى و غيرها.
من ابرز الاطعمة =المشتركة بين تركيا و عدد من الولايات العثمانية السابقة: القهوة التركية،
اللحم بعجين،
الكباب المعروف باسم “الشاورما”،
اليبرق او “ورق العريش” او “ورق العنب”،
البقلاوة،
راحة الحلقوم،
البوريك و غيرها كثير.


الديمغرافيا[عدل]

يشكل احتساب عدد سكان الدولة العثمانية موضع جدال بين المؤرخين،
ذلك لان المصادر الاولي التي تشير لهذه المسالة ضئيلة و مبهمة.
ولم تعتمد الدولة العثمانية احصاء للسكان باستعمال الاساليب الجديدة حتي سنة 1831م،
ولم يخرج الاحصاء الرسمي الاول حتي سنة 1881م،[215] الا ان هذي الاحصاءات لا تساعد بالرغم من ذلك على تحديد اجمالى عدد السكان،
فاحصاء سنة 1831 على سبيل المثال احتسب الرجال فقط دون النساء و لم يغط كافة انحاء الدولة.[216]

اللغة[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: لغة تركية عثمانية


كان هنالك ثلاث لغات كبري سائدة فالدولة العثمانية: التركية،
وهي اللغة الام للاتراك،
وقد تكلم فيها اغلبية سكان الاناضول و تراقيا،
بالاضافة الى المسلمين البلقانيين عدا الالبان و سكان البوسنة،
وبطبيعة الحال انتشرت اللغة التركية بين الاشخاص المثقفين من غير الاتراك و بشكل خاص اولئك الموظفين فالدوائر الحكومية.[217] ايضا كان للغة الفارسية انتشار محدود بين المثقفين العثمانيين،[217] اما ثاني لغة من حيث الاهمية فكانت اللغة العربية،
وقد تكلمها سكان المناطق العربية الخاضعة للحكم العثماني،
بالاضافة الى الاتراك و باقى الشعوب المسلمة فالدولة،
كونها لغة الدين الاسلامي،
غير ان من اتقنها و تكلمها بطلاقة كما العرب كان الطبقة المثقفة ايضا.[217] كانت اللغة التركية هي اللغة الرسمية للدولة العثمانية،
وتختلف اللغة التركية العثمانية عن اللغة التركية الحديثة،
من ناحية انها كانت اكثر تاثرا باللغتين العربية و الفارسية،
واقتبست منهما مصطلحات عديدة اختفت اليوم من المعجم التركي.[217]

انتشرت بعض اللغات الثانية على نطاق ضيق فالدولة العثمانية،
ومنها: الكردية،
والصربية،
واليونانية،
والمجرية،
والارمنية،
والبلغارية،
ايضا كان لبعض الطوائف لغاتها الطقسية الخاصة،
مثل السريانية و القبطية للمسيحيين الشوام و المصريين،
والعبرية بالنسبة لليهود.
اقتبس العرب،
وبشكل خاص الشوام و المصريين عدد من العبارات التركية و اصبحت تشكل جزءا من لغة التواصل اليومية فبلادهم،
ومن هذي الكلمات: بصمة،
واصلها “باصماق” و تشير الى و طاة القدم؛
“بلكي” و تعني التوقع و الاحتمال؛
“بويا” اصلها “بوياغ” و تعني الطلاء؛
“جمرك” و تعني الضريبة التي تؤخذ على البضائع،
“دوغري” اصلها “دوغرو” و تعني المستقيم،
وتستخدم كذلك للاشارة فالسير الى الامام؛
“اوضة” اصلها “اودة” و تعني غرفة؛
“برطمان” اي اناء زجاجي،
وعبارات ثانية كثيرة.[218]

الدين[عدل]

Allah1.png


هذه المقالة جزء من سلسلة:


الاسلام


العقائد فالاسلام◄


اركان الاسلام◄


مصادر التشريع الاسلامي◄


شخصيات محورية◄


الفرق◄


التاريخ و الجغرافيا◄


اعياد و مناسبات◄


الاسلام فالعالم◄


انظر ايضا◄

دراويش مولويون من سنة 1887.


