آخر تحديث ف18 يناير 2021 السبت 12:55 صباحا بواسطه ياسمين سمير
سبعة يظلهم الله تحت ظله
من هم الذين يظلهم فظلة عندما تقترب الشمس من الارض يوم القيامة
.
الحمد لله
جاء ذكر السبعة الذين يظلهم الله فظلة يوم لا ظل الا ظلة فاحاديث صحيحة ثابتة ،
عن ابي هريرة عن النبى صلى الله عليه و سلم قال
” سبعة يظلهم الله فظلة يوم لا ظل الا ظلة الامام العادل ،
وشاب نشا فعبادة ربة ،
ورجل قلبة ملعق فالمساجد ،
ورجلان تحابا فالله اجتمعا عليه و تفرقا عليه ،
ورجل طلبتة امراة ذات منصب و جمال فقال انني اخاف الله ،
ورجل تصدق بصدقة فاخفاها حتي لا تعلم شمالة ما تنفق يمينة ،
ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناة ” متفق عليه ،
رواة البخارى 2/144-174 و مسلم برقم 1712 ،
وغيرهما .
وهذا مما يمن الله فيه على عبادة المؤمنين ،
ففى هذا اليوم العظيم يصبح الناس فكرب و شدة ،
وتدنو الشمس من الخلائق على قدر ميل ،
ويعرق الناس جميع على حسب عملة ،
الا بعض المؤمنين الذين يختصهم الله فيظلهم تحت ظلة ،
ويقيهم من الشمس و العرق .
عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ” تدنو الشمس من الارض فيعرق الناس ،
فمن الناس من يبلغ عرقة عقبية ،
ومنهم من يبلغ الى نص الساق ،
ومنهم من يبلغ الى ركبتية ،
ومنهم من يبلغ العجز ،
ومنهم من يبلغ الخاصرة ،
ومنهم من يبلغ منكبية ،
ومنهم من يبلغ عنقة ،
ومنهم من يبلغ و سط به ،
ومنهم من يغطية عرقة .
.
” رواة الامام احمد فمسندة برقم 16798 .
ونورد فيما يلى شرح ابن حجر رحمة الله لهذا الحديث
” قوله فظلة اضافة الظل الى الله اضافة تشريف , و جميع ظل فهو ملكة .
وقيل المراد بظلة كرامتة و حمايتة ،
كما يقال فلان فظل الملك .
وقيل المراد ظل عرشة و هو ارجح .
قوله الامام العادل المراد فيه صاحب الولاية العظمي , و يلتحق فيه جميع من و لى شيئا من امور المسلمين فعدل به .
واقوى ما فسر فيه العادل انه الذي يتبع امر الله بوضع جميع شيء فموضعة من غير افراط و لا تفريط .
وقدمة – الامام العادل – فالذكر لعموم النفع فيه .
قوله و شاب خص الشاب لكونة مظنة غلبة الشهوة ؛
لما به من قوة الباعث على متابعة الهوي ; فان ملازمة العبادة مع هذا اشد و ادل على غلبة التقوي .
قوله فعبادة ربة فحديث سلمان ” افني شبابة و نشاطة فعبادة الله ” .
قوله ملعق فالمساجد و ظاهرة انه من التعليق ؛
كانة شبهة بالشيء المعلق فالمسجد – كالقنديل مثلا – اشارة الى طول الملازمة بقلبة و ان كان جسدة خارجا عنه ،
ويحتمل ان يصبح من العلاقة و هي شدة الحب .
قوله تحابا بتشديد الباء ،
اى اشتركا فجنس المحبة و احب جميع منهما الاخر حقيقة لا اظهارا فقط .
قوله اجتمعا على هذا و تفرقا عليه المراد انهما داما على المحبة الدينية و لم يقطعاها بعارض دنيوى ،
سواء اجتمعا حقيقة ام لا ،
حتي فرق بينهما الموت .
قوله و رجل طلبتة ذات منصب المراد بالمنصب الاصل او الشرف , و هو يطلق على الاصل و على المال كذلك , و ربما و صفها باكمل الاوصاف التي جرت العادة بمزيد الرغبة لمن تحصل به و هو المنصب الذي يستلزمة الجاة و المال مع الجمال و قل من يجتمع هذا بها من النساء , و الظاهر انها دعتة الى الفاحشة .
قوله فقال انني اخاف الله الظاهر انه يقول هذا بلسانة ؛
اما ليزجرها عن الفاحشة ،
او ليعتذر اليها .
ويحتمل ان يقوله بقلبه
قوله حتي لا تعلم شمالة ما تنفق يمينة المعني المقصود من ذلك الموضع انما هو اخفاء الصدقة .
ثم المبالغة فاخفاء الصدقة ،
بحيث ان شمالة مع قربها من يمينة و تلازمهما لو تصور انها تعلم لما علمت ما فعلت اليمين لشدة اخفائها , فهو على ذلك من مجاز التشبية .
قوله ذكر الله اي بقلبة ،
او بلسانة .
خاليا من الخلو ،
لانة يصبح حينئذ ابعد من الرياء ،
والمراد خاليا من الالتفات الى غير الله .
قوله ففاضت عيناة اي فاضت الدموع من عينية , و اسند الفيض الى العين مبالغة كانها هي التي فاضت .
وذكر الرجال فهذا الحديث لا مفهوم له ،
بل يشترك النساء معهم فيما ذكر .
الا ان كان المراد بالامام العادل الامامة العظمي , و الا فيمكن دخول المراة حيث تكون ذات عيال فتعدل فيهم .
وتخرج خصلة ملازمة المسجد لان صلاة المراة فبيتها اروع من المسجد , و ما عدا هذا فالمشاركة حاصلة لهن , حتي الرجل الذي دعتة المراة فانه يتصور فامراة دعاها ملك رائع مثلا فامتنعت خوفا من الله تعالى مع حاجتها ” فتح البارى 2/144 .
وهنالك اخرون يظلهم الله فظلة – غير السبعة المذكورين فالحديث السابق – جاء ذكرهم فاحاديث ثانية =،
نظمهم ابن حجر رحمة الله تعالى ففتح البارى 620 ،
وهم ” اظلال الغازى , و عون المجاهد , و انظار المعسر و الوضيعة عنه و تخفيف حملة ،
وارفاد ذى غرم ،
وعون المكاتب , و تحسين الخلق ،
والمشي الى المساجد ،
والتاجر الصدوق ،
واخذ حق ،
والباذل ،
والكافل ” .
نسال الله ان يظلنا تحت ظلة ،
يوم لا ظل الا ظلة .