روايه ملاك حبي كامله
” فاقد الشيء.. لا يعطيه ”
هل سمعت هذه المقوله منقبل؟..بغض النظر ان كنت قد سمعتها ام لا..ما رايك بها؟..ان اردت
رايي فانا لا اؤيدهذه المقولة..ففاقد الشيء هو الذي يستطيع ان يعطيه ..لانه الوحيد الذي شعر
بالمفقدانه لهذا الشيء..وهو الوحيد الذي يمكنه ان يعوض من امامه بالشيء الذي خسره ذاتيوم..فمن فقد
حنانا ..يشعر بالم فقدانه ويمنحه لكل من حوله..ومن فقد حبا..يعوضه لمنفقده..لانه يشعر بحقيقه الامه..اظنكم قد
فهمتم ما اعنيه لكم..لذا اترككم مع الحكايه ..صحيح انها من محض الخيال..ولكن من يدري؟..ربما تحدث
يوماما..
مقدمه :
ملاك هو اسمها..ملاك هي ملامحها..ملاك هي ابتسامتها..ملاك هي صفاتها..قلبها الكبير بحبالناس..لم يعرف معنى الكره ..معنى
الكذب او الخداع..معنى الغرور والطمع..تخيلت انهاتحيا في عالم لا وجود للشر فيه..عالم ملئ بالخير والحب..بالتسامح
والطيبة..
هل اخطات عندما عاشت على افكارها تلك ؟..على صفاتها تلك..واي صدمه ستعيشها لو علمتبالواقع المر؟..هل
سيستطيع احد ان يمنحها حبا يساوي حبها لكل هؤلاء الناس؟..هلسياتي يوم وترى الحب في عيون
من حولها؟..وذلك الشخص الذي طالما تمنته والذي لميختفي من احلامها لحظه ..يقترب منها وبهمس قائلا..(انت
ملاك حبي)..(ملاك حبيانا)..
الجزء الاول
“هي.. وهو”
ابتسمت تلك الفتاه وهي تمشط شعرها الاسود الذي ينسدل على كتفيها بنعومه ورقة..وتتطلع الى نفسها
في المراة..كانت بيضاء البشرة..جميله وبريئه الملامح.. تصرفاتها تجعلها اقرب الى الاطفال..مع انها قد تجاوزت سن
الثامنه عشرة..
كانت اشبه بالملاك عندما تبتسم..ابتسامتها يمكن ان تذيب جبالا من الغضب الذي تعيش بداخلك..وكانت مدلله
والدها وخصوصا بعد وفاه والدتها..وبعد ذلك الحادث المشئوم الذي اثر بالجميع فيما عداها هي لانها
كانت صغيره السن لحظتها..لم تعلم بم يدور حولها..او بم يحدث..فطفله لم تتعدى الثانيه من عمرها
كيف لها ان تدرك ان والدتها قد توفت في ذلك الحادث..وانها هي..تلك الطفله الصغيره باتت
سجينه هذا المقعد الى الابد….
فبعد حادث السياره المشئوم..اصيبت (ملاك)..الطفله التي لم تتعدى الثانيه من عمرها يومها..بالشلل..اثر اصابه بعمودها الفقري..
لكن هذا لم يؤثر بها كثيرا..فمن جهه والدها..يغدق عليها بلطفه وحنانه وحبه..ومن جهه اخرى هي
لم تختلط بمن يماثلونها العمر ويشعرونها بعجزها..فقد كانت تحيا بمعزل تقريبا عن الاخرين..فهي تقوم بالدراسه
بالمنزل..تحت اشراف مدرسين متخصصين..
التقطت ملاك تلك الزهره الصغيره وثبتتها باحد اطراف شعرها ..وما لبثت ان سمعت صوت طرق
الباب فقالت مبتسمة: ادخل..
دلف والدها الى الداخل وقال مبتسما وهو يميل نحوها ويلثم جبينها: كيف حال ملاكي اليوم؟..
قالت ملاك مبتسمة: في احسن حال..ماذا عنك يا ابي؟..
قال وهو يهز كتفيه: لاشيء..عمل في عمل..
ومن ثم لم يلبث ان ابتسم وهو يغمز بعينه: وهذا ما دعاني لاعود في سرعه
الى صغيرتي الغالية..
قالت وهي تفكر: ابي..لم يبقى على راس السنه الميلاديه شيء ونحن لم نقم بالتجهيز لها..
قال في هدوء: لا يحتاج الامر لكل تلك التجهيزات..سوف نقوم بتزيين المنزل بالاضافه الى شراء
بعض الحلويات..
قالت في سرعة: لا اريدها ان تكون كالعام الماضي ..اريدها ان تكون مختلفه ومميزة..
مسح على شعرها وقال: حسنا وما رايك..ما الذي سيجعلها مميزه هذا العام؟..
قالت برجاء: ان ندعو اليها ابناء عمي ..
عقد والدها حاجبيه وقال: الم نتحدث في هذا الموضوع كثيرا يا ملاك؟..اطلبي اي شي الا
هذا..
قالت متسائلة: ولماذا؟..في كل مره ترفض البوح لي بالامر ..انني لم ارهم منذ ان كنت
في السادسه من عمري وبعدها لم ارهم ابدا..
قال وهو يزفر بحدة: لا تساليني عن السبب..نحن هكذا نعيش براحه بمعزل عنهم..
قالت ملاك برجاء: الى متى يا ابي؟..الى متى؟..لابد ان ياتي يوم ونضطر لان نكون معهم..ففي
النهايه عمي هو اخيك ..وابناءه بمثابه ابناء لك..
صمت والدها وهو يعلم انها على حق..ولكنه لم يعد يزور اخيه وانقطعت بينهم كل اواصر
العلاقات..وهذا قبل اثني عشر عاما..اسباب عديده دفعته لقطع تلك العلاقة..اولها كان..اصرارهم بزواجه..انه ابدا لا يفكر
باحضار امراه الى هذا المنزل لتكون بمثابه زوجه اب لابنته..ثم لا يريد ان تشعرها بعجزها
وخصوصا وهو يعلم بحال ابنته وباي اثار قد يسببه جرح مشاعرها..واشعارها بالواقع الذي تحياه..
والسبب الثاني هو انهم دائما ما يشعرونه بعجز ابنته ويحاولون التلميج بهذا لها.. يحاولون دائما
الاشاره انها لن تعيش كباقي البشر .. دون عمل ..و دون قدره على فعل شيء
..يستكثرون عليها هذه الحياه التي تحياها .. ويطمعون بكل قطعه نقديه تمتلكها وكانها لا تمتلك
الحق في الحياه لمجرد عجزها..انهم لا يفهمون انها ابنته..حياته كلها ..ولو طلبت نجمه في السماء
لاحضرها لها.. ولهذا لا يريد لاي من اخوته او ابناءهم ان يعودوا للظهور في حياته
..لا يريدهم ان يجرحوا ابنته ولو بكلمة..انها ملاك..الا يفهمون..؟..
(ابي الى اين ذهبت؟..)
قالتها ملاك لتنتزع والدها من افكاره..والتفت لها ليقول بابتسامه باهتة: افكر في صغيرتي الغاليه وماذا
اشتري لها بمناسبه راس السنة..
– لا اريد الا ما اخبرتك به..
قال متجاهلا عبارتها: اتعلمين يا ملاك ..اليوم وانا اقود السياره شاهدت متجرا للمجوهرات..دلفت اليه ولم
استطع مقاومه ان اشتري هذا لملاكي الصغير..
قالها وهو يخرج قلاده من جيبه ويهبط الى مستواها ويرفعها امام ناظريها..اتسعت ابتسامتها وهي تلمح
تلك القلاده الذهبيه التي كانت عباره عن شكل لقلب وبداخله يتوسط قلب اصغر غير ثابت
ومتارجح..وقالت بسعادة: هذا لي..
اقترب منها والدها وقام بوضع القلاده حول رقبتها..وقال مبتسما: ما رايك بها؟..
قالت بفرحه : اقترب مني يا ابي..
اقترب منها وقال: لم؟..
سقطت بين ذراعيه وقالت: احبك يا ابي ..احبك..
ضمها والدها اليه بحنان شديد..وهو يفكر بالمستقبل المجهول الذي ينتظر ابنته التي لا تعرف عن
العالم شيئا…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
على طرف اخر وفي مدينه اخرى..وفي ذلك المنزل الكبير الذي كان اشبه بالقصر..هتفت تلك الفتاه
قائله بانزعاج: (مازن)..اعد الي احمر الشفاه..
قال مازن وهو يبتسم بسخرية: لا يوجد لدينا فتيات يضعون احمر شفاه..
قالت بحنق: انها حفلة..ماذا تريدني ان اضع اذا؟..
قال وهو يميل نحوها: يكفيك ما تلطخين به وجهك من الوان..
قالت بغضب وهي تمد يدها اليه: اعدها الي..
قال وهو يلوح باحمر الشفاه في وجهها ليغيظها: واذا لم افعل يا انسه (مها)؟..
قالت بانفعال:ساخبر والدي..
قال بعدم اهتمام: اخبريه..
اسرعت مها تهبط درجات السلم وتتوجه نحو والده الذي كان يحتسي كوب القهوه في الردهه
الرئيسية..وسمع صوت ابنته مها وهي تقول: والدي..يجب ان تجد حلا مع مازن..
التفت لها وقال: وماذا به شقيقك ذاك؟..
قالت بحنق: لقد اخذ احمر الشفاه الخاص بي.. ويرفض اعادته لي..
قال والدها بضجر: وليس لي عمل غير فض الخلافات بينك وبين اخيك..
قالت بسخط: هو من بدا..
جاءها صوت مازن وهو يقول: بل هي..تود وضع احمر شفاه في حفل ساهر..لا تزال طفله
على مثل هذا الامور..
قالت بحدة: انت الطفل..
قال والده بملل: الم تكبر على مثل هذا الامور يا مازن؟..لقد تجاوزت الخامسه والعشرين..
قالت مها وهي تعقد ساعديها وقالت: اخبره بذلك يا والدي..وقل له ان يعيد احمر الشفاه
الخاص بي..
قال مازن مبتسما: ساعيده ولكن بشرط..
التفتت له فاردف: ان تعرفيني على احدى صديقاتك بالحفل..
قالت وعيناها متسعتان: لا بد وان عقلك قد اصابه خلل ما..
تطلع الى احمر الشفاه الذي بيده وقال: فليكن اذا.. لا تحلمي ان تري هذا مره
اخرى.. ودعيه الان قبل ان يصل الى سله المهملات..
قالت باحتجاج: لا تفعل هذا.. انه باهض الثمن..
– امامك حلان اما احمر الشفاه او احدى صديقاتك؟..
مطت شفتيها وقالت: فليكن ساعرفك على احداهن.. اعدها لي الان..
كاد ان يعطيها اياه ولكنه تراجع قائلا: اقسمي اولا..
قالت بضجر: اقسم على ذلك..هل ارتحت؟.. هيا اعطني اياه..
قدم لها احمر الشفاه.. فاختطفته منه في سرعه وعادت ادراجها الى الطابق الاعلى..اما والده فقد
تطلع اليه بضيق ومن ثم قال: الا تخجل من نفسك يا مازن من ان تطلب
من اختك ان تعرفك على احدى صديقاتها؟.. وامامي ايضا..
هز مازن كتفيه ومن ثم قال: انها مجرد صداقه بريئه يا والدي.. وجميع الفتيات اللواتي
اعرفهن يعلمون مسبقا اني لن ارتبط باحداهن.. انا لم اخدع احدا.. جميعهن يعرفن حدود العلاقه
التي بيننا..
قال والده بضيق: الا ترى ان هذه العلاقات لا تصلح لشاب مثلك؟.. الا تفكر في
الاستقرار؟..
ابتسم مازن وقال: ان كنت تعني الزواج.. فكلا.. لا افكر به مطلقا..
هز والده راسه بضيق اكبر وقال: انظر الى اخيك انه لا يتصرف مثل تصرفاتك..على الرغم
من انه شقيقك الاصغر..
قال مازن بسخرية: (كمال).. انه لا يبالي بشيء ابدا.. انظر اليه على الرغم من اننا
سنغادر بعد قليل.. فلم يحضر حتى الان..
– اتصل به لتعلم اين هو اذا..
التقط مازن هاتفه ليتصل بكمال ولكن قبل ان يفعل سمع صوت الباب الرئيسي وهو يفتح..
فابتسم مازن بسخريه وقال: لابد وانه قد ترك اصدقائه من اجلنا اخيرا.. وقرر الحضور..
التفت والده الى حيث كمال وقال وهو يعقد حاجبيه: لماذا تاخرت يا كمال؟..
قال كمال بلامبالاة: لقد نسيت امر حفله الليلة.. ولم اتذكر الا قبل وقت قصير..
عقد والده حاجبيه وقال باستنكار: وهل هذا امر يستطيع المرء نسيانه يا كمال؟..
هز كمال كتفيه ومن ثم قال: لقد نسيته وانتهى الامر..
قال الوالد بعصبيه وهو يلتفت الى مازن: استدعي شقيقتك لنغادر .. فلو تناقشت معكم اكثر
من هذا.. قد اصاب بمرض القلب..
القى مازن نظره حانقه على كمال الذي بدا غير مباليا ابدا بما يحدث حوله.. ومن
ثم عاد ليهتف مناديا مها: مها.. اسرعي سنغادر بعد قليل..
سمع صوتها من اعلى الدرج وهي تقول بصوت عالي: سوف اتي .. دقيقه واحده فقط..
وما لبثت ان هبطت بعد قليل.. ليغادروا جميعا المنزل.. متوجهين الى الحفله المنشودة…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
شعرت ملاك التي كانت تنام بهدوء في غرفتها بلمسات حانيه تداعب وجنتها ..فهمست قائلة: اريد
ان انام..
سمعت صوت والدها يقول: هيا استيقظي ايتها الكسولة..
فتحت عينيها ببطء وارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيها وهي تقول : ابي.. الم تذهب الى
عملك اليوم؟..
هز راسه نفيا.. فسالته قائله وهي تعتدل جالسة: ولم؟..
قال والدها بهدوء: هذا ما جئت لاحدثك عنه..
تطلعت ملاك اليه بحيره وقالت: وما هو الذي جئت لتحدثني عنه؟..
مسح على شعرها بحنان ومن ثم قال: انت تعلمين ان اعمالي كثيره داخل وخارج البلاد..
واليوم قد حدث امر طارئ يستدعيني للسفر..
عقدت ملاك ساعديها امام صدرها وقالت بضيق: ليس مره اخرى يا والدي.. ستتركني وتسافر..
زفر والدها قائلا: وماذا عساي ان افعل يا ملاك؟.. انني مضطر صدقيني والا لما غادرت
البلاد وتركتك..اتظنين ان امرا بسيطا قد يجبرني على تركك وحدك.. لا ان الامر اكبر من
هذا وعلي ان اكون هناك لاستطيع تدارك اي خطا قد يحدث..
اشاحت بوجهها عنه وقالت وهي تشعر بغصه في حلقها: في المره الماضيه ايضا تركتني.. هنا
لوحدي.. لا اجد ما افعله.. سوى التحدث الى نفسي..
قال والدها بحنان وهو يضمها الى صدره: ملاك يا صغيرتي.. لا تقولي هذا.. انت اكثر
من يعلم انني اتضايق عندما اراك حزينة..
امسكت ملاك بسترته وقالت برجاء: اذا خذني معك .. ارجوك..
ربت على ظهرها وقال باسف: ليتني استطيع.. ساكون منشغلا طوال الوقت.. وساضطر لانتقال من مكان
الى اخر.. وقد لا استقر في مكان ما الا بعد ايام من وجودي هناك..
ابتعدت ملاك عن والدها وقالت وعيناها متسعتان: ايام؟؟.. اتعني انك ستغيب كثيرا هذه المرة.. وستتركني
وحيده هنا..
– اسبوع لا اكثر..
ترقرقت الدموع في عينيها وقالت بحزن: لقد سامت البقاء لوحدي يا ابي .. لا اريد
ان ابقى لوحدي مره اخرى.. اريد ان اجد من اتحدث اليه..
قال والدها بحنان وهمس وهو يمسح تلك الدموع التي سالت على وجنتيها: لا اريد ان
ارى هذه الدموع.. تعلمين اني لا اتاثر الا عندما ارى دموعك..
قالت ملاك باصرار: اريد ان اتي معك..
– ليتني استطيع يا ملاك..
صمتت ملاك بحزن وهي تشعر بان الماضي سيتكرر وتظل وحيده من جديد.. كل عام يغادر
والدها البلاد.. ليومين او ثلاثه ويتركها وحيدة.. ولكن هذه المره سيغادره لاسبوع كامل.. لا تستطيع
ان تبقى في المنزل مع عدد من الخدم فقط.. تريد ان تتحدث الى احد يفهمها
وتفهمه..
وقال والدها بابتسامة: ستكون معك السيده (نادين).. وهي المسئوله عنك كما تعلمين فلا تقلقي لن
تحتاجي لاي شيء في غيابي..
قالت ملاك بحزن: لا اريد ان ابقى وحيدة..
شعر والدها بالعطف تجاهها وقال وقد احس انه يمكن ان يوافق على اي طلب تطلبه..
وهو يراها في حالتها هذه: ما الذي تريدينه اذا؟..
التفتت له ومسحت دموعها في سرعه لتقول: اريد ان اذهب لمنزل عمي للبقاء عندهم..
قال والدها في عدم تصديق ودهشة: منزل عمك؟..انت لا تعرفين احدا منهم ابدا..
قالت ملاك وهي تعض على شفتيها بالم: على الاقل ساجد من اتحدث اليه هناك..
قال والدها بحزم: ملاك.. كل شيء الا هذا.. انا لا اريد لك ان تذهبي الى
هناك وتختلطي بهم لان…
قاطعته ملاك برجاء: ارجوك يا ابي.. لن اطلب شيئا اخر سوى هذا.. ارجوك..
رق قلب والدها وهو يراها تتوسل اليه.. وشعر انه ربما اخطا عندما جعلها بمعزل عن
الاخرين.. قد يكون ذلك في صالحها.. ولكنه ايضا سبب لها الشعور بالوحدة.. الشعور بان ليس
لديها اصدقاء ممن يماثلونها العمر.. وقد يكون ذلك سببا في عدم ادراكها لطبيعه البشر من
حولها..
وارتسمت ابتسامه باهته على شفتي والدها ليقول: كما تشائين يا صغيرتي.. سافعل لك كل ما
تريدينه..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلع والد مازن الذي كان يجلس خلف مائده الطعام الى المقعد الفارغ وقال متسائلا: اين
كمال؟..
اجابته مها التي كانت تجلس بجوار والدها: لا يزال نائما..
قال والدها بضيق: انها الثانيه ظهرا.. اي نوم ينامه الى الان؟..
قال مازن الذي جلس على الطرف الاخر للمائدة: الم اخبرك انه لا يبالي باي شيء؟..
قالت مها بحنق: على الاقل هو ليس مثلك.. دائم الشجار معي..
قال مازن بابتسامة: انا اقوم بتسليتك.. فلو لم اكن اتشاجر معك لشعرت بالملل..
قالت مها وهي تتناول القليل من طبقها: الملل لدي افضل الف مره من شجار واحد
معك..
ضحك مازن وقال:الاني المنتصر دائما في هذا الشجار؟..
مطت شفتيها بضيق ولم تجبه..وكاد ان يهم بقول شيء ما.. لولا ان ارتفع صوت رنين
هاتف المنزل.. فقال والد مازن وهو يواصل تناول طعامه: اجب يا مازن على الهاتف..
ابتسم مازن وقال وهو يتطلع الى مها: اجيبي يا مها على الهاتف..
قالت مها بحنق: ابي قد طلب ذلك منك انت..
قال بسخرية: عليك الامتثال لاوامر شقيقك الاكبر..
قالت بتحدي: وعليك انت الامتثال لاوامر والدك..
قال والده بغضب: الا تحترمون وجودي حتى؟..
نهض مازن من مكانه وقال وهو يزفر بحدة: ساجيب يا والدي على الهاتف .. لا
داعي لكل هذا الغضب.. لقد كنت امزح فحسب..
قالت مها بصوت خفيض وحانق: مزاحك ثقيل جدا..
توجه الى الردهه الرئيسيه حيث الهاتف ليرفع سماعته ويجيب قائلا: الو.. من المتحدث؟..
تسائل الطرف الاخر قائلا: هل هذا هو منزل السيد امجد محمود؟ ..
اجابه مازن قائلا : اجل هذا منزله .. من المتحدث؟..
– انا خالد .. شقيقه..
قال مازن بحيرة: هل انت عمي خالد حقا؟..
قال خالد بابتسامه باهتة: اجل ..وانت من تكون؟ ..مازن ام كمال؟..
ابتسم مازن وقال : انا مازن يا عمي.. كيف حالك؟.. لم نرك منذ مده طويلة..
– انا بخير.. هل لك ان تنادي لي والدك؟..