كان الاسلام هو الدين الرسمي فالدولة العثمانية،
وقد اعتنقتة الاغلبية الساحقة من السكان فالولايات الاسيوية و الافريقية،
وفى بعض انحاء البلقان،
وفقا للمذهب السني،
وكان هنالك اقلية شيعية تنتشر بشكل رئيسى فبعض مناطق العراق كالنجف و بعض انحاء الشام،
ايضا كان هنالك نسبة قليلة من الدروز و العلويين فلبنان و سوريا و فلسطين و الاناضول.
اتبع عدد من المسلمون العثمانيون الاتراك،
بما فيهم كثير من السلاطين،
عدة طرق صوفية،
ومنها الكيفية البكداشية و الماتردية و الباطنية و المولوية.
ظهرت اثناء العهد العثمانى حركة عقائدية صوفية كبري ذات ابعاد سياسية و اقتصادية،
وانطوت على محاولة التقريب بين الاسلام و المسيحية و اليهودية،
تلك كانت حركة الشيخ “بدر الدين”،
وهي تتصدر اهم الحركات الدينية و الاجتماعية على مدار التاريخ العثماني،
كون الداعى لها قال ببعض الافكار التي تناقض المعتقدات الاسلامية،
ومنها انكار الجنة و النار و يوم القيامة و الملائكة و الشياطين،
وقصر الشهادة على قسمها الاول،
اى “لا الة الا الله” و حذف نصفها الثاني،
اى “محمد رسول الله”،
ودعا الى الزهد المطلق و المهدى المنتظر.
وقد تمكنت هذي الدعوة من جذب العديد من المسيحيين و قليل من اليهود و عدد من المسلمين،
وقد استطاع العثمانيون ايقاف هذي الدعوة و تحجيمها،
لكن اتباعها استمروا،
واصبحوا يعرفون باسم “العلاهيين”.[219]

بطاقة بريدية عثمانية من اوائل القرن العشرين تخرج كنيسة القديس اسطفان البلغارية فالاستانة.


سمح العثمانيون لليهود و المسيحيين ان يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية تحت حماية الدولة،
وفقا لما تنص عليه الشريعة الاسلامية،
وبهذا فان اهل الكتاب من غير المسلمين كانوا يعتبرون رعايا عثمانيين لكن دون ان يطبق عليهم قانون الدولة،
اى احكام الشريعة الاسلامية،
وفرض العثمانيون،
كجميع الدول الاسلامية من قبلهم،
الجزية على الرعايا غير المسلمين مقابل اعفائهم من الخدمة فالجيش.
كانت الملة الارثوذكسية اكبر الملل غير الاسلامية فالدولة العثمانية،
وقد انقسم اتباعها الى عدة كنائس ابرزها كنيسة الروم،
والارمن،
والاقباط،
والبلغار،
والصرب،
والسريان،
وكانت هذي الكنائس تطبق قانون جستنيان فمسائل الاحوال الشخصية.
خص العثمانيون المسيحيين الارثوذكس بعدد من الامتيازات فمجالى السياسة و التجارة،
وكانت هذي فبعض الاحيان بسبب و لاء الارثوذكسيين للدولة العثمانية.[220][221] اتبع بعض المسيحيين الخاضعين للدولة العثمانية المذهب الكاثوليكي،
لكنهم كانوا يشكلون اقلية طيلة عهد الدولة،
وقد انتمت معظم الكنائس الكاثوليكية الى الفرع الشرقي،
وابرزها: الكنيسة المارونية و الكنيسة الاشورية و الروم الكاثوليك و غيرها.
كانت علاقة الدولة العثمانية ببعض الكنائس علاقة سلمية اغلب عهدها،
فكان الروم الارثوذكس يذعنون عن طيب خاطر للسلطان طالما لم يتعرض لهم احد فدينهم،
وسمح السلاطين،
واولهم محمد الفاتح،
سمحوا للارمن ببناء كنائسهم داخل حدود الاستانة،
فيما كان البيزنطيين يعتقدون ان الارمن هراطقة و لم يسمحوا لهم بممارسة شعائرهم داخل جدران القسطنطينية،
واعطي العثمانيون للموارنة امتيازا ميزهم عن سائر الطوائف المسيحية،
وهو عدم و جوب طلب البطريرك و المطارنة الفرمان من الباب العالي،
كى تعترف الحكومة بسلطتهم على رعاياهم،[222] و اعاد العثمانيون انشاء الكنيسة البلغارية الارثوذكسية،
بعد ان كانت ربما حلت سابقا و دمجت فجسم كنيسة الروم الارثوذكس.[223]

رسم ليهود عثمانيين من القرن السابع عشر.


