الحكمة من وجود شهور العدة
ذكر العلماء لحكمة مشروعية العدة و جوها عديدة نجملها فيما يلي:
ا- معرفة براءة الرحم حتي لا تختلط الانساب بعضها ببعض.
ب- للتعبد امتثالا لامر الله عز و جل حيث امر فيها النساء المؤمنات.
ج- اظهار الحزن و التفجع على الزوج بعد الوفاة اعترافا بالفضل و الجميل.
د- تهيئة فرصة للزوجين فالطلاق لاعادة الحياة الزوجية عن طريق المراجعة.
ه- التنوية بفخامة امر النكاح حيث لا يتم الا بانتظار طويل،
ولولا هذا لاصبح بمنزلة لعب الصبيان،
يتم بعدها ينفك فالساعة.
فرض الله العدة على المسلمة،
حفاظا على كرامة الاسرة،
ورعاية لها من التحلل و التفكك و اختلاط الانساب،
واحدادا على الزوج باظهار التفجع و الحزن عليه بعد الوفاة،
احتراما للرابطة المقدسة رابطة الزواج و اعترافا بالفضل و الرائع لمن كان شريكا فالحياة،
وقد كانت العدة فالجاهلية حولا كاملا،
وكانت المراة تحد على زوجها شر حداد و اقبحه،
فتلبس شر ملابسها،
وتسكن شر الغرف و هو الحفش و تترك الزينة و التطيب و الطهارة،
فلا تمس ما ءن و لا تقلم ظفرا،
ولا تزيل شعرا،
ولا تبدو للناس فمجتمعهم،
فاذا انتهي العام خرجت باقبح منظر،
وانتن رائحة،
فتنتظر مرور كلب لترمى عليه بعرة احتقارا لهذه المدة التي قضتها،
وتعظيما لحق زوجها عليها.
فلما جاء الاسلام اصلح هذي الحال،
فجعل الحداد رمز طهارة لا رمز قذارة،
وجعل العدة على نحو الثلث مما كانت عليه،
ولم يحرم الا الزينة و الطيب و التعرض لانظار الخاطبين من مريدى الزواج،
دون النظافة و الطهارة فانهما شعار المسلم،
واباح له الجلوس فكل مكان من المنزل،
كما اباح لها الاجتماع مع النساء و المحارم من الرجال.
ونساء المسلمين اليوم لا يسرن على هدى الاسلام فالحداد،
فمنهن من تغالى فالحداد،
وتغرق فالنوح و الندب،
والخروج على المالوف من العادات،
فى اللباس و الاكل و الشراب،
ولا يخصصن الزوج بما خصة فيه الشرع،
بل قد حددن على ابائهن او اولادهن السنة و السنتين،
وربما تركن الحداد على الزوج بعد الاربعين.
فالخير جميع خير فاصلاح هذي العادات الرديئة فالحداد،
اذ لا فوائد بها الا افناء المال فتغيير اللباس و الاثاث و الرياش،
وفساد اداب المعاشرة،
ولا سبيل الا بالعودة لاحكام الشرع بالحداد ثلاثة ايام على القريب،
واربعة اشهر و عشرا على الزوج،
وجعل الحداد مقصورا على ترك الزينة و الطيب و الخروج من البيت
