افضل كتابه خطبه قصيره للجمعه
خطبه جمعه مكتوبه بعنوان: التقوى والمقاصد وطلب المخرج
الحمد لله القوي الغالب، وارث الارض ومن عليها وهو خير الوارثين. واشهد ان لا اله
الا الله وحده لا شريك له. ارحم الراحمين
واحكم الحاكمين واسرع الحاسبين. اليه الامر كله واليه يرجع الامر كله وهو الذي يحكم بين
عباده فيما كانوا فيه يختلفون. امنا به
وبما انزل على عبده المصطفى محمد. فنشهد ان سيدنا ونبينا وقره اعيننا ونور قلوبنا محمدا
عبده ورسوله، سيد المرسلين
وخاتم النبيين. كثر في الليالي بكاؤه، وكثر في مختلف الاحوال دعاؤه. قالت عنه السيده عائشه
رضي الله عنها ” كان رسول الله
صلى الله عليه وعلى اله وسلم يذكر الله على كل احيانه.” ولقد صح عنه انه
اذا حزبه امر قام الى الصلاة. اللهم صل وسلم على
عبدك المصطفى المبين عنك الشريعه الكامله الغراء، والمؤدي الامانه الى جميع الورى، على خير الوجوه
واجملها واحسنها قدرا.
وصل اللهم معه على اله الاطهار واصحابه الاخيار، ومن على منهجهم سار على ممر الاعصار،
وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا كريم يا غفار.
اما بعد عباد الله، فاني اوصيكم ونفسي بتقوى الله. فاتقوا الله عباد الله، واحسنوا يرحمكم
الله. ان رحمه الله قريب من المحسنين. تقوى الله التي لا يقبل غيرها. فمن صلى
قل له ﴿ انما يتقبل الله من المتقين ﴾ (المائده 5 : 27)، ومن صام
فقل له ﴿ انما يتقبل الله من المتقين ﴾، ومن قرا القران فقل له ﴿
انما يتقبل الله من المتقين ﴾، ومن تكلم بالحديث او الايات او كلام العلماء فقل
له ﴿ انما يتقبل الله من المتقين ﴾، ومن خرج مجاهدا لاعداء الله حاملا سيفه
يقاتل الكفره الذين يصدون عن سبيل الله، فقل له ﴿ انما يتقبل الله من المتقين
﴾. في ذروه سنام الاسلام وفي عموده وجميع شؤونه ﴿ انما يتقبل الله من المتقين
﴾، ورب قتيل بين الصفين الله اعلم بنيته، ولقد قالت المراه في غزوه مع نبيكم
الصادق حبيب الخالق، وقد قتل ابنها الشاب على ايدي الكفره المشركين الصادين المحاربين لرسول الله
” هنيئا له الجنه ” او ” هنيئا له الشهاده “، فالتفت اليها وقال ”
وما يدريك، لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويبخل بما لا يغنيه .” الا انما
يتقبل الله من المتقين.
