اااخ من جمالهم , اروع قصص وروايات عالميه

افضل قصص و روايات عالميه

 bcbf9314b50b03ed808eba813290837b

الرحيل


جيمس بلدوين


ترجمة : خليل الشيخة


لم يخالج فلورنس الشك بان امها اكبر النساء سنا فالعالم،
فقد كانت تروى لها و لاخيها جبرايل كثيرا عندما كانا طفلين عن عمرها المديد الذي لا يحصي بالسنوات،
والذى تمتد جذورة الى زمن العبودية الغابر.
ولدت فمزرعة احدي الولايات و ترعرعت فيها،
وعملت فالزراعة لكونها تتميز ببنية قوية.
ومع مرور الايام تزوجت و انجبت اطفالا انتزع معظمهم منها،
احدهم اختطفة المرض،
وبيع اثنان فالمزاد العلني،
والاخير لم تقدر له السموات ان تحتضنة برعايتها و تربيتها،
فقد نشا فبيت السيد و تربي فيه.
وعندما كانت فريعان شبابها – فالثلاثين على الاغلب – اختطفت يد القدر زوجها فوهبها السيد لزوج اخر،
فى تلك الفترة اقتحمت جيوش من الشمال تلك المنطقة لينزعوا نير العبودية عن رقاب العبيد الذين صلوا كثيرا من اجل الحرية،
وها ربما لبى النداء اخيرا،
واستجابت السماء لدعواتهم.

 20160705 1222

* * *


انقضت سنوات عمرها على و تيرة واحدة،
تستيقظ فالصباح


الباكر قبل ان تنشر الشمس جدائلها،
فتندفع لتعمل فالحقول ما بين انحناء و وقوف،
مادامت الشمس تحرق كبد السماء.
وعندما يختفى هذا القرص الذهبى خلف بوابات السماء،
ويعلن المشرف بصفارتة و بصوتة الذي يتردد صداة عبر الحقول نهاية يوم شاق،
تتجة عائدة الى بيتها.
وفى ايام الشتاء الثلجية عندما يتحول بيت =السيد الكبير الى شعلة من الاضواء و تذبح الخنازير و الطيور،
يرسل لها الطباخ (بات شيبا) بعضا من تلك اللحوم و فوقها قطع من الحلوى،
وما تستطيع ان تلتقطة يداة من بقايا ما ئدة السادة البيض.


وبالرغم من هذا لم تكن ايامها تخلو من بعض اللحظات التي تبعث السرور فالنفس،
كلحظة تدخينها لغليونها جميع مساء.
ورؤيتها لزوجها فنهاية جميع يوم منهك..
وارضاعها لاطفالها و تعليمها اياهم الخطوات فالسير،
ولكن تلك اللحظات السعيدة لم تكن كفيلة بان تطرد هذا الاحساس الاليم الذي كان يتملكها ساعة الفراق،
والموت و ضرب السياط.
لم تنس يوما ان الخلاص الموعود ات،
فليس عليها الا ان تتحلي بالصبر و الثقة بالالة العادل.
ادركت تمام الادراك ان بيت =الرياء و العجرفة الذي يسكنة الناس البيض لا بد ان ينهار يوما.
هذه هي شريعة السماء المعهودة،
فالذين يتبخترون فالارض تيها و ضلالا لا يملكون من الخير شيئا لانفسهم او لذريتهم،
فهم اشبة باناس يسيرون على شفا و اد عميق مغمضى العيون،
يقف الله لهم بالمرصاد ليبيد عجرفتهم و يسحقهم فبحر عميق،
كما حدث ذات مرة مع قوم اليهود الخاسئين.
يا لهم من بؤساء فنفوسهم الجوفاء ستتحطم يوما لا ينفعهم غرورهم و عزهم الواهي،
ولن يجدوا ما يدفع عنهم عاقبة الحساب الدنيوي.
علاوة على ذلك،
فقد اخبرت اولادها بان الله عادل و حكيم لا يعاقب اناسا الا بعد تحذيرهم لعدة مرات،
حيث يمنحهم الله و قتا لاعادة النظر فاعمالهم،
وفى النهاية فان جميع شيء بيده.
وسينبلج فجر هذا اليوم الذي لن يصبح هنالك به مجال لعمل الخير او الشر،
فقط ستبقي زوبعة الموت تترصد اولئك الذين القوا الالة فغياهب النسيان.

