مقالات منوعة جديدة

اخلاق الرسول مع اليهود , تعلم من اخلاق الرسول ما لا تعرفه

اخلاق الرسول مع اليهود - تعلم من اخلاق الرسول ما لا تعرفه 672579762

اخلاق الرسول مع اليهود

اخلاق الرسول مع اليهود - تعلم من اخلاق الرسول ما لا تعرفه 810B2E97A5F2C2F411C2De139E9Fb5Df

ان الذي ينظر الى الرساله المحمديه يجدها قد حفظت كرامه الانسان، ورفعت قدره، فالناس بنو
ادم سواء المسلم وغير المسلم، وقد كرم الله بني ادم جميعا؛ فقال في قرانه: {
ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن
خلقنا تفضيلا } (الاسراء: 70) ؛ فالجميع لهم الحقوق الانسانيه كبشر امام ربهم، وانما يتميز
الناس عند ربهم بمدى تقواهم وايمانهم وحسن اخلاقهم، وكم كان حرص محمد صلى الله عليه
وسلم على ابراز هذا المعنى الانساني واضحا في تعاملاته وسلوكياته مع غير المسلمين!

ففي الحديث الثابت يقول محمد صلى الله عليه وسلم : «اذا رايتم الجنازه فقوموا حتى
تخلفكم»، فمرت به يوما جنازة، فقام، فقيل له: انها جنازه يهودي، فقال: «اليست نفسا».([1])

وكان محمد صلى الله عليه وسلم ربما عاد المرضى من غير المسلمين؛ فقد زار النبي
صلى الله عليه وسلم ابا طالب وهو في مرضه، كما عاد الغلام اليهودي لما مرض.([2])

وحرص على القيام بحقوقهم في الجوار فقال: «خير الاصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران
عند الله خيرهم لجاره»([3])، فشمل حديثه كل جار حتى لو كان من غير المسلمين.

ولم يات محمد صلى الله عليه وسلم ليسلب الحريه من الذين لم يتبعوه، بل قد
تعامل معهم بتسامح نادر الحدوث، وكان من اهم هذه المبادئ في تعامل الرسول محمد صلى
الله عليه وسلم مع الاخر:

لا اكراه في الدين:
رغم ان محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه يعتقدون يقينا ان الحق في اتباع الاسلام؛
فهو المتمم لرسالات الرسل من قبل، الا انهم لم يحاولوا مطلقا اجبار احد على الدخول
في الاسلام رغما عنه، وقد ابان القران جليا عن ذلك المعنى بقوله: { لا اكراه
في الدين قد تبين الرشد من الغي } (البقرة: 256).

اخلاق الرسول مع اليهود - تعلم من اخلاق الرسول ما لا تعرفه 20160709 244

فلا ارغام لاحد على الدخول في الاسلام حتى لو كان المرغم ابا يريد الخير لابنائه،
ولو كان المرغم ابنا لا يشك في شفقه ابيه عليه. وحتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم نفسه نهي عن اكراه الناس للدخول في هذا الدين، فقال عز وجل: {
ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين
} (يونس: 99) .

ولم يكتف الاسلام بمنح الحريه لغير المسلمين في البقاء على دينهم، بل اباح لهم ممارسه
شعائرهم، وحافظ على اماكن عباداتهم، فقد كان ينهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم اصحابه
عن التعرض لاصحاب الصوامع ولم يتعرض يوما لدار عباده لغير المسلمين، وقد فقه هذا المعنى
جيدا اصحابه وخلفاؤه من بعده؛ لذلك كانوا يوصون قادتهم العسكريين بعدم التعرض لدور العبادة، لا
بالهدم ولا بالاستيلاء، كما سمح لهم باقامه حياتهم الاجتماعيه وفق مفاهيمهم الخاصة، كالزواج والطلاق ونحوه.

قيم العدل مع الاخر:
امر محمد صلى الله عليه وسلم بالعدل بين الناس جميعا مسلمهم وغير المسلم منهم، جاء
في القران { ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس
ان تحكموا بالعدل } (النساء: 58).

وتلقى محمد صلى الله عليه وسلم الايات فقام بها اتم قيام، فالامر كان بالعدل بين
الناس جميعا دون النظر الى ذواتهم او اجناسهم او دينهم او حسبهم؛ فالكل سواسيه حتى
لو كان صاحب الحق ظالما للمسلمين، فلابد من اعطائه حقه. وامر القران الرسول محمدا صلى
الله عليه وسلم ان يحكم بالعدل ان جاءه اهل الكتاب يحكمونه بينهم { وان حكمت
فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين } (المائدة: 42).

