الخير في ما اختاره الله , تفسير لافضل مقويه دينية علي الاطلاق بالصور

الخير فما اختارة الله

 6c62250e3a84059765bcfc5b96ac00bb

الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين،
ولا عدوان الا على الظالمين،
والصلاة و السلام على سيد المرسلين و رحمة الله للعالمين.

وبعد:

من حكم ابن عطاء الله: لا يكن تاخر امد العطاء مع الالحاح فالدعاء موجبا لياسك فهو ضمن لك الاجابة فيما يختارة لك لا فيما تختارة لنفسك و فالوقت الذي يريد لا فالوقت الذي تريد.

اى لا يكن تاخر وقت العطاء المطلوب مع المداومة فالدعاء موجبا لياسك من اجابة الدعاء و مدعاة لانقطاع الدعاء فهو سبحانة ضمن لك الاجابة بقوله: ﴿ و قال ربكم ادعونى استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين ﴾ [غافر:60] فاذا دعوت الله و سجدت له و اعترفت بفقرك و ضعفك و حاجتك و انه لا حول و لا قوة الا بالله فقد استجاب لك،
ولكن فيما يختارة لك لا فيما تختارة لنفسك،
فانة اعلم بما يصلح لك منك،
فربما طلبت شيئا كان الاولي منعة عنك فيصبح المنع عين العطاء،
فربما منعك فاعطاك و قد اعطاك فمنعك.

 20160714 1101

وايضا ضمن لك الاجابة فالوقت الذي يريد لا فالوقت الذي تريد.

فما نحن الا عباد لله نثق و نرضى و نصبر على قضائة و قدره,
فقم ايها العبد بما امرك الله فيه و سلم له نفسك،
فربما اجابك و ادخر لك بدل مطلوبك ما تنال فيه الحسني و زيادة.

يقول الامام على بن ابي طالب كرم الله و جهه:


وكم لله من لطف خفي


يدق خفاة عن فهم الذكي


وكم يسر اتي من بعد عسر


ففرج كربة القلب الشجي


وكم امر تساء فيه صباحا


وتاتيك المسرة بالعشي


اذا ضاقت بك الاحوال يوما


فثق بالواحد الفرد العلي


ولا تجزع اذا ما ناب خطب


فكم لله من لطف خفي

ومن الحكم العطائية: لا يشككنك فالوعد عدم و قوع الموعود.
وان تعين زمنة لئلا يصبح هذا قدحا فبصيرتك و اخمادا لنور سريرتك.

وذلك لجواز ان يصبح و قوع هذا الموعود ملعقا على سبب و شروط لم تحصل.
فالعبد من تادب مع ربة و لم يتزلزل عند تاخر ما و عدة به.
وثمرة ذلك الثقة فالله و الاطمئنان الى حكمتة و تدبيرة ﴿ ما اصاب من مصيبة فالارض و لا فانفسكم الا فكتاب من قبل ان نبراها ان هذا على الله يسير * لكيلا تاسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما اتاكم و الله لا يحب جميع مختال فخور ﴾ [الحديد: 22،
23].

فما من امر من الامور فهذا الكون الا بقدرة و حكمة و تقدير بليغ،
فاذا كان فوات المطلوب فلا تاس و لا تحزن و لا تسخط،
واذا كان تحقيق المراد و انفتاح الدنيا و اغداق النعم لا تفرح الفرح المؤدى الى نسيان الله و البطر و الغرور.

فتاتى النجاة من قلب الهلاك،
وتكتب الحياة فزحام الموت،
ويصبح الموت مع توفر سبب الحياة.

فكثيرا ما نمر بصعاب يظن الانسان انها نهاية العالم و يتبرم و يصاب بالازمات النفسية و يلجا البعض الى الانتحار الا من اطمان قلبة بثقتة فربة الخالق المدبر الحكيم القدير سبحانة و تعالي.