استغرب مازن رغبته في ان ينهي المحادثه معه سريعا ولكنه لم يفكر بهذا طويلا وقال
بهدوء: حسنا سافعل..
والتفتت الى حيث والده ليهتف بصوت مرتفع: والدي.. عمي يريدك على الهاتف..
نهض والده من خلف طاوله الطعام التي كانت تحتل ركنا من الردهه وقال متسائلا: اي
عم تعني؟..
قالها وهو يقترب من حيث يقف مازن في حين اجاب هذا الاخير وهو يتطلع الى
والده: انه عمي خالد..
توقف والده فجاه وقد سيطرت عليه الدهشه والاستغراب.. فشقيقه خالد لم يتصل منذ فتره طويله
تجاوزت العام والنصف.. واتصالاته كانت تنحصر على امر يتعلق بالعمل.. او امر مهم ما..فلابد ان
امر ما قد حدث حتى يتصل به..وواصل طريقه ليلتقط السماعه من مازن ويجيب قائلا: اهلا
خالد.. كيف حالك؟..
هز مازن كتفيه بلامبالاه وسار مبتعدا عن المكان في حين اجاب خالد قائلا ببرود: بخير..
قال والد مازن كمن اعتاد على هذه النبره من شقيقه : وكيف حال ملاك؟..
توقف مازن في تلك اللحظه عن السير.. ملاك؟؟.. هل لعمه ابنة؟.. لم يعرف هذا حتى
الان.. انه يستغرب عدم حديث والده عن عمه خالد بالذات.. ويستغرب هذه القطيعه بين والده
وعمه.. وعقد حاجبيه وهو لا يزال واقفا في مكانه منصتا لما يقال..
وعلى الطرف الاخر قال خالد بهدوء: وهذا ما جعلني اتصل بك..
قال امجد -والد مازن- بحيرة: ماذا تعني .. هل اصابها مكروه؟..
ازداد انعقاد حاجبي مازن.. الان هو قد فهم من هذه المحادثه ان هناك فتاه تدعى
ملاك.. وربما تكون ابنه عمه.. وابيه يتحدث عن مكروه.. وكانها من المحتمل ان تصاب به
في اي لحظة.. لكن.. لماذا؟..
قال خالد بحده على الرغم منه: ملاك على ما يرام .. فلا داعي لان تتمنى
لها ان تصاب باي مكروه ..
قال امجد بهدوء: خالد.. انت تعلم جيدا انني لست كباقي اخوتك.. وانا الوحيد فيهم الذي
عارضهم على ما يفكرون به تجاه ابنتك.. اليس هذا صحيحا؟..
قال خالد وقد هدات حده صوته: ولهذا اخترتك انت بالذات.. ولكن اعلم جيدا يا شقيقي
العزيز انهم لو طلبوا منك اي شيء لتضر ابنتي لما تاخرت..انت لا تستطيع ان ترفض
لهم مطلبا واحدا وهم شركائك.. اليس كذلك؟..
قال امجد بلامبالاة: لا فائده منك.. على الرغم من كل ما فعلته من اجل ابنتك
قبل اثني عشر عاما..
ازدادت دهشه مازن وهو يستمع لكل هذه الامور التي اخذت تتدفق من بين شفتي والده..
اذا ملاك هي ابنه عمي حقا..وهناك شيء قد حدث قبل اثني عشر عاما ادى الى
هذه القطيعه بين عمي خالد والبقيه من اشقاءه..وابي هو الوحيد الذي عارضهم على ما يفكرون
به تجاه ابنه عمي.. ولكن بم كانوا يفكرون بالضبط؟.. او ما الذي ينون عليه؟..
قال خالد بهدوء: قبل اي شيء يا امجد اطلب منك ان تعدني.. او ان تمنحني
كلمه منك.. ان ابنتي ستكون على مايرام ولن تتاذى من قبل اي منكم سواء بمضايقتها
او بالتلميح لها..
قال امجد موافقا: امنحك كلمه شرف ان ابنتك ستكون على مايرام ولن يجرؤ احد على
الاقتراب منها حتى لو كانوا ابنائي نفسهم..واقسم على ذلك ايضا..
واردف بتساؤل: ولكن لم تطلب مني ذلك؟..اهناك امر ما قد حدث؟..
– انت تعلم باعمالي العديدة.. وان علي ان اسافر بين الحين والاخر حتى انجز اعمالي
بالخارج..وفي كل مره اترك ملاك فيها ليومين او ثلاثة.. ولكن هذه المره الفتره قد تطول
الى ما هو اكثر من ذلك.. ربما اسبوع او اكثر بقليل.. وعندما اخبرتها بالامر صدقني
لم اراها في حياتي حزينه كما رايتها في تلك اللحظه وهي تطلب مني ان اخذها
معي..
تساءل امجد بقليل من الدهشة: وهل وافقت؟..
اجابه خالد قائلا: بكل تاكيد لا.. الامور لا تستقر الا بعد فتره من الوقت كيف
لي ان اتركها وحيده كل هذا الوقت .. وفي الوقت ذاته لا استطيع ان اتركها
لمفردها في المنزل.. لهذا فقد كنت انت بمثابه الحل الوحيد..
قال امجد بهدوء: انت تعني ان تاتي لتبقى عندي في وقت غيابك .. اليس كذلك؟..
– بلى واعلم انها هي من طلبت مني ذلك.. انها تشعر بالوحده لمفردها وتتمنى ان
يكون لها اصدقاء.. وحسبما اذكر فابنتك مها بمثل عمرها تقريبا.. لهذا ارجو ان لا يخيب
ظنها بما تتمنى رؤيته في منزل عمها..
قال امجد بحزم: بيت عمها هو بيتها الاخر.. فلا داعي لاي تلميحات..
– على العموم سترافقها السيده نادين.. ولن تكون بحاجه لاي شيء..
– ابنتك مرحب بها في اي وقت..
– ساحضرها غدا صباحا وارجو ان تكون عند وعدك..
– لا تقلق ساكون كذلك واكثر..
– الى اللقاء..
اغلق امجد سماعه الهاتف وقال بضيق: لا يزال يضعني في دائره الاتهام على الرغم من
اني كنت اقف بجانبه هو وابنته دائما ..
ساله مازن بعته والذي بدا يفهم بعض الشيء من الحديث الذي دار بين والده وعمه:
ابي من هي ملاك؟.. وهل هي سبب القطيعه بينك وبين عمي خالد؟..
التفت له والده وكانه قد تنبه الى وجود مازن للتو وقال وهو يعقد حاجبيه: هل
كنت تستمع لما اقوله؟..
هز مازن كتفيه وقال: ليس تماما.. ولكن الحديث عن هذه الفتاه اثار دهشتي وخصوصا وانك
لم تتحدث عنها ابدا..
زفر والده بحده وقال: اجل هي ابنه عمك.. وهي سبب القطيعه التي بيننا..
تسائل مازن بفضول: ولماذا؟..
صمت والده للحظات ومن ثم قال: لا داعي لان نفتح صفحه الماضي.. الامور هكذا افضل..
ومن ثم توجه الى احدى الخادمات ومازن يراقبه بحيرة.. وسمع هذا الاخير والده وهو يقول
لتلك الخادمة: جهزوا غرفه النوم التي بالطابق الارضي قبل الغد..
اومات الخادمه براسها وابتعدت.. في حين شعر مازن بحيرته تزداد.. فمن الغريب ان يطلب والده
تجهيز غرفه نوم بالطابق السفلي على الرغم من ان لديه غرف نوم اكثر بالطابق الاعلى..
فما فهمه من حديث والده ان ابنه عمه ستاتي للبقاء عندهم لفتره من الوقت ريثما
ينهي عمه اعماله بالخارج.. ولكن لم اختار والده الغرفه الموجوده بالطابق الارضي بالذات؟..هل يريد ان
تكون ابنه عمي بعيده عنا ام ماذا؟! ..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
(ملاك توقفي عن البكاء يا صغيرتي)
قالها خالد والد ملاك بحنان وهو يتطلع الى هذه الاخيره التي جلست الى جواره على
المقعد الخلفي للسياره ولم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع وهي تشيح بوجهها لتتطلع الى من
النافذه بالم ..واردف والدها ليقول بصوت هادئ: انها ليست المره الاولى التي اسافر فيها يا
ملاك.. لا تبكي هكذا يا صغيرتي وكاني لن اعود اليك..
قالت ملاك من بين شهقاتها: ولكنها المره .. الاولى التي ..تتركني لوقت طويل..
مسح على شعرها وقال بابتسامة: اريد ان ارى ابتسامه على الاقل قبل ان اسافر.. حتى
اشعر بالراحه وانا مسافر.. لا اريد ان اتركك وانا اشعر بالقلق عليك..
التفتت له وقالت بعينين مغرورقتين بالدموع: كيف ابتسم وقلبي يبكي بدموع من دم على فراقك
يا ابي ..كيف؟..
التقط والدها من جيبه منديلا وشرع يمسح دموعها برفق وحنان وقال بابتسامه مغيرا دفه الحديث
لينسيها القليل من احزانها: الا زلت مصره على الذهاب الى منزل عمك؟..
قالت ملاك بعناد طفولي: بكل تاكيد على الاقل سيكون هناك من اتحدث اليه من اخبره
باحاسيسي.. برغباتي.. لا ان اكون كالتائهه لا اعلم الى من اتحدث او الى اي شخص
اشكي همومي..
قال والدها وهو يربت على كتفها: ساتصل بك يوميا ويمكنك ان تشكي لي ما اردت..
اخبريني ماذا تريدين ان احضر لك معي..
تنهدت وقالت وهي تنظر اليه: ما يهمني هو سلامتك يا ابي..
قال مبتسما بمكر: الا تريدين اي شيء حقا؟..
وجدت نفسها تبتسم وتقول: بلى اريد..
واردفت قائلة: اريد ان تجلب لي معك طيرا..
قال بحيرة: يمكنك شراء ما تريدين يا صغيرتي من هنا .. سامنحك المبلغ الذي تريدين
و…
قاطعتها قائله وهي تهز راسها نفيا: لا.. لا اريد شراءه من هنا.. بل اريده ان
يكون على ذوقك.. ويكون مميزا حتى اتذكرك كلما غبت عني..
قال والدها بحب وهو يحيط كتفها بذراعه ويضمها اليه: لك ما شئت يا صغيرتي..
عقب قوله توقف السيارة.. وسمعا صوت السائق وهو يقول: لقد وصلنا يا سيد خالد..
التفتت ملاك في سرعه الى منزل عمها.. وفغرت فاهها بدهشه .. والتمع في عيناها بريق
اعجاب وهي تقول: اهذا هو منزل عمي حقا؟..
فما امامها لم يكن اشبه بالمنازل التي راتها.. بل كان اشبه بالقصور.. ببوابته الكبيرة.. وضخامه
بناءه وروعه تصميمه .. وحديقته التي كانت ترى منها القليل فقط.. وان كانت تشعر بمساحتها
الكبيرة..وازدردت لعابها لتتغلب على دهشتها وتشير الى المنزل باصابع متوتره بعض الشيء: اهذا منزل عمي
حقا؟؟..
قال والدها بابتسامه باهتة: لا تخدعك المظاهر يا صغيرتي..
– ماذا تعني يا ابي؟..
قال بهدوء وهو يلتفت عنها: قد يبدوا لك المنزل جميلا من الخارج ولكن ماذا عن
الداخل؟..
كان يعني بقوله اصحاب ذلك المنزل.. ولكنها لم تفهمه وظنت انه يعني المنزل بتاثيثه الداخلي..
وقالت مبتسمة: اكثر جمالا بكل تاكيد..
ابتسم وقال متحدثا الى نفسه: ( لن يمكنك فهم ما اعنيه ابدا يا صغيرتي.. لانك
لم تكن لك ايه علاقات الا معي ومع السيده نادين..اشعر بالخوف تجاهك من كل ما
حولك.. وكل ما يحيط بك.. كيف يمكن ان تواجهي العالم لو لم اكن انا موجودا
.. كيف لك ان تواجهي جشع اعمامك ومكرهم .. كيف لك ان تواجهي خبث الناس
من حولك.. هل اخطات يا صغيرتي عندما ابعدتك عن الناس خوفا من ان يجرحوا مشاعرك؟
.. هل هذا هو خطاي انا؟..)
وتطلع الى المنزل وهو يتمنى من كل قلبه ان يعاملها اخيه وابناءه كما يتمنى هو
او كما تتمنى هذه الملاك الصغير.. لو جرحوا مشاعرها لمره فما الذي قد يحدث لها..
لو حاولوا ان يلمحوا يوما عن عجزها.. كيف ستتصرف؟..
ووجد نفسه يتردد في ان يترك ملاك عند اخيه .. ولكن حماسه ملاك المفاجاه جعلته
يتراجع عندما سمعها تقول بسعادة: ابي اريد ان ارى المنزل من الداخل ايضا.. متى سنهبط
من السيارة؟ ..
قال والدها بابتسامه شاحبه بعض الشيء وهو يفتح الباب المجاور له: الان يا صغيرتي..
واردف وهو يتحدث الى السائق: افتح صندوق السيارة..
اسرع السائق ينفذ الامر.. فخرج خالد من سيارته وتوجه الى خلف السياره ليلتقط ذلك الكرسي
المتحرك الذي اصبح رفيق ملاك الدائم.. وفرده ليحركه الى جانب الباب المجاور لملاك.. وفتح الباب
ليقول بابتسامة: هل اساعدك؟..
قالت مبتسمة: لقد اعتدت هذا.. صدقني..
قالتها وهي ترفع نفسها قليلا من على مقعد الكرسي باستخدام كلتا ذراعيها.. وتوجه ثقل جسدها
الى الكرسي الموضوع بجانب السيارة..واستقرت عليه .. فابتسم والدها وهو يدفع المقعد قليلا ويغلق باب
السياره والتفت الى السائق قائلا: انتظرني هنا ريثما اعود..
عاد السائق ليومئ براسه.. فدفع خالد مقعد ملاك امامه.. وابتسم يشرود وهو يتطلع الى المنزل
الموجود امامه.. وتوقف لوهله وهو يقول: هيا يا سيده نادين..
كانت نادين سيده تجاوزت الثامنه والثلاثين.. طيبه القلب وتهتم بكل شئون ملاك.. وهذا ما كان
عزاءه في محنه ابنته.. ان تجد القلب الذي يعطف عليها.. وتكون كام او اخت لها..
خرجت السيده نادين من السياره وهي تحمل حقيبه متوسطه الحجم وقالت في سرعه : في
الحال يا سيد خالد..
وابتسمت ملاك ابتسامه تحمل ما بين السرور والقلق..القلق مما قد يصادفها خلف ابواب ذلك المنزل..
ضمت معطفها الى جسدها وتساءلت بالرغم منها متحدثه الى نفسها : (هل سيكون العيش بمنزل
عمي كما تخيلته وتمنيته؟ .. ام اني سانصدم بالحقيقه القاسيه ؟)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
nahlahkb likes this.
الجزء الثاني
” ..هناك ..”
قالت مها بحنق وهي تشير الى باب غرفتها: هلا خرجت يا مازن والا ناديت لك
والدي الان..
قال بسخرية: لم اثر جنونك بعد..
قالت بحدة: اخرج .. اخرج الان..
هز كتفيه وقال: على كل حال كنت ساخرج لان لدي موعد مع صديق لي.. لذا..
مع السلامه يا اختي العزيزة..
توجه الى الخارج ليسير في الممر ومن ثم يهبط درجات السلم .. وتوقف بغته وهو
يستمع صوت رنين جرس الباب..وراى الخادمه وهي تتوجه الىالباب وتفتحه..ومن ثم سمعها تقول: تفضل يا
سيد خالد بالدخول..
عمه خالد هنا؟..ياللغرابه انه لم يزرهم منذ مده طوي.. لحظة.. كيف نسي هذا؟.. عمه اتصل
بالامس من اجلابنته ..صحيح!..لقد قال انه سياتي غدا ليصحب معه ابنته الى هنا.. كيف نسي
هذا؟..
وتطلع الى الباب وهي ينتظر ظهور ابنه عمه المرتقبه بلهفة..ترى كيف شكلها؟.. هل هي جميله
ام لا؟.. وكم عمرها؟ .. اذا كان ما حدث قبل اثني عشر سنة.. يعني ربما
تكون هي الان على الاقل ذات اربعه عشره عاما.. ابتسم لنفسه بسخرية.. قدتكون ابنه عمه
التي ينتظرها طفله ليس الا.. يا لغباءه.. ايظن انها يجب ان تكون فتاةفي العشرين من
عمرها و…
(( انا لست طفلة))..
((كمال.. دعهاوشانها))
اتسعت عيناه وهو يشعر بغرابه ما جال بباله.. ما هذه الكلمات التي دارت بذهنه.. بل
من قال هذه العبارات.. يشعر انها مدفونه في عقله منذ زمن طويل.. ماباله؟.. ما الذي
يقوله الان؟..
ورفع عيناه ليتطلع الى عمه خالد الذي دلف الىالداخل واخذت عيناه تجول بحثا عن ابنه
عمه.. وراى السيده نادين وهي تدخل حاملةحقيبه امامها.. وعقد حاجبيه.. ان هذه المراه كبيره جدا..
اذا اين هي ابنه عمه؟.. ربما لم تدخل بعد او…
وانتبه في تلك اللحظه فقط الى المقعد الذي كان موجوداامام عمه خالد..وتوجهت انظاره الى تلك
الجالسه امامه.. والتي كانت تطرق براسها وهيتداعب قلادتها باناملها.. واتسعت عيناه في دهشه وذهول.. هل
ابنه عمه تلك كانت فتاةمشلوله عاجزه ؟؟!..
فالوحيده التي كانت يمكن ان تكون ابنه عمه هي الجالسه علىذلك المقعد.. الان فقط فهم
لم والده اختار الغرفه الموجوده بالطابق السفلي..ولميستطع مازن ان يلمح ملامحها بشكل جيد وخصوصا وهي
تطرق براسها ولكنه لمح شعرهاالاسود الذي ينسدل على كتفيها كشلال من الماء..وهبط اخر الدرجات ليتقدم
منهم ويقولبابتسامه رسمها على شفتيه: اهلا عمي خالد.. لم نرك منذ مدة..
قال خالد ببرود: اهلا مازن.. اين والدك؟..الم تناديه الخادمه بعد؟..
في تلك اللحظه رفعت ملاكعينيها لتتطلع الى المكان من حولها.. وشعرت بالانبهار وهي ترى مظاهر
الفخامةوالثراء الذي ينعكس في اللوحات الفنيه والتحف والاثاث الفاخر.. والثريات التي تملاسقف الردهة.. ومن ثم
لم تلبث ان تطلعت الى مازن الواقف امامهم.. كان شابا وسيمالملامح.. طويل القامة. . ذا
شعر اسود وعينان سوداوان كذلك.. يرتدي بنطالا اسودوقميصا يجمع مابين اللونين الرمادي والاسود..وقال هذا الاخير
مرحبا: تفضل يا عميبالدخول..
قال خالد بلامبالاة: الطائره ستغادر بعد ساعتين.. انا مستعجل .. هلاناديت لي والدك..
التفت مازن ليفعل لولا ان راى والده يتقدم منهم وهو يقولبابتسامة: اهلا خالد..كيف حالك؟.. وكيف
حال ملاك؟..
قالها وهو يتطلع الى ملاك.. فقال خالد بهدوء: بخير.. لا تنسى وعدك لي يا امجد..ملاك
امانه عندك..
قال امجدوهو يتطلع الى ملاك بابتسامة: ستكون في منزلها..
واردف قائلا وهو يتحدث الىملاك: كيف حالك يا ملاك؟.. لقد اصبحت عروسا جميلة.. اخر مره
رايتك فيها كنت فيالسادسه من عمرك..
ارتسمت ابتسامه تجمع مابين السرور والخجل وهي تقول: بخير ..
في تلك اللحظه وجدها مازن فرصه ليتطلع الى ملاك.. وخصوصا وانها غير منتبهةله.. وبرقت عينيه
ببريق الاعجاب وهو يتامل ملامحها التي تقطر براءة.. وابتسامتهاالتي تجعلها كالاطفال ..بشرتها الناصعه البياض وشعرها
الاسود الناعم الذي ينسدل علىكتفيها برقة..ليصنعا ضدان غايه في الروعة..ولون عينيها السوداوان والذي جعلهاكالدميه ..كانت
ترتدي معطفا بني اللون ذا ياقه من الفراء ..
وايقظه من تاملاتهكف والده الذي وضعت على كتفه.. وسمع صوته وهو يقول: هذا ابني مازن
كما تعرف.. اكملدراسته الجامعيه وهو يعمل معي الان بالشركة..
واردف قائلا: اما كمال فهو في سنتهالرابعه بالجامعة.. ومها في السنه الاولى..
قال خالد بهدوء: اذا ملاك اصغرهمسنا.. فهي ستبدا دراستها الجامعيه للتو..
في تلك اللحظه لاحظ مازن اخته التيهبطت درجات السلم وقالت بابتسامة: ما الامر؟.. لم كلكم
مجتمعين هنا؟..
وانتبهتالى عمها الواقف وقالت بابتسامه واسعة: عمي .. انت هنا.. منذ متى لمتزورنا؟..
قال خالد بهدوء:ظروف العمل..
واردف وهو يتحدث الى امجد: ملاك كماتعلم تدرس تحت اشراف اساتذه متخصصين وسياتون في موعدهم..
ان لم يكن لديكمانع..
قال امجد وهو يهز راسه: ابدا.. فليحضروا في اي وقت..
شعرت مها في تلكاللحظه بمازن وهو يلكزها ويقول بسخرية: لقد ادركت اليوم فقط انك لا
تملكين ايجمال..
قالت مها وهي تلتفت له بحنق: ماذا؟؟..
قال مبتسما وهو يلتفت عنهاويتطلع الى ملاك: انظري الى ابنه عمي وستدركين مدى صحه قولي..
تطلعت مها الى حيثينظر..ومن ثم لم تلبث ان قالت بذهول وهي تلتفت له وبصوت حاولت
ان تجعله خفيض قدرالامكان: تلك المقعدة؟!..
اوما مازن براسه ومن ثم قال: هل فهمت الان سر تجهيزغرفه بالطابق الارضي لها..
– ولكن.. لم اتخيل ابدا ان ابنه عمي.. مقعدة.. لماتخيل ذلك ابدا..
– اصمتي الان والا انتبهوا لنا..
في الوقت ذاته كان خالديلتفت الى ملاك ويقول بصوت حاني: والان يا صغيرتي علي ان
اغادر..
اسرعت تمسكبذراعه وتقول برجاء: ابقى قليلا معي..
تطلع الى ساعته وقال بابتسامه باهتة: ليتني استطيع.. ولكن لم يبقى على موعد الطائره الا
ساعه واربعون دقيقه وهي بالكادتكفيني للوصول الى المطار وانهاء الاجراءات..
ترقرقت في عينيها الدموع فهبطوالدها الى مستواها وقال وهو يمسح على شعرها: كم مره قلت
لك؟.. لا اريد ان ارىدموعك.. لا اريد ان اقلق عليك قبل ان اغادر..
قالت وهي تشد من مسكتها لذراعه: لاتنسى ان تتصل بي عندما تصل.. اتصل بي كل
يوم.. ارجوك..
– سافعل يا صغيرتي..اهتميبنفسك جيدا.. ستكونين في ايدي امينة..
واردف متحدثا الى نفسه: (او هذا مااتمناه)..
اومات ملاك براسها بصمت.. وهي تشعر انها لو تحدثت فدموعها ستسيل دوناستئذان.. فقال والدها وهو
يداعب وجنتها: ساغادر الان يا صغيرتي.. اراكبخير..
وجذب كفه بهدوء من يدها واعتدل واقفا ليقول للسيده نادين: اعتني بهاجيدا..
قالت السيده نادين بهدوء: لا تقلق عليها يا سيد خالد.. ملاك هي اختيالصغيرة..
ومال خالد على ملاك ليقبل جبينها بحنان ومن ثم يقول: الى اللقاء ياملاكي الصغير..
قالها وسار عنها مبتعدا الى باب المنزل وقلبه يعتصر بالالم وهويرى نفسه مرغما على ترك
ملاك في منزل شقيقه.. والذي كان يرفض دخولها اليه مهماحصل.. لكن هي من توسلته وترجته
ان تذهب الى هناك.. وهو يتمنى الان ان لا يكون قداخطا عندما نفذ لها رغبتها
تلك…
لم يشعر احد بملاك التي اطرقت براسها في الموحزن وهي تسمع صوت الباب يغلق خلف
والدها..تبخر كل انبهارها بالمنزل.. وتبخرترغبتها في المكوث بنزل عمها منذ ان رات والدها يخرج منه..
تريد ان تلحقه.. تذهبمعه.. لا تريد البقاء هنا.. فلياخذها معه ولو الى الجحيم.. وهتفت بغته
بحزن: ابيارجوك.. لا تغادر وتتركني.. ارجوك..
قالت نادين بهدوء وهي تتطلع الى ملاك: انستي .. لا داعي لكل هذا الحزن.. سيتصل
كما وعدك..
عضت ملاك على شفتيها بحزن وقالت: لقد غادر ولن استطيع ان اراه قبل اسبوع.. اسبوع
كامل..اريد الذهاب معه.. فلياخذنيمعه.. لا اريد البقاء هنا..
لم تهتم ملاك بكل من يراقبونها.. امجد الذي شعر انهيتطلع بطفله متعلقه بوالدها حتى الجنون..
ومها ومازن اللذان شعرا بمدى قوه العلاقةبين ملاك ووالدها..والتفتت نادين الى امجد في تلك اللحظه
وقالت: سيد امجد.. هلاارشدتني الى غرفه ملاك.. انها بحاجه الى الراحه الان..
شعرت مها بالشفقه والعطفتجاه ملاك .. وهي ترى هذه الفتاه التي في مثل عمرها والتي
قدر لها ان تبقى حبيسةهذا المقعد الى الابد.. واجابت هي عوضا عن والدها: سارشدك اليها
انا..
قالتهاوتوجهت الى ما خلف مفعد ملاك لتدفعها وتحرك المقعد ولكن ملاك قالت باعتراض وهي تمسحدموعها
في سرعة: لا تدفعيه.. يمكنني ان احركه بنفسي..
قالت مها بحيرة: ولكنيساساعدك فقط..
قالت ملاك بالم: لا احتاج لمساعده من احد.. فطوال عمري كنت اتصرفبمفردي ولا يفكر احد
بمساعدتي.. لا احد سوى والدي الذي رحل..
قالت مها بابتسامة: ولكنه سيعود على ايه حال.. والان تعالي معي سارشدك الى غرفتك..
قالتها وهي تسيرالى جوار مقعد ملاك التي كانت تحرك المقعد الى جوار مها..وفتحت مها اخيرا
بابالغرفه بعد ان وصلوا اليها وقالت متسائلة: ما رايك بها؟..
ومع ان الغرفه كانتاكبر من غرفه ملاك التي بمنزلها بمرتين ومع انها كانت ملحقه بصاله
صغيره ودوره مياهخاصه بالغرفة.. الا ان ملاك احست بالحنين لغرفتها السابقه والتي لم تفارقها يوماقط..
لا تعلم كيف ستنام خارج منزلها.. وكيف ستقضي هذه الايام مع ابناء عمها اللذينلا تعرفهم
جيدا..وقالت ملاك اخيرا بهدوء: جميلة..
ابتسمت مها بمرح وقالت وهيتدلف الى الغرفة: من؟.. الغرفه ام انا؟..
وقبل ان تجيب جاءهم صوت مازن وهو يقولبسخرية: بالتاكيد الغرفة..
وضعت مها يدها عند خصرها وقالت بحنق: ما الذي جاء بكالى هنا؟.. انها غرفه ابنه
عمي..
قال بدهشه مصطنعة: حقا؟.. لم اكن اعلم.. لقدظننت انها غرفتي انا..
واردف وهو يضع حقيبه ملاك التي كان يحملها بجوار الخزانة: لقد جئت لاوصل هذه الحقيبه
الى ابنه عمي..
قالت مها مستفسرة: واين تلك المراةالمسئوله عن ملاك والتي كانت تحمل هذه الحقيبه اذا؟..
قال مازن بابتسامه وهويلتفت الى حيث ملاك الجالسه بصمت: لقد طلبت من الخادمه ان توصلها
الى حيثغرفتها..
قالت مها وهي تتوجه نحوه: لو راك والدي هنا يا مازن.. فسوف يغضب مندخولك الى
غرفه ابنه عمي..
قال مازن بابتسامه وهو يستند الى باب الغرفة: اهذاجزائي لاني اوصلت الحقيبه الى الغرفة؟..
قالت مها باستخفاف: يالك من شاب مكافحونشيط.. اتعبت نفسك كثيرا..كان يمكنك ان تمنح الحقيبه لاحدى
الخادمات وهي ستجلبهاالى هنا..
قال مازن وهو يعقد ساعديه امام صدره: لا اثق بالخادمات..
– منذمتى؟..
– منذ اليوم ان اردت..
التفتت مها الى ملاك التي اطرقت براسها بالموكانت شارده بافكارها.. وكانها غير موجوده في المكان..
فاقتربت مها من مازن وقالتبرجاء: اخرج الان.. دعها لوحدهاحتى ترتاح.. لا اريد ان نزيد عليها
همومهابشجاراتنا هذه..
تطلع مازن الى ملاك وابتسم قائلا: معك حق..
ومن ثم اردف وهويهتف بملاك: ملاك..
رفعت ملاك راسها الى مازن الذي هتف بها.. وتطلعت اليه بصمت.. فقال بابتسامة: سعدت برؤيتك
يا ابنه عمي..
قالها واستدار عنهم ليغادر الغرفة.. في حين شعرت ملاك بغرابه حديثه اليها فهي لم تعتد
ان يكون لها ابناء عم بعد.. حتىكلمه ابنه عمي.. تشعر بوقعها غريب على اذنيها ..ولكنها
لم تهتم كثيرا لذلك..واخذتتطلع الى قلادتها وتداعبها باناملها..
اما مها فقد تنهدت بارتياح وقالت: واخيراذهب..
سمعت بغته صوت مازن وهو يعود الى المكان قائلا: لا تفرحي بسرعه هكذا .. هاقد
عدت..
– ماذا تريد الان؟..
قال مبتسما:والدي يقول ان الغداء سيكون بعدساعتين.. فارجو ان لا يتخلف احد..
قالت مها بسخرية: لا احد سيتخلف عن موعدالغداء سواك..
غمز لها بعينه وقال: لا اظن ان هذا سيحصل هذه المرة..
قالهاوابتعد.. فالتفتت مها الى ملاك وقالت وهي تسير الى حيث هذه الاخيرة: معذره ان كناقد
ازعجناك.. ولكن هذه هي طبيعه مازن دائما يهوى استفزازي..وانا بدوري اتشاجرمعه..
هزت ملاك راسها وقالت: لا عليك..
تطلعت مها الى ملاك وهي تشعر انهاتبدوا هادئه اكثر من اللازم.. ولا تتحدث الا اذا
حدثها احدهم.. وقالت متسائله لعلهاتجعل ملاك تتحدث اليها وتعتاد المكان: في اي سنه دراسيه انت
يا ملاك؟..
– سابدادراستي الجامعيه للتو..
قالت مها بابتسامه باهته وهي تجلس على طرف الفراش: هذايعني انك تصغريني بعام..
لم تعلق ملاك على عبارتها.. فقالت مها وهي تستحثها علىالحديث: كيف تبدوا الدراسه تحت اشراف
اساتذه بالمنزل؟.. بالتاكيد افضل بمائه مره منالدراسه في جو الجامعه والطلبه والحصص.. اليس كذلك؟..
تطلعت لها ملاك ومن ثمقالت: بل اتمنى ان اكون في جو كهذا.. بدلا من ان
اكون حبيسه المنزل.. وهذا المقعدايضا..
اسرعت مها تغير الموضوع عندما شعرت انه قد يالم ملاك وقالت: انت لم تريشقيقي كمال
بعد.. انه يكبرني بثلاثه اعوام.. و غير مبالي ابدا.. ولكنه افضل من مازنعلى الاقل.. فهو
لا يتشاجر معي ابدا..
قالت ملاك وهي تتنهد: ليت لدي شقيق مثلك.. حتى لو كان سيتشاجر معي طوال اليوم..
شعرت مها ان كل حديثها لملاك يرجع هذهالاخيره الى الواقع المرير التي تحياه..وقالت مبتسمة: اتعلمين..
لم نرى عمي خالدمنذ فتره طويلة.. ولم اكن اعلم انه لديه ابنة.. ولولا ذلك لطلبت
منه ان ياتي بك الىمنزلنا معه عندما يحضر..
قالت ملاك وهي تهز راسها: لن يوافق..
– ولم؟..
قالت ملاك وهي تزفر بحدة: لطالما طلبت منه ان يدعو كم الى منزلنا.. ولكنهكان يرفض..
عقدت مها حاجبيها وقالت بغرابة: ولماذا؟..
قالت ملاك وهي تهزكتفيها بقله حيلة: لست اعلم.. في كل مره يقول هذا افضل لك..الامور
هكذاافضل..
ومن جانب اخر تطلع مازن الى والده وقال بحيرة: ماذا تعني يا والدي بقولك ان
الامور هكذا افضل؟..
تطلع اليه امجد بحزم وقال : اعني ان لا تفتح صفحاتالماضي .. فالامور هكذا افضل
بكثير..
قال مازن بحيرة: ولكني اريد ان اعرف سببهذه القطيعه بينك وبين عمي..
قال امجد بحدة: اخبرتك انها بسبب ابنته ملاك..
– اعلم.. ولكن لماذا هي؟.. ما الذي فعلته لتكون سببا في هذه القطيعه بين اسرتها
وجميعاسر اعمامي؟..
تنهد امجد بقوه ومن ثم قال: ان اردت الحقيقه فهي لم تفعل شيئاابدا..
تسائل مازن باهتمام: اذا؟؟..
اشار له والده ليجلس على المقعد ومن ثمقال: الامر بدا بعد وفاه والده ملاك بعامين
تقريبا.. فمن حينها وخالد يبدوا غريبا.. صامتا.. انطوائيا.. لا يهتم بشيء سوى ابنته وخصوصا بعد
ان علم انها اصيبت بعمودهاالفقري وستظل عاجزه الى الابد..
قال مازن في سرعة: وبعد؟؟..
اكمل امجدقائلا:وحينها فعل شقيقي مالم يتوقعه احدنا.. فقد سجل نصف شركته باسم ابنتهملاك..
جلس مازن على المقعد وقال بهدوء: لو كنت مكانه لفعلت المثل..
عقدامجد حاجبيه ومن ثم واصل قائلا: وهذا التصرف لم يعجب عميك وعمتك ابدا.. فلو حدث
شيءلا قدر الله لخالد.. فستنتقل نصف الشركه الى ابنته ملاك.. مع ان نصيبها في الميراثسيكون
اقل من هذا بكثير..وخصوصا وانه ليس لديه ابناء فستتوزع حينها باقي الورثه علىاخوته.. المهم انهم
يومها قرروا ان يبداوا بابسط الطرق اليه.. فحاولوا اقناعهبالزواج من فتاه ما .. وبالتاكيد كانوا
متفقين معها ان تقنعه بعد الزواج بكتابه نصفالشركه باسمها وبالتالي يكون خالد وشركته في ايديهم..
قال مازن بغرابة: كل هذاوانت صامت يا ابي لا تفعل شيئا..
– وماذا عساي ان افعل؟.. لو وقفت الى جوار اخيلسحبوا راس المال من شركاتي ولخسرت
شركاتي ولاضطررت لدفع الخساره من جيبيالخاص..
قال مازن بحنق: ولكن عمي لم يابه لكل هذا.. وجعلهم يسحبون اموالهم منشركته ويتخلون عنه
اليس كذلك؟ ..
تنهد امجد وقال وهو يومئ براسه: بلى.. ولا يزالللحكايه بقية.. فبعد ذلك ذهبوا اليه جميعا..وطالبوه
ان يتراجع عن تسجيل نصف الشركةباسم ملاك.. فهي ستكون عاجزه طوال عمرها.. لن تستفيد من
الشركة.. ويمكنه بدلا منذلك ان يضع مبلغ في حسابها.. ولكن شقيقي خالد عارضهم وبشده وطلب
منهم ان لا يتدخلوافي حياته.. لان تلك هي شركته ومن حقه ان يسجلها باسم من
يشاء.. واستمروا بتهديدهبانه لو لم يفعل لهم ما يريدون فسيحيلون حياته وحياه ابنته الى جحيم
وخصوصا ستظلعاجزه طوال عمرها واي كلمه منهم قد تؤذيها.. ولهذا انعزل خالد مع ابنته في
منزلبمكان ما من البلاد.. ولا احد يعرف مكانه ابدا حتى الان..
عقد مازن حاجبيه وقالباستغراب: الم يحاول احد اعمامي الاتصال به.. او البحث عنه؟..
– بلى ولكن دونمافائدة.. وعندما راوا انهم يعجزون عن الوصول الى بيته.. اكتفوا بتهديده بالشركة..
ولكن.. حتى الان لا يزال خالد صامد في وجههم..
قال مازن بحزم: والى متى سيصمد ياوالدي؟.. هل ستتركه لوحده يتحدى جشع اعمامي؟..
زفر امجد وشبك اصابع كفيه وهويقول: لست اعلم..فليس في يدي ما افعله..المهم الان..انني لا اريد
لاحد ان يعلم انملاك ابنه اخي موجوده في هذا المنزل..
قال مازن بحيرة: وماذا نقول لعمي او عمتيلو جاءوا لزيارتنا؟..
قال امجد وهو بلوح بكفه: اي شيء.. صديقه مها وقد جاءتلتقضي بضع ايام هنا.. ريثما
ياتي والدها من الخارج.. ولا تنسى نبه على شقيقكوشقيقتك ان لا يعلم احد عن وجود
ملاك ابنه عمك في منزلنا.. وبالنسبه للخدم فساتصرفبالامر..
واردف بلهجه قاطعة: يمكنك الان الخروج بعد ان عرفت كل ما تريد انتعرفه..
هز مازن كتفيه بلامبالاه ومن ثم نهض من مجلسه ليغادر غرفه المكتب.. وانكان يشعر بالشفقه
تجاه ابنه عمه التي ولدت لتواجه قسوه الحياه وواقعهاالمر…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
جلست ملاك خلف مائده الطعام بصمت.. لم تحاولالحديث الى اي احد وهي تكتفي بالانشغال بالاكل..
او التظاهر بهذا الانشغال.. كل ماكان يشغل بالها هو والدها وحسب.. لقد كانت في هذا
الوقت .. تتناول طعام الغداءمعه.. يتحدث اليها ويمزح معها.. ويحاول بشتى الطرق ان يرفه عنها
ولو في ساعاتهالمعدوده التي يقضيها معها..
ايقظها من شرودها صوت عمها وهو يقول: هل استيقظتللتو يا كمال؟..
رفعت راسها الى من يتطلع اليه عمها وشاهدت ابن عمها كمال.. الذيكان يهبط درجات السلم
في تلك اللحظة..كان يشبه مازن في لون شعره الاسود.. ولكنه كانحاد النظرات.. بشرته تتمتع بسمره
خفيفه ووسامه واضحة.. وان كان في طول مازنتقريبا.. ويرتدي بنطالا من نوع الجينز .. وقميصا
ذا لون اسود..
وتثاءب كمال وهويقول بلامبالاة: اجل..
قال والده بتهكم: ولم لم تكمل نومك اذا؟..
قال كمالوهو يقترب من طاوله الطعام: لا داعي للسخريه يا والدي.. ها انذا استيقظت وجئتلتناول
طعام الغداء مع…
بتر عبارته وعقد حاجبيه وهو يتطلع الى ملاك التي كانتتحرك الملعقه في الطبق بلا هدف..فاسرع
والده يقول: نسيت ان اعرفك .. هذه ابنه عمكملاك..وقد جاءت لتقضي بضعه ايام هنا ريثما
ياتي والدها من السفر..
جذب كمالمقعدا وقال بدهشة: ابنه عمي؟؟.. اي عم؟..
– عمك خالد..وكما اخبرت مازن ومها منقبل.. هذا الكلام لا نريد ان يعرف به احد
سوانا نحن.. انا اثق بكم جميعا لانكمابنائي.. الجميع من خارج المنزل سيعرفون ملاك على انها
صديقه مها.. هل هذامفهوم؟..
قال كمال وهو يتناول قطعه من الجزر: ولم كل هذه السرية؟..
قال والدهبحزم: افعل كما اخبرتك فقط..
التفت كمال الى ملاك ليتطلع اليها بنظره قصيرة.. وعاد يلتفت الى والده وهو يقول: واين
كانت ابنه عمي عنا كل هذه السنين؟..
توقفتملاك عن تحريك الملعقه في الطبق وهي تنصت لما سيقال .. لو كان يعلم انها
كانت تتمنىالحضور الى هنا طويلا.. ولكن والدها كان دائما ما يرفض.. لما قال هذا..
في حينقال امجد بحدة: تكلم بادب يا كمال.. فهي ابنه عمك اولا.. وفي منزلنا ثانيا..
هزكمال كتفيه وقال: لم اقل ما يزعج.. فقط استفسر عن سر اختفاءها كل هذه السنوات..
ولملم نرها الا عندما سافر والدها..
اجابه والده قائلا: لم يكن لدى والدها حل الاابقاءها هنا.. وخصوصا انه سيقضي فتره بالخارج
ستتجاوز الاسبوع وربما…
( عناذنكم)
قالتها ملاك وهي تستدير بمقعدها مغادره الطاوله .. فقالت مها بضيق: هلاعجبك هذا يا كمال؟..
بالكاد وافقت ان تتناول طعام الغداء معنا.. والان انت تجعلهاتغادر الطاوله بعدم مبالاتك بها وبشعورها
وانت تتحدث عنها هكذا..
صمت كمال بدهشةوهو يتطلع الى ملاك التي ابتعدت عن المكان وتوجهت الى غرفتها.. ومن ثم
لم يلبث انقال وهو يلتفت اليهم والدهشه لا زالتتعلو قسماته: لم اكن اعلم من قبل
انهامقعدة…
قال مازن بحنق: وهل كان هذا سيغير من لا مبالاتك شيئا؟ ..
قال كمالوهو يمط شفتيه: لست انسان معدوم الاحساس يا مازن..
قال مازن وهو يلتفت عنه: واضحجدا..
في حين قال امجد بحدة: يكفي جميعا.. وانت يا مها.. اذهبي اليها فيغرفتها.. وحاولي ان
تتحدثي اليها..
اومات مها براسها وهي تغادر طاوله الطعاموتتجه الى غرفه ملاك .. في حين قال امجد
بعصبية: اسمع يا كمال.. ان كنت ستتحدث بهذهالطريقه الى ابنه اخي.. فالافضل ان لا تتناول
طعام الغداء او العشاء معنا مرةاخرى..
قال كمال بضيق: لم اقل ما يغضب يا والدي..ثم لم كن اعلم انها فتاه حساسةاكثر
من اللازم..
– لقد تربت ملاك وعاشت طوال عمرها وحيدة.. ولهذا فهي لا تستطيعان تتقبل الامور بسهولة..
لو اردت رايي فهي لن تكون حساسه فقط.. بل ربما عدائيةايضا.. ولهذا ارجو ان تعاملوها
جميعا بلطف.. انه اسبوع واحد لا اكثر..
قال كمالوهو ينهض واقفا: ليس ذنبي ان احتمل فتاه مثلها..
قال مازن بحدة: انها ابنه عمكقبل كل شيء..
قال والده وهو يحاول ان يهدئ نفسه: حسنا لن اطلب منك ان تحتملوجودها.. فقط اطلب
منك ان لا تجرحها باي كلمات.. ولو تجاهلت وجودها سيكون ذلكافضل..
قال كمال وكانه لم يسمع اي حرف مما قيل: عن اذنكم..
– الىاين؟..
قال كمال وهو يمط شفتيه: الى النادي..
قالها وغادر المكان.. وفي تلكاللحظه عادت مها قائله وهي تهز راسها: لقد رفضت العوده لتناول
طعام الغداء معنا مرةاخرى..وتقول انها متعبه وستنام..
واحس مازن بالشفقه تجاه ملاك وخصوصا وهو يلمحصحنها الذي كان ممتلا عن اخره ولم تتناول
منه ولا قطعةواحدة…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تطلعت ملاك بملل الى باب غرفتها.. هل جاءتهنا لتسجن نفسها؟.. ثلاث ساعات منذ ان غادرت
طاوله الطعام.. لم تعلم لم شعرت بكلذلك الضيق والالم من كلمات كمال .. ربما لانه
وجه لها اتهاما صريحا في كلماته علىانها لم تاتي هنا الا من اجل مصلحه ليس
الا.. لا يعلم شيئا عن الحاحها المستمرللقدوم الى هنا.. واصرارها الكبير في ان يدعوهم والدها
على الاقل في احدىالمناسبات.. وكيف له ان يعلم.. وهو يحظى بعائله كبيره تغمره بكل مايريده
من حبوحنان..مال واخوه واقارب.. اما هي فلم تحظى الا بحب والدها وحنانه.. والذي لم تكنلتراه
الا ساعتين او ثلاث ساعات في اليوم على الاكثر..
وتنهدت مره اخرى وهيتتطلع الى باب الغرفة.. واحست برغبه جارفه تدفعها للخروج والترويح عن نفسها
قليلابالتحدث الى اي احد..واندفعت وراء رغبتها لتفتح باب الغرفه وتغادرها وهي تدفعمقعدها بهدوء.. وتلفتت حولها
الى الردهه الخاليه من اي شيء سوى الاثاث والتحفالمنتشره بالمكان.. وتلفتت حولها مره اخرى قبل
ان تواصل تحركها في المنزل .. لعلهاتقضي وقت فراغها هذا برؤيه ارجاء هذا المنزل وتحفه
الثمينة..و…
(واخيرا خرجتمن غرفتك)
التفتت ملاك الى ناطق العباره .. وتطلعت ال مازن بهدوء الذي يعقدساعديه امام صدره بثقة..
ولم تعلق هي على عبارته بل اثرت الصمت..فقال مبتسما: اتبحثين عن شيء ما؟..
اومات براسها بهدوء.. فقال متسائلا: وما هو هذاالشيء؟..
كانت تظن انه سيتركها وشانها ولن يتساءل اكثر.. وفكرت قليلا ومن ثمقالت: مها..
مال نحوها قليلا ومن ثم قال: ولم تبحثين عن مها؟..
اشاحت بوجههابصمت وهي تداعب قلادتها باناملها.. فقال متسائلا: هل تودين ان اناديهالك؟..
عادت لتومئ براسها.. فابتسم هو قائلا: اظن انك ترغبين في ان اغادر اكثر منرغبتك في
نداء مها لك.. اليس كذلك؟..
لم تجبه وظلت صامتة.. وان وافقته فياعماقها على ما قاله.. فهي حقا لا ترغب في
التحدث الى اي احد لا تثق به.. او تشعربه قريبا منها.. تريد ان يكون لها
اصدقاء.. ولكن على الاقل اشخاص تثق بهم.. ولكنهمابناء عمها.. ومن هم ابناء عمها؟.. لم يحاولوا
زيارتها لمره واحده في منزلها وهيتشعر بالوحده والخوف من بقاءها في المنزل بمفردها.. حتى انهم
لم يكلفوا نفسهم مشقةالسؤال عنها وعن والدها طوال السنين الماضية.. لقد جاءت الى هنا لسبب
واحد فقط.. لاتريد ان تشعر انها لوحدها في المنزل.. لا تريد ان تعود اليها مخاوف
الوحدة.. تريدان تشعر بالامان والاطمئنان الى ان هناك من يشاركها المنزل الذي تعيشه..
(لمتجيبيني .. تريدين مني ان اغادر .. اليس كذلك؟)
رفعت راسها وتطلعت الى مازن الذيايقظها من شرودها وقالت باقتضاب: اجل..
اتسعت ابتسامه مازن وقال: فليكن..
واسرع ينادي الخادمه التي جاءت على عجل قائلة: ما الامر يا سيدمازن؟..
قال بمكر: اذهبي لنداء الانسه مها من الطابق العلوي واخبريها ان تهبطالى الردهه فالانسه ملاك
ترغب بالحديث اليها..
اسرعت الخادمه تبتعد .. فقال مازنوهو يلتفت الى ملاك مره اخرى: عذرا.. ولكن لن استطيع
تلبيه رغبتك..
تطلعت له ملاك بدهشة.. ومن تصرفه الغريب تجاهها.. منذ متى يهتم احد بالبقاء معها.. او
الحديثمعها عندما نرفض هي ذلك..وشعرت بغرابه ذلك الواقف امامها.. ولكنها لم تلبث اناستدارت بمقعدها مغادره
وقالت: سافعل انا..
اسرع مازن يقول: لحظة..
توقفت عندفع مقعدها.. فقال: اظن انك تشعرين بالملل.. ما رايك ان نذهب جميعا انا وانت
ومهاالى النادي.. على الاقل تخرجين من عزلتك قليلا..
شعرت برغبه كبيره حقا في الخروجوقالت متسائله بحيرة: وهل لديك الوقت لذلك؟..
قال مبتسما براحه من تجاوبها معه: ولم لا.. اليوم اجازه وهي من حقي في الخروج..
ما رايك هل توافقين؟..
هزت كتفيهاوقالت: لا ما نع لدي..
وشعرت ببعض السعاده تتسلل الى نفسها.. فها هي ذا ستخرج منالمنزل وستروح عن نفسها قليلا..
وستجد من تتحدث اليه ايضا..هذه السعاده التي كانتتتمناها مع والدها المنشغل دائما باعماله.. ولكن عليها
ان تلومه.. انه يبذل كل ذلكالجهد في عمله من اجلها..ومن اجل ان تحيا برفاهيه وسعادة..
ولكن لو يعلم انها لاتريد اكثر من لمسته الدافئة.. وقلبه الحاني ليحتويها به بعيدا عن
هذا العالم.. بعيدا جدا…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
__________________
dreamamira and nahlahkb like this.
الجزء الثالث
“.. معهم ..”
التفت مازن الى ملاك التي كانت شارده في افكارها وقال: تفكرين في والدك.. صحيح؟..
التفتت له ملاك وقالت بحيرة: وكيف عرفت ذلك؟..
ابتسم بثقه ومن ثم قال: لا يحتاج الامر الى الذكاء.. حزنك.. وعزلتك.. ولا تتحدثين مع
احد هنا الا نادرا ..كل هذا لا يدل الا على حزنك لفراقه..
اومات براسها وقالت بالم: انه الوحيد الذي يفهمني في هذا العالم..
هز مازن كتفيه وقال: بالتاكيد فهو والدك..
واردف بابتسامه مغيرا دفه الحديث: اذهبي لترتدي ملابس اكثر دفئا.. فالجوبارد بالخارج..
ارتسم شبح ابتسامه على شفتيها وهي تستدير عائده بمقعدها الى الغرفة.. في حين استند مازن
بظهره الى الجدار المجاور للدرج .. سببه الوحيد للاهتمام بملاك.. هو طبيعته بتكوين الصداقات مع
الفتيات.. لقد اعتاد ذلك منذ زمن.. واحيانا ياخذ الامر كوسيله للتسلية.. وان كان الامر لا
ياخذ اي منحنى جدي.. ولكنهذه المره الامر يختلف.. فملاك ابنه عمه.. ولا يستطيع ان يتسلى
.. على العكس يجب انيكون خائفا عليها كاخت له تماما.. انها امانه في اعناقهم جميعا..اجل
سيكون اهتمامهمحصورا في اطار الاخوة.. تماما كما كان سيهتم بمها..
وفي تلك اللحظه هبطت مهادرجات السلم وقالت متسائلة: اين هي ملاك؟..
اجابها مازن قائلا: لقد ذهبت لترتديملابس تدفئها لاننا سنخرج بعد قليل..
قالت مها بدهشة: انت وهي؟؟..
قال مازنبحنق: بالطبع لا ايتها الذكية.. ستكونين معنا..
قالت مها مبتسمه بمكر: ظننت انكلن تاخذني معكما..
قال في سرعة: اسرعي بارتداء شيء مناسب.. فسنذهب الىالنادي..
قالت بمرح: حسنا في الحال..
وعاودت صعودها الى الطابق العلوي.. فيحين تحرك مازن الى حيث الاريكه والقى بجسده عليها.. وتطلع
بشرود الى التحفةالموضوعه على طاوله صغيره بجواره.. الى ان سمع صوت ملاك وهي تناديه قائلة:
مازن..
التفت في سرعه اليها وقال مبتسما: اجل..
قالت ملاك بهدوء وهي تقلبكتابا بين يديها: انا جاهزة..
– فلننتظر مها.. فسوف ترتدي ملابسها وتاتيمعنا..
لم تعلق ملاك وهي تقلب الكتاب بين كفيها..وابعدت خصلات شعرها المتهدلةعلى جبينها..في حين اعتدل في
جلسته وكاد مازن ان يقول شيئا..لولا ان هبطت مها علىدرجات السلم وقالت بمرح: ها انذا
قد جهزت..
قال مازن باستخفاف: ستعاقبين علىتاخرك.. ولن ناخذك معنا..
قالت مها وهي تضع يدها عند خصرها:حاول فقط..
قالمازن وهو يلتفت عنها: هيا يا ملاك .. لنذهب نحن..
لم تتحرك ملاك من مكانها قيدانمله فقالت مها مبتسمة: هل رايت؟.. ان ملاك تقف في
صفي..
وتوجهت الى ملاك لتقولبمرح: يالك من فتاة.. لقد حطمت غروره..
قال مازن وهو يشير الى مها: هيي انت يافتاة.. لا اسمح لك بقول ذلك.. لم
تخلق بعد من تستطيع تحطيم غرور مازنامجد..
قالت مها وهي تغمز له بعينها: بل انها موجوده امامك ايها الاعمى وقد حطمتغرورك منذ
قليل..
– ما حدث منذ قليل اسميه مجرد جوله وانتهت.. ثم لم تكثرينالكلام.. فلنغادر الان ايتها
المزعجة..
قالت مها وهي تفكر: لحظه واحده .. ماذاعن السيده نادين؟.. هل ناخذها معنا؟..
تطلع مازن الى ملاك .. فاجابت هذه الاخيرةقائله وهي تهز راسها: لا داعي لذلك..
قال مازن بتردد: ولكن قد تحتاجين الى شيءما.. وهي من تعرف كل احتياجاتك..
قالت ملاك بضيق: وانا ايضا اعرفاحتياجاتي..
قال مازن مهدئا: حسنا.. حسنا لا تتضايقي.. لقد اردتها ان تاتي معنالتساعدك ليس الا..
قالت ملاك بعصبية: لا احتاج الى مساعده من احد.. واستطيعالتصرف لوحدي.. لست طفلة.. اتفهم..
استغرب مازن غضبها المفاجئ.. فلم يقل مايستدعي العصبيه او الغضب.. انه يفكر في مصلحتها ليس
الا.. ولكن طبيعه ملاكالانطوائيه والتي لم تكن تختلط الا بوالدها الذي يغمرها بحنانه وعطفه يجعلها
لاتتقبل الحديث من احد وخصوصا اذا اشار في حديثه ذاك عن شيء عن حاجتها للمساعده
..وشاهدها مازن وهي تستدير بمقعدها مغادره المكان.. فاسرع يقف امامها ويقول: ماالامر؟..هل اغضبك ما قلته؟..
اشاحت بوجهها عنه فقال بابتسامة: حسنا انا اسفوارجو ان تقبلي اعتذاري.. اعلم انك لست طفله
وتستطيعين تدبر امورك بمفردك..
استدارت له ملاك في تلك اللحظة.. فاتسعت ابتسامته وهو يردف: والان هلنخرج؟..
رفعت ملاك راسها له ولاول مره راها تبتسم وتومئ براسها بهدوء..بادلهاالابتسامه وابتعد عنها متوجها الى
حيث باب المنزل الرئيسي.. والتفتت مها الى ملاكوقالت وهي تتوجه نحوها: هل اساعدك؟..
قالت ملاك بلهجه تطوي بعض المرح غير التياعتادتها مها منها: ان شئت..
امسكت مها المقعد واخذت تدفعه ببطء..فقالت ملاكمستغربة: لم تدفعينه هكذا؟..
قالت مها بقلق: اخشى ان اكون سببا في مكروه قديصيبك..
– لا عليك.. اسرعي اكثر..
قالت مها مستسلمة: كما تشائين..
واسرعتفي سيرها لتصل الى السياره ووقفت امام الباب الخلفي لتقول : مازن تعالوساعدنا..
اسرعت ملاك تقول: لا داعي لقد اعتدت ذلك.. فقط افتحي الباب.. واستطيعالجلوس على المقعد الخلفي
بمفردي..
كان مازن قد تحرك من مكانه وجاء اليهم بناءعلى هتاف مها..وشاهد ملاك وهي تحاول بكل
جهدها وقوتها رفع نفسها عن المقعد المتحركوالجلوس على مقعد السياره الخلفي.. وتساءل.. لم تفعل كل
هذا وتكلف نفسها كل هذاالعناء؟.. كان بامكاني ان اساعدها دون ان تتعب نفسها هكذا.. لم
يكن يدرك ان ملاككانت تحب فعل كل شيء بمفردها.. تريد ان تثبت للناس جميعا انها
ليست عاجزه ابدا.. وتستطيع فعل الكثير حتى وان كانت قدماها لا تتحركان..كان اصرارها على عدم
حاجتهاللمساعده من احد هو ما يدفعها لان تبذل كل الجهد لفعل كل شيء بنفسها..
وتحركمازن الى حيث المقعد الذي تركته ملاك ليطويه ويضعه في صندوق السيارة.. وعاد ادراجهالى مقعد
السائق..لينتظر مها لصعد اليها وينطلق بالسياره الى حيثالنادي…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلع كمال بغرابه الى مازن الذي اقترب منه وقال : لماذا تتطلع الي هكذا؟..
قال كمال بحيرة: ليس من عادتك ان تاتي الى النادي فيوقت كهذا..
اشار مازن الى ما خلفه ومن ثم قال: رايت انا ومها.. ان ملاك ابنه عميتعزل
نفسها كليا عن الجميع.. فقررنا اخراجها من المنزل واحضارها الى هنا لترفه عننفسها..
هز كمال كتفيه وقال وهو يدير ظهره عنه ويتجه الى قسم الفروسية: لا شانلي باحوال
ابنه العم تلك..
زفر مازن بحده ومن ثم تبعه بدوره الى ذلك القسم.. ومنجانب اخر جلست مها مع
ملاك حول احدى الطاولات بكافتيريا النادي..وانشغلت الاخيرةبقراءه الكتاب الذي بين يديها..فسالتها مها قائلة: ماذا تقرئين؟..
قالت ملاك وهيتتوقف عن القراءه وتضع الكتاب على الطاولة: كتاب عن الحياه ومشاكلهاالمختلفة..
قالت مها متسائلة: وهل يوجد حلول لهذه المشاكل في الكتاب؟ ..
قالتملاك بهدوء: نوعا ما..
ابتسمت مها وقالت: مشكلتي الوحيده في هذه الحياه هي مازن .. فهل يوجد حل لها
في كتابك هذا؟..
ابتسمت ملاك وقالت: لا اظن..
تطلعت لهامها وقالت: لاول مره اراك تبتسمين.. ان كان ذكر مازن سيجعلك تبتسمين فساردد اسمهدائما..
ولما وجدتها صامته ولم تعلق سالتها قائلة: وانت.. ما هيمشكلتك؟..
اجابتها ملاك بكلمه واحدة: الوحدة..
رددت مها مستغربة: الوحدة؟..
التفتت لها ملاك وقالت بحزن: اصعب شعور قد يمر على الانسان او الفتاةبشكل خاص ان
تشعر انها وحيده في هذا العالم بدون اخوه او اصدقاء..او حتى شخص ما فيمثل عمرها..انه
شعور يخنقك..يقتلك.. وكل مخاوفك تتضاعف وانت تشعرينبوحدتك..
قالت مها متسائلة: وماذا عن والدتك؟..
وضعت ملاك كفها عند وجنتهاوقالت وهي تشعر بغصه في حلقها: واين هي والدتي؟.. لم ارها
حتى.. لم يعد لي الحق فيذلك بعد ان فقدتها.. لا اذكر شكلها او صوتها.. والشيء
الوحيد الذي بات من حقي هو اناراها في الصور..
قالت مها معتذرة: انا اسفه لم اكن اعلم..
تنهدت ملاك دون انتعلق على عبارتها.. وطغى الصمت على المكان لعده دقائق قبل ان تقول
ملاك ببعضالتردد: وماذا عن والدتك؟.. لم ارها منذ ان جئت الى المنزل..
ارتسمت ابتسامةشاحبه على شفتي مها وقالت: والدتي؟.. لا اظن انك سترينها في المنزل.. فهي لا
تاتياليه ابدا..
تطلعت اليها ملاك باستغراب وحيره فاردفت: لقد انفصلت والدتي عنوالدي وانا في الخامسه عشره من
عمري.. اذكر يومها اني لحقت بها لتاخذنيمعها..وترجيتها بعيني الدامعتين ان لا تترك المنزل .. ولكنها
قالت ان الحياه فيمنزل والدي افضل لي ولاخوتي..وهي لن تعيشنا ولو بعد عشرين عاما في
مثل هذاالمستوى.. لهذا تركتنا جميعا وغادرت المنزل دون اي كلمه اخرى..
تسائلت ملاكباهتمام: وهل ترونها؟..
اومات مها براسها وقالت وهي تحرك اصابعها على الطاولةبلا اهتمام: بلى.. نذهب لزيارتها من حين
الى اخر.. ولكن هي لا تاتي لزيارتنا فيالمنزل ابدا.. لان والدي موجود فيه كما تقول..
تطلعت ملاك الى مها وشعرت بقلبهايرق تجاهها.. ليست هي الوحيده التي تتالم.. وليست هي الوحيده
التي تعاني الحرمان منوالدتها.. ولكن مها افضل منها.. على الاقل هي ترى والدتها وتسمعها.. شعرت
بحنانها.. وبلمسات اناملها الدافئة.. اما هي فانها حتى لا تذكر اي شيء مما جمعها بوالدتها
كيفلا وهي كانت بالثانيه من عمرها عندما فقدت امها..
وظل الصمت مخيما على المكانقبل ان يقطعه صوت مرح وهو يقول: مها جالسه بالكافتيريا وليست
باي قسم من النادي.. يا للمعجزة..
التفتت مها بلهفه الى صاحب الصوت وقالت: (حسام)..
حسام هو ابنخال مها..في الثالثه والعشرين من عمره..ذا شعر بني قاتم وعينان من اللونذاته..يتمتع بوسامه
محببه ومظهرا جذابا..وذا جسم رياضي..
ابتسم وقال: اجل حسام.. اخبريني لم تجلسين هنا فقط.. ولا اراك في اي قسم من
اقسام النادي..
ابتسمت مهاابتسامه واسعه وقالت وهي تلتفت الى ملاك: لقد كنت اجلس مع ابن…
اطبقت شفتيهاقبل ان تكمل.. يالغباءها.. هل نسيت كلام والدها بهذه السرعة.. واردفت بسرعةوارتباك: مع صديقتي..
تطلع حسام الى ملاك وقال بابتسامه يغيظ بها مها: انهاتبدوا كالملاك..
قالت مها بحنق: انت لم تخطئ ان اسمها ملاك حقا..
قال حساموهو يجذب له مقعدا ويجلس ليشاركهما الطاوله : حقا؟.. يا للمصادفة..
قالت مها وهيتشير الى حسام : ملاك اعرفك.. ابن خالي حسام..وهو عضو في هذا النادي..
قال حساموهو يرفع حاجبيه: فقط..
ابتسمت مها وقالت: وصديق الطفوله ايضا..
قال حساممعترضا: لقد نسيت اهم شيء..
اسرعت مها تهرب بنظراتها وقالت بخجل وارتباك: وماالذي نسيته؟..
قال حسام وهو يعقد ساعديه امام صدره: انني صديق مازن وكمالالمقرب..
احست مها بالغيظ .. وقالت وهي تمط شفتيها: عذرا لاني نسيت هذه المعلومةالمهمه يا صديق
كمال ومازن المقرب..
التفت لها حسام وقال متسائلا: واين تعرفتعلى ملاك؟.. هنا بالنادي؟..
ارتبكت مها وتطلعت الى ملاك التي عاودت قراءه كتابهاومن ثم قالت: اجل..
تطلع حسام بحيره الى ملاك.. فهو لم يرها في النادي قبل الانابدا.. ولكنه لم يابه
بالامر كثيرا والتفت الى مها ليتحدث اليها.. بينما كانت ملاكتجلس في صمت وهي تقرا الكتاب
الذي بين يديها.. ومن ثم لم تلبث ان تنهدت.. وهي ترفعانظارها الى ما امامها.. وارتسمت
ابتسامه باهته على شفتيها وهي تتطلع الى حلبةالسباق التي يتدرب بها كل اعضاء الفروسية..واستقرت عيناها
على مازن الذي كان يمتطيجواده ويقوده بكل مهارة.. كان يقفز الحواجز واحدا تلو الاخر وبمهاره
متقطعةالنظير..وشعرت ملاك انها ترى امامها فارسا بارعا يقود الجواد ويحلق به فيالهواء..كانت عيناها تتابعان مازن
في تلك اللحظة..وشاهدته يوقف الجواد بهتاف واحدمنه وهو يشد لجامه بكل قوة..ويهبط منه ومن ثم
لم يلبث ان ربت على راسه وداعبه قبلان يمسك بلجامه ويعيده الى الاسطبل و…
(ملاك..ملاك..)
التفتت ملاك الى مهاناطقه العباره وقالت وهي تلتفت لها: اجل..
قالت مها مبتسمة: ماذا تريدين انتشربي؟..
وقال حسام وهو يغمز بعينه: وعلى حسابي بكل تاكيد..
قالت ملاك بهدوء: عصير الفواكة..
قال حسام وهو ينهض من مقعده: ساحضر لكما طلبكما في الحالو…
جاءه صوت مازن وهو يقول: واي عصير لي ايضا..
التفتت ملاك الى مازن الذياقترب منها ورمى بنفسه على احد المقاعد بطاوله مجاوره لهم بانهاك
وهو يقول بتعب: لقد اقترب السباق..و لا اظن اني سافوز به ابدا..
غادر حسام المكان ليحضر مطالبهمفي حين قالت مها بسخرية: جيد انك قد اعترفت بذلك..
قال مازن وهو يلتفت لها ويرسمابتسامه على شفتيه: لم تساليني لماذا؟..
– ولماذا؟..
قال باستهزاء: ذلك لانكانت ستكونين موجوده بالنادي وقتها وانا اتشاءم من وجودك..
قالت مها بحنق: لن اتياذا وقتها ولا تحلم ان افكر بالمجيء حتى.. ابحث عمن يشجعك..
قال مازن وهو يعقدساعديه امام صدره: من قال اني احتاج لتشجيعك.. لدي من المعجبين اكثر
مماتتصورين..
كادت مها ان تجيبه بعباره غاضبه لولا ان قالت ملاك همسا وهي تهتف بها: مها..
اريد ان اطلب منك طلبا..
قالت مها وهي تلتفت اليها: وما هو؟..
قالتملاك بتردد وحرج: اريد ان اتي الى النادي يوم السباق ..
قالت مها بحيرة: جميعناسنحضر .. فكمال ومازن مشتركان بالسباق..
قالت ملاك بدهشة: ولكنك قلت منذ قليلبانك لن تذهبي..
ضحكت مها ومن ثم قالت: هذا حتى اغيظ مازن فقط..
قالت ملاكبدهشه اكبر: تكذبين حتى تغيظيه؟؟..
قالت مها بمرح: لا عليك.. لقد كنت امزح ولماقصد الكذب..
في تلك اللحظه وضع حسام المشروبات امامهم على الطاوله وهو يقول: لاتصدقيها .. دائما ما
تكذب وخصوصا علي..
قالت مها وهي تشير الى نفسها بغرور: ولماكذب على شخص مثلك..
قال حسام بابتسامة: اسالي نفسك..
ومن ثم لم يلبث انالتقط المشروب الثالث لياخذه الى حيث طاوله مازن ويجلس عليها برفقته
وقال: ها هو ذاما طلبته..
قال مازن وهو يلتقط الكاس من يده: اشكرك..
وقبل ان يرتشف منه رشفةواحده سمع صوت انثوي يناديه قائلا: مازن .. مازن..
التفت الى صاحبه الصوت وقالبملل: اجل يا حنان.. ماذا تريدين؟..
قالت حنان وهي تقترب منه: اين انت؟.. انياتصل بك منذ يومين ولا تجيبني..
قال مازن بضجر: منشغل باعمال والدي..
قالتمها في تلك اللحظه بصوت خفيض: الم تسام تلك الفتاة؟..
قالت ملاك متسائلة: من هيهذه الفتاة؟..
قالت مها بلامباله وهي تلوح بكفها: احدى صديقات مازن.. وهي تلاحقهاينما كان.. يبدوا وانها معجبه
به بشدة..
قالت ملاك باهتمام: وماذا عنههو؟..
قالت مها وهي تبتسم بسخرية: هو؟.. هو لا يهتم باي فتاه ابدا.. ترينه يعجببفتاه ما
في لحظة.. وينساها بعد يوم واحد فقط..
اتسعت عينا ملاك وقالت : ماذاتعنين بالضبط؟..
قالت مها وهي تهز كتفيها: لا شيء سوى ان اخي لا تهمه اي منالفتيات اللواتي
حوله ابدا..
لم تفهم ملاك ما تنطوي عليه هذه العبارة.. فقدكانت مها تعني انه ياخذ من الفتيات
وسيله للتسليه ولا يابه بهن ابدا.. اما ملاك فقدفهمت ان مازن لا يهتم بالفتيات اشباه
حنان والتي يلاحقن الشباب..وعادت لتلتفت الىمازن الذي كان يتحدث الى حنان بسخريه ومن ثم لم
تلبث حنان ان سارت عنه غاضبة.. وفيالوقت ذاته قال حسام بعتاب: انت من جلبتها لنفسك
وعليك ان تتحمل ما جنتهيداك..
قال مازن بحدة: انها بلهاء.. لقد اخبرتها منذ البدايه انني صديق لها لااكثر وسيكون كلامنا
كله في حدود الصداقة.. ولكنها تصر على انها تحمل لي ما هو اكثرمن الصداقه واني
لا اهتم بمشاعرها ابدا..
قال حسام وهو يشير اليه: لو لم تتحدثاليها منذ البدايه وتطلب صداقتها لما حدث كل
هذا.. والان تحمل نتيجةفعلتك..
قالت ملاك بغته جعلت الجميع يلتفت لها: كم الساعه الان؟..
تطلع حسامالى ساعته وقال: السادسه والنصف.. لم؟..
قالت ملاك بسرعة: اريد ان اعود الىالمنزل.. سياتي استاذ اللغه الانجلينزيه بعد نصف ساعة..
قال مازن وهو ينهض منعلى مقعده: حسنا سنعود.. هيا يا مها..
قال حسام متسائلا بدهشة: هل تعرف ملاك يامازن؟..
قال مازن بابتسامة: اجل .. فهي صديقه مها وستقضي بعض الوقت في منزلناريثما يعود والدها
من السفر..
التفت حسام الى مها وقال وهو يعقد حاجبيه: لمتقولي لي هذا يا مها..
قالت مها بارتباك وهي تنهض من على مقعدها وتلتقط حقيبتها: لقد نسيت..
اوقفها حسام وقال بشك:اشعر وكان في الامر سرا تخفينه عني..
تهربتمها من نظراته واسرعت خلف مقعد ملاك وقالت: ابدا .. لا شيء..
واخذت تدفع المقعدبهدوء.. في حين قال حسام وهو يراقبهم وهم يبتعدون: بل هو كذلك يا
مها.. وهو يتعلقبتلك الفتاه المدعوة.. ملاك..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كان الهدوء يعم المكان وذلكالمنزل الكبير قبل ان يفتح باب المنزل وصوت مها وهي تقول
بحدة: ارجوك اصمت فقطوارحنا من سماع صوتك..
قال مازن بابتسامة: لماذا تغارين من صوتي؟.. ما ذنبي اذاكان اجمل من صوتك..
قالت مها بحنق: اصمت فقط..
اما ملاك فقد اكتفت بالصمت ولمتحاول ان تعلق على عبارتهما ..وجاء صوت نادين بغته ليقطع
على مازن ومها شجاراتهموهي تقول: انسه ملاك اين كنت كل هذا الوقت؟..
رفعت ملاك راسها الى نادين وقالتبهدوء: لقد ذهبت الى النادي ..
قالت السيده نادين باستنكار: ولماذا لمتخبريني؟..
اشاحت ملاك بوجهها ولم تجبها فقالت نادين بهدوء: انستي انت تعلمينانني المسئوله عنك .. ولو
حصل لك اي شيء ساكون انا الملامه اولا واخيرا..
قالتملاك وهي تلتفت لها: عمري ثمانيه عشره عاما ولست طفله حتى لا استطيع ان اهتم
بنفسيجيدا..
وضعت نادين كفها على كتف ملاك وقالت: انا افهم ذلك جيدا.. ولكن عملي يحتمعلي ان
اكون بجوارك دائما.. وان اكون محل الثقه التي منحني اياها السيدخالد..
كادت ملاك ان تهم بقول شيء ما.. لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف المنزل.. فتوجه
مازن اليه ورفع سماعته قائلا: الو.. من المتحدث؟..
صمت مازن للحظات ومن ثمقال مبتسما: اجل.. لحظه واحدة..
والتفت الى حيث ملاك وقال بابتسامه : ملاك.. لديخبر سعيد لك.. والدك على الهاتف..
صاحت ملاك بفرح: ابي!!..
ومن ثم اسرعت تحركمقعدها الى ان وصلت الى مازن وقالت بلهفه وشوق: اعطني سماعه الهاتف..
اريد ان اتحدثاليه..
قال مازن وهو يتطلع اليها: مقابل ماذا؟..
قالت برجاء: ارجوك.. اريد اناتحدث اليه..
قال مازن مبتسما وهو يناولها السماعة: لو كان خطيبك هو المتصل لماكانت لهفتك اليه الى
هذه الدرجة..
لم تستمع ملاك الى حرف واحد مما قاله مازن بلاختطفت السماعه وقالت بلهفه كبيرة: ابي
اشتقت اليك كثيرا..
قال خالد بحنان: واناكذلك يا ملاك.. اخبريني يا ملاك ما هي اخبارك؟..
قالت ملاك متسائلة:انا بخير ياابي..كيف حالك انت؟..و منذ متى وصلت ؟.. ومتى ستعود؟..
ضحك خالد وقال: رويدك ياملاك.. انا بخير.. وانا اتحدث اليك الان من المطار لاني قد
وصلت لتوي اليه.. وساعودبعد اسبوع ان سارت الامور كما يجب..
قالت ملاك برجاء: ابي عد سريعاارجوك..
تساءل والدها وهو يعقد حاجبيه: ما هي احوالك مع عمك وابناءه؟..
تطلعتملاك الى مازن ومها ومن ثم قالت: على ما يرام.. لا تشغل نفسك..
قال والدهاباهتمام: هل يعاملونك جيدا؟.. وهل حاولوا مضايقتك؟..
– الجميع يعاملني بشكل جيديا ابي .. لا تقلق.. انت عد فقط .. انا احتاج
الى وجودك الى جانبي كثيرا..
قالوالدها وهو يتنهد بارتياح: حمدلله.. لقد ارحتني يا صغيرتي .. لو ضايقك احدهم اوتضايقت من
العيش معهم.. اخبريني حتى اتصرف..
واردف قائلا:والان يا صغيرتي .. سانهي المكالمة.. اراك بخير واهتمي بنفسك جيدا.. ساعود ومعي قفص
الطائر الذيطلبته..الى اللقاء يا ملاكي الصغير..
قالت ملاك والدموع تترقرق في عينيها: الىاللقاء يا ابي..
قالتها واغلقت سماعه الهاتف وهي تتنهد بحزن. . فقال مازن وهويهز راسه وهو جالس على
احدى المقاعد: لو كنت اعلم ان هذه المحادثه ستجعلك تبكين منجديد.. لما منحتك السماعه منذ
البداية..
قالت مها باستنكار: مازن .. ماذاتقول؟..
واردفت وهي تقترب من ملاك وتربت على كتفها: لا عليك انه يمزح..
قالتملاك بصوت مختنق: اعلم..
واردفت وهي تستدير عنهم: عن اذنكم..
قالت مها لمازنوهي تراها تبتعد عنهم: الم تكن تستطيع تاجيل حديثك هذا قليلا؟..
قال مازن وهويهز كتفيه: لقد اردت ان اجعلها تنسى حزنها قليلا..
قالت مها بعتاب: ملاك ليستمثلي.. انا يمكنني ان اتقبل مزاحك وسخريتك.. ولكن هي ربما لا..
انت اعلم بظروفها ..
اوما مازن براسه ومن ثم قال: بلى اعلم بظروفها اكثر من اي شخص اخر..
ومنثم نهض من على مقعده وقال: ساذهب الى غرفتي..
ابتسمت مها وقالت: ومن سالك عنمكان وجهتك الان..
تطلع لها مازن بنظره طويله قبل ان يلتفت عنها ويصعد درجاتالسلم..امام مها فقد التفتت الى
باب غرفه ملاك وتوجهت لها .. ولكن اوقفها بغته صوترنين هاتفها المحمول.. فالتقطته من حقيبتها
وابتسمت ابتسامه واسعه وهي ترى رقم حساميضيئه واجابته بلهفه مازحة: اهلا حسام.. الم تصبر على
فراقي بهذه السرعة؟..
قالحسام بابتسامة: تحلمين.. لقد اتصلت فقط لاعرف منك بعض الامور..
استغربت مهاحديثه وقالت بحيرة: اي امور هذه التي تود معرفتها؟..
قال حسام وهو يضغط على حروفكلماته: عن تلك الفتاه المدعوه ملاك..
قالت مها بتلعثم: صديقتي.. ماذابها؟..
قال حسام بشك: لقد قلت انك قد تعرفتي عليها في النادي.. ومع اني لم ارهافي
النادي ابدا.. الا انني ظننت انني لم انتبه لوجودها به قبل الان..ولكن عندمارايت انها فتاه
مقعده ازدادت شكوكي حولها.. فمن مثلها لا يمكن ان تشتركبالنادي..
قالت مها بارتباك: حسام ماذا جرى لك؟.. هل تعمل ضابط مباحث او محققبالشرطة؟.. الامر لا
يستدعي كل هذا .. لقد جاءت الى النادي لمره او مرتين من قبللمجرد الزياره وتعرفت
بها خلال هذه الاثناء..
قال حسام بارتياب: لا اعلم لم اشعرانك لا تقولين الصدق..
ازدردت مها لعابها وقالت وهي تحاول ان تنهي الموضوع: بلانا كذلك.. استمع الي.. اتصل بي
بعد قليل.. فلدي مكاله اخرى.. الىاللقاء..
قالتها دون ان تستمع الى جوابه.. وفي الطرف الاخر قال حسام وهو يبتسمبزاويه فمه: لا
تزالين لا تعرفين الكذب علي يا مها.. استطيع ان اكشف كذبك من ارتباكصوتك وتلعثمه ..
ومن انهاءك السريع للمكالمة.. ولكن ساعلم بكل شيء قريبا.. ان اردتذلك…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
dreamamira and nahlahkb like this.
الجزء الرابع
” .. لماذا؟ ..”
(لم يحضر كمال على العشاء ايضا)
قالها امجد وهو يجلس حول مائده الطعام وتبدوا على ملامحه العصبية.. واردف بحدة: الى متى
سيستمر هذا الشاب في تصرفاته؟..
قال مازن بهدوء: لا عليك يا والدي.. سياتي بعد قليل..
انفعل والده وقال: منذ نصف ساعه وانت تقول لي مثل هذا الكلام.. لو كان سياتي
لجاء مبكرا..
واردف قائلا: اتصل به بسرعه واطلب منه ان ياتي فورا..
– حسنا يا والدي سافعل.. اهدئ انت فقط..
نهض مازن من مكانه واتجه الى الطاوله الصغيره القريبه من المائده ليلتقط هاتفه المحمول ويتصل
بكمال.. اما ملاك فقداستمرت في تحريك الملعقه كعادتها في الطبق دون هدف.. فقالت مها بعطف:
ملاك .. لماذالا تاكلين؟..
قالت ملاك بابتسامه باهته وهي ترفع راسها الى مها:من قالهذا؟..
قالت مها وهي تشير الى طبقها: طبقك المليء بالطعام..
تركت ملاك الملعقه من يدها وقالت وهي تتنهد: لا اشعر برغبه في ذلك..
قالت مها متسائلة: ولماذا؟.. ان كان والدك هو السبب.. فقد اتصل بك اليوم وتحدث اليك
كماوعدك..
قالت ملاك بصوت خفيض وهي تتطلع الى نقطه وهمية: ليس الامر سهلا كماتظنين.. ان فراق
ابي يعني لي فراق العالم باسره.. اني لا اعرف احدا سواه..
قالمازن الذي سمع صوتها على الرغم من انخفاضه: وماذا عنا.. الا تعرفيناايضا؟..
قالت ملاك وهي تلتفت له: ولكن ليس مثل ابي..
هز مازن كتفه وسار ليكملطريقه ولكنه اصطدم بالملعقه المجاوره بملاك دون قصد.. فانحنت ملاك لتلتقطها..
ولكنمازن كان الاسرع الذي انحنى وقال بابتسامه وهو يعيد وضع الملعقه على الطاوله وينهضواقفا :
لا تتعبي نفسك..انا من اسقطها وانا من عليه ان يحضرها..
وجدت ملاك نفسهاتزدرد لعابها وتقول بصوت خافت: شكرا لك..
((خذي دميتك))
((شكرالك))
دس مازن اصابعه بين خصلات شعره وهو يحاول فهم مادار بذهنه.. اي كلماتتلك التي مرت
بباله.. ومن قالها؟.. ايكون هو؟.. ولماذا قالها ومتى؟.. ولماذا جالتبذهنه الان؟..لم يستطع الاجابه على اي
من تساؤلاته وهو يعود الى مقعده.. ويلتقطالملعقه ليتناول طعامه من جديد..ولكن.. لماذا لم تدر هذه
الكلمات في ذهنه الا عندماجاءت ملاك الى منزلهم؟.. لماذا؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛جلست مها في غرفتها بعدالعشاء وهي تشعر بالتعب وهي ترى اكوام الكتب امامها على الطاولة..
وقالت بضجر: لقدتعبت..
واردفت بسام: لا اعرف حل لهذه المعادله الحسابية.. لقد سامت..
نهضت منعلى المقعد ورمت بنفسها على الفراش بتعب.. واخذت تفكر باي شيء غير الكتب التي
لاتزال مفتوحه .. وفجاه قالت بابتسامة: ربما كان حسام يعلم حل هذهالمعادلة..