 20160705 1223




طوال سنوات عمرها لم تخب تنبؤاتها،
ولكن ما من احد كان يعير انتباها لذلك،
واليوم تحققت احدي تنبؤاتها،
حيث تسمع اصواتا فالكوخ و امام بوابة بيت =السيد؛
تعلن ان العبيد ربما هبوا للثورة،
فاحرقوا فو لاية ثانية بيوت اسيادهم و حقولهم،
كما انهم رجموا اطفالهم بالحجارة حتي اردوهم قتلى،
وقتل احد العبيد سيدة غير انه لقى حتفة جراء فعلتة هذه،
وقد همس احدهم،
وكان و اقفا بجانبها فالحقل :


– لا استطيع البقاء هنا اكثر من ذلك،
على الرحيل فالصباح الى الشمال.


ملات اخبار العبيد الرهيبة قلوب الناس قسوة ضد اسيادهم؛
الذين اعتقدوا ان السوط سيخمد النيران المشتعلة فقلوب العبيد،
او قد ستكون الخناجر او المشانق او حتي البيع بالمزاد العلنى فساحة المدينة،
سيصبح جميع هذا رادعا لنقمتهم الجامحة.
خطر فذهنهم اخيرا ان المعاملة اللطيفة من شانها ان تحد من اندفاعهم،
فما كان من السيد و السيدة الا ان تخليا عن كبريائهما الزائف و قصدا الكوخ زائرين مبتسمين حاملين الهدايا معهما،
تساءلت كثيرا عن ما هية الحياة السعيدة فيما اذا عاش البيض و السود حياة مشتركة،
ولكن السعادة لا تدوم،
فعندما تكتب المقادير فالسماء فليس بوسع الارض محوها،
وها ربما تحقق القدر الالهى اليوم قبل ان تستيقظ الام من سباتها،
فمعظم الحكايات التي كانت ترويها الام لم تكن تعني لفلورانس الا شيئا واحدا فقط،
وهي انها حكايات من امراة عجوز سوداء تسردها على ابنائها لتطرد من اذهانهم شبح الجوع و البرد.
لكن حكاية اليوم من نوع احدث تماما،
فهي حكاية لا ممكن ان يطويها النسيان،
فقد بزغ فجر يوم طالما انتظرتة و حلمت به،
يوم شهد هروب الجبناء،
ولعلعة الرصاص فالاجواء.


وما ان فتحت الام عينيها حتي خيل اليها كانة يوم الحساب العظيم،
وبينما هي قابعة فمكانها مذهولة متسائلة عن سر ذلك اليوم الغريب،
دخل بات شيبا الى الكوخ و ربما اندفع و راءة عدد من الاولاد المضطربين و عمال الحقول و عبيد القصر،
وصرخوا جميعا بصوت واحد: انهضي..
انهضى يا اخت راشيل و شاهدى الخلاص الالهي،
لقد بر الله بوعدة لنا،
واصبحنا احرارا.


امسكها بات شيبا و الدموع تنساب على خديها،
لبست ثيابها و اتجهت نحو الباب لتشهد اليوم العظيم الذي و هبة الله لهم.
فى هذا اليوم رات بيت =الكبرياء يخر ذليلا،
وقد القيت من نوافذة ملابس الحرير الخضراء و المخملية،
كما رات الكثير من الفرسان يسحقون الحديقة باقدامهم و يشرعون البوابة ال كبار على مصراعيها،
كان فداخل هذا القصر الكبير السيد و السيدة و انسباؤهما و ولدها؛
الذى انتزع منها و بقى فالقصر حيث لم يسمح لها بالدخول اليه،
والان ليس هنالك من اسباب يمنعها من عبور البوابة الكبيرة.
حزمت اشياءها فقطعة من القماش و وضعتها على راسها و خرجت باتجاة البوابة ال كبار و ربما اتخذت قرارا بعدم العودة اخرى الى هذي الولاية.