سكن اليهود مناطق عديدة من الدولة العثمانية،
وقد ازداد عدد اليهود السفارديون بعد سقوط الاندلس،
عندما و فدت جموع منهم الى جانب الاندلسيين المسلمين الى انحاء مختلفة من الدولة،
وبشكل خاص الاستانة و سالونيك و بعض مدن الشام و مصر،
وكان رئيس الطوائف اليهودية يعرف باسم “حاخام باشي” او “باشا الحاخامات”.
يقول بعض المؤرخين ان اليهود العثمانيين لعبوا دورا فاسقاط الدولة العثمانية عن طريق تعاونهم مع اليهود الاوروبيون و الداعين للصهيونية،
كما و ساهموا فتشوية صورة الدولة لاحقا،[224] و يوضح اخرون ان سياسة الدولة العثمانية كانت تقوم على تشجيع اليهود على الهجرة الى ممتلكاتها،
غير انها كانت تخشي ان يقيم اليهود دولة لهم فمنطقة حول القدس،
فيؤدى هذا الى فصم بلاد الشام منها،
والاستئثار بالمدينة المقدسة.[225]

ساءت علاقة العثمانيين بالكثير من الطوائف غير الاسلامية فاواخر عهد الدولة لاسباب مختلفة،
منها بروز الحركات القومية التي تبنتها شعوب غالبا ما كانت تتعاطف معها بعض الطوائف كونها تنتمى لذات القومية او المذهب الديني،
وعند نشوب الحرب العالمية الاولي ضيق العثمانيون الخناق على الرعايا المسيحيين منعا لحصول اي اتصال بينهم و بين اعداء الدولة من البريطانيين و الروس و الفرنسيين،
واثناء هذي الفترة ارتكبت الدولة بضعة اعمال و اتخذت بعض الاجراءات التي نجم عنها قتل و تشريد العديد من المسيحيين و اليهود،
وقد اعتبر البعض هذي الاعمال مجازر و مذابح هادفة لاضطهاد الاقليات الدينية،
فيما اعتبرها اخرون اعمال ربما تقوم فيها اي دولة فزمن الحرب للحفاظ على امنها.


القانون و القضاء[عدل]

Crystal Clear app kdict.png طالع ايضا: شريعة دينية مجلة الاحكام العدلية


كانت الشريعة الاسلامية هي اساس القانون العثماني.
وفى بادئ الامر كان “قاضى العسكر” هو راس الهيئة القضائية.
ثم عين الى جانبة قاضيان اخران احدهما لافريقيا و الثاني لاوروبا.[180] و لم تكن سلطة قضاة الجيش هؤلاء مقصورة على الشؤون العسكرية،
بل تعدتها الى نواحى القانون باكمله.
وكان هؤلاء القضاة هم الذين يعينون الموظفين القضائيين و القضاة و نوابهم.
وكان يتلو قضاة الجيش فالترتيب “العلماء الكبار” و هم قضاة العاصمة،
ثم “العلماء الصغار” الذين كانوا يتولون القضاء فعشر مدن ثانوية من مدن الولايات كبغداد و صوفيا.[180] اما قضاة الدرجة الاخرى و ما دونها فكانوا ينقسمون الى طبقات ثلاث و هم: المفتشون،
والقضاة،
ونواب القضاة.
وكانت الهيئات القضائية كلها تخضع لمفتى الاستانة الذي كان يحمل لقب “شيخ الاسلام”.
وكان شيخ الاسلام ذلك يفتى فما يرفع الية من المسائل القضائية،
وكثيرا ما كان السلاطين يستصدرون منه الفتوي كلما اقدموا على اتخاذ قرار مصيرى يتصل بشؤون السلم او الحرب.[180]

جلسة محاكمة عثمانية من سنة 1877.


اعتمد السلطان عبدالمجيد الاول تدوين القانون المدنى العثمانى كخطوة من خطواتة التنظيمية،
فجعلكبيرة الفقهاء و العلماء يجمعون التشريعات فما اصبح يعرف بمجلة الاحكام العدلية.
تتكون هذي المجلة من ستة عشر كتاب اولها كتاب البيوع و اخرها كتاب القضاء،
وكل كتاب يتناول مقال و مكون من ابواب،
وكل باب مكون من فصول.[226] صدرت المجلة سنة 1882م،
وهي تعتبر اول تدوين للفقة الاسلامي فالمجال المدنى فاطار بنود قانونية،
علي مذهب الامام ابي حنيفة النعمان.
وهي القاعدة التي بنى عليها القانون المدنى فاغلب الدول العربية كالعراق و مصر و الاردن.


الجيش[عدل]

Crystal Clear app kdict.png طالع ايضا: القوات المسلحة العثمانية قائمة معارك الدولة العثمانية


القوات غير النظامية (1237–1365)[عدل]

درع عثمانى من الفترة السابقة على انشاء الجيش النظامي.


