اخطاء مسلسل عمر بن الخطاب
وسط هذا الزخم الكبير حول مسلسل عمر وتبارى كل فريق ببراهينه ما بين مؤيد لتجسيد
الصحابه والمبشرين بالجنه ورافضين له. اجدنى اقف مع مؤيدى التعامل الدرامى مع كل الشخصيات ايا
كانت والمستثنى الوحيد هو الرسول صلى الله عليه وسلم, ومن هذا المنطلق شاهدت المسلسل فى
حلقاته الاولى,
ورغم الابهار الموجود فى الصورة, والامكانيات الى جانب وجود قائمه طويله على التتر باسماء علماء
اجلاء قاموا بمراجعه الماده التاريخيه والنصوص الدينيه وعلى راسهم يوسف القرضاوى وللاسف كانت هناك اخطاء
كثيره فى الحلقتين الاولتين اولها خاص بمواصفات شخصيه سيدنا عمر رضى الله عنه والثانيه بايات
الذكر الحكيم وتوقيت نزولها ففى الحلقه الثانيه والتى دارت فى الفتره الزمنيه التى لم يكن
فيها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يعلن دعوته جهرا وفى حوار بين عمار
بن ياسر وابويه يحاول فيه اقناعهم بالاسلام قرا لهما سوره الضحى التى لم تكن قد
انزلت فى ذلك الوقت.
فمن المعروف ان سوره الضحى سوره مكيه باتفاق اهل العلم، وهي خاصه بالنبي صلى الله
عليه وسلم، قيل ان سبب نزولها ان الوحي فتر عن النبي صلى الله عليه وسلم
وابطا عنه جبريل عليه السلام، فقال المشركون: قد ودع محمد، فانزل الله تعالى: ما ودعك
ربك وما قلى. وفي رواية: احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت بعض
نساء المشركين: ما ارى صاحبك الا قد قلاك، فانزل الله تعالى: والضحى… ما ودعك ربك
وما قلى. ويقال ان من فعلت ذلك كانت ام جميل زوجه ابو لهب وكان العداء
قد بدا بعد جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوه .
وفي الصحيحين وغيرهما: ان النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى (مرض) فلم يقم لليلتين او
ثلاثا فاتته امراه (من المشركين) فقالت: ما ارى شيطانك الا تركك لم نره قربك منذ
ليلتين او ثلاثا، فانزل الله تعالى: والضحى والليل اذا سجى.
وعلى الجانب الاخر نجد ان الموصفات الشكليه للفاروق بعيده الى حد كبير عن الممثل الذى
يؤدى الدور, فقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: كان ابي ابيض تعلوه
حمرة، طوالا، اصلع، اشيب , وقال غيره: كان امهق – اي خالص البياض -، طوالا،
ادم، اعسر يسر، وقال ابو الرجاء العطاردي: كان طويلا جسيما، شديد الصلع، شده الحمرة، في
عارضيه خفه، و قال سماك: كان عمر يسرع في مشيته, فهذه بعض صفات عمر، منها
الطول والجسامة، والاسراع الذي يدل على المبادره والاقدام، وهناك الصوره المشهوره التي عثر عليها عبد
الله التل ضمن مخطوط تاريخي قديم مكتوب باللغه اليونانيه في دير المصلبه في القدس، وكان
اذ ذاك قائد معركه القدس وحاكمها العسكري وذلك سنه 1948. قال: وجدير بالذكر انني رايت
مع النص الذي ذكرته رسما يمثل امير المؤمنين عمر بن الخطاب حين دخوله القدس، وقد
رسموه في ثياب اهل الجزيره العربية، ملتحيا داخلا من باب دمشق (باب العمود)، ذا هيبه
وجلال ووقار، ماشيا على قدميه، في تواضع المخلصين الابرار، اخذا مقود الراحله بيسراه الى اعلى،
رافعا يمناه، محذرا الساجدين له من السجود لغير الله.
وبالطبع لا نستطيع انكار مجهود المخرج وفريقه من الممثلين بمحاوله اظهر القوه في شخصيه عمر
بن الخطاب، ولكن للاسف ان الاختيار نفسه فى البدايه جانبه التوفيق، فالممثل من هيئته يبدو
غزير الشعر على عكس عمر الى جانب ان صوته لم يكن قويا وجهوريا ومازلت اتذكر
وصفه فى «عبقريه عمر» للعقاد والتى اعتقد انه الاقرب الى حقيقه الفاروق .