 20160705 1224




عندما اصبحت ابنتها فلورانس فريعان شبابها اصبح حلمها المنشود هو الرحيل عن ذلك الكوخ.


وفى عام 1900 عندما كانت فلورانس فسن السادسة و العشرين خرجت من الكوخ مقررة الرحيل،
ولكن فكرت بان تؤجل ذلك الامر الى ان تختطف يد القدر و الدتها التي تعانى من سكرات الموت على فراشها،
احست فجاة ان انتظارها لن يطول فالزمن المرتقب فكيفية اليها.
كانت فلورانس تعمل خادمة عند احدي العائلات البيض ال كبار فالمدينة،
وفى اليوم الذي قرر به سيدها ان يتخذها خليلة له صممت على انهاء خدمتها عند هؤلاء الناس ذوى النفوس الدنيئة،
فغادرت المنزل مخلفة و راءها مرارة قاسية،
وبجزء من اتعابها الذي ادخرتة عن طريق المعاناة و التضحية لعدة سنوات ابتاعت بطاقة سفر بالقطار الى نيويورك،
وعند حصولها على البطاقة انتابها شعور من الغيظ ذو معني خاص،
فامسكت بالبطاقة و كانها تعويذة بين يديها و فكرت:


” بامكانى اعادتها او بيعها،
فالحصول عليها لا يعني اننى قررت الرحيل ” و كانت تدرك فقرارة نفسها تماما ان لا احد بامكانة منعها من تنفيذ قرارها،
ربما سيتاخر سفرها لبعض الوقت نظرا لعدم حصولها على اذن بالرحيل،
ورافة بوالدتها التي تلتقط انفاسها الاخيرة على فراش الموت،
ومن نافذة الكوخ رات فلورانس الغيوم الرمادية و ربما حجبت ضوء الشمس الوهاج،
ومازالت الارض مفروشة ببساط ضبابي،
وتنبهت من شرودها على صوت و الدتها المستلقية على السرير؛
وهي توبخ جبرايل الذي اتي الى المنزل فساعة متاخرة من الليل يترنح من الخمرة غير مدرك لما حوله،
وحتي الان و هو فحالة لا تسمح له بالذهاب الى العمل.
كان جبرايل مضطربا شاحبا يشعر بمرارة ذنبه،
فهو يزيد حالة امة سوءا بتصرفاتة الهوجاء،
وقف امام المراة منحنى الراس يزرزر قميصه،
احست فلورنس انه ليس بامكانة ان يتلفظ بكلمة واحدة،
قالت الام:


ولدى الحبيب!
لا تدعنى ارحل عن هذي الدنيا قبل ان تعدنى بانك ستصبح انسانا صالحا..
هل تسمعنى يا بني؟


نظرت فلورنس الية بازدراء فرات الدموع ربما ملات عينيه،
فقالت فنفسها: ” عليه ان يعدها بان يصبح انسانا صالحا،
فلقد و عد بذلك منذ اليوم الذي عمد فيه.
احضرت فلورنس حقائبها الى و سط الغرفة،
تلك الغرفة الكريهة و قالت:


– و الدتي..
انا راحلة..
راحلة ذلك الصباح.
رددت تلك العبارة و هي غاضبة من نفسها لعدم التصريح فيها فالليلة الماضية؛
لترتاح من رؤية دموعها و سماع نقاشها العقيم؛
ربما لم تكن تملك الشجاعة الكافية و لكن اليوم ليس هنالك وقت تضيعه،
فالساعة البيضاء ال كبار المثبتة على جدار المحطة؛
راسخة فذهنها،
تحثها على الاسراع قبل فوات الاوان،
سالتها و الدتها بنبرة حادة :


– الى اين انت ذاهبة ؟



كانت تعلم ان و الدتها على معرفة تامة بقرار رحيلها الذي سيتم تنفيذة ذات يوم،
فالرحيل لم يكن و ليد تلك اللحظة بل هو حلم قديم ينتظر لحظة الشروق،
وها ربما بزغت شمس اليوم المنتظر،
نظرت الام الى حقائب فلورنس نظرة روع و حذر،
فالخطر الوهمى اصبح و اقعا حقيقيا،
وعبثا حاولت ان تجد كيفية تثنى فيها ابنتها عن السفر،
ولكن جميع محاولة كانت تزيد فلورنس اصرارا.
احس جبرايل بنغمة امة الحزينة،
ولم يكن يعلم شيئا عن رحيل اخته،
لكنة شعر بالغبطة لحدوث امر صرف انتباة و الدتة عنه،
اخفض عينية و راي حقيبة فلورنس السفرية،
فردد سؤال و الدتة بلهجة غاضبة:


