بحث حول الخادمات في المغرب
اكد رئيس جمعيه “انصاف” عمر الكندي، ان تشغيل الاطفال بالمغرب يعد اشكاليه اجتماعيه واقتصاديه وثقافيه
ترجع اسبابها الرئيسيه الى الفقر ووجود طلب متزايد من قبل الطبقه المتوسطه على هذا النوع
من اليد العاملة.
وقال الكندي على هامش اشغال المؤتمر العالمي حول تشغيل الاطفال الذي انعقد اخيرا ببرازيليا، انه
في حاله “الخادمات الصغيرات” فان 75 بالمائه من المشغلين والمشغلات ينتمون الى الفئات الميسوره بمستوى
تعليمي جامعي وهم على علم بمنع تشغيل الاطفال وكذا بحقوقهم الاساسية، مبرزا ان 60 بالمائه
من الخادمات يقل سنهم عن 12 عاما، وهي مرحله من مراحجل العمر يفترض ان يكونوا
فيها في الفصول الدراسية، قبل ان يذكر بان الاحصائيات الرسميه تشير الى ان عدد الخادمات
الصغيرات بالمغرب يتراوح ما بين 50 الف و 80 الف.
واضاف ان “الخادمات الصغيرات” اللواتي يجبرن على الاشتغال لان لقمه عيشهن وعيش اسرهن رهينه بهذا
العمل، يعشن محرومات من حنان الابوين ومبعدات عن نظام التربية، ويتم انتهاك حقوقهن، كما يتعرضن
لاسوء اشكال العنف الجسدي والنفسي والجنسي، موضحا استنادا الى دراسه اجرتها المندوبيه الساميه للتخطيط ان
تشغيل الاطفال في المغرب يعتبر ظاهره قرويه بامتياز، علما ان 9 اطفال من اصل عشره
اطفال يشتغلون (91.7 بالمائة) ينتمون الى الوسط القروي، حيث تمثل الفتيات نسبه 46.7 بالمائة.
ولمكافحه هذه الظاهره والقضاء على عمل الفتيات القاصرات داخل المنازل، اشار الكندي الى ان الجمعيه
تبنت استراتيجيه تتمثل في تحديد هؤلاء الفتيات والتفاوض مع واولياء امورهن بشان اعاده ادماج الفتيات
في اسرهن وعودتهن الى المدرسه وذلك من خلال توفير دعم مالي يصل الى 300 درهم
شهريا في مقابل الالتزام بضمان متابعه الدراسة.
ومنذ سنه 2005، وبفضل تكفل الجمعيه بالمنح الدراسيه والمساعده على التمدرس والتغذية، تم انقاذ 350
من الفتيات القاصرات بجهه تانسيفت الحوز (جنوب المغرب) من هذه الوضعية، حيث توقفن عن العمل
بالمنازل وتمكن من معانقه حضن الاسره والعوده الى المدرسة.
واشار رئيس جمعيه انصاف الى ان 33 من هؤلاء الفتيات يتابعن دراستهن خلال السنه الجاريه
في المدارس الثانويه واربعه منهن التحقن بالجامعة، مبرزا ان المتابعه المنتظمه “الاجتماعيه والتربوية” لهؤلاء الفتيات
تستمر حتى نهايه دراستهن.
