الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه
ايجوز قول: الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه؟ ايبلغ الحمد منتهاه؟! اليس في ذلك اساءه
في حق الله سبحانه وتعالى؟.
الاجابة
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فان هذه العباره تحمل على الحمد الذي يستحقه الله تعالى ويجب له، واما العبد: فلا
يستطيع بلوغ منتهى حمد الله تعالى، وهذا من فضل الله تعالى على عباده، لان الحمد
وشكر النعم نعمه جديده تستحق الحمد والشكر عليها، وقد جاء في حديث ضعيف رواه الطبراني:
اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك، ولك الحمد حمدا دائما لا منتهى له دون
مشيئتك، وعند كل طرفه عين وتنفس نفس.
وجاء في مجله الجامعه الاسلامية: ان حمد الله عز وجل وشكره على نعمه هو بحد
ذاته نعمه عظيمه تستوجب حمدا اخر وشكرا متجددا، روى ابن ابي الدنيا في كتاب الشكر
عن بكر بن عبد الله قال: ما قال عبد قط: الحمد لله الا وجبت عليه
نعمه بقوله: الحمد لله، فما جزاء تلك النعمة؟ جزاؤها ان يقول الحمد لله، فجاءت اخرى،
ولا تنفد نعم الله عز وجل، ولذا، قال الامام الشافعي رحمه الله في حمد الله:
الحمد لله الذي لا تؤدى شكر نعمه من نعمه الا بنعمه حادثه توجب على مؤديها
شكره بها اي: ان العبد اذا حمد الله فهذه نعمه اخرى حادثه تستوجب حمدا اخر،
قال ابن ابي الدنيا: انشدني محمود الوراق:
اذا كان شكري نعمه الله نعمة**** علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف وقوع الشكر الا بفضله*** وان طالت الايام واتصل العمر
اذا مس بالسراء عم سرورها**** واذا مس بالضراء اعقبها الاجر
وما منهما الا فيه منة***** تضيق بها الاوهام والبر والبحر.
وقد اعترض على ابن الصلاح في عباره قريبه مما جاء في السؤال، واجاب عنه الحافظ
ابن حجر بما يلي: قوله: حمدا بالغا امد التمام ومنتهاه اعترض عليه بان هذه دعوى
لا تصح، وكيف يتخيل شخص انه يمكنه ان يحمد الله حمدا يبلغ منتهى التمام، والفرض
ان الخلق كلهم لو اجتمع حمدهم لم يبلغ بعض ما يستحقه تعالى من الحمد فضلا
عن تمامه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا احصي ثناء عليك مع ما صح
عنه في حديث الشفاعة: ان الله يفتح عليه بمحامد لم يسبق اليها والجواب: ان المصنف
لم يدع ان الحمد الصادر منه بلغ ذلك، وانما اخبر ان الحمد الذي يجب لله
هذه صفته، وكانه اراد ان الله مستحق لتمام الحمد، وهذا بين من سياق كلامه، ومن
هذا قول الشيخ محي الدين في خطبه المنهاج وغيره:
احمده ابلغ حمد واكمله، فمراده بذلك انسب الى ذاته المقدسه ابلغ المحامد، وليس مراده ان
حمدي ابلغ حمد، وقد قال الاصحاب: ان اجل المحامد ان يقول المرء: الحمد لله حمدا
يوافي نعمه ويكافئ مزيده وهو راجع لما قلناه. اه
والله اعلم.