– الى اين تنوين الذهاب ايتها الفتاة؟
فاجابتة :


– انا ذاهبة الى نيويورك و ربما حجزت تذكرة.


حدقت و الدتها بها دون ان تنطق بكلمة واحدة،
اما جبرايل فقد سالها بنبرة مخيفة :


– و متي قررت الرحيل ؟



لم تنظر الية و لم ترد على سؤاله،
واستمرت فالنظر الى و الدتها بعدها قالت :


– لقد حصلت على تذكرتى و انا راحلة فقطار الصباح.


– تمهلى يا ابنتي،
هل انت مدركة تماما ما تنوين القيام فيه ؟



لمحت فلورنس فعيني و الدتها نظرة شفقة ساخرة،
مما شجعها على القول :


– انا امراة و اعية و ادرك تماما ما افعل.


عندئذ صرخ جبرايل قائلا:


– كيف هذا و ربما قررت ان ترحلى فالصباح،
وتتركي و الدتك على هذي الحالة.


التفتت فلورانس للمرة الاولي الى جبرايل موجهة الحديث الية :


– اصمت انت،
لقد اعتنت بك ايضا،
اليس ايضا ؟



ارخي جبرايل عينية فادركت فلورنس مدي المرارة العالقة فنفسه،
وعمق المشكلة التي سيقع فيها.
فهو لا يحتمل فكرة بقائة و حيدا بجانب امة المريضة،
وليس بوسعة القيام بشيء و هو على ذلك الحال السيئ،
وبرحيل فلورنس سيبتلع الزمن احدث ما تبقي من اولاد امة ما عداه،
اذ سيتحتم عليه عندئذ ان يعوضها عن الالام التي تكابدها،
وينقذها من شبح المعاناة و هذا بزرع الطمانينة فنفسها اثناء ايامها الاخيرة.
وهذا لن يحدث الا بابتعادة عن الخطيئة،
وبرحيل فلورنس لن يصبح هنالك مجال للهو و العبث،
وعليه ان يكون رجلا صالحا قادرا على اثبات و جودة و اتخاذ موقف فحياته.


ابتسمت فلورانس بسخرية و هي تراقب توترة و اضطرابه،
ثم نظرت الى و الدتها قائلة :


– لقد قامت بتربيتك و العناية بك فهي لا تحتاجني.


سالتها و الدتها :


– اذن انت ذاهبة الى الشمال،
ومتي تنوين العودة ؟



فردت فلورنس :


– لا اعتقد اننى ساعود اخرى الى هذي البلدة.


توجة جبرايل بانظارة الى و الدتة و صرخ بحنق :


– لقد ذرفت من الدموع ما يكفي،
ما بك تبكين و كانك تجلدين بالسوط !



فنظرت الية فلورنس للمرة الاخرى و قالت :


– اليس بوسعك ان تبتلع انفاسك و تصمت.


فتساءلت الام :


هل تعنين من تصرفك ذلك انك تنوين التصريح بان الشيطان ربما جعل قلبك قاسيا؛
الي درجة تودين بها مغادرة و الدتك و هي على فراش الموت،
ولا يهمك رؤيتها فهذه الحياة مرة اخرى،
ليس بامكانك اقناعى بانك شريرة الى ذلك الحد.


احست فلورنس ان جبرايل يتفحص معالم و جهها ليتبين ردة فعلها على ذلك السؤال،
السؤال الذي كانت تخشي سماعة برغم اصرارها على الرحيل،
اشاحت بنظرها عنهما الى تلك النافذة المتصدعة،
وسرح تفكيرها الى ما و راء هذا الضباب المرتفع فالمكان الذي لا تستطيع عيناها رؤيتة حيث تنتظرها حياة جديدة،
فكرت فلورانس ” ان المراة الراقدة على السرير عجوز مسنة قضت سنوات حياتها هباء منثورا،
وسيضمها القبر عما قريب،
اما انا فلن ادع حياتي رهينة بين ايدى الموت “.