ايها المؤمنون بالله: حقائق التقوى المرتبطه بالقلب، التي بها يصح العمل من كل عامل، ويصدق
الله قول القائل ان كان بها قائل. هي الركيزه التي يجب على المؤمن ان يبحث
عنها. فان طرا عليه او على باله شيئ من المخرج من الشدائد فهو فيها بنص
كلام الله بارينا. وان طرا على باله تيسير شيء من الارزاق لكفايه حاجته واهله او
مجتمعه فهو فيها بنص كلام خالقنا جل جلاله وتعالى في علاه ﴿ ومن يتق الله
يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب ۚ ومن يتوكل على الله فهو حسبه
ۚ ان الله بالغ امره ۚ قد جعل الله لكل شيء قدرا ﴾ ﴿ ومن
يتق الله يجعل له من امره يسرا ﴾. قال الله لسيد المتقين، وقد قال بعد
ان مثل المشركون بعمه حمزه وسبعين من اصحابه، قتلوهم فمثلوا بهم، قال: لئن ظفرت بهم
لامثلن بسبعين مكانك. فانزل الله ﴿ وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ۖ ولئن
صبرتم لهو خير للصابرين. واصبر وما صبرك الا بالله ۚ ولا تحزن عليهم ولا تك
في ضيق مما يمكرون . ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾ (النحل
16: 126-128). اتحب ان يكون الله في معيتك، وتقدر هذا المعنى، وهذا المطلب، وهذه الرفعة،
وهذا الشرف وهذه العزه وهذه الكرامة؟ ما بال عقولنا سيقت واستعملت واستخدمت وخدعت لتطلب العزه
او الكرامه او الشرف فيما لم يجعلها الله فيه؟ ما بالها صدئت ثم انصرفت عن
سماع خطابات رب العرش مكون الارض والسماوات وجامع الاولين والاخرين ليوم الميقات؟ ما بالها صارت
تستعمل دينه لخدمه اغراضها ولمقاصدها الدنيويه الزائله الفانية، والله اجل واكبر من ان يخدع، او
يضحك عليه ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعباده ربه
احدا ﴾ هذا مكمن الداء الذي اصاب الامه في شرق الارض وغربها، انصرفت قلوبها عن
اصغاء تام كامل لقول الحق وهو اصدق قائل، وبلاغ رسوله افضل كل فاضل، صلوات ربي
وسلامه عليه، وتولعت باراده تحقيق اغراضها ومطامعها من غير ابواب التقوى، ومن غير باب اللجوء
الى العلي الاعلى جل جلاله وتعالى في علاه، فنزلت الايات، فقال من انزلت عليه ”
بل اصبر ولا امثل باحد منهم ” ﴿ ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ﴾ فما
زالت وصيته ان لا يمثل بمقتول من الحربيين الكافرين المقاتلين المعاندين لله ورسوله، فضلا عمن
سواهم، صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، ومن سار في دربه.
ايها المؤمن: لنطلب المخرج من كل شده من عند الذي بيده الامر، وبما شرع لحصول
المخارج، وبما شرع لنيل المارب ودفع المصائب. شرع لنا في تحقيق ذلك تقوى له من
قلبك تفيض على جوانبك، لا تقفل على بيت فيه المناظر المحرمة، وفيه قطاع للارحام، وفيه
عققه للاباء والامهات، وفيه برامج للفجره والكفره تشتغل، ثم تريد مخرجا في شدتك، ثم تريد
مخرجا من بلائك. وترد وتعد انك صاحب التفكير او التحويل للاحوال، كذبت.. ما محول الاحوال
الا الكبير المتعال. اتقه وانظر كيف يحول احوالك. اصدق معه، قوم ما في بيتك من
خراب ودمار.
ان النظر الى الحرام خراب وسط البيوت. ان سماع الغيبه والنميمه دمار وسط المنازل والديار.
تحب سماع هذا الكلام ام نفسك تشمئز منه؟ خذه فهو كلام ربك ورسولك رضيت ام
لم ترضى. وان اردت ان يحكمك غير الله في القيامه فلن يحكمك الا منزل هذا
الكلام، والا واضع هذه الاحكام، والا مبين هذا البيان جل جلاله وتعالى في علاه، فهو
الذي يجمع الاولين والاخرين، ثم ينادي مناديه جل جلاله ” انا الله ملك الملوك، الحكم
العدل، الذي لا ينبغي لاحد من اهل الجنه ان يدخل الجنه وعنده مظلمه لاحد من
اهل النار، حتى اللطمه فما فوقها، حتى اخذها منه. ولا ينبغي لاحد من اهل النار
ان يدخل النار وعنده مظلمه لاحد من اهل الجنة، حتى اللطمه فما فوقها، حتى اخذها
منه. قال الصادق بالنبا عن الخالق: حتى يقاد للشاه الجماء من الشاه القرناء.
انؤمن ام لا ؟ انصدق ام لا؟ مالنا الى هذا الحكم الذي لا يدع صغيره
ولا كبيرة. ﴿ ونضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تظلم نفس شيئا ۖ وان كان
مثقال حبه من خردل اتينا بها ۗ وكفىٰ بنا حاسبين ﴾. خذ هذه الحقائق، يا
حاكم، يا محكوم، يا راعي، يا رعية، يا طالب، يا رادا على الطلب، يا اخذا،
يا معطيا، خذ احكام ربك. خذ منهاج خالقك. اخرج عن هواك. اخرج عن موجب الفضيحه
يوم القيامه ﴿ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ﴾ فلا تظنن ان المعامله معامله دنيا
ولا معامله سياسات ولا معامله احزاب ولا معامله اتجاهات. معامله لخالق منه المبتدا واليه المرجع،
واليه المصير. وهو الذي يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون ﴿ ولو شاء ربك
لجعل الناس امه واحده ۖ ولا يزالون مختلفين، الا من رحم ربك ۚ﴾ ارحمنا اللهم
برحمتك ﴿ ولذٰلك خلقهم ۗ ﴾ ولذلك خلقهم جل جلاله وتعالى في علاه.
ان معك توجيهات علوية، صمدانية، رحمانية، لا تضيعها بعقلك ولا بفكرك ولا بحزبك ولا بوجاهتك
ولا برئاستك ولا بمرؤوسيتك ولا بوزارتك، ولا لشيء من مطامعك قط قط. توجيهات الله قبل
كل شيء، اجعلها نصب عينيك وامض على ضوئها.
اللهم ايقظ قلوبنا، اللهم اكشف كروبنا، اللهم ادفع البلاء عنا. اصلح يمننا والمسلمين وبلاد المسلمين.
وادفع البلاء والافات والعاهات عن اهل لا اله الا الله اجمعين، واسباب نزول ما حل
بهم من انصراف قلوبهم عن ذكرك وشكرك وحسن عبادتك والعمل بامرك. ارفع هذا السبب، واكشف
عنا التعب، وارفع هذا النصب، وحول الاحوال الى احسنها يا رب يا رب يا رب.
والله يقول وقوله الحق المبين ﴿ واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ﴾
وقال تبارك وتعالى ﴿ فاذا قرات القران فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس
ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. ﴾
﴿ ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون﴾
﴿ وما اصابكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ﴾
﴿ واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ۖ ولو ردوه الى الرسول
والىٰ اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ۗ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم
الشيطان الا قليلا. ﴾
﴿ ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياه الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة.
امن يكون عليهم وكيلا ﴾
﴿ ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ﴾
بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعنا بما فيه من الايات والذكر الحكيم. ثبتنا
على الصراط المستقيم. اجارنا من خزيه وعذابه الاليم.
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين فاستغفروه انه هو الغفور
الرحيم.
الخطبه الثانية
الحمد لله الاول الاخر، الباطن الظاهر، واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له،
يعلم ما في الضمائر، وينظر ما في السرائر، يعلم السر واخفى، وما من غائبه في
الارض ولا في السماء الا في كتاب مبين، وما يعزب عن ربك من مثقال ذره
في الارض ولا في السماء.
واشهد ان سيدنا ونبينا وقره اعيننا ونور قلوبنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وصفيه المحبوب. اللهم
صل وسلم على الرحمه المهداه والنعمه المسداة، الذي جعلت الذله والهوان على من خالفه، والكرامه
والعزه لمن اطاعه واتبعه واهتدى بهديه. ﴿ قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم. ﴾ ﴿ ولله العزه ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون ﴾
ايها المؤمنون: ان علينا واجبات كثيرات متعلقه بالفرد والاسر والهيئات والمجتمعات والرعيه والرعاة، صغارا وكبارا،
ذكورا واناثا، وانهم ليتصرفون في الحياه بانواع من التصرفات، وان الميزان القائم الذي لا يترك
لفته ناظر ولا فلته خاطر، لصغير ولا كبير من المكلفين منهم، ميزان، ﴿ فمن يعمل
مثقال ذره خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذره شرا يره ﴾ ان هذا الميزان يحمل
لنا الدقه فيما نفعل وفيما به نتعامل ان اردنا نصره مظلوم، او اردنا نصيحه صغير
او كبير، او اردنا تقويم معوج وتعديل مائل، مما يدخل بحكم سنه الله تحت اختيارنا
وقدرتنا، ومعنا له امكانية، وعلينا فيه احسان، وعلينا فيه طهر جنان وصدق مع الرحمن. ومن
سوى ذلك.. لا تغر مظاهر.
