مقالات منوعة جديدة

الثقة بالله وحسن الظن به

الثقة بالله وحسن الظن به 623899393

الثقه بالله وحسن الظن به

 

الثقة بالله وحسن الظن به 4C7E30168090B8Bff24Aa62B66282C94

حسن الظن بالله عباده قلبيه جليله لا يتم ايمان العبد الا به لانه من صميم
التوحيد وواجباته ، حسن الظن بالله هو ظن ما يليق بالله تعالى واعتقاد ما يحق
بجلاله وما تقتضيه اسماؤه الحسنى وصفاته العليا مما يؤثر في حياه المؤمن على الوجه الذي
يرضي الله تعالى ، تحسين الظن بالله تعالى ان يظن العبد ان الله تعالى راحمه
وفارج همه وكاشف غمه وذلك بتدبر الايات والاحاديث الوارده في كرم الله وعفوه وما وعد
به اهل التوحيد ، حقا .. انه مسلك دقيق ومنهج وسط بين نقيضين لا يسلكه
الا من وفقه الله وجعل قلبه خالصا له سبحانه ، لذلك ينبغي ان يكون سمه
لازمه يتجلى في حياه المؤمن وعند احتضاره وقرب موته .الثقة بالله وحسن الظن به 20160718 320

[ انا عند ظن عبدي بي ] قال العلماء :
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح ” اي قادر على ان اعمل به ما
ظن اني عامل به ” [ 17 / 397 ]
قال النووي في شرح صحيح مسلم ” قال العلماء : معنى حسن الظن بالله تعالى
ان يظن انه يرحمه ويعفو عنه ” [ 14 / 210 ]
قال النووي ” قال القاضي : قيل معناه بالغفران له اذا استغفر ، والقبول اذا
تاب ، والاجابه اذا دعا ، والكفايه اذا طلب ، وقيل : المراد به الرجاء
وتاميل العفو وهو اصح ” [ شرح صحيح مسلم 14 / 2 ]
وعموما فحسن الظن بالله عز وجل ظن ما يليق بالله سبحانه وتعالى من ظن الاجابه
والقبول والمغفره والمجازاه وانفاذ الوعد وكل ما تقتضيه اسماؤه وصفاته جل وعلا .

الثقة بالله وحسن الظن به 20160718 321

لماذا نحسن الظن بالله ..؟
1. لان فيه امتثالا واستجابه لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ” يا ايها
الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ” [ الانفال : 24 ]

2. له ارتباط وثيق بنواحي عقديه متعدده ومن ذلك مثلا :
ا . التوكل على الله تعالى والثقه به ، قال بن القيم رحمه الله :
” الدرجه الخامسه [ اي من درجات التوكل ] حسن الظن بالله عز وجل فعلى
قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه ” [ تهذيب مدارج السالكين ص
240 ] .
ب . الاستعانه بالله والاعتصام به واللجوء اليه سبحانه ، قال بعض الصالحين ” استعمل
في كل بليه تطرقك حسن الظن بالله عز وجل في كشفها ؛ فان ذلك اقرب
الى الفرج ”

الثقة بالله وحسن الظن به 20160718 322
ج . الخوف منه سبحانه وتعالى ، يقول ابو سليمان الداراني رحمه الله ” من
حسن ظنه بالله عز وجل ثم لا يخاف الله فهو مخدوع ” [حسن الظن بالله
ص 40 ]
3. لان العبد من خلاله يرجوا رحمه الله ورجائه ويخاف غضبه وعقابه ، يقول بن
القيم رحمه الله “ويكون الراجي دائما راغبا راهبا مؤملا لفضل ربه حسن الظن به ”
[ زاد المعاد ص ]
4. حثت عليه النصوص النبويه ودعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يموتن
احدكم الا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ” ” انا عند ظن عبدي بي
” ” من احب لقاء الله احب الله لقاءه ” .
5. معرفه واقع الناس وحالهم مع حسن الظن بالله ، يقول بن القيم رحمه الله
” فاكثر الخلق بل كلهم الا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء
؛ فان غالب بني ادم يعتقد انه مبخوس الحق ، ناقص الحظ ، وانه يستحق
فوق ما اعطاه الله ، ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ومنعني ما استحق ،
ونفسه تشهد عليه لذلك ، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش
نفسه وتغلغل في معرفه دفائنها وطواياها ، راى ذلك فيها كامنا كمون النار في الزناد
، فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده ، ولو فتشت من فتشته
، لرايت عنده تعتبا على القدر وملامه له ، واقتراحا عليه خلاف ما جرى به
، وانه ينبغي ان يكون كذا وكذا ، فمستقل ومستكثر ، وفتش نفسك هل انت
سالم من ذلك :الثقة بالله وحسن الظن به 20160718 323
فان تنج منها تنج من ذي عظيمه والا فاني لا اخالك ناجيا ” [ زاد
المعاد 3 / 235 ]
6. لان من احسن الظن بربه عز وجل فايقن صدق وعده وتمام امره وما اخبر
به من نصره الدين والتمكين في الارض للمؤمنين ، اجتهد في العمل لهذا الدين العظيم
والدعوه الى الله والجهاد في سبيله بماله ونفسه .
7. اثره الايجابي على نفس المؤمن في حياته وبعد مماته ، فمن احسن الظن بربه
وتوكل عليه حق توكله جعل الله له في كل امره يسرا ومن كل كرب فرجا
ومخرجا ، فاطمان قلبه وانشرحت ونفسه وغمرته السعاده والرضى بقضاء الله وقدره وخضوعه لربه جلا
وعلا .
8. المبادره الى طلب عفو الله ورحمته ورجائه ومغفرته ليطرق بعد ذلك العبد باب ربه
منطرحا بين يديه راجيا مغفرته تائبا من معصيته ” ان الله تعالى يبسط يده بالليل
ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها
” [ رواه مسلم ] .
9. فيه النجاه والفوز بالجنان ورضى الرحمن ” لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن
بالله عز وجل ” روى ابو بكر بن ابي الدنيا عن ابراهيم قال : كانوا
يستحبون ان يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسن ظنه بربه عز وجل ”