وكانها لم تكن تريد الا اي حجه لتتصل به.. فالتقطت هاتفها المحمولواتصلت به قائله بابتسامة:
الو .. اهلا حسام كيف حالك؟..
عقد حسام حاجبيه وقال: انا بخير.. ماذا بك يا مها ولم تتصلين في هذه الاثناء..
قالت مها وهي تتوجه نحوالطاوله وتجلس خلفها: لدي معادله حسابيه ولا اعرف حلها.. ولم اجد
سواك ليساعدني علىذلك..
قال حسام بابتسامة: مها.. ماذا جرى لك؟ .. انسيت ان تخصصي مختلف تماماعنك؟..
قالت مها وهي تلتقط قلمها وتقلبه بين اصابعها: لم انسى.. ولكن..لم اجد منيساعدني سواك..
ادرك حسام منذ البدايه انها لم تتصل من اجل المعادله الحسابيةوقال بمكر: ومن قال لك
اني اعرف حل هذه المسائل؟..
قالت بابتسامة: لقد حللت معيسابقا مساله مماثله لها..
قال حسام وهو يجلس على طرف فراشه: مشكلتك انك لاتعرفين التمثيل والكذب..ولكن لا يهم اخبريني
الان بما عندك..
اخبرته مهابالمسالة.. فحاول ان يشرح لها طريقه حلها بهدوء.. اما الاولى فقد كان اعجابها بهيزداد..
لقد كانت معجبه به منذ ان كانت طفله ..لا تنكر هذا.. وتولد شعور بداخلهاتجاهه مع
الايام كلما ياتي الى منزلهم من اجل مازن او كمال.. كانت تلعب معه احياناوهي صغيرة..واحيانا
اخرى كانت تلعب معه هو واخوتها.. وحتى عندما كان كمال يرفضاشراك فتاه في اللعب.. كان
حسام يدافع عنها.. منذ ان كانت طفله وهي تراه فارساحلامها الذي يذود عنها..ولكن.. مشكلتها هي
انها لا تعرف مشاعر حسام تجاهها.. احيانا تشعر به يهتم بها.. واحيانا يعاملها كاخت له
تماما.. ولكن لم تعلم ابدا بمايخفيه في قلبه.. واذا كان يحمل لها ذات الشعور الذي
تحمله له..
وقال حسام عندماانتهى من شرح الحل لها: والان هل فهمت الطريقة..
قالت بتاكيد وثقة: بالطبع مادمت قد شرحتها لي..
قال حسام بهدوء: حسنا اذا ما دام الامر كذلك.. فالىاللفاء..
اسرعت تقول: حسام انتظر..
قال حسام بابتسامة: منذ البدايه واناانتظر الموضوع الاساسي لاتصالك.. اخبريني ما هو؟..
ازدردت لعابها وقالت : الموضوع الاساسي؟.. لا يوجد اي موضوع اساسي.. فقط اردت ان اسالك
ان كنت ستاتي غدالمنزلنا ام لا..
قال حسام متسائلا: وما الداعي لحضوري؟..
مطت مها شفتيهاوقالت: لا يوجد اي داع ابدا.. الى اللقاء..
قال حسام بابتسامه واسعة: اراك فيالنادي اذا.. الى اللقاء..
انهت مها المكالمه لتضع الهاتف على الطاوله ومن ثمتعود لترمي بنفسها مره اخرى على الفراش..
وقالت وهي تتنهد: احيانا اتخيل او ربمااتوهم انك تحمل لي مشاعر ما في قلبك يا
حسام …
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعتملاك من نافذه غرفتها الى النجوم المتلالاه في السماء.. والتي بدت كماسات تبرق فيثوب الليل
الممتد بلا نهايه ..كانت شارده الذهن.. تفكر في اشياء كثيرة.. ولكن محورتفكيرها كان ابيها..واطرقت براسها
للحظه لتتطلع الى القلاده التي حول عنقها.. كانتعلى شكل قلب يتوسطه قلب متارجح.. كانت القلاده
التي اهداها لها والدها ذلكاليوم..
شعرت بملل شديد وهي لا تشعر باي رغبه في النوم.. خصوصا وان المكان غريبعليها ولم
تعتد النوم الا في منزلها وفي غرفتها..القت نظره سريعه على ساعه يدهاالتي كانت تشير xxxxبها
الى الثانيه بعد منتصف الليل.. وتنهدت قائله وهي تتطلع الىالسماء من جديد: يا لهذا الليل
الطويل.. متى تشرق الشمس؟ ..
حركت عجلات مقعدهاالى حيث حقيبتها.. وتطلعت الى مجموعه من الكتب والروايات التي جلبتها معها الىهنا..
ولكنها لم تشعر باي رغبه في القراءة..لذا وجدت نفسها تحرك عجلات مقعدها منجديد الى الباب
ومن ثم تحرك مقبضه وتدفعه بهدوء..وتخرج الى الردهه التي كانت اشبهبصوره ثابتة.. لا يتحرك فيها
اي شيء.. ولا يسمع فيها اي صوت سوى صوت انفاسها .. ودارت بعينيها في ارجاء
الردهه قبل ان تحرك عجلات مقعدها وهي تشعر بالخوف.. الخوفمن الوحدة.. الخوف من الظلام.. الخوف
من كل شيء.. ووجدت قبضتاها تنقبضان على عجلتيالمقعد.. تمالكت نفسها وحاولت ان تهدئ نفسها ..
وهي تردد ان ليس هناك ما يخيف.. فالصمت يعم ارجاء المكان و…
وبغته سمعت صوت ما..صوت حركه ما.. فانتفضت بقوه .. وسرت في جسدها ارتجافه خوف..وهي منكمشه
في مكانها لا تقوى على الحراك.. ودون انتحاول رفع عينيها .. سمعت الباب الرئيسي للمنزل
يفتح.. ازداد خوفها وهي نخشى انيكون القادم لصا.. حاولت العوده من حيث اتت.. ولكن يداها
لم تطيعاها في تحريك عجلتيالمقعد.. رفعت عيناها بخوف وهي تزدرد لعابها وشاهدت ذلك الظل الاسود
يدخل الى لمنزلبهدوء شديد ..وبينما هو يسير الى حيث الدرج.. التفت بغته الى اليسار.. الى
حيث تجلسملاك! ..وهنا اخذ قلب ملاك يخفق بقوه وخوف وشعرت بانمالها ترتجف ..ولكن سمعت صوتذلك
الظل فجاه وهو يقول: من هناك؟..
ارتجفت مره اخرى.. ولكن تذكرت انها سمعت هذاالصوت من قبل وانها تذكره.. رفعت راسها الى
الواقف عند السلم وقالت وهي تزدردلعابها بتوتر: انا..هل انت كمال حقا؟..
تنهد كمال وقال: لقد ظننت ان هناك متسللادخل الى المنزل..
وابتسم بسخريه وهو يتحدث الى نفسه: ( مع اني حالك لا يختلفكثيرا)..
في حين قالت ملاك وهي تحاول تمالك اعصابها: لقد ظننت الشيء ذاته عندمارايتك تدخل الى
المنزل..
قال متسائلا وهو يعقد حاجبيه: ما الذي يبقيك مستيقظةحتى هذه الساعه المتاخرة؟..
زفرت ملاك بحده وقالت: انه الارق.. وانت اين كنت حتىهذه الساعه المتاخرة؟..لقد سال والدك عنك
كثيرا..
التفت كمال عنها وقالبلامبالاته المعهودة: اهتمي بشؤونك ولا تتدخلي في خصوصيات غيرك..
ارتفع حاجباملاك بمزيج من الدهشه والالم وتطلعت اليه للحظه قبل ان تقول وهي تطرق براسها
بمرارةوتدير عجلات مقعدها: معك حق.. لم يكن علي التدخل في خصوصيات الغير..
قالتهاوتوجهت الى غرفتها.. واغلقت الباب خلفها بقوة.. وقالت بمراره وهي تشعر بغصه تملاحلقها: ما الذي
فعلته له حتى يعاملني هكذا؟.. ما الذي فعلته؟..
ووجدت نفسهاتتوجه نحو السرير وهي تشعر بدموعها تترقرق في عينيها.. وترفع جسدها من المقعد بالمومرارة..
عضت على شفتيها وهي تجد نفسها تفشل في رفع جسدها فقالت بعصبية: لماذا؟..لماذا؟.. تبا.. تبا..
نجحت اخيرا وارتفع جسدها لتجلس على الفراش وتتركلجسدها الفرصه ليرتاح.. تنهدت بحزن قبل ان تلقي
براسها على الوسادة..وعلى الرغم منحزنها وجدت نفسها تغط في النوم.. نوم عميق وبلا احلام…
ولكن اسمحوا لي ان اقوللملاك..انها البدايه فقط.. وان ما تراه اليوم.. هو ابسط شيء قد
يواجهها في حياتهاهذه المليئه بالصراعات…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ضوء الشمس القوي سقط علىعيني ملاك.. ليجعلها تعقد حاجباها بقوه .. ومن ثم تغطي وجهها
بالغطاء وهي تقول وهيتشعر بالنعاس: اريد ان انام يا ابي..
شعرت نادين التي فتحت ستاره الغرفةبالاشفاق تجاهها وهي تسمعها تقول عبارتها تلك.. وقالت بصوت هادئ:
انستي انها الساعةالعاشرة.. الن تستيقظي؟..
قالت ملاك وهي تتثاؤب: لا .. انا متعبه لم انم امس الافي ساعه متاخرة..
قالت نادين متسائلة: ولماذا؟..
فتحت ملاك احدى عينيها وقالتوهي تبعد الغطاء عن وجهها: لقد شعرت بالارق ولم استطع النوم
و…
بترت ملاكعبارتها وارتسم على ملامحها الحزن وهي تتذكر ما حصل بالامس والكلمات التي قالها لهاكمال..ولكن
نادين لم تنتبه لذلك وهي تقول بابتسامة: ذلك لانك لم تعتادي النوم هنابعد.. والان هيا
استيقظي..
قالت ملاك وهي تعتدل في جلستها: اخبريني اولا من يوجدبالمنزل؟..
قالت نادين وهي تقترب منها وتضع الوساده خلف ظهرها: لا احد يا انستيسواك انت وانا
و الخدم..
قالت ملاك بدهشة: واين ذهب الجميع؟..
قالت نادينبهدوء: السيد امجد والسيد مازن غادرا الى الشركه منذ الساعه الثامنه صباحا.. اماالسيد كمال
والانسه مها فقد ذهبا الى الجامعه منذ ساعة..
قالت ملاك بهدوء مماثل: فليكن.. ساستبدل ملابسي واخرج لاتناول الفطور..
قالت نادين وهي تهم بالخروج منالباب: سيكون الفطور جاهزا..
قاليها واغلقت الباب خلفها.. اما ملاك فقد استبدلتملابس النوم.. بفستان ذا لون وردي.. جعلها تبدو
كالزهره المتفتحة.. ورفعت خصلاتشعرها بواسطه ربطه شعر من اللون ذاته..تطلعت الى نفسها في المراه لتطمان
الى شكلهاومن ثم لم تلبث ان غادرت الغرفه وهي تتوجه الى طاوله الطعام.. رات الطاوله
خاليةالا منها وقالت بابتسامه مريرة: الامر لم يختلف كثيرا عن وجودي بالمنزل..
قالتنادين التي كانت تقف قريبه منها: انستي لقد اتصل استاذ الرياضيات منذ قليل وقال انهسياتي
بعد ساعة..
هزت ملاك كتفيها بعدم اهتمام.. ومن ثم شرعت تتناول افطارهابصمت وهدوء..وان لم تكن تشعر بمذاق
اي شيء مما تتناوله..وما لبثت ان قالت بعدانتهاءها من تناول طعام الفطور:اريد ان اذهب للتنزه
في الحديقه الخارجية..خذيني الىهناك..
قالت نادين بابتسامة: كما تشائين انستي ولكن الجو بارد بالخارج .. اذهبيلترتدي ملابس اكثر دفئا..
قالت ملاك وهي تحرك مقعدها: لا اريد..
– ولكن انستيالجو بارد..
قالت ملاك باعتراض: انا احب الخروج في جو كهذا وبملابسيالاعتيادية..
قالتها وواصلت طريقها فقالت نادين باستسلام: كما تشائين..
غادرتالمكان مع نادين الى الحديقه الخارجيه للمنزل.. وتطلعت ملاك حولها بابتسامه وقالتوهي تلتفت الى نادين:
خذيني الى حيث توجد الزهور..
قالت نادين مداعبة: انها تجلسامامي..
اتسعت ابتسامه ملاك وقالت وهي تشعر بالهواء البارد يداعب شعرهاووجنتيها: هيا خذيني الى حيث الزهور..
قالت نادينه وهي تدفع مقعد ملاك بهدوء: لست اعلم اين توجد الزهور في هذه الحديقة..
ولكن لنبحث عنها..
اخذت نادين تدفعملاك امامها في تلك الحديقه الواسعة.. والممتلاه بالحشائش والاشجار.. وقالت ملاكبغتة: انها هناك
..
قالتها واشارت بيدها الى الجانب الايسر لها..فدفعت نادينالمقعد وتوقفت بها امام حوض الازهار تماما..فاغمضت ملاك
عينيها وهي تتنهد.. ورسمتعلى شفتيها ابتسامه حالمه وقالت: كم اتمنى ان ابقى هنا طويلا..طويلا جدا..
شعرتبنسمات الهواء البارده تعود لتداعب وجنتيها وتحرك خصلات شعرها الاسود..فتحت عينيهاوتطلعت الى الطيور المحلقه في
ذلك الفضاء.. وارهفت السمع الى صوت الرياح.. ومن قملم تلبث ان مدت يدها لتداعب زهره
ما و…
(حذار ان يجرحك شوكها)
تراجعت ملاكبيدها اثر الصوت الذي سمعته.. واسرعت تلتفت الى القادم نحوهم وقالت بدهشة: مازن.. الم
تذهب الى الشركه مع ابيك؟..
ابتسم مازن الذي كان يرتدي زيا مكونا من بنطالوستره ذا لون بني قاتم وقميص ذا
لون بني هادئ (البيج) .. ولم يكن يرتدي اي ربطةللعنق..فمازن لم يكن يحب ارتداء ما
يخنقه كما كما يقول..وقال: بلى.. ولكني عدت.. فقد شعرت بالملل..
وتساءل قائلا: اخبريني .. ما الذي تفعلينه هنا؟..
هزتكتفيها وقالت: كما ترى ..اتطلع الى الطيور .. اداعب الزهور.. واستمع الى صوتالرياح..
قال مازن بسخرية: تستمعين الى صوت ماذا؟..
وقبل ان تجيبه ملاك.. التفت الى نادين وقال: هل لك ان تحضري لي كاس من
الماء؟..
قالت نادين مترددة: وماذا عن ملاك؟..
قال مازن بهدوء: سابقى معها ولن اتحرك من مكاني ريثماتعودين..
اومات نادين براسها وقالت : حسنا اذا.. لن اتاخر..لحظات واعود ..
فيحين قالت ملاك وهي تتطلع الى البعيد: قد تظن اني طفله لو اخبرتك انني احيانا
اتحدثالى الزهور .. لاني لا اجد سواها لاتحدث اليها.. على الاقل .. اشعر اني استطيع
اناتحدث كما يحلوا لي.. وانها لن تتضايق مما ساقوله ابدا..
تطلع لها مازن بدهشةوحيرة.. تتحدث الى الزهور.. وتستمع الى الرياح.. امجنونه هذه الفتاة؟..في حين اردفتملاك
وهي تغمض عينيها: الوحده شعور صعب يجعلك تتحدث الى كل ما حولك.. والى اي شيءكان..
قال مازن بهدوء غير عابئ لما تقوله: الجو بارد.. ادخلي الى المنزلالان..
هزت ملاك راسها نفيا وقالت: لا اريد..
قالت السيده نادين بغتة: دعهاانها عنيدة.. لن تفعل الا ما تريده هي..
التفط مازن كاس الماء من نادين واخذيشربه في حين عادت ملاك لتفتح عينيها وقالت مبتسمة:
وهل افوت على تفسي مشاهده مثلهذا المنظر الجميل؟.. على الاقل قبل ان يصل الاستاذ واكون
محتجزه في المنزل لاكثرمن ساعة..
ما ان انتهت من عبارتها حتى عادت الرياح لتلفح وجهها ولكن هذه المرةبشده اكثر.. وبنسمات
باردة.. جعلت جسد ملاك يقشعر.. فقال مازن وهو يزفر بحدة: هلستظلين بالخارج حتى تمرضي.. هيا
ادخلي الى المنزل وارتدي على الاقل مايدفئك..
قالت ملاك بعناد طفولي: لا..
ابتسم مازن وقال: معك حق يا سيدةنادين.. انها عنيده حقا..
مدت ملاك يدها في تلك اللحظه وداعبت زهره ما ذات لونوردي يشبه لون فستانها.. فقال
مازن وهو يخلع سترته ويقترب منها: ولم لا تقطفينها مادامت تعجبك؟..
قالت ملاك باعتراض: ان قطفتها ستبتعد عن بقيه الوردات وستذبل بينيدي.. ولكن ان بقيت في
مكانها فستزهر دائما..
ارتسمت ابتسامه على شفتي مازن وقالوهو يضع سترته على كتفيها: معك حق.. ستكون بحال جيده
ان بقيت مكانها ..
التفتتملاك بدهشه الى مازن .. ورفعت حاجباها باستغراب لتصرفه.. ولكنها لم تلبث ان تذكرتوالدها وما
يفعله لها كلما احست بالبرد..لقد كان يخلع سترته ويضعها على كتفيهاتماما كما فعل مازن!.. ازدردت
ملاك لعابها وتطلعت اليه لوهله قبل ان تقول بابتسامةمرتبكة: شكرا لك..
قال مازن مبتسما: لا عليك..
وظل صامتا وهو يعتدل في وقفتهويتطلع الى اي شيء مما حوله..في حين وجدت ملاك نفسها
تقول: ولكن الن يغضب والدك انغادرت العمل هكذا؟..
قال مازن بسخريه وهو يطوح بحجر صغير بعيدا: بلى.. ولكننهارغبته ..
قالت ملاك متسائلة: رغبته؟.. وكيف؟..
قال مازن وهو يلتفت لها: هو منارادني ان اعمل معه.. لم اكن اريد ذلك ولكنه
ارغمني على هذا العمل الذي اكرهه.. لهذا عليه ان يعلم اني من المستحيل ان اجد
نفسي في عمل ابغضه ولا احتمل القيامبه..
تطلعت له ملاك لوهله ومن ثم قالت: ولكن يجب عليك مساعده ابيك..
قال مازنوهو يضع كفيه في جيبي بنطاله: وها انذا افعل.. ولكن على طريقتي الخاصة..
ترددتملاك قليلا قبل ان تقول: ولكن هذا يعتبر خداعا له..
– فليكن ما يكون.. اريد اناعمل في عمل اجد نفسي فيه لا ان اعمل في
عمل اكون مرغما على ادائه.. كل ما يهموالدي ان اكون الى جواره فقط.. وماذا عني
ايظن ان ليس لي طموح اتمنىتحقيقه..
صمتت ملاك ولم تجد ما تقول.. فقال مازن بهدوء: الم يحن الوقت للدخول؟.. الجو يزداد
برودة..
ابعدت ملاك الستره عن كتفيها وناولتها لمازن وقالت بابتسامةباهتة: اعلم انك تشعر بالبرد .. لهذا
خذها..
قال مازن باستنكار: لا.. انت فتاةويجب علي ان…
قاطعته ملاك لتقول بهدوء: فليكن .. سادخل الى الداخل.. حتى اريحكمن عبئي عليك..
قالتها وحركت عجلات مقعدها بكلتا يديها وقد عادت اليها ذكرىالامس.. وما دار بينها وبين كمال..
وتساءلت للمره العاشرة.. لماذا؟…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛قالت مها بمرح وهي تودع صديقتها عند مواقفالجامعة: الى اللقاء اراك غدا.. ولا تنسي اتصلي
بي لتخبريني ما حدث..
قالتصديقتها مبتسمة: بكل تاكيد لن انسى.. الى اللقاء..
لوحت لها مها بيدها وهي تجريمبتعده دون ان تنتبه لعيني ذلك الشاب الذي اخذتا تراقبانها
وهي لا تزال تلوحبيدها.. وقال ذلك الشاب بغته وهو يراها تقترب منه: كيف حالك يا
ايتهاالجميلة؟..
التفتت مها بحده الى مصدر الصوت.. وارتفع حاجباها بدهشه وهي ترىالواقف امامها .. وزفرت بحده
وهي تقول: ارعبتني يا حسام؟؟قال حسام مبتسما: احقا؟.. تستحقين ان تصابي بالرعب بكل صراحة..
قالت مها وهي تضع كفها عند خصرها: ولماذا؟..
ولكنها اردفت بحيرة: ولكن اخبرني.. هل انتهت محاضراتك في مثل موعدانتهاء محاضراتي؟..
