احب حماتي لانها انجبت حب حياتي
درجت الاسر على استقبال زوجه الابن بالافراح والزغاريد.. لكن ما ان تمضي شهور حتى يتم
اعاده تشكيل العلاقه بين هذه الوافده الجديده زوجه الابن (الكنة) ووالده الزوج (الحماة)، وفي تلك
اللحظات يتحدد شكل المسار المستقبلي لهذه العلاقة، فاما ان تسير كعلاقه بين ام وابنتها، او
تبدا كعلاقه عدائيه يحاول كل منهما ان يلغي الاخر، وينال منه ويقتنص زلاته، ويصوره امام
الطرف الثالث (الزوج – الابن) كبعبع ينبغي الحذر منه بل والخلاص منه احيانا.
يحكي لنا الاباء والاجداد وكبار السن ان الفتاه كانت توصى يوم زفافها من الجميع -وخاصه
امها – بحماتها (ام زوجها)، وبضروره طاعتها قبل ان تطيع زوجها.
لكن الاجيال الجديده تغيرت مفاهيمها، واصبحت الفتاه واهلها يشترطون على من يتقدم للزواج منها ان
يبعد امه عن ابنتهم.
– الزوجه وام الزوج، او الكنه او الحماه او العمة، باي الاسماء يحب البعض ان
يسميها، قضيه اجتماعيه مهمة، سعينا ان نضعها على طاوله البحث، متسائلة: هل علاقه هذين الطرفين
ببعضهما علاقه نزاع وشقاق ام علاقه حب وتفاهم؟ وما اسباب توتر هذه العلاقة؟ وما موقف
الابن بين الطرفين؟ وهل لوسائل الاعلام دور في هذه القضية؟
وتبدي (ا .ع) تعجبها الشديد من الشكل الذي تصور به الفضائيات صوره (الحماة) وتقول: ان
الكنه (زوجه الابن) تستطيع ان تكسب حماتها اذا احسنت معاملتها، واستعرضت تجربتها؛ ففي الايام الاولى
لزواجها كانت ام زوجها شديده للغايه في معاملتها وقاسيه في تصرفاتها, فرغم ان لها شقه
منفصله عن بيت العائله الا انها تجبرها ان تمكث عندها كل النهار، لتقوم لها بالاعمال
المنزلية، واستقبال الضيوف، والعديد من الاعمال الشاقه الاخرى، ومع ذلك فقد تحلت زوجه الابن بالصبر
الى ان شاءت الاقدار ان تقع ام زوجها طريحه الفراش، فلم تجد من يقوم بخدمتها
غير زوجه ابنها، فوقفت زوجه الابن الى جانبها في ازمتها، ومكثت بجوارها الى ان استعادت
صحتها، وشعرت الام بمقدار اهتمامها بها، ومن ذلك الوقت وهي تعاملها باسلوب حسن، واستطاعت ان
تستقل بمنزلها الخاص، ولم يمنعها ذلك من تلبيه حاجات ام زوجها من وقت لاخر.
غيره بالاكراه..
ومثلما تنظر بعض الفتيات الى (العمة) – باللهجه العراقيه – كامراه ظالمة, فان صوره زوجه
الابن تعكس نفسها في داخل العمة, وهذا ما ثبتته احدى العمات او الحموات بصراحه تامة،
بانها تغار من زوجه ابنها عندما تدخل معه الى غرفه النوم او اذا تسامرا او
ضحكا! وهي تحاول جاهده التخلي عن هذه الاحاسيس لكنها تاتيها رغما عنها، وتضيف بانها سعت
في زواج ابنها لابنه اختها حتى لا تشعر بالغيره في حال اذا كانت الزوجه غريبة،
لكن كونها خاله وعمه في ان واحد فهذا امر صعب عليها.
وعلى الرغم من الصوره التقليديه السيئه التي يروج لها الا ان السيده هدى (25 عاما
من العراق) عبرت عن سعادتها بحماتها التي طالما احسنت معاملتها، فحماتها اشترت لها قلاده من
ذهب غاليه الثمن تعبيرا عن حبها, وعندما سالنا حماتها (ام علي) اجابت بان كنتي (اي
زوجه ابني) تعاملني احسن معاملة، كما انها تراعي زوجها وتقوم بواجبات ابني الاخر غير المتزوج،
فاحببت ان اكافئها واعبر لها عن امتناني لها، وتختم حديثها: “اتمنى ان تحصل جميع الحموات
على زوجات لاولادهن مثل زوجه ابني”.