 20160714 1102

الماء من قلب الصخر:


فبنى اسرائيل مع نبى الله موسى عليه السلام و هم فطريقهم الى بيت =المقدس لتحريرة من الله عليهم بالمن و السلوي فعطشوا و انقطعت بهم السبل و بدا شبح الهلاك يلوح فالافق غير انهم فطريق الله و فسبيلة ايتركهم الله؟
ايتخلي عنهم؟
كلا ﴿ و اذ استسقي موسي لقومة فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ربما علم جميع اناس مشربهم كلوا و اشربوا من رزق الله و لا تعثوا فالارض مفسدين ﴾ [البقرة:60].
وهم بعد هذا حادوا عن الطريق فغيروا و بدلوا ففرض الله عليهم التية و الضلال،
فاذا و ثقنا فالله و فشريعتة و تطبيق حكمة ننعم بالخيرات و البركات.

وعسى ان تكرهوا:


﴿ كتب عليكم القتال و هو كرة لكم و عسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسي ان تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و انتم لا تعلمون ﴾ [البقرة :216].

يقول الشهيد سيد قطب: ان الاسلام يقرر ان من الفرائض ما هو شاق مرير كرية المذاق؛
ولكن و راءة حكمة تهون مشقته،
وتسيغ مرارته،
وتحقق فيه خيرا مخبوءا ربما لا يراة النظر الانسانى القصير..
فمن يدرى فلعل و راء المكروة خيرا.
ووراء المحبوب شرا.
ان العليم بالغايات البعيدة،
المطلع على العواقب المستورة،
هو الذي يعلم و حده.
حيث لا يعلم الناس شيئا من الحقيقة.

وعندما تنسم تلك النسمة الرخية على النفس البشرية تهون المشقة،
وتتفتح منافذ الرجاء،
ويستروح القلب فالهاجرة،
ويجنح الى الطاعة و الاداء فيقين و فرضاء.

وهكذا يربى الاسلام الفطرة،
فلا تمل التكليف،
ولا تجزع عند الصدمة الاولى،
ولا تخور عند المشقة البادية،
ولا تخجل و تتهاوي عند انكشاف ضعفها امام الشدة.
ولكن تثبت و هي تعلم ان الله يعذرها و يمدها بعونة و يقويها.
وتصمم على المضى فو جة المحنة،
فقد يكمن بها الخير بعد الضر،
واليسر بعد العسر،
والراحة الكبري بعد الضني و العناء.
ولا تتهالك على ما تحب و تلتذ..
فقد تكون الحسرة كامنة و راء المتعة!
وقد يصبح المكروة مختبئا خلف المحبوب.
وقد يصبح الهلاك متربصا و راء المطمع البراق.

انة الدخول فالسلم من بابة الواسع،
فما تستشعر النفس حقيقة السلام الا حين تستيقن ان الخيرة فيما اختارة الله،
وان الخير فطاعة الله،
دون محاولة منها ان تجرب ربها و ان تطلب منه البرهان!
ان الاذعان الواثق و الرجاء الهادئ و السعى المطمئن،
هى ابواب السلم الذي يدعو الله عبادة الذين امنوا ليدخلوا به كافة.

 20160714 1103

لقد كان المؤمنون الذين خرجوا يوم بدر يطلبون عير قريش و تجارتها،
ويرجون ان تكون الفئة التي و عدهم الله اياها هي فئة العير و التجارة.

لا فئة الحامية المقاتلة من قريش،
ولكن الله جعل القافلة تفلت،
ولقاهم المقاتلة من قريش!
وكان النصر الذي دوي فالجزيرة العربية و رفع راية الاسلام،
فاين تكون القافلة من ذلك الخير الضخم الذي ارادة الله للمسلمين؟!
واين يصبح اختيار المسلمين لانفسهم من اختيار الله لهم؟
والله يعلم و الناس لا يعلمون!

وكل انسان – فتجاربة الخاصة – يستطيع حين يتامل ان يجد فحياتة مكروهات كثيرة كان من و رائها الخير العميم،
ولذات كثيرة كان من و رائها الشر العظيم،
وكم من مطلوب كاد الانسان يذهب نفسة حسرات على فوته؛
ثم تبين له بعد فترة انه كان انقاذا من الله ان فوت عليه ذلك المطلوب فحينه،
وكم من محنة تجرعها الانسان لاهثا يكاد يتقطع لفظاعتها،
ثم ينظر بعد فترة فاذا هي تنشئ له فحياتة من الخير ما لم ينشئة الرخاء الطويل،
ان الانسان لا يعلم،
والله و حدة يعلم،
فماذا على الانسان لو يستسلم؟
فى ظلال القران بتصرف.

