اخبار ميلاد رجل بعين واحدة
تختلف الروايات حول تاريخ مولد الملا محمد عمر، فحسب خدمه واشنطن بوست، ولد الملا في
عام 1959، بينما سيره حياته التي نشرتها حركه “طالبان” التي يتزعمها الملا نفسه في الذكرى
ال 19 لتوليه زعامه الحركه تقول انه ولد 1960 في قريه شاهي حيمات الواقعه في
منطقه خاكريز باقليم قندهار جنوبي افغانستان.
وتقول نسخه حركه “طالبان” لسيره الملا عمر، ان الاسم الكامل لزعيم الحركه هو الملا محمد
عمر مجاهد، وتقول انه ينتمي الى عشيره تومزي من قبيله هوتاك، ان والده هو مولوي
غلام نبي، التي تصفه بانه كان “شخصيه اجتماعيه محترمة”، وانه توفي وابنه محمد لم يكن
يتجاوز الخامسه من عمره.وانتقلت الاسره بعد وفاه عميدها الى اقليم اوروزغان.
وينتمي الملا محمد عمر وجميع زعماء حركه طالبان الى المدرسه الديوبندية، وهي اتجاه في المذهب
الحنفي السني تاسس في مدينه ديوبند بالهند. وحسب روايه “طالبان”، اضطر الملا الى ترك دراسته
الدينيه بعد دخول القوات السوفيتيه لافغانستان حيث التحق بالمجاهدين “تنفيذا لواجبه الديني.”
وفي مسيرته الجهاديه تنقل عمر بين العديد من المنظمات الجهاديه في افغانستان، وتولى قياده مجموعه
مسلحه ضمن القوات التي يقودها ملا نيك محمد التابعه ل “الجمعيه الاسلامية” التي كان يتزعمها
برهان الدين رباني، ثم استقر قبيل ظهور حركه “طالبان” في “حركه الانقلاب الاسلامي” التي يتزعمها
مولوي محمد نبي. ثم انضم الى حركه “طالبان” التي اختارته زعيمها لها في اب اغسطس
1994، ثم بعد وصول الحركه الى مشارف العاصمه كابل في اذار مارس 1996، عقد اجتماع
لعلماء دين، ضم حوالي 1500 شخص استمر اربعه ايام (31 اذار حتى 3 نيسان) تم
خلاله انتخاب الملا عمر “اميرا للمؤمنين” في 3 نيسان ابريل 1996.
يذكر ان وزاره الخارجيه الامريكيه رصدت مكافاه قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي
الى القاء القبض على الملا عمر الذي لم يعثر له على اثر منذ الغزو الامريكي
لافغانستان عام 2001.
الملا عمر الذي اكدت مصادر حكوميه افغانيه يوم الاربعاء 29 – 7 -2020 مقتله، ونشر
موقع “الديلي ميل” البريطاني في نفس اليوم معلومات تقول انه قتل قبل سنتين او ثلاث.
كان الملا عمر مسكونا بهاجس الامن، حتى قبل فتره طويله من تحوله الى ثاني اكثر
رجل مطلوب في العالم قبل ظهور تنظيم “الدوله الاسلامية”، حيث رصدت الحكومه الامريكيه 10 ملايين
دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض عليه او قتله.
فيروى ان زعيم حركه “طالبان” كان يزور اسبوعيا قريه سنغسار في افغانستان التي التقى فيها
باحدى زوجاته، وكانت هذه الزيارات تحاط باجراءات امنيه عالية، تمنع اي كان الاقتراب منه، ابتداء
برجال الدين “الملالي” مرورا بالناس العاديين وصولا للاطفال.
وكان الملا يخفي وجهه قبل مغادره السياره ذات الزجاج المدخن الغامق، بعباءته التي كان يدعي
انها عباءه الرسول، لذلك لا توجد له سوى وصوره او صورتين التقطهما له صحفي يعمل
لصالح ال “بي بي سي” في افغانستان. ولهذه الاسباب كان الملا عمر يثير مشكله اساسيه
في وجه الجهود المبذوله لتقديمه للعدالة، اذ لا يكاد يعرف شكله احد حتى الاشخاص الذين
عاصروه لسنوات قبل انضمامه للجهاد، فيما اصبح وجه اسامه بن لادن الذي اسس شبكه «القاعدة»
بموافقه من الملا عمر، اشبه ب«الايقونة» قبل ظهور البغدادي زعيم تنظيم “الدوله الاسلامية” الذي اطلق
على نفسه لقب “الخليفة”.
