اين الصديق مازال البحث مستمر عنة
شهاب الدين ابو الفيض احمد بن محمد بن الصديق بن احمد بن محمد بن قاسم
بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن التجكاني المنصوري، الادريسي الحسني.
ونسبه من جهه امه ينتهي ايضا الى ادريس الاكبر، فهي حفيده احمد بن عجيبه الادريسي
الحسني.
ولادته ونشاته[عدل]
ولد يوم الجمعه السابع والعشرين من رمضان سنه 1320 ه (1901 م) بقبيله بني سعيد،
في بيت عمته، حيث كان والده في زيارتها. وبعد شهرين من ولادته عاد به والده
الى طنجة.
وعندما بلغ الخامسه من عمره ادخله والده الكتاب لحفظ القران الكريم على يد تلميذه ((العربي
بن احمد بودرة))، ثم حفظ جمله من المتون العلميه المتداوله في المغرب انذاك، فحفظ ((المقدمه
الاجرومية)) و((الالفيه بشرح ابن عقيل)) في النحو، و((المرشد المعين للضروري من علوم الدين)) لابن عاشر،
و((مختصر خليل)) في الفقه المالكي، و((ام البراهين)) للسنوسي، و((جوهره التوحيد))للقاني في التوحيد، و((البيقونية)) في المصطلح،
و((بلوغ المرام من ادله الاحكام)) للحافظ ابن حجر.
ثم اشتغل بدرس تلك المتون، فحضر دروس شيخه العربي بودره في النحو والصرف والتوحيد والفقه،
ودروس والده محمد بن الصديق في الجامع الكبير بطنجه في النحو والفقه والحديث وغيرها، وكان
والده كثيرا ما يحدثه بقصص وتراجم العلماء يشحذ بذلك همته.
ولما بلغ من العمر تسع سنوات اصطحبه معه والده لاداء فريضه الحج، وبعد عودته استكمل
حفظ القران الكريم.
ومنذ بلغ الخامسه عشر من العمر حبب الله اليه علم الحديث، فاقبل على قراءه كتبه،
وكتب التخريج والرجال.
طلبه العلم ورحلاته العلمية
تلقى احمد بن الصديق مبادئ العلوم في بلده على يد والده وتلامذته، ثم توجه الى
مصر للدراسه بالازهر الشريف سنه 1339 ه، وذلك بامر من والده الذي عين له كيفيه
التلقي وما ينبغي ان يقدمه من العلوم، ووصف له العلماء الذين ينبغي الاخذ عنهم وحضور
دروسهم.
وبعد سنتين عاد الى المغرب لحضور جنازه والدته.
ثم رجع الى القاهره ،واعتكف في بيته يدرس كتب الحديث، حتى انه بقي سنتين لا
يخرج من بيته الا لصلاه الجمعة، ولا ينام حتى يصلي الضحى، اغتناما للوقت، وسهرا في
المطالعه والحفظ.
وفي سنه 1344ه قدم والده القاهره لحضور مؤتمر الخلافة، فسافر برفقته لدمشق قصد زياره محمد
بن جعفر الكتاني المقيم اذ ذاك بها، ثم رجع ووالده الى المغرب، حيث قام برحله
موسعه قصد فيها لقاء علماء المغرب.
وبقي بالمغرب حوالي اربع سنوات، اقبل فيها على الاشتغال بالحديث حفظا ومطالعه وتصنيفا وتدريسا، فدرس
((نيل الاوطار)) و((الشمائل المحمدية))، وفي هذه الفتره كتب شرحا موسعا على الرسالة، يذكر لكل مساله
ادلتها، سماه ((تخريج الدلائل لما في رساله القيرواني من الفروع والمسائل))، كتب منه مجلدا ضخما
الى كتاب النكاح، ثم عدل منى التطويل الى الاختصار، وسمى المختصر ((مسالك الدلاله على متن
الرسالة)).
وفي سنه 1349 ه عاد الى مصر بصحبه اخويه: عبد الله ومحمد الزمزمي ليدرسا بالازهر،
وفي هذه الفتره كتب العديد من مصنفاته في علم الحديث، وتردد عليه علماء الازهر للاستفاده
من علومه، وطلب منه جماعه – رغم صغر سنه – ان يقرا معهم ((فتح الباري))
سردا، ويشرح لهم مقدمه ابن الصلاح.
وجلس للاملاء في المسجد الحسيني ومسجد الكيخيا الى ان اضطر للرجوع الى المغرب بسبب وفاه
والده سنه 1354ه، فاستلم الزاويه وقام بالخلافه عن والده، واعتنى بتدريس كتب السنه المطهرة، واملى
مجالس حديثيه بالجامع الكبير بطنجة، فكان يملي اكثر من خمسين حديثا في المره الواحده باسانيدها
من حفظه بلا تلعثم، حتى اذا فرغ منها رجع للاول، فتكلم على سنده وغريبه وفقهه،
ثم الثاني وهكذا.
واشتغل في هذه الفتره للتاليف، واخذ يعلن عن افكاره الداعيه الى تقديم العمل بالحديث، ونبذ
التقليد والتمذهب.
مشاركته السياسية[عدل]
وذكر عن نفسه انه خطط لثلاث ثورات ضد الاستعمار الاسباني، انتهت الثالثه منها بالسجن مده
ثلاث سنوات ونصف، مع غرامه فادحة.
وبعد خروجه من المعتقل احاطت به فتن الاستعمار، ومحاوله ايذائه من الاستعمار تارة، ومن الحزبيين
والمقلدين تاره اخرى، فاضطر الى ترك المغرب سنه 1377ه الى القاهره حيث استقر بها، وخلال
هذه الفتره دخل الحجاز حاجا ومعتمرا مرتين، وزار دمشق وحلب والسودان.
وفي اخريات حياته اصابته واخاه عبد الله محنه كبيرة، اذ احتدت الازمه بين الاخوان المسلمين
والحكومه المصرية، فاتهم اخوه عبد الله بالعماله لدوله اجنبية، وحكم عليه بالسجن احد عشر عاما،
فمرض الشيخ احمد مرضا شديدا، وذلك بمرض القلب، الزمه الفراش، ويقي على ذلك ثمانيه اشهر
الى توفته المنيه متاثرا بذلك يومه الاحد اول جمادى الاخره سنه 1380 ه تعالى.