لقد بنى من بنى في عهد نبيكم مسجدا فذمهم الله ومسجدهم من فوق سبع سماوات.
الظاهر مسجد، والظاهر صلاه وركوع، ومع ذلك تصنعوا لرسول الله حتى قالوا تعال فصل لنا
في مسجدنا هذا. وكان متوجها الى تبوك، قال حتى اعود من الغزو. فلما عاد انزل
الله ﴿ والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله
من قبل ۚ وليحلفن ان اردنا الا الحسنىٰ ۖ والله يشهد انهم لكاذبون. لا تقم
فيه ابدا ۚ لمسجد اسس على التقوىٰ من اول يوم احق ان تقوم فيه ۚ﴾
اسس امورك على التقوى. خذ هذه الفائده من الجمعة. وانظر ما عملت بنا النشرات والاخبار
والاحداث فغيبتنا عن حقائق مقاصدنا. نصلي لا ندرك حقيقه الصلاة، ولا لم شرعت، وربما صلينا
وفكرنا خارج الصلاة.
جئنا الان الى الجمعة. من الذي قصده من الجمعه ان يتطهر قلبه؟ ان يغفر ذنبه،
ان يرضى ربه، ان يستفيد موعظه يستقيم بها، يرجع عن هواه. من الذي قصده هذا
من حضور الجمعة؟ ربما عند انحلال اواصر الصدق مع الله تذهب وتغيب المقاصد عن الاذهان.
بل ربما حتى مثل هذه الشعيره العظيمه دخل وهو يريد ان يتفرج ويتسمع ما يقول
الخطيب او كيف يصلي هذا الامام، لانه مستعد ان يتنقد، وان وافق شيء هواه، والا
رده.لم يعرف مقصود الجمعه ولا لم شرعت ولا جاء لها على وجهها. فحاضر بجسده غير
حاضر بقلبه مع ربه.
اشرع الله الجمعه ليتهاتر الناس او ليخدموا اهواءهم، او ليشبعوا رغباتهم ونزواتهم؟ ما شرع الله
الجمعه الا لنتهذب، لنتادب، لنتطهر، لنتزكى، لنخضع، لنخشع، لنعلن السجود له بين الخلق. فلا يقودنا
هوى ولا شيطان لقول ولا لفعل.
لقد قال قائل لسيدنا عمر: اريد ان اذكر الناس بعد صلاه الصبح. فالتفت اليه سيدنا
عمر وقال لذلك الشاب ” لا .” كان عمر ركن الدعوة، وجندي الدعوة. لكن قال
لهذا الشاب ” لا، اني اخاف ان تنتفخ حتى تبلغ الثريا .” قيمه الدعوى على
مقاصد وارادات. انت تطلب ان تقوم بين يدي الصحابه الكبار في غير حاجه الى ما
تلقي عليهم. تدعي انك تريد ان تخدم الدين وليس هذا موطنك في الخدمة. ” لا،
اني اخاف ان تنتفخ حتى تبلغ الثريا.
رحم الله الامام محمد بن ادريس الشافعي، وجه اليه السؤال فوقف وسكت، فقال من عنده:
مالك لا تجيب. قال اصبر حتى ارى الخير لي عند الله والثواب في جوابي فاجيب،
او في سكوتي فاسكت. انا لست عبد هوى. انا لست طالب منزله بين الناس. يقولون
قال او ما قال ، و فهم او لم يفهم. يقول الشافعي انا طالب مكانه
عند الله. فان كان الخير في الجواب اجبت، وان كان الخير والثواب في السكوت سكت.
ان من عظيم الشجاعه وقفات وتاخرات في مواطن كثيرة. كما ان هذه موازين جاء بها
النبيون يجب ان نسير عليها.
عباد الله: عيشوا في الفسحه من امر دينكم، واول ما يضيق على الانسان شان دينه،
باعتدائه على حقوق الاخرين. احياء او اموات، صغارا او كبارا، بل على الحيوانات والعياذ بالله
تعالى. وقد ادخلت امراه النار في هره حبستها.
فاعلم، متى تضيق على نفسك، عندما تتعدى حدك باخذ حقوق الغير او اذاهم. ايها المؤمن.
واعظم ما تضيق به الخناق على نفسك ان تتلطخ يدك بدم حرام. فلقد روى الامام
احمد والحاكم في مستدركه والبخاري في صحيحه ” لا يزال المرء ” وفي لفظ ”
لا يزال العبد في فسحه من دينه ما لم يصب دما حراما .” اجعلها بين
عينيك. ارشادات داعيك الى باريك صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، ولا تضيق الخناق
على نفسك، واطلب المخرج من كل شده من ابوابها التي فتحها الله. ﴿ وتعاونوا على
البر والتقوى ﴾ و” ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ” واصدقوا مع
الله فان يوم المحكمه الكبرى التي يخضع لها الاولون والاخرون هو يوم قال الله فيه
على لسان عيسى ﴿ قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ﴾. وتذكروا نبيكم الذي
صبر وكابد وجاهد واجتهد وبكى كثيرا، واذا ذكر القيامه علا صوته واحمر وجهه وانتفخت اوداجه
كانه نذير جيش يقول صبحكم او مساكم، وهو القائل ” اما اني اخشاكم لله واتقاكم
له ” جل جلاله وتعالى في علاه .
اللهم صل على النور المبين واهدنا بهديه، وسر بنا في سبيله وتدارك امته بعنايه من
عندك يا حي يا قيوم. نزلت بهم النوازل وحلت بهم المصائب. فارنا كما اريتنا ذلك،
عجائب لطفك في تحويل الاحوال الى احسنها. اللهم ارفع الظلم والافات والاعتداءات والتطاول على امرك،
والخروج عن شرعك، من ديارنا ومنازلنا ومن اسواقنا ومن مجتمعاتنا ومن بلداننا ومن صغارنا وكبارنا.
اللهم اهدنا فيمن هديت وسر بنا سبيل من اصطفيت. لا تصرفنا من الجمعه الا وقد
استفدنا قلوبا لك تخضع وتخشع، وفي عفوك وما عندك تطمع، وتفر عن الطمع فيمن سواك.
اقذف في قلوبنا رجاءك. واقطع رجاءنا عمن سواك حتى لانرجو احدا غيرك. والهم المسلمين رشدهم،
وخذ بايدي رعاتهم ورعيتهم الى ما تسعدهم به في الدنيا والاخره وحول الاحوال الى احسنها
يا محول الاحوال. اكشف الشدائد. ادفع المصائب. شرعت لنا استغاثتك ودعاءك والتضرع اليك. قلت ﴿
اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ﴾ كما استجبت لاوائلنا فاستجب لنا يا ربنا، وعاملنا بفضلك
واكشف الشدائد عنا وحول احوالنا الى احسن الاحوال. واجعلنا من اهل الصدق معك في كل
حال يا كبير يا متعال. واغفر لوالدينا ومشايخنا والمتقدمين في مساجدنا هذه وديارنا، والمؤمنين والمؤمنات
والمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والاموات، الى يوم الميقات، مغفرتك الواسعه يا غافر الخطيئات، لا تفضحنا
بذنب ولا بسيئة، ولا تسود وجوهنا بعيب في القيامه تخزينا به. لا تخزنا يوم يبعثون،
يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. اصلح الشان كله
واختم لنا بالحسنى وانت راض عنا برحمتك يا ارحم الراحمين. يا ارحم الراحمين.
نسالك لنا وللامه من خير ما سالك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك مما
استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وانت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوه الا
بالله العلي العظيم.
عباد الله ﴿ ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر
والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. ﴾ فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله
اكبر.