التفتت الى و الدتها و اعلنت :


– انا راحلة يا اماه..
لابد من الرحيل.


اتكات الام على السرير و نظرت عاليا الى الضوء و بدات تبكي،
اندفع جبرايل الى جانب فلورانس و امسك بيدها،
نظرت الى و جهة فرات دموعا فعينيه،
قال لها :


– ليس بامكانك الذهاب..
لا تستطيعين الرحيل و والدتك على هذي الحالة،
فهي تحتاج للعناية،
ماذا بوسعها ان تفعل هنا و هي و حيدة معى ؟



دفعتة عنها و اقتربت من سرير و الدتها قائلة :


– امي..كفى عن ذلك فلست الانسانة المباركة التي تستحق دموعك،
اليس ما سيحدث لى فالشمال يمكن ان يحدث هنا،
الله موجود فكل مكان فلا مبرر اذن للقلق.


ادركت فلورنس ان العبارات التي تنطق فيها لا تعير لها الام انتباها،
بل تثير الاستخفاف فنفسها،
يا لهذه الام المسكينة!
لقد منحت ابنتها حافزا للحياة فهل اخطات فذلك؟
من المؤكد انها لا تبكي على مستقبل ابنتها،
وانما على ما ض و لي و رحل،
وعلي الام لم يشاركها فيها احد.
احست فلورنس بحزن امها فالم فيها خوف مريع سرعان ما تحول الى غضب؛
ترجمتة بلهجة حاقدة الى عبارات و جهتها لاخيها :


– سيعتنى بك جبرايل،
لن يتخلي عنك..
اليس ايضا ؟



وقف جبرايل قريبا من سرير امة مرتبكا حزينا و قال :


– و لكن..
انا


فقاطعتة فلورنس :


– على الذهاب الان.


سارت الى و سط الغرفة و تناولت حقيبتها،
همس جبرايل فاذنها :


– الا ينتابك اي احساس بالذنب حيال امك ؟



صرخت الام،
فاقترب الولدان من سريرها و حدقا فو جهها و هي تقول :


– يا الهى شيئا من رحمتك لابنتى الخاطئة،
ساعدها و انتشلها من بحيرة الشر التي تكاد تغرق نفسها بها..
يا الهى ارجوك..


توقف صوتها و انقطع و بدات الدموع تسيل على خديها بعدها تابعت:


– لقد فعلت اقصي ما بوسعى لتربية اولادي،
فارحمهم و ارحم احفادي.


قال جبرايل متاثرا بدموع امة :


– ارجوك لا تذهبى يا فلورانس..لا ممكن ان تكوني جادة فرحيلك و تتركي و الدتك على هذي الحال التعيسة.


امتلات عيناها بالدموع،
وعبثا حاولت ان تجد بضع عبارات تتفوة فيها عدا كلمة واحدة قالتها و هي تبكي:


– دعني..


حملت حقيبتها بعدها فتحت باب الكوخ الذي تسلل منه هواء الصباح المنعش و قالت :


– و داعا..
بلغ سلامي الى و الدتي.


خرجت تسير عبر الممر و وصلت الى الساحة المغطاة بالثلج،
كان جبرايل يراقبها مذهولا و صوت بكاء و الدتة يتردد الى مسامعه.
عندما و صلت فلورانس الى البوابة و همت بفتحها،
انطلق جبرايل مسرعا اليها محاولا ايقافها :


– الى اين انت راحلة ايتها الفتاة..
ما الذي تنوين القيام به..
هل تعتقدين ان حظك الجيد سيجعلك تلتقين بالرجال فالشمال الذين سيقدمون لك الجواهر و اللالئ.


فتحت البوابة بعنف غير مكترثة فيه و تابعت طريقها،
ووقف مشدوها ينظر اليها حتي حجبها الضباب

  • قصص وروايات عالمية


اااخ من جمالهم , اروع قصص وروايات عالميه