قال بهدوء: بل قبلها بنصف ساعة.. ولكن اخذني الحديث مع احدالاصدقاء ولم اشعر بالوقت حينها..
وبعد مغادرته.. رايتك وانت تغادرينالجامعة..
قالت مبتسمة: من الغريب ان تنتظرني.. انها المره الاولى التيتفعلها..
– اولا انا لم انتظرك بل رايتك مصادفة.. وثانيا اظن انها ستكون المرةالاخيرة..
ضحكت مها بمرح وقالت: لن تستطيع..
رفع حاجبيه باستخفاف وقال: ولم؟..
قالت مبتسمه وهي تتطلع الى مبنى الجامعة: لاننا في جامعه واحدة.. وساراككثيرا رغما عنك..
قال وهو يلوح بكفه مغيرا جفه الحديث: اخبريني هل هناك منسيوصلك.. ام اوصلك انا؟..
ومع انها لمحت سياره والدها الذي يرسلها لها الىالجامعه مع السائق .. الا انها قالت:
لا ادري لقد تاخر السائق كثيرا ولا اريد اناتاخر على المنزل..
صمت حسام قليلا ومن ثم قال : حقا؟.. هل تاخر السائق يا مها؟ ..
اومات براسها وهي تزدرد لعابها.. فقال وهو يشير الى بقعه ما ويبتسم: وماهذهالسياره التي تقف
هناك اذا؟.. اليست سيارتكم؟.. والسائق.. اليس السائق الخاصبوالدك؟..
قالت مها بحنق وهي تحرك قدمها بعصبية: بلى هو.. لم اره.. الى اللقاءالان..
قال في سرعة: انتظري..
التفتت له وقالت بحدة: ماذا؟..
قال بابتسامةجذابة: لا يهون علي ان تذهبي وانتي متضايقه هكذا.. اذهبي الى السائق واطلبي منه
انيغادر.. وساوصلك انا..
قالت بفرحه لم تستطع ان تكتمها بداخلها: حقا؟؟.. ساذهباليه في الحال..
ومن ثم تنبهت الى نفسها فقالت بخجل: اعني حتى لا ااخره عنوالدي..
ابتسم حسام وهو يراها تبتعد وتبلغ السائق حتى يغادر.. وما ان غادرالسائق حتى اسرعت بخطواتها
اليه وقالت بابتسامه واسعة: هاقد غادر السائق..
قالوهو يلتفت عنها: اتبعيني اذا الى حيث سيارتي..
قالت وهي تسير الى جواره: لا احبان اتبع احد..
التفت لها وفي عينيه نظره استخفاف.. ومن ثم واصل طريقه الى حيثالسيارة.. ففتح قفلها عن
طريق جهاز التحكم عن بعد.. واشار لهاحتى تركبها.. وابتسمتمها بسرور وهي تدلف اليها.. صحيح انها
ليست المره الاولى التي يوصلها فيها حسام الىمكان ما.. ولكنها مع هذا تشعر بسعاده كبيره
كلما شعرت بنفسها قريبه منه..
في حين استقر حسام خلف مقعد القياده وادار المحرك لينطلق بالسياره .. وران الصمت عليهم
بضعدقائق.. فقالت مها لتقطع هذا الصمت: ستاتي الى النادي اليوم.. اليس كذلك؟ ..
اوما براسه وقال: بلى.. ثم انت تعلمين ذلك.. فلم تسالين؟ ..
قالت متجاهلةعبارته: ما اخبار الدراسه معك؟..
هز كتفيه بالمبالاه وقال: جيدة..
قالت مهابصيق: ولم تجيبيني باقتضاب هكذا؟..
قال مبتسما:ماذا بك؟.. الست اجيب عناسالتك؟..
اشاحت بوجهها نحو النافذه وقالت بحنق: اجل..
سالها حسام بغتة: ماهي اخبار ملاك؟..
قالت مها بعصبية: وما شانك بها؟.. ثم هل طلبت توصيلي الىالمنزل حتى تسالني عن ملاك؟..
قال حسام بهدوء شديد اثار اعصاب مها: انه مجردسؤال عابر ..
قالت مها بحدة: اشك في هذا.. وعلى العموم فهي بخير.. اطمان ..
ضحك وقال: ومن قال انني اردت ان اطمان عليها؟..
قالت بعصبية: اذا لم تسالعن احوالها اذا لم ترد الاطمئنان عليها ..
اوقف حسام سيارته بجوار منزل مها وقالوهو يغمز بعينه: ربما لسبب اخر..
تطلعت له لوهله دون ان تستشف من قوله اي شيءيروي فضولها .. ومن ثم لم
تلبث ان قالت وهي تفتح باب السيارة: اشكرك على توصيلي ..
قال مبتسما: على الرحب والسعة..
القت مها نظره اخيره على حسام قبل انتغادر السياره وتنطلق الى المنزل.. وما ان ابتعد
بسيارته حتى احست بانها قد فقدت شيئا هاما.. شيئا عزيزا وغاليا واهم من كل مالديها…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛جلس امجد في الردهه يحتسي القهوة.. ويتطلع الىالصحيفه بلا اكتراث.. والتفت الى حيث الدرج للحظات
ومن ثم قال وهو يلمح مازن وهويهبط درجاته: كيف حال العمل بالشركه يا مازن؟..
توقف مازن عن النزول .. وقال وهويشعر بلهجه والده التي تخفي شيئا ما: على ما
يرام.. لم تسال يا والدي؟..
لم يجبهامجد بل ظل صامتا وهو ينتظر من مازن نزول الدرج.. وقال هذا الاخير وهو
يهبط درجات السلم ويقترب من حيث يجلس والده: هل هناك امر ما يا والدي؟..
قال امجد وهو يشيرله بالجلوس: انت ابني الاكبر يا مازن.. ويجب ان تكون ذراعي اليمنى
في العمل.. اليسكذلك؟ ..
جلس مازن فوق المقعد الذي اشار له والده وظل مازن صامتا فقال امجدبحدة: اجبني ..
اليس كذلك يا مازن؟.. ام تفضل ان تكون مجرد فار يتسلل الى خارجالشركه كل يوم
في العاشره واحيانا حتى التاسعه صباحا؟..
اتسعت عينا مازن وقالوهو يزدرد لعابه: من قال لك هذا يا والدي؟..
قل امجد بسخرية: اتظن اني احمق لااعلم ما يدور في الشركه .. انني ارصد كل
نفس فيها.. ولكن ابني الاكبر الذي يجب انيكون قدوه للموظفين يتسلل خارجا كل يوم كالفئران..
قال مازن وهو يكور قبضته: ارجوك ابي لا داعي لمثل هذا الكلام..
– هل لك ان تفسر لي تصرفك هذا اذا؟..
دسمازن اصابعه بين خصلات شعره وقال: انت تعلم منذ البدايه اني لا اجد نفسي في
هذاالعمل.. واني لم اكن ارغب في ان اقوم به..
قال والده بانفعال: وكنت تريدني اناتركك تعمل لدى شركه اخرى منافسة.. لا.. انت ابني ومن
حقي عليك ان تكون الى جواروالدك وتساعده..
قال مازن برجاء: ولكن لي طموح في هذه الحياه يا ابي.. ولو عملت في شركتك
فلن احققه…
اشار له والده بالصمت وقال: كفى يا مازن لقد انتهى النقاش .. وحذار ان تغادر
الشركه مره اخرى والا سيكون لي تصرف اخر معك..
زفر مازنبعصبيه وقال: هل تريد اي شيء اخر يا والدي؟..
قال والده باقتضاب : لا..
نهضمازن من كرسيه واسرع يتوجه الى اي مكان المهم ان يهدئ من اعصابه قليلا..ووجد نفسهامام
الباب الرئيسي.. فاسرع يفتحه و …
(الى اين؟..)
تردد ذلك الصوت الهامس الرقيق من خلفه.. فالتفت الى ملاك ناطقه العباره السابقه وتطلع اليها
للحظات .. فيحين ظنت ملاك ان صمته يعني انه لم يسمعها جيدا.. فعادت تكرر عبارتها
وقالت بصوتمرتفع اكثر: الى اين تذهب يا مازن؟..
مط مازن شفتيه بغضب ومن ثم قال وهو يستديرعنها: الى الجحيم..
لم يكن الوقت المناسب ابدا لملاك ان تتحدث اليه وهو في هذهالحاله من الغضب.. في
حين تطلعت اليه ملاك للحظات بالم ومن ثم لم تلبث ان قالتبمراره : ما بالكم
جميعا؟..الكل يكره ان احدثه..ليتني لم اتي الى هنا.. ليتني لمافعل..
التفت مازن اليها بدهشه وسرعه ومن ثم قال: من تعنين بالجميع يا ملاك؟.. هل هناك
من ضايقك؟..
اشاحت بوجهها لتخفي الدموع التي ترقرقت في عينيها ومن ثمقالت بالم: وماذا يهم؟.. انت مثله
تماما.. تكره التحدث الي..
عاد مازن ادراجهالى حيث تجلس ملاك وافتعل ابتسامه على شفتيه وهو يقول: لم اقصد محادثتك
بهذاالاسلوب.. فقد كانت اعصابي مشدوده بعض الشيء.. ولكن لم تخبريني من الاخر الذيضايقك..
تطلعت اليه بتردد ومن ثم لم تلبث ان قالت بصوت خافت: كمال..
تساءلباهتمام: وما الذي فعله؟..
– لقد سالته عن شيء ما يعنيه.. فطلب مني ان لا اتدخلفي شؤونه وان اهتم
بشؤوني فقط..
عقد مازن حاجبيه وقال وهو يهبط الى مستواها: سالته؟.. وعن ماذا سالته؟..
ازدردت ملاك لعابها وقالت: لقد اصابني الارق ليلةالبارحة.. ورايته يدخل في ساعه متاخرة.. فسالته عن
سبب تاخيره كل هذا الوقت لان عميكان قلقا عليه..
قال مازن بابتسامه باهتة: ملاك.. لا تدعي هذا يضايقك.. فهذه هي عاده كمال.. لا يحب
ان يتدخل احد في شؤونه وحتى والدي نفسه.. ثم ان تاخره امر طبيعي فهو يتاخر
يوميا عن المنزل..
صمتت ملاك دون ان تعلق على عبارته.. فقال وهو يتطلعاليها: اظن اني ادين لك بالاعتذار
عما فعلته قبل قليل.. انا اسف.. واعتذر كذلك نيابه عن كمال.. ولكن لا تتضايقي.. فلا
احب رؤيه ابنه عمي عابسه هكذا..
التفتت اليه وارتسمت ابتسامه حملت كل ما بداخلها من امتنان له فقال مبتسما وهو يربت
على كفها وينهض واقفا: والان مادمت قد رايتك مبتسمة.. فعن اذنك سازور احد اصدقائي ..
قالها ولوح لها بكفه.. ولكن ملاك لم تكن تطلع اليه في تلك اللحظة.. بل الىكفها
التي ربت عليها مازن.. وشعرت بقشعريره بارده تجري في جسدها.. وهي تتذكر لمسته لها.. ووجدت
قلبها يخفق بقوة..
ولهفة…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
nahlahkb likes this.
الجزء الخامس
“.. اعجاب ..”
اخذت مها تتحرك في ارجاء الطابق الاول.. ولم تلبث ان تنهدت بملل.. وهي تهبط درجات
السلم الى الطابق الارضي ..وتوجهت الى غرفه ملاك لتطرق الباب عده مرات ولما لم تسمع
جوابا فتحت الباب ودلفت الى الداخل لتقول بهدوء: ملاك.. هل انت نائمة؟..
وعقدت حاجبيها وهي تتطلع الى ارجاء الغرفه الخاليه من ملاك .. وسمعت بغته صوت نادين
تقول من خلفها: الانسه ملاك ليست هنا .. انها بالردهه ..
قالت مها بحيرة: من الغريب ان تخرج ملاك الى الردهة..
قالت نادين بهدوء: لقد فعلت ذلك لاني كنت اقوم بتنظيف وترتيب الغرفه حينها..
فهمت مها الامر.. فغادرت غرفه ملاك وتوجهت الى الردهه .. وهناك راتها جالسه على الاريكه
وامامها طاوله صغيره عليها كتابين وبعض الاوراق المبعثرة..وابتسمت مها وهي تقترب من ملاك قائلة: ماذا
تفعلين؟..
يبدوا ان ملاك لم تنتبه لقدوم مها فانتفضت بخوف والتفتت الى مها ومن ثم لم
تلبث ان قالت بابتسامه باهتة: كما ترين.. ادرس ..
تقدمت مهامن ملاك وجلست الى جوارها.. كانت المره الاولى التي تراها فيها مهابدون مقعدهاالمتحرك.. تجلس
بشكل طبيعي وكانها سليمه معافاه من اي عجز.. ولكن مها لم تصرح بايشيء مما دار
بخلدها وقالت وهي تتطلع الى الاوراق المبعثرة: يبدوا وانك مجتهده فيدروسك..
تنهدت ملاك وقالت: شيء اشغل به وقتي بدل ان اقضيه وحيده في القيامباشياء من غير
فائدة..
قالت مها وهي تلتفت لها: ولكنك لم تخبريني بعد.. ما هوتخصصك الذي وقع اختيارك عليه..
قالت ملاك مبتسمة: تخصص تمنى ابي دوما اناختاره.. انه الادب..
قالت مها وهي تبتسم: ممتاز .. انه تخصص جميل جدا..
قالتملاك متسائلة: وانت يا مها.. ماهو تخصصك؟..
قالت مها وهي تعتدل في جلستها وتقولبمرح وبلهجه تمثيلية: بصراحه لقد بحثت عن شيء ما
يليق بي .. فلم اجدالا…
(التشريح)
جاءت هذه العباره الساخره من بين شفتي مازن وهو يتقدم منهمابعد ان دخل الى المنزل
من الباب الرئيسي.. فالتفتت له مها وقالت وهي تستهزئ به: يالخفه دمك.. اكاد اموت من
الضحك..
اما ملاك فقد اعتراها التوتر لاول مره وهي ترىمازن يقترب منهما ولكنها سرعان ما نفضت
هذا الشعور والتفتت الى مها لتقول مكررة: ماهو تخصصك يا مها؟..
قالت مها بكل فخر: الكيمياء..
قال مازن ساخرا وهو يجلسعلى احد المقاعد القريبه من الاريكه التي تجلسان عليها: لا اظن
ان مثل هذا التخصصيصلح لحمقاء مثلك.. فربما تتسببي يوما في تفجير مختبر الجامعه ..
قالت مها بحنقوغيظ: ولا تخصص السياحه يصلح لغبي مثلك.. فقد تتسبب في ايصال كل مسافر
لبلداخر..
لم يابه مازن بما قالته بل التفت الى ملاك الجالسه على الاريكه بهدوء وقالمبتسما: لم
اكن اعلم انك تدرسين الادب من قبل.. اتهوين القراءه ام الشعر؟..
شعرتملاك بالدهشه من سماعه الحوار باكمله تقريبا بينها وبين مها.. ثم لم تلبث ان قالتبهدوء:
الاثنان معا..
وهبطت عيناه الى الاوراق المبعثره ومن ثم قال وعيناهتتطلعان الى احد الاجابات التي كتبتها ملاك:
انها خاطئة..
قالت ملاك بحيرة: خاطئة؟..اانت متاكد؟..
اوما براسه ومن ثم قال وهو يلتقط قلما ويعيد كتابةالاجابة: انها تحل هكذا..
تابعت ملاك خطوات اجابته وتطلعت له باعجاب.. في حينقالت مها وهي تمط شفتيها: من اين
اشرقت الشمس هذا اليوم؟.. مازن يساعد في حل مسالةما..
قال مازن بابتسامه واسعه وعيناه تتطلعان الى ملاك: لا تظني اني ما دمت لااساعدك انت..
فلن اساعد ابنه عمي..
قالت مها بحنق: انك لم تساعد احدا ابدا.. انها المره الاولى التي تفعل..
– اظن اني حر في تصرفاتي وحر في مساعده مناشاء..
قالت ملاك بخفوت: ارجوكما لا تتشاجرا بسببي..
ضحك مازن وقال: اتظنيناننا نتشاجر؟.. لا ابدا.. انه مجرد حديث عادي..
ابتسمت ملاك بالرغم منها وهيتراه يضحك .. وشعرت بالتوتر يعود ليراودها..في حين سمعت مازن يقول
في تلك اللحظةوهو ينقل بصره بين المقعد المتحرك الذي يجوارها وبين الاريكه التي تجلسعليها:اتعرفين لاول
مره اراك تجلسين على مكان يختلف عن مقعدك..ان جلوسك معنا هكذاافضل بكثير ..
كانت مها تشير لمازن ان يصمت منذ بدا حديثه ولكن مازن لم ينتبهلها.. في حين
كانت ملاك صامته وما انتهى من حديثه حتى التفتت الى ملاك لترى ردةفعلها.. توقعت ان
تغضب.. ان تغادر المكان ولكنها لم تتوقع ابدا ان تقول وعلى شفتيهاابتسامه : اترى ذلك
حقا؟..
اوما مازن براسه ايجابيا وهو يبتسم..في حين نقلت مهانظراتاها بينهما .. كانت نظرات مازن عاديه
جدا.. ولكن بالنسبه لملاك.. كانت نظراتهاتجمع ما بين الخجل واللهفة.. مها تعلم ان مازن يعتبر
ملاك مجرد ابنه عم له لا اكثرولا اقل..وهو يتحدث اليها كما يتحدث الى مئات الفتيات
الاخريات.. ولكن كيف لملاكالتي لم تتعلم شيئا من هذا العالم ان تدرك هذا؟..
قالت مها بغتة: ما رايكم اننذهب الى النادي الان؟..
قالت ملاك باعتراض: ولكن لم انهي دراستي بعد..
قالمازن وهو ينهض من مقعده: يمكنك ان تكملي دراستك بعد ان نعود..
واردف دون ان يتركلها مجالا للرفض: ساذهب لاستبدل ملابسي ريثما تجهزان..
تابعته ملاك بانظارها وهويغادر ومن ثم لم تلبث ان قالت وهي تتحدث الى مها: انه
لم يمنحني فرصةللاعتراض..
ضحكت مها وقالت: حتى لا ترفضي الحضور.. والان هيا.. اسرعي باستبدالملابسك حتى نغادر..
رفعت ملاك جسدها بكلتا يديها ومن ثم لم تلبث ان قالت لمهابابتسامه شاحبة: هل لك
ان تدفعي المقعد الى الامام قليلا..
اسرعت مها تنهض منمجلسها وتقول وهي تتحرك نحو المقعد وتدفعه: بكل تاكيد..
رفعت ملاك جسدها من علىالاريكه لتجلس على مقعدها المتحرك اخيرا.. وان شعرت بالضعف لانها احتاجت
الى مساعدةمها.. وتحركت بمساعده مقعدها الى حيث غرفتها ..في حين قالت مها محدثه نفسها وهيتتطلع
الى ملاك وتتذكر نظراتها الى مازن منذ قليل: ارجو ان يكون ما افكر به خاطئايا
ملاك.. ارجو ذلك..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛طرقات هادئه سمعها كمال على بابغرفته وهو جالس على طرف الفراش يرتدي حذائه استعدادا للخروج
وقال بهدوء دون ان يرفععينيه الى الباب: ادخل..
فتح الباب واطل من خلفه مازن الذي تقدم منه وقال وهويتطلع الى ما يفعله: ستخرج
ايضا..
قال كمال ببرود: انت ايضا تذهب الى النادي فيهذه الاثناء ..
قال مازن وهو يجذب له مقعدا ويجلس عليه: اردت ان اتحدث اليكقليلا يا كمال..
رفع كمال انظاره الى مازن وقال: بشان ماذا؟..
– ابنةعمك..
قال كمال بلامبالاه مقصودة: اي ابنه عمه فيهن؟..
قال مازن بحزم: انتتعلم اني اعني ملاك..
– وماذا بها الانسه ملاك حتى تاتي لتحدثنيبشانها؟..
قال مازن دون ان يابه بسخريه كمال: ابنه عمك ملاك قد جاءت لتقضياسبوعا واحدا هنا..
فدعه يمضي على خير..
ضيق كمال عينيه وقال : هل اخبرتك هيبشيء؟..
اوما مازن براسه ومن ثم قال: بكل شيء..استمع الي يا كمال .. ملاك فتاةعاجزه لا
تستحق منك هذه التصرفات .. على الاقل تجاهلها ولكن لا تتحدث اليها بكلماتكالجارحه هذه ..
قال كمال وهو يبتسم باستخفاف: ولم انت مهتم هكذا؟ ..
– لانهاابنه عمي اولا.. ولانها امانه في اعناقنا جميعا ثانيا..
ونهض من مكانه وهو يكمل: فارجو ان تكون رجلا تستطيع ان تحمل المسئوليه وتحافظ على
الامانه التي كلفك بها عمك ..
