الحمد لله حمدا كثيرا
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء نور وجهك الكريم، وملء ما انتهى
اليه بصرك، وليس له نهاية، وملء الجنه وملء الكرسي والعرش وملء ما بينهما، وملء السماوات
والارضين وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، اهل الثناء والمجد.
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه عدد خلقك ابدا، وعدد حركاتهم وسكناتهم، وعدد
كل سنه تمر على كل واحد منهم، وعدد مداد كلماتك وعدد حروف كلماتك وعدد ما
شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد.
اللهم لك الحمد بمحامدك كلها ما علمنا منها وما لم نعلم.
السؤال: هل هذه المحامد التي ذكرت هي لا تخالف الشرع وجائزه ام غير جائز التلفظ
بها؟
ج: حمد العبد لربه وثناؤه عليه من اجل الذكر واحبه الى الله ، ولهذا ثبت
عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: ولا احد احب اليه المدح من الله
(الجزء رقم : 24، الصفحه رقم: 144)
من اجل ذلك اثنى الله على نفسه فقال في اول سوره الفاتحة: الحمد لله رب
العالمين وقال تعالى: فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين وحمد نفسه في
خلق السماوات والارض بقوله: الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور وحمد نفسه
بكمال ملكه لما في السماوات والارض، فقال تعالى: الحمد لله الذي له ما في السماوات
وما في الارض وله الحمد في الاخره وهو الحكيم الخبير وحمد نفسه لانفراده بابتداء الخلق
من غير مثال سابق في قوله: الحمد لله فاطر السماوات والارض وثناء العبد على ربه
لا يستغرق جميع المحامد ولا يستطيع ان يحصي احد الثناء عليه، ونبينا وقدوتنا صلى الله
عليه وسلم اكمل الخلق تعظيما لله وحمدا له كان من دعائه: لا احصي ثناء عليك
انت
(الجزء رقم : 24، الصفحه رقم: 145)
كما اثنيت على نفسك وفي الثناء على الله بعد الرفع من الركوع: اللهم ربنا لك
الحمد ملء السماء وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وما
ذكر في هذا السؤال من ذلك التحميد والثناء، مثل قول: ملء نور وجهك وملء ما
انتهى اليه بصرك وليس له نهايه وملء الجنه وملء الكرسي والعرش.. الخ ليس مشروعا؛ اذ
ليس مستغرقا للثناء، والحمد لله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .