اسرار الزواج الناجح في الاسلام
1- فرز الادوار:
حدثت تغيرات كثيره في هذا العصر، حيث احدثت وسائل الراحه الحديثه و عمليه تنظيم النسل
ثوره في الحياه الزوجية، و اصبح لدى الزوجات و الامهات الحريه التامه للعمل خارج المنزل.
في الكثير من المناطق تعمل امراتان من اصل كل ثلاثه في وظيفه خارج المنزل، و
في امريكا الشماليه يوجد فقط 12 في المئه من الاسر تعيش حياه “تقليدية” حيث يعمل
الزوج و تبقى الزوجه في المنزل لرعايه الاطفال. لقد احدثت التغيرات الجذريه اضطرابا تاما في
دور الزوج و الزوجة، مما ساهم في ارتفاع نسبه الطلاق بشكل كبير. و هذا الامر
ملاحظ كثيرا بين الازواج الشباب تحت سن الثلاثين حيث انهم اكثر عرضه اربع مرات للطلاق
من اهاليهم. يتطلب الزواج الناجح اتفاق الطرفين على ادوارهم ومسؤولياتهم و تحديدها. و اذا كان
كلا الطرفين يعملان خارج المنزل (خاصه اذا كان دواما كاملا) فانهما اكثر حاجه الى تقاسم
الواجبات المنزليه (في الداخل والخارج) والمساعده على رعايه الاطفال.
2-التوقعات الواقعيه بشان الحياه الزوجية:
بناء على خلفيتنا الثقافية, جميعنا يدخل الحياه الزوجيه مع توقعات مسبقه عما ينبغي ان يكون
عليه الحال، و لكن غالبا ما تكون هذه التوقعات غير واقعية. على سبيل المثال: اذا
كان احد والديك يتسم بحب المثاليه و شعرت انه لا يمكنك ابدا ارضاؤه فهناك احتماليه
ان تصبح انت ايضا محبا للمثالية. واذا كنت كذلك فبغض النظر عن ما يقوم به
الطرف الاخر، فانه لن يتمكن ابدا من ارضائك تماما. يمكن ان تكون الحياه مع شخص
محب للمثاليه امر صعب للغاية. اذا كنت تشعر بانك لم تتلق الحب الكافي من احد
والديك، فهناك احتماليه ان تحاول لا شعوريا جعل شريك حياتك بديلا للام او الاب و
هذا الامر مستحيل نجاحه ابدا. هذان الامران عباره عن مثالين على عدد لا يحصى من
تطور الافكار حول التوقعات غير الواقعيه حول الحياه الزوجية، ناهيك عن تاثير المسلسلات غير الواقعية.
ايا كان السبب فمن الواجب على الزوجين ان يفكرا بواقعيه حول الزواج بهدف جعله ناجحا.
3-الالتزام:
قرات عن احد المحامين المتخصصين في عقود الزواج انه تخلى عن مهنته بعد ثلاث سنوات
من ممارستها، و السبب يعود الى ان جميع عقود الزواج التي اشرف عليها لم تتمكن
من الاستمرار. العقود بدون التزام ليس لها جدوى و كذلك الامر بالنسبه للزواج. الالتزام يعني
ان كل الخطوات اللازمه ينبغي ان تتخذ لجعل الزواج ينجح. هناك حاجه ايضا الى التزام
كل طرف بالاخر من اجل سعادتهما. الزواج هو التزام من شخص غير كامل الى شخص
اخر غير كامل ايضا وبدون هذا النوع من الالتزام فان الزواج لا يتوقع منه الدوام.
4-تحمل المسؤولية:
المسؤوليه و الالتزام هما من اشد الامور التي نحتاجها في هذا الوقت، و تتجلى اهميتهما
في الزواج والعلاقات الاسرية. ينبغي ان يكون الاشخاص الذين يختارون الزواج مسؤولين عن اختيارهم، بحيث
يقومون ببذل كل ما في وسعهم لجعل زواجهم ناجحا. الاشخاص الذين لديهم اطفال مسئولون ايضا
عن سعاده اطفالهم. يدخل كلا الزوجين الحياه الزوجيه و هو لا يزال يحتفظ بمشاكله الشخصيه
و اموره السلبية؛ ولذلك فان كلاهما ينبغي ان يواجه هذه المشاكل ويحلها و لا يلقي
باللوم على شريكه.
الزواج هو التزام من شخص غير كامل الى شخص اخر غير كامل.
كل شريك هو مسؤول عن سعادته وانفعالاته ومشاعره الخاصة, لا يمكن لشخص اخر ان يجعلنا
سعداء. اذا لم نتمكن من العثور على السعاده قبل الزواج فان الزواج لن يقدمها لنا.
السعاده هي نتيجه ثانويه للنضج، و لذلك فان كل فرد منا مسؤول عن سعادته. الاشخاص
السعداء هم القادرون على جعل حياتهم الزوجيه سعيدة.
5-التواصل الفعال:
احد اسرار العلاقه الناجحه هو معرفه كيفيه التواصل بشكل فعال يقول بيتر دراكر، الشهير المتخصص
في علم الادارة: “ان 60 في المئه من المشاكل الاداريه ناتجه عن التواصل الخاطئ. و
وفقا لعلم الجريمة، فان ما يصل الى 90 في المئه من جميع المجرمين يعانون من
مشاكل على مستوى التواصل الفردي مع الاخرين”. ووفقا لمستشار زواج رائد، فان السبب فيما لا
يقل عن نصف حالات فشل الزواج هو التواصل الخاطئ. ينبني التواصل الفعال على معرفه افكارنا
ورغباتنا ودوافعنا ومشاعرنا و صدقها و التعبير عنها بطريقه جيدة. يفشل الاشخاص الذين ينكرون او
يقمعون مشاعرهم الداخليه ورغباتهم الحقيقيه في التواصل بشكل فعال، حيث لا يتمكنون ابدا من اكتشاف
الالفه الحقيقية.
6-اداره الوقت:
يشعر الطفل الذي لا يقضي وقتا كافيا معه والديه بانه غير محبوب و غير مرغوب
فيه و هذا الامر نفسه ينطبق على شريك الزواج. هناك حاجه الى قضاء بعض الوقت
الجيد من اجل ازدهار اي علاقه ناجحة.
في مجتمع اليوم المزحوم, يمكن ان يكون قضاء بعض الوقت الجيد معا تحديا كبيرا للازواج.
ونعني بقضاء الوقت الجيد هنا الحضور فعليا مع الشريك الاخر (الحضور عاطفيا مع شريكك و
التواصل الفعال على مستوى المشاعر) هناك حاجه ايضا الى جعل هذا الوقت طويلا قدر المستطاع
لتلبيه احتياجات كلا الشريكين بهدف “ابقاء شعله الحب متوهجة”. نحن لا نتحدث عن التشبث طول
الوقت بشريكك لان ذلك سوف يخنق العلاقة، ولكن التواجد المستمر يجعل كلا الروحين و القلبين
يتعلقان ببعضهما.
7-الالتزام الديني:
اظهرت الابحاث ان الاسر الملتزمه دينيا لديها فرصه اكبر للصمود و الاستمرار, هذا الامر صحيح
لان العائله التي تؤدي الصلاه معا تكون متماسكه اكثر من العوائل الاخرى. شرع الله سبحانه
الزواج، وهو سنه من سنن الله الكونيه ولا يمكننا تبديل هذه السنه او اجراء تغييرات
فيها، بل ينبغي علينا كمسلمين طاعه الله و ممارستها. ينبغي ان يكون للمساجد دور فاعل
اكثر في مساعده الازواج و ارشادهم لجعل حياتهم الزوجيه سعيدة.