عسى ان يصبح الخير كامنا فالشر: ﴿ … فعسي ان تكرهوا شيئا و يجعل الله به خيرا كثيرا ﴾ [النساء:19]

ويتجسد ذلك المعنى فقصة موسى و العبد الصالح،
الحكمة الالهية العليا،
التى لا ترتب النتائج القريبة على المقدمات المنظورة،
بل تهدف الى اغراض بعيدة لا تراها العين المحدودة،
خرق به البركة و النجاة من الغصب؛
﴿ اما السفينة فكانت لمساكين يعملون فالبحر فاردت ان اعيبها و كان و راءهم ملك ياخذ جميع سفينة غصبا ﴾ [الكهف:79].

فبهذا العيب نجت السفينة من ان ياخذها هذا الملك الظالم غصبا،
وكان الخرق الصغير الذي اصابها اتقاء لضرر كبير كان ينتظرها لو بقيت على سلامتها.

سفينتك ربما تكون زوجتك التي فقدتها بشهادة او اعتقال،
وقد يصبح ابنك المجروح او ما لك المصادر او و ظيفتك او عزيز لديك.

لو خرقت سفينتك اترضي بقضاء الله و تعلم ان الله يدبر لك خيرا تجهلة به النجاة،
ام تسخط و تستنكر قضاء الله؟

وماذا لو ان المساكين اصحاب السفينة استنكروا ما فعلة العبد الصالح و لاموة على هذا و اصلحوا،
ما خرق؟!
غصبت سفينتهم و كانوا من الخاسرين.

وقتل رحيم به لطف خفي؛
﴿ و اما الغلام فكان ابواة مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا و كفرا ﴾ [الكهف:80] فهذا الغلام لا يستحق القتل فالظاهر،
ولكن الغيب يطلع العبد الصالح على اسباب قوي لقتله،
انة سينشا كافرا طاغيا،
تكمن فنفسة بذور الكفر و الطغيان،
فلو عاش لارهق و الدية المؤمنين بكفرة و طغيانه،
وقادهما بدافع حبهما له ان يتبعاة فطريقه.
فاراد الله و وجه ارادة عبدة الصالح الى قتل ذلك الغلام،
وان يبدلهما الله خلفا خيرا منه،
لطفا و رحمة فيه و بوالديه،
فيدخلوا جميعا فرحمتة يوم القيامة ام انهم مع حياتة يدخلون فعذابة يوم القيامة؟الان ينكشف الستر عن حكمة هذا التصرف،
كما انكشف عن غيب الله الذي لا يطلع عليه احدا الا من ارتضى.

عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « يود اهل العافية يوم القيامة حين يعطي اهل البلاء الثواب لو ان جلودهم كانت قرضت فالدنيا بالمقاريض » رواة الترمذى و حسنة الالباني.

فايهما تختار اختيار الله و تدبيرة لك ام اختيارك و تدبيرك لنفسك؟
فلماذا لا نثق فحكمة الله و تدبيرة و نرضى باختيارة و نطبق شرعه؟
لماذا ننتظر دائما ان نعلم الحكمة فقضائة و تدبيرة قبل ان نسلم و نفوض الامر لله؟

اذا كنت مبتليا فاعلم ان الله اختار لك ان تغبط يوم القيامة لما تنالة من خير عميم و ثواب عظيم،
يعوضك عن بلواك فالدنيا،
فلا تشغل نفسك بما يطغيك و ينسيك الله و يشقيك و يرديك فالاخرة.

وما مشهد سراقة بن ما لك و عمر بن الخطاب ينادى فالناس ليلبسة سوارى كسرى،
الا دليلا على ان الثقة فالله و فشرعة هي النجاة مهما طال الزمن و بعدت المسافات.