لم يكن للامارة العثمانية عند قيامها جيش نظامي تعتمد عليه،
وقد و قع عبء الفتوح الاولي على عاتق المجاهدين و الباحثين عن الغنائم و جماعات الدراويش،
وكانوا كلهم من الفرسان،
فيجتمعون فمكان محدد عن طريق المنادين بعدها يظهرون الى الحرب،
فاذا انتهت تفرقت جموعهم و عاد جميع واحد الى عملة الاساسي.[227] و ربما اعتمد العثمانيون منذ اول ظهورهم فالتاريخ،
نظاما اقطاعيا كان الهدف منه تامين مصدر ثابت لامداد جيوشهم بالجند،
يغنيهم عن انشاء جيش نظامي دائم و يوفر لهم نفقاته،
وكان اساس ذلك النظام هو اقطاع او منح المحاربين بعض المقاطعات الزراعية مقابل التزامهم بان يكونوا دوما على استعداد للسير الى الحرب متي يدعون اليها،
مع اعداد من الفرسان من اتباعهم تتناسب و مساحة الاقطاعة الممنوحة لكل منهم،
وان يجهزوهم بكل ما يحتاجون الية من خيل و سلاح.[227]

الجيش النظامي الاول (1365–1828)[عدل]

Crystal Clear app kdict.png طالع ايضا: انكشارية

جندى من الانكشارية.


يعتبر السلطان اورخان الاول مؤسس الجيش العثمانى الحقيقي،
فقد ادرك من اثناء معاركة حاجتة الى جيش من المشاة يستطيع فتح القلاع و اقتحام الاسوار المنيعة،
ولا يعرف افرادة حرفة سوي القتال،[227] فانشا اول الامر جيشا نظاميا مؤلفا من فرق متعددة،
كل فرقة منقسمة الى و حدات تتالف من عشرة انفار،
ومئة نفر،
والف نفر.[227] بعدها اختار الفا من اسري الحروب،
واغلبهم من صغيرة السن،
بين السابعة و العاشرة،
وضم اليهم الاولاد المسيحيين المشردين و الايتام الذين توفى اباؤهم او امهاتهم اثناء الغزوات و المعارك،
ثم صهر الجميع فبوتقة واحدة،
وانشاهم على الدين الاسلامي و على التعلق بشخصة و الاخلاص له و للدين و الوطن،
فكان هؤلاء هم نواة جيش الانكشارية (بالتركية العثمانية: يکيچرى؛
اى الجيش الحديث).[228] كان الانكشارية لا يعرفون حرفة و لا عمل الا القتال و الحرب،
وتالف الجيش الانكشارى من ثلاث فرق مختلفة هي: السكمان و الجماعة و الفرقة،
وكان رئيسة الاعلي يعرف باسم “اغا الانكشارية”.
تكاثر عدد الانكشارية مع الزمن فبلغ فبعض الاحوال ستين الفا،[228] و كل المؤرخون متفقون على اطراء روح النظام التي تميز فيها هؤلاء الجنود فالعصر الذهبى للدولة،
فلم يكن عندهم مكان للخمر او للقمار او غير هذا من الافات التي عرفتها جيوش اوروبا فتلك العهود.[228] و لكن الفساد ما لبث ان دب الى ذلك الجيش مع الزمن،
فاعتاد الانكشارية ان يتمردوا و يطالبوا بالهبات السخية كلما ارتقي العرش سلطان جديد.
وقد شكلوا فالعهود المتاخرة عقبة كانت تحول دون الاصلاح و التجديد،
فابادهم السلطان محمود الثاني عن بكرة ابيهم و الغي كل ازيائهم و القابهم.[227] انشا العثمانيون الى جانب جيش المشاة جيشا من الفرسان عرف باسم “الفرسان السواري” او سپاهی،
ويعرفهم معظم الكتاب العرب باسم “الفرسان السيباه”،
وقد لعب هؤلاء دورا كبيرا فتقدم الفتوح عبر اوروبا،
لكنهم اصيبوا بالفساد كما الانكشارية فاواخر عهدهم،
واشتركوا معهم فنفس المصير.[229] عنى العثمانيون بسلاح المدفعية اعتناء عظمى،
وانشاوا فرقة خاصة فالجيش هي فرقة المدفعية او “الطوبجية”.
وكانت المدفعية تتقدم الجيش عند الهجوم،
فى حين كان الانكشارية يرافقون طليعة الجيش.[227]

الجيش النظامي الثاني (1826-1922)[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الجيش العثمانى (1826-1922)

رسم للخيالة العثمانيون بعد الاصلاحات العسكرية للسلطانين محمود الثاني و عبد المجيد الاول.