10. يعين على التدبر والتفكر في اسماء الله وصفاته وما تقتضيه من معاني العبوديه والاخلاص
، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى ” والاسماء الحسنى ، والصفات العلى مقتضيه لاثارها
من العبوديه والامر اقتضاءها لاثارها من الخلق والتكوين ؛ فلكل صفه عبوديه خاصه هي من
موجباتها ومقتضياتها ، اعني من موجبات العلم بها ، والتحقق بمعرفتها وهذا مطرد في جميع
انواع العبوديه التي على القلب والجوارح ” [ مفتاح دار السعاده ص 424 ]

الثقة بالله وحسن الظن به 20160718 324

السلف وحسن الظن بالله .
1. كان سعيد بن جبير يدعوا ربه فيقول ” اللهم اني اسالك صدق التوكل عليك
وحسن الظن بك ”
2. وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول ” والذي لا اله غيره
ما اعطي عبد مؤمن شيئا خير من حسن الظن بالله عز وجل ، والذي لا
اله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن الا اعطاه الله عز وجل ظنه
؛ ذلك بان الخير في يده ”
3. وسفيان الثوري رحمه الله كان يقول : ما احب ان حسابي جعل الى والدي
؛ فربي خير لي من والدي ”
4. وكان يقول عند قوله تعالى ” واحسنوا ان الله يحب المحسنين ” احسنوا بالله
الظن .
5. وعن عمار بن يوسف قال : رايت حسن بن صالح في منامي فقلت :
قد كنت متمنيا للقائك ؛ فماذا عندك فتخبرنا به ؟ فقال : ابشر! فلم ار
مثل حسن الظن بالله عز وجل شيئا ”

المعاصي وحسن الظن بالله .
حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه ، فان العبد انما يحمله على حسن العمل
حسن ظنه بربه ان يجازيه على اعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه ، فالذي حمله على
حسن العمل حسن الظن ، فكلما حسن ظنه بربه حسن عمله ، لكن كثيرا من
خلق الله تعالى قد تعلق بنصوص الرجاء واتكل عليها ، فترى الواحد منهم اذا ما
عوتب على وقوعه في الخطا او الزلل سرد لك ما يحفظ من ادله في مغفره
الله ورحمته وعفوه وجوده وكرمه وان رحمته سبقت غضبه ، وكان حال لسانه :
وكثر ما استطعت من الخطايا اذا كان القدوم على كريم
او كقول الاخر : التنزه من الذنوب جهل بسعه عفو الله ، قال ابن القيم
رحمه الله ” ولا ريب ان حسن الظن بالله انما يكون مع الاحسان ، فان
المحسن حسن الظن بربه ، انه يجازيه على احسانه ، ولا يخلف وعده ، ويقبل
توبته ، واما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فان وحشه المعاصي والظلم والحرام تمنعه
من حسن الظن بربه … وبالجمله فحسن الظن انما يكون مع انعقاد اسباب النجاه ،
واما مع انعقاد اسباب الهلاك فلا يتاتى احسان الظن ”

سوء الظن بالله تعالى .
لقد ذم الله تعالى من اساء الظن به ، فاخبر عن المشركين انهم يظنون به
ظن السوء ، قال تعالى ” ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء
عليهم دائره السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا ” [ الفتح
: ] ووصف المنافقين بانهم يظنون به غير الحق فقال تعالى ” يظنون بالله غير
الحق ظن الجاهليه يقولون هل لنا من الامر شئ قل ان الامر كله لله ”
[ ال عمران : ] قال الالوسي رحمه الله : اي ظن الامر الفاسد المذموم
وهو ان الله عز وجل لا ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقيل المراد
به : ما يعم ذلك وسائر ظنونهم الفاسده من الشرك وغيره ” [ روح المعاني
في تفسير القران العظيم والسبع المثاني 9 / 95 ] وهذا الظن مما لا يليق
بالله تعالى وحكمته ووعده الصادق ، فمن ظن ان الله يديل الباطل على الحق اداله
مستمره يضمحل معها الحق او انكر ان يكون ما جرى بقضائه وقدره ، او انكر
ان يكون قدره لحكمه بالغه يستحق عليها الحمد ، فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين
كفروا من النار .الثقة بالله وحسن الظن به 20160718 325