كنز و صي فيه ابراهيم بنية و يعقوب: و من هنا نخرج بحديث هو كنز من كنوز السنة المطهرة اة لو عشنا بهذه النفسية الواثقة المطمئنة الى ربها اللطيف الخبير عن عبادة بن الصامت ان رجلا اتي النبى صلى الله عليه و سلم فقال يا نبى الله اي العمل اروع قال: قال: «الايمان بالله و تصديق فيه و جهاد فسبيلة »،
قال: اريد اهون من هذا يا رسول الله،
قال « السماحة و الصبر »،
قال اريد اهون من هذا يا رسول الله،
قال: « لا تتهم الله تبارك و تعالى فشيء قضي لك فيه »؛
احمد و حسنة الالباني.

قيل ليحيي بن معاذ رحمة الله: متي يبلغ العبد الى مقام الرضا؟
فقال اذا اقام نفسة على اربعة فصول فيما يعامل فيه ربه،
فيقول ان اعطيتنى قبلت،
وان منعتنى رضيت،
وان تركتنى عبدت،
وان دعوتنى اجبت.

معيار السعادة الحق:


ان للسعادة معيارا لا يعلمة كثير من الناس فمتي شعر المرء برضا ربة و ثقتة هو فربة و فدينة شعر بالسعادة حتي و لو لم يملك من الدنيا الا ما يسد فيه رمقه،
ويشعر بحلاوة لا تضاهيها حلاوة و فذلك روى مسلم عن العباس بن عبدالمطلب انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول « ذاق طعم الايمان من رضى بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد رسولا ».

شعر براحة البال و سعادة القلب و طمانينة النفس من رضى بالله ربا مدبرا مشرعا،
الها حاكما،
وبالاسلام دينا يدين به،
اى يتخذة منهجا يسير فيه امورة و يتبع شرعته،
وبمحمد صلى الله عليه و سلم قدوة و مثلا لتطبيق ذلك الدين و اتباع هذي الشريعة؛
قال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب الله الاعظم،
وجنة الدنيا،
ومستراح العارفين،
وسراج العابدين و حياة المحبين،
ونعيم العابدين،
وقرة اعين المشتاقين.

ولهذا حث نبينا صلى الله عليه و سلم على استذكار ذلك المعنى دائما عند جميع اذان عن سعد بن ابي و قاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال « من قال حين يسمع المؤذن اشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له و ان محمدا عبدة و رسولة رضيت بالله ربا و بمحمد رسولا و بالاسلام دينا.
غفر له ذنبة »؛
مسلم .

وعند جميع صباح و مساء عن ابي سلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « ما من عبد مسلم يقول حين يكون و حين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد نبيا الا كان حقا على الله ان يرضية يوم القيامة ».
احمد ابن ما جة و كان من دعائة صلى الله عليه و سلم عن ابي الدرداء عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم علمة دعاء و امرة ان يتعاهد فيه اهلة جميع يوم قال: « قل جميع يوم حين تصبح لبيك اللهم لبيك و سعديك و الخير فيديك و منك و بك و اليك… اسالك اللهم الرضا بعد القضاء…،
واشهد انك ان تكلنى الى نفسي تكلنى الى ضيعة و عورة و ذنب و خطيئة و انني لا اثق الا برحمتك فاغفر لى ذنبيي كله انه لا يغفر الذنوب الا انت و تب على انك انت التواب الرحيم »؛
احمد و صححة الالباني.

ولا تحسبوا ذلك استسلاما و استكانة،
ولكنة الرضا و التسليم بعد السعى و الجهاد و التضحية،
وان نتعلم و ناخذ دروسا من الماضي،
ونحن نحاسب على العمل و لا نحاسب على النتائج.

﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون * و سلام على المرسلين*والحمد لله رب العالمين ﴾ [ الصافات: 180-181].

  • الخير فيما اختاره الله
  • صببايا الخير فيما يختاره
  • الخيره فيما اختاره الله
  • الخير فيما اختاره الله لنا
  • رساله الخيره في ما اختاره الله
  • الحمد لله على ما اختاره لي
  • الخير ما اختاره الله
  • الخيرة فيما اختاره الله لنا
  • ان الله فاعل امره الخير فيما اختاره الله
  • الخير فيما أراده الله


الخير في ما اختاره الله , تفسير لافضل مقويه دينية علي الاطلاق بالصور