يا خير جيش يا خير عسكر

‘انت الغضنفر فالبحر فاظفر

فى اليد درع فاليد خنجر

نحو الاعادي’ يا خير عسكر

لو جميع شيء فالبحر ينصر

نحن ننادى الله اكبر

الله اكبر الله اكبر

وليكن جيشنا دوما مظفر

—نشيد الجيش العثمانى على يوتيوب


بعد ان قضي السلطان محمود الثاني على الانكشارية،
اقدم على الغاء كل الفرق العسكرية غير المنتظمة،
واضحي الجيش كله مؤلفا من جنود منتظمين مسلحين باحدث الاسلحة وصل تعدادهم بحلول عام 1826م الى اثنى عشر الف جندى و ارتفع ذلك العدد الى خمسة و سبعين الفا بحلول عام 1828م.[230] اطلق السلطان على الجيش الجديد اسم “العساكر المنصورة المحمدية”،
واستدعي ضباطا و مهندسين فرنسيين و المانا لتدريب افرادة و فق النموذج الاوروبي.
واسس السلطان اكاديمية عسكرية فعام 1834م،
وارسل بعض خريجيها الى العواصم الاوروبية لاستكمال دراساتهم العليا.[231] استمر الجيش العثمانى موجودا بصفة رسمية حتي قيام الجمهورية التركية،
عندما اصبحت كل القوات العثمانية الى جانب قوات مصطفى كمال تشكل القوات المسلحة التركية.


البحرية و الاسطول[عدل]

صورة للاسطول العثمانى داخل مضيق القرن الذهبى على بطاقة بريدية المانية تعود للسنوات الاولي من الحرب العالمية الاولى.


انشا العثمانيون اسطولا بحريا كبيرا ساعدهم فعديد من فتوحاتهم البرية و البحرية على السواء.
ولعل الفضل فتعزيز الاسطول العثمانى يعود الى السلطان محمد الفاتح اولا،
ولما تولي العرش السلطان سليم الاول و اصل تعزيز ذلك السلاح،
ثم جاء سليمان القانونى فزاد عدد سفنة فبلغت ثلاثمئة.[228] و كان الاسطول العثمانى يتالف من دوارع ثقيلة و طرادات خفيفة،
وكان مزودا بمدفعية قوية.
ولكن الدولة اهملت الاسطول،
فى اواخر القرن السادس عشر،
فتضاءل عدد قطعه،
واقتصر نشاطة على خفر السواحل تقريبا.[228] و فعهد الاصلاحات و التنظيمات حاول السلطان محمود الثاني النهوض بالبحرية فبني سفينة “المحمودية” التي كانت طيلة سنوات اكبر سفينة حربية فالعالم،
وحاول السلطان عبدالعزيز الاول احياء البحرية العثمانية من جديد و زيادة قطعها،
فبني اسطولا كان الاكبر فالعالم بعد اساطيل بريطانيا و فرنسا،
واستحصل من بريطانيا على اول غواصة حربية من نوعها.[232] لكن على الرغم من جميع ذلك،
اعتقد السلطان بان الاسطول العثمانى غير مؤهل ليواجة نظيرة الروسي فمعركة مباشرة،
فامر بابقاء السفن داخل مضيق القرن الذهبي،
فحبست طيلة 30 سنة.[228] اسست جمعية الاتحاد و الترقي،
بعد ان استلمت الحكم فالبلاد،
“جمعية البحرية العثمانية” الهادفة لشراء سفن حربية حديثة بغية تطوير الاسطول العثماني.


سلاح الجو[عدل]

شعار سلاح الجو العثماني


تاسس سلاح الجو العثمانى فشهر حزيران/يونيو من سنة 1909م،
وبهذا فهو يعتبر من اقدم اسلحة الجو فالعالم،
وقد تلقي الطيارون العثمانيون تدريبهم فالمانيا اجمالا،
وقاتلوا على جبهات عديدة خلال الحرب العالمية الاولى: من غاليسيا غربا الى القوقاز شرقا،
واليمن جنوبا.

 

  • من هو سليمان باشا الذي غزى اليمن
  • خاتمة لبحث الدولة العثمانية
  • بحث عن معاهدة كارلوفتش علاقة الدوله العثمانية بالدوله الاوروبيه
  • بحث عن عصر الدوله العثمانيه
  • بحث عن دولة العثمانية
  • بحث عن أسباب الإمتداد العثماني
  • بحث طمع الدولة الاوروبيه في قرن 19
  • المناطق المغربيه الخاضعه للدوله العثمانية
  • اسباب انفصال الامير فخر الدين المعني الثاني عن الدولة العثمانية
  • ازدهار الحياة التعليمية في الدولة العثمانية في عهد السلطان أحمد


بحث عن الدولة العثمانية