وعلى الجانب المضاد تقف الحاجه رئيفه ابو السعد (من مصر)؛ فزوجه ابنها رفضت ان تقيم
معها في منزل الاسرة، وتمسكت بان تكون لها شقه جديده ومستقلة، وبالفعل ضغطت على زوجها
حتى استاجر لها شقه بعيده يتطلب الانتقال اليها استخدام اكثر من وسيله مواصلات، ولذلك فلم
يكن هناك مجال كبير لزيارتهم. ولم تكتف زوجه الابن بذلك بل اخذت تعمل على ان
تفصل بين زوجها واشقائه مع انهم يعملون في مجالات عمل متصله ببعضها، ورفضت ان يشارك
زوجها اخوته، وطلبت ان يشارك اصهاره بدلا عنهم. وتحكي “ام السعد”: “عندما نزورها تصر على
استقبالنا في الصالون استقبالا رسميا، وتنشغل بالمهام المنزلية، اي انها تريد ان تقول: انكم لستم
مرغوبين عندي ولا في بيتي”.
دعوه على فراش الموت..
مثل اخر وصوره ايجابيه لتعامل الزوجه مع اهل زوجها يرويه الشيخ رجب سالم -امام وخطيب
وخريج كليه الشريعه من مصر – فيقول: تزوج اشقائي وشقيقاتي، وسافرت للعمل في الخارج، ورافقتني
زوجتي عده سنوات في السفر، ثم بقيت هي والاولاد في منزل الاسره مع والدي ووالدتي
المسنين، وعملت على خدمتهم بطريقه جعلتهما يدعوان لها ليلا ونهارا، بل اقول: انهما احباها اكثر
من بناتهما؛ لانها اكرمتهما، وكان ابي يقول لي: لا نريدك طالما معنا زوجتك، ومات ابي
وهو يدعو لها على فراش الموت.
اغار.. ولكني اتودد..
نوع اخر من التعامل الحسن ترويه احدى السيدات , فرغم الغيره المشتركه بينها وبين ام
زوجها على الابن, الا انها لم تتعد حدود المعقول، وظلت خامده لا تثير المشاكل, وعملت
كل من زوجه الابن والام على بقائها -اي الغيره – في اطار محدد، بل حاولتا
التخلص منها؛ فوالده الزوج تحاول قدر طاقتها ان تخفي هذه الغيرة، اما زوجه الابن فكانت
تتودد لحماتها بالهدايا والمعامله الحسنة، وبذلك سارت العلاقه داخل البيت تسودها المحبه ومراعاه كل واحده
منهما للاخرى.
هل اكون عاقا؟!
يقع الزوج غالبا في حرج تعامله مع القلبين، فهو يريد ان يكون بارا بوالدته، ومحبا
بما يرضي الله لزوجته، يتمثل هذا الاشكال في اكبر جوانبه في جانب الاعطيات، والهبات؛ اذ
يجد الزوج حرجا دائما امام زوجته وامه.. وهنا يرى المستشار النفسي (فهد السنيد) انه لا
يجب العدل بين الزوجه والام، فالزوجه لها نفقه خاصه بعقد النكاح؛ لان فيه استمتاع، ولا
يلزم المرء ان ينفق على امه كلما انفق على زوجته، الا اذا كانت الام بحاجه
الى نفقه وكان الابن غنيا، فالام ليست بضره حتى يعدل بين زوجته وبينها في الكسوه
والسفر، والمبيت، ونحو ذلك.. الام لها نفقه خاصه بشرط ان تكون محتاجه ويكون الابن غنيا،
اما الزوجه فلها نفقه واجبه بكل حال، ولو كانت غنيه والزوج فقيرا. ويستطرد السنيد: “لكن
في حاله الغيره الشديده من الام بسبب ما ينفقه الزوج على زوجته فلا شك ان
الاحسن ان يداري امه، ولا يظهر لها انه انفق على زوجته، واذا جعل ذلك سرا
ولم تعلم به فهذا طيب، ومع ذلك لا ينسى امه من الهدايا ونحو ذلك، واذا
كانت محتاجه فيجب عليه ان ينفق عليها.