وفي اكثر من ثلاثين حديثا يشدد محمد صلى الله عليه وسلم على اصحابه على حق
المعاهد، وهو من ارتبط مع المسلمين بمعاهدة، فمنها قوله: «من قتل نفسا معاهدا لم يرح
رائحه الجنة، وان ريحها ليوجد من مسيره اربعين عاما».([4])

اخلاق الرسول مع اليهود - تعلم من اخلاق الرسول ما لا تعرفه 20160709 245

ومنها قوله: «الا من ظلم معاهدا او انتقصه حقه، او كلفه فوق طاقته، او اخذ
له شيئا بغير حقه، فانا حجيجه يوم القيامة».([5]) وقال صلى الله عليه وسلم : «من
قتل معاهدا في غير كنهه، حرم الله عليه الجنة».([6])

ونهى محمد صلى الله عليه وسلم عن تعذيب اي نفس ولم يشترط فيها الاسلام؛ فقال:
«ان الله عز وجل يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا».([7])

لقد حفظ محمد صلى الله عليه وسلم وضمن لغير المسلمين في المجتمع الاسلامي امنهم على
انفسهم واموالهم واعراضهم، فلا يتعرض لها بسوء لا من المسلمين ولا من غيرهم، ما داموا
في ارض الاسلام.

معامله حسنه مع الاخر:
لقد تركت تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم مبدا مهما هو ان الاصل في المسلم
المعامله الحسنه مع كل الخلق؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : «انما بعثت لاتمم
مكارم وفي روايه ( صالح ) الاخلاق»([8])، ومكارم الاخلاق مع الجميع سواء، المسلم وغير المسلم.

ان التعايش والتفاهم والتعاون بين الامم والخلق امر تحتاجه الانسانيه حاجه ماسة، وقد امر محمد
صلى الله عليه وسلم في رسالته بالرحمه في كل جوانبها، وحسن التعامل بشتى وجوهه، تقول
ايات القران: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من
دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين } (الممتحنة: 8) ، وفسر علماء
الاسلام البر هنا في الايه بقولهم: «هو الرفق بضعيفهم، وسد خله فقيرهم، واطعام جائعهم، وكساء
عاريهم، ولين القول لهم – على سبيل التلطف لهم والرحمه -لا على سبيل الخوف والذله
-، واحتمال اذيتهم في الجوار – مع القدره على ازالته- لطفا بهم لا خوفا ولا
طمعا، والدعاء لهم بالهداية، وان يجعلوا من اهل السعادة، ونصيحتهم في جميع امورهم، في دينهم
ودنياهم، وحفظ غيبتهم اذا تعرض احد لاذيتهم…».([9])

وتتاكد المعامله الحسنه مع الاقارب منهم، وتصل الى الوجوب مع الوالدين؛ فتذكر اسماء بنت ابي
بكر رضي الله عنه قالت: قدمت علي امي وهي مشركه في عهد قريش؛ اذ عاهدوا
فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ان امي قدمت وهي راغبه
افاصلها ؟ قال: «نعم صلي امك».([10])

ولما قدم وفد نجران -وهم من النصارى-على محمد صلى الله عليه وسلم بالمدينة، دخلوا عليه
مسجده بعد العصر، فكانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فاراد الناس منعهم فقال محمد صلى
الله عليه وسلم : «دعوهم»، فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.

وتقول ام المؤمنين عائشه : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونه عند
يهودي بثلاثين صاعا من شعير([11])، وذلك في نفقه عياله صلى الله عليه وسلم .

هذا، وقد امر محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بحسن رعايه اهل الذمه الذين يعيشون
في اكنافهم، فمن احتاج منهم للنفقه تكفلوا به، فالدوله مسؤوله عن الفقراء من المسلمين واهل
الذمة، فتتكفل بالمعيشه الملائمه لهم ولمن يعولونه؛ لانهم رعيه للدوله المسلمة، وهي مسئوله عن كل
رعاياها، وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم : «كلكم راع وكل راع مسئول عن
رعيته»([12]).

وحينما مر الخليفه الثاني عمر وهو في الشام على قوم من النصارى مجذومين امر ان
يعطوا من الصدقات، وان يجرى عليهم القوت عند العجز والشيخوخه والفقر.

اخلاق الرسول مع اليهود - تعلم من اخلاق الرسول ما لا تعرفه 20160709 246

حريه العمل والكسب:
وضع محمد صلى الله عليه وسلم مواثيقه ان لغير المسلمين حريه العمل والكسب في بلاد
المسلمين، سواء بالتعاقد مع غيرهم، او بالعمل لحساب انفسهم، ومزاوله ما يختارون من المهن الحرة،
ومباشره ما يريدون من الوان النشاط الاقتصادي، ويستوي حالهم في ذلك مع المسلمين سواء بسواء،
ولهم الحق في البيع والشراء وسائر العقود، ولهم الحق فيها وفي كل المعاملات الماليه ما
اجتنبوا الربا.

وفيما عدا الربا، وبيعهم وشرائهم الخمور والخنزير، وما يضر المجتمع مما نهى الاسلام عنه؛ فلهم
الحق فيما تعاملوا به، وانما نهى عن تعاملهم فيما سبق؛ للضرر الحاصل منه سواء عليهم،
او على مجتمعهم.

كما يتمتعون بسائر الحريات في التملك وممارسه الصناعات والحرف وغيرها.

Previous post
دعاء الاستفتاح , دعاء كان يستفتح به في الصلاة
Next post
افضل سورة قبل النوم , متابعة تلاوة تلك السورة قبل النوم تمنع عنك عذاب القبر