صور من اساءه الظن بالله تعالى .
1. من قنط من رحمته وايس من روحه فقد ظن به ظن السوء .
2. من ظن به ان يترك خلقه سدى ، معطلين عن الامر والنهي ، ولا
يرسل اليهم رسله ولا ينزل عليهم كتبه بل يتركهم هملا كالانعام فقد ظن به ظن
السوء .
3. من ظن انه لا سمع له ولا بصر ، ولا علم له ولا اراده
، وانه لم يكلم احدا من الخلق ولا يتكلم ابدا ، وانه ليس فوق سماواته
على عرشه بائنا من خلقه اي بلا كيف وكما وصف الله به نفسه فقد ظن
به اقبح الظن واسواه .
4. من ظن انه لن يجمع عبيده بعد موتهم للثواب والعقاب في دار يجازي المحسن
فيها باحسانه ، والمسيء باساءته ، ويبين لخلقه حقيقه ما اختلفوا فيه ، ويظهر للعالمين
كلهم صدقه وصدق رسله وان اعداءه كانوا هم الكاذبين ، فقد ظن به ظن السوء
.
5. من ظن ان له ولدا او شريكا او ان احدا يشفع عنده بدون اذنه
، او ان بينه وبين خلقه وسائط يرفعون حوائجهم اليه ، او انه نصب لعباده
اولياء من دونه يتقربون بهم اليه ، ويجعلونهم وسائط بينهم وبينه فيدعونهم ويحبونهم كحبه ويخافونهم
كخوفه فقد ظن به اقبح الظن واسواه .
6. من ظن بالله تعالى ان يخيب من تضرع اليه وساله رغبه ورهبه واستعان به
وتوكل عليه ولا يعطيه ما ساله ، فقد ظن به ظن السوء ، وظن به
خلاف ما هو اهله .
7. من ظن به سبحانه وتعالى ان يسلط على رسوله محمد  اعدائه دائما في
حياته وبعد مماته ، وانه ابتلاه بهم لا يفارقونه ، فلما مات استبدوا بالامر دون
وصيه ، وظلموا اهل بيته وسلبوهم حقهم ، وكانت العزه والغلبه والقهر لاعدائه واعدائهم دائما
من غير ذنب لاوليائه واهل الحق ، وهو يرى قهرهم لهم وغصبهم اياهم حقهم وتبديلهم
دين نبيهم ، وهو يقدر على نصره اوليائه وحزبه ولا ينصرهم ، او انه لا
يقدر على ذلك ، بل حصل هذا بغير مشيئته ولا قدرته ، ثم جعل المبدلين
لدينه مضاجعيه في حفرته ، تسلم امته عليه وعليهم كل وقت فقد ظن به اقبح
الظن واسواه [ زاد المعاد 3 / 922 ]

حسن الظن بالمؤمنين .
حسن الظن خلق فريد وامر حض عليه الاسلام ، وهو من ابرز اسباب التماسك الاجتماعي
على مستوى الفرد والاسره والمجتمع ، حسن الظن راحه للفؤاد وطمانينه للنفس وسلامه من اذى
الخواطر المقلقه التي تفني الجسد ، وتهدم الروح ، وتطرد السعاده ، وتكدر العيش ،
بفقده وتلاشيه تتقطع حبال القربى وتزرع بذور الشر وتلصق التهم والمفاسد بالمسلمين الابرياء ، لذلك
كان اصلا من اصول اخلاق الاسلام ، وعليه فلا يجوز لانسان ان يسيء الظن بالاخرين
لمجرد التهمه او التحليل لموقف ، فان هذا عين الكذب ” اياكم والظن فان الظن
اكذب الحديث ” [ رواه البخاري ] وقد نهى الرب جلا وعلا عباده المؤمنين من
اساءه الظن باخوانهم فقال ” يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض
الظن اثم ” وما ذاك الا لان الظن سيئه كبيره موقعه لكثير من المنكرات العظيمه
اذ هو ذريعه للتجسس ، كما انه دافع الى الوقوع في الغيبيه المحرمه ” ولا
تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ” فما احوجنا الى هذا الخلق العظيم لتدوم بيننا المحبه
والوئام ، وتصفوا القلوب والصدور ، وتزول الشحناء والبغضاء ، ورحم الله القائل :
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا ان تعد معايبه

الثقة بالله وحسن الظن به 20160718 326

Previous post
حلا الترك , , فقدت طفولتها بسبب النجومية , وصف شامل وموضح لهذا المقال
Next post
هل النظرات دليل على الحب