لم يبد على كمال اي بادره فعل.. فزفر مازن بحده وخرج من غرفته .. ليسيربالممر
ومن ثم يهبط درجات السلم الى الطابق الارضي..وهناك لم يشاهد اي من ملاك اومها.. فصاح
قائلا بصوت عالي: مها.. ملاك.. اين انتما؟..
اقتربت منه احدىالخادمات وقالت بهدوء: لقد رايت الانستين يخرجان الى الحديقه يا سيد مازن..
مطمازن شفتيه بملل ومن ثم غادر المنزل الى الحديقه الخارجيه .. وهناك سمع صوت ضحكات..
كانت ضحكات مها وملاك.. لاول مره يسمع ضحكات هذا الملاك الرقيق.. ووجد قدماهتقودانه الى حيث
تقف مها وبجوارها ملاك.. وقال مبتسما: علام تضحكان؟..
قالت مهاوهي مستمره في الضحك: لقد سالتني ملاك عن شيء ما في الكيمياء ولم استطع
الاجابةعليه..
قال مازن بسخرية: اخبرتك انك لا تصلحين لدراسه الكيمياء و…
قاطعهمها قائله وهي تشير الى ملاك: وحتى انتقم من ملاك سالتها شيء ما في الادب
ولم تستطعالاجابه عليه هي الاخرى..
ابتسم مازن وقال وهو يعقد ساعديه امام صدره: ربماارادت ان تجاملك فحسب..
تطلعت اليه بحنق فقال وهو يدير ظهره عنهما: هيا اسرعا لااريد ان اتاخر..
توجهت مها الى ملاك ودفعت مقعدها بهدوء الى ان اوصلتها الىالسياره ..في حين كانت عينا
ملاك معلقه بمازن وابتسامه مرتسمه على شفتيها.. لم تعلملم شعرت بكل هذا الانجذاب تجاه مازن
.. ربما لانه الوحيد الذي عاملها برقه ولطف.. وربما لانها للمره التي تتعامل فيها مع
شاب ما..شاب يحترمها ويقدرها ويعاملها بهذااللطف ..ويشعرها بانها انسانه مرحب بها وانها فتاه قبل كل
شيء.. فتاه من حقها انتعيش الحياه التي تتمناها .. فتاه من حقها ان تعجب بشاب
ما.. ويختاره قلبها من كلالناس من حولها حتى يخفق من اجله.. وتترك العنان لمشاعرها ل
…
شعرت بانافكارها قد اخذت اتجاها لم تفكر به بالمره في حياتها.. بم تفكر؟..بالمشاعر ؟..هل منحقها
ان تعجب بشاب ما وتميل اليه؟..هل من حقها ان تحب حقا؟.. ولم لا؟..اليست فتاةكبقيه الفتيات؟..
انها كذلك..ولهذا لن تضع اي حاجز امامها يمنعها من ترك الحريةلمشاعرها.. فهاهي ذي تعترف لنفسها
انها معجبه بمازن ..ومن يدري ما الذي تخفيهالايام لها ولمصير اعجابها بمازن هذا؟..
توقفت عن الاسترسال في افكارها عندماوصلت السياره الى النادي..ووجدت مها تفتح لها الباب.. في حين
كان مازن يتوجه نحوحقيبه السياره ليخرج مقعدها ويقترب به منها.. وقال مازن بهدوء وهو يتطلع
باتجاهها: اترغبين في المساعدة؟ ..
هزت راسها نفيا ومن ثم رفعت جسدها عن مقعد السيارةلتجلس على مقعدها.. اما مها فقد
عقدت حاجبيها بحيرة.. انها تذكر ان اول مره اشارفيها مازن الى حاجه للمساعده اثار ذلك
عصبيتها على نحو واضح.. اما الان فهي تقابلالامر بهدوء..
هزت مها كتفيها ومن ثم اخذت تدفع مقعد ملاك التي كانت تتطلع الىارجاء النادي الواسع
.. وبغته سمعت صوت مازن وهو يقول: اهلا حسام ..
لم تستطعمها منع نفسها من الالتفات له بسرعة.. ولم تستطع منع تلك اللهفه التي اطلت
منعينيها وهي تطلع الى حسام بقامته الممشوقه وهو يتحدث الى مازن وابتسامته مرتسمه علىشفتيه ..
ومن ثم لم تلبث ان راته يلتفت لها ويقول: اهلا مها..
ابتسمت مهاابتسامه واسعه وقالت: اهلا بك.. كيف حالك؟..
– على ما يرام..
ومن ثم لم يلبثان قال مردفا وهو يوجه حديثه الى ملاك: اهلا انسه ملاك..كيف حالك؟..
قالت ملاكبابتسامه باهتة: بخير..
في حين قالت مها بابتسامه مرحة: لم تخبرني ما هي احوالكبالنادي؟..
قال حسام وهو يشير بابهامه علامه النصر: ممتازه جدا..
قال مازنوهو يضع احدى كفيه في جيب بنطاله: ساذهب انا الى قسم الفروسية..اذهبوا انتم الى
حيثتريدون..
مالت مها باتجاه ملاك وقالت: الى اين تودين الذهاب يا ملاك؟..
هزتملاك كتفيها وقالت: اي مكان..
توجهت بها الى الكافتيريا ليجلسوا ثلاثتهم حولالمائدة.. فقال حسام مبتسما: ساذهب الى قسم الرماية.. اترغبين
في الحضور يامها؟..
قالت مها في سرعة: بكل تاكيد س…
وكانها قد تنبهت الى ملاك للتو.. فقالت بتردد: ولكن ملاك ستبقى وحيده هنا..
قالت ملاك بابتسامة: لا عليك اذهبيالى حيث تريدين.. لقد اعتدت الجلوس لوحدي حتى اتامل الطبيعه
من حولي..
قالت مهامتساءلة: الن تتضايقي حقا لو ذهبت وتركتك وحدك قليلا؟..
هزت ملاك راسها نفياوقالت: ابدا..
قالت مها بابتسامه واسعة: لن اتاخر..
كان مبعث فرحتها هوذهابها مع حسام .. فاسرعت تنهض من على مقعدها لتسير الى جوار
حسام الذي غادرالمائده بدوره ..وازدردت لعابها لتقول له: اتعلم ياحسام.. لا ازال اتذكر قبل عشرسنوات
تقريبا عندما كنا طفلين وكنا ناتي الى النادي احيانا فتتسخ ملابسنا.. وحينهاكنت اتهرب من العقاب
واضع اللوم عليك..
قال حسام مبتسما: وانا الاحمق الذي كنتاتحمل عقوبتي وعقوبه طفله شقية.. من اجل ان لا
تعاقبي انت..
ضحكت مها وقالت: انادم انت على ما فعلت وقتها؟..
التفت لها وقال بابتسامة: ان اردت الحقيقةفكلا.. لست نادم على ما فعلته وقتها ولو عاد
الزمن الى الوراء لفعلت الشيءذاته..
قالت مها بحيرة: وما الذي كان يدفعك لتتحمل عقوبتي انا ايضا؟ ..
قالحسام وهو يهز كتفيه: لا شيء محدد بالضبط.. ولكني اكره ان اراك تتالمين او حتىتتضايقي
من اي شيء.. كنت مستعد دائما لتحمل عنك العقاب حتى لا تشعري بايالم..
مست كلماته شغاف قلبها..وجعلت حلقها يجف من التوتر ..وشعرت كم هو رائعحسام هذا .. كم
هو شهم ونبيل معها منذ صغره.. كيف لها ان تجد انسان يساويه شهامتهوحنانه هاذين و..
ولكن.. انها لا تزال تجهل مشاعره نحوها..انها لا تدرك ان كاناهتمامه بها ينطوي على مشاعر
ما ام لا..
ووجدت مشاعرها تدفعها لسؤاله قائلة: لماذا؟..
ارتفع حاجباه بدهشه وقال: لماذا ماذا؟..
تطلعت اليه بعينين تنطويعلى اللهفه وقالت: لماذا كنت تكره ان تراني اتالم؟.. لماذا كنت مستعد
لان تتحملالعقاب عني في كل مرة؟..
التفت عنها وتطلع بنظرات شارده الى الطريق وقال بصوتخافت النبرات: ربما لاني…
بتر عبارته بغته مما جعل مها تستحثه على المواصلةقائلة: لانك ماذا؟..
التفت لها بغته وقال بابتسامة: ربما لاني اكره ان ارى دموعالفتيات..
قالت مها كالمصعوقة: هااا.. ماذا تعني بقولك هذا؟..
هز كتفيه وقال: ما سمعته.. المهم دعينا من هذا الحديث الان.. وراقبي مهارتي في الرماية..
لم يكنحسام يعلم عن الغضب والاحباط الذي خلفه في قلب مها.. لقد ارادت ان تسمع
ولو كلمةواحده تشعرها انه يحمل لها ولو القليل من المشاعر.. على الاقل حتى تتمسك باي
امل.. ولكن اجابته لها صدمتها وجعلتها تشعر بفقدان الامل والياس من وجود مشاعر في قلبحسام
لها..واخذت تراقبه وهو يصوب على الاهداف التي امامه بعيون شارده لاتريان…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كانت عينا ملاك معلقتان بتلك السماءالصافية.. وهي تتطلع اليها بشرود كبير.. ولكن وعلى الرغم منها
وجدت عيناها تهبطانالى حلبه السباق مع اصوات صهيل تلك الخيول .. رات العديد من المتسابقين
يتدربون فيحلبه السباق وخصوصا وانه لم يبقى على يوم السباق سوى عده ايام فقط.. وكل
منهم يسعىللحصول على احدى المراكز الاولى.. ومن هؤلاء مازن وكمال ..
مازن الذي تعلقت بهعينا ملاك هذه المرة.. وهي تراقب كل حركه من حركاته.. وكل خلجه
من خلجاته.. ابتسامته.. نظراته..حركات ذراعيه .. هدوءه.. حزمه .. وحتى طريقه مشيته..ووجدت نفسهاتبتسم باعجاب لشخصيته..
بمرحه ولطفه وحنانه..وبحزمه ورجولته ..وجدت قلبها اخذ يخفقفي قوه عندما راته ترك حلبه السباق بغته
واقترب من المكان الذي تجلس عنده بعد انترك حصانه لكمال حتى ياخذه الى الاسطبل..
واخيرا رمى بجسده على المقعد المجاورلها وقال متسائلا: اين مها؟..
اشارت الى حيث ذهبت مها مع حسام وقالت وهي تشعرببعض الارتباك: لقد ذهبت مع حسام
الى قسم الرمايه منذ قليل..
– لم يكن عليها انتتركك لمفردك..
قالت ملاك بصوت خافت: لقد اعتدت الجلوس لمفردي..
نهض من مجلسهوقال في سرعة: ساذهب لاحضار العصير لكلينا واعود لاجلس معك.. بدلا من تلك
الحمقاءالتي تركتك لمفردك..
قالت ملاك وهي تهز راسها نفيا: لم تود مها تركي لمفردي.. ولكني انا التي اصررت
عليها بالذهاب واخبرتها انني استمتع بالجلوس وحدي لاراقبالطبيعة..
قال مازن بسخرية: وتستمعين الى صوت الرياح.. اليس كذلك؟..
اشاحتملاك عنه بوجهها وقالت وصوتها يحمل بعض الضيق من سخريته: لن تفهم ما اقوله الا
لوعشت ظروفا مما ثله لي..
اشار لها بسبابته قائلا: ساذهب لاحضار العصير ثم سنتناقشفي ظروفك هذه..
قالها ومضى عنها.. تاركا اياها تتنهد بحرارة.. من حقه ان يستغربما تقوله .. ولكنها حقا
بدات تندمج مع العالم الذي تحياه .. وتصبح جزءا منه.. كيفلا وقد عاشت في هذا
العالم منذ سته عشر عاما.. منذ يوم اصابتها.. وهي تجد هدوءهاوشعورها بالراحه بالتطلع الى الطبيعه
من حولها.. والاستماع الى صوت الريح.. ليتالجميع يفهم هذا.. ولا يعاملونها على انها فتاه غريبه
التصرفاتو…
(العصير)
ايقظها من شرودها وافكارها صوت مازن .. اعقبه بان وضع كاسالعصير امامها وقال مبتسما وهو
يجلس على مقعده: لقد نسيت ان اسالك عن شرابكالمفضل.. لهذا احضرت لك على ذوقي..
تطلعت ملاك الى كاسي العصير ومن ثم قالتمبتسمة: اتفضل شراب البرتقال؟..
اوما براسه وقال وقد اتسعت ابتسامته: كما ترين.. انها عاده التصقت بي منذ ان كنت
طفلا.. فقد كانت والدتي تعد لنا عصير البرتقال علىالغداء كل يوم.. ومنذ ذلك الحين وانا
لا اشرب عصير سواه..
وقبل ان تقول ملاكشيئا.. عقد حاجبيه وهو يتطلع لها قائلا: اتعلمين يا ملاك.. لا اعلم
لم اشعر وكانيقد التقيت بك من قبل ..
قالت ملاك بدهشة: حقا؟.. ولكن المره الاولى التي رايتكفيها هي عندما جئت الى منزلكم قبل
يومين..
قال مازن باصرار: ليس قبل الان بوقتقصير.. بل ربما التقيت بك منذ وقت طويل..اوربما قبل
سنوات عدة..
قالت ملاكبمراره وهي تطرق براسها: لا اظن.. فانا لا اخرج من المنزل الا نادرا جدا..
– ربما احدى هذه المرات او…
قاطعته ملاك قائلة: مستحيل.. فخروجي في هذه الحالةينطوي على الاهمية.. اما للمشفى.. او ذهاب الى
مكان ما مع ابي ..
قال مازن وهويحث نفسه على التذكر: ولكني اشعر اني قد …
قاطعه صوت احدى الفتيات وهي تقولبصوت مرح: مازن.. ياللصدفه الجميله الذي اتاحت لي رؤيتك اخيرا..
التفت لها مازنفي حده وكذلك فعلت ملاك.. كانت امامها فتاه تمتلا رقه ودلالا.. بملامح وجههاالحسناء..
وبابتسامتها الرقيقة.. ووجدت مازن يقول في صوت هادئ: اهلا.. كيفحالك؟..
قالت الفتاه مبتسمه بمرح: في افضل حال مادمت قد رايتك.. المهم ساذهبالان لالعب التنس.. لو
اردت رؤيتي ساكون هناك..لا اريد الذهاب سريعا ولكن صديقتيتنتظرني..
واردفت وهي تغمز بعينها له: وكف عن ما تفعله قليلا.. فكل يوم اراك معفتاه جديدة..
واردفت بخبث: واجمل من سابقتها..
اسرع مازن يقول: ان هذه الفتاةهي ملاك صديقه اختي مها.. وانا اجالسها ريثما تعود مها
فحسب..
قالت بخبث وهيتتطلع الى ملاك الصامتة: وماذا يهم؟.. اغلبهن صديقات لشقيقتك..
كان يريد انيخبرها انها ابنه عمه.. ولكنه لم يابه بها.. فلا تهمه ان علمت انه
على علاقه بفتاةجديده ام لا.. ووجدها تبتعد غير ابهه بملاك.. الذي ظهر على وجهها علامات
التساؤلوالضيق .. وقالت متسائله لمازن: هل يمكنني ان اسالك سؤالا؟..
ادرك انها ستسالهعن تلك الفتاه فقال بابتسامة: انها زميله لي في النادي..
ازدردت لعابها وقالت: وماذا عنت بما قالته لك منذ قليل؟..
اجابها وهو يهز كتفيه بحركه لا مباليةمصطنعة: كما تعلمين.. انني مشترك في قسم الفروسية.. وقد
فزت في احدى المرات لهذافلدي العديد من المعجبين والمعجبات هنا بالنادي ..
خبره ملاك البسيطه بالعالمالذي حولها جعلها تصدقه ودون ان تشكك في كلماته..وان ظل شعورها بالضيق
يلازمهاعندما ادركت ان هناك العديد من المعجبات حوله..اما مازن فقد قال وهو ينهض من مجلسه:
هاقد جاءت مها .. ساذهب انا الان..
قالها وغادر المكان..وان خلف وراءه قلبايتلهف لعودته.. وعينان تترقبان رؤيته منجديد…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كانت نظرات الضيق واضحه في عيني مها وهيتقترب من الطاوله التي تجلس خلفها ملاك.. وكذلك
في عيني هذه الاخيره ..كلاهما كانتاتفكران في شخص ما يشغل تفكيرها عن الاخرى وعن العالم
الخارجي باكمله ..ووجدت مهانفسها تزفر بقوه وهي تجلس على الطاوله وقالت وكانها تحادث نفسها: لماذا
لايفهم؟..
التفتت لها ملاك وقالت بدهشة: هل تتحدثين الي؟..
قالت مها وهي تمطشفتيها وتسند ظهرها للمقعد: لا بل احادث نفسي..
ابتسمت ملاك وقالت: ومن هذا الذيتريدينه ان يفهم؟..
تجاهلت مها سؤالها وقالت: ما رايك ان نغادر النادي ونعود الىالمنزل؟ ..
قالت ملاك بحيرة: لا يزال الوقت مبكرا..
قالت مها وهي تلوحبذراعها: الم تقولي ان لديك دروس لم تنهيها بعد .. فلنعد اذا
لتكمليها..
قالتملاك بهدوء: لا باس..
اسرعت مها تخرج هاتفها المحمولمن حقيبتها وتتصل بالسائقليحضر الى النادي .. في حين قالت لها
ملاك بعد ان انهت المكالمة: الن تخبري مازن اوكمال بمغادرتنا؟..
قالت مها وهي ترفع حاجباها بدهشة: ولماذا افعل؟..
– قديغضبان ان علما اننا قد غادرنا دون ان نخبرهما..
ضحكت مها وقالت: بل سيغضبان لواننا اخبرناهما وقطعنا عليهما التدريب.. دعك منهما..
ثم لم تلبث ان استرعىانتباهها كاس العصير الموجود امامها فتساءلت قائلة: كاس من هذا؟..
تطلعت ملاكالى كاس العصير الذي لم يشرب منه مازن الا القليل ومن ثم قالت: انه
لمازن..
– هلجاء الى هنا؟..
اومات ملاك براسها ايجابيا.. فقالت مها مستغربة:جاء الى هناليجلس معك وترك التدريب .. ياله من
شاب متقلب..
تطلعت لها ملاك بحيره ولم تفهمسر وصف مها لمازن بالمتقلب فجعلت افكارها تتحول الى سؤال
اسرعت تهتف به قائلة: ماذاتعنين بانه شاب متقلب؟..
قالت مها بسخرية: منذ اسبوع فقط كاد ان يتشاجر معي امامكل من في النادي لاني
طلبت منه ان يترك التدريب وياتي ليوصلني الى احدالاقسام..
– ربما كان مشغولا حينها..
هزت مها راسها نفيا ومن ثم قالت: بل انهيكره ان يساعد اي احد..
قالت ملاك بشك وقلق: لست اظن ان مازن على هذهالصورة..
قالت مها وهي تبتسم بسخريه مريرة: انت لا تعرفينه كما اعرفه انا..
ظهر التساءل في عيني ملاك وقبل ان تجيب مها هذا التساؤل ارتفع صوت رنين هاتفمها
المحمول فاجابته قائلة: الو.. اجل.. حسنا انتظر قليلا وسنحضر فيالحال..
واغلقت الهاتف لتقول بهدوء: لقد حضر السائق..
– بهذه السرعة..
– لقد كان قريبا من المكان.. هيا فلنذهب..
لم تجد ملاك سببا لمعارضه المغادرةفقالت وهي تزيح خصلات من شعرها عن جبينها: حسنا..
اسرعت مها تنهض من خلف مقعدهاوتدفع مقعد ملاك متوجهتان الى الطريق المؤدي الى خارج النادي..وقالت
ملاك بابتسامةباهته في تلك اللحظة: هل سنحضر الىالنادي غدا؟..
قالت مها بابتسامة: ان شئتذلك..
اطرقت ملاك براسها قليلا ومن ثم داعبت قلادتها الذهبيه وقالت: كان بوديالبقاء اكثر حتى ارى
جميع ارجاء النادي ولكنك…
بترت ملاك عبارتها عندما لاحظتان مها لا تستمع اليها بل تتطلع الى يمينها باهتمام.. فالتفتت
ملاك بدورها لتشاهدحسام يقترب منهما ويقول مبتسما: الى اين ايتها الهاربتان؟..
قالت مها وهي تمطشفتيها: الى الخارج كما ترى..
قال متسائلا وهو يعقد ساعديه امام صدره ويتطلع الىمها: ولماذا تغادران الان؟..
قالت مها بحنق: لدي بعض الدروس التي ارغب في انانهيها .. هل من سؤال اخر؟..
مال حسام نحوها وقال بصوت خافت: وستتصلين بي حتىاشرحها لك .. اليس كذلك؟..
شعرت مها على الرغم منها بانعقاد لسانها وتوتراطرافها وهي ترى نظراته المثبته عليها.. وابتسامته الواسعه
التي ملات وجهه ..واسرعتتنتزع نفسها من مشاعرها لتقول وهي تشيح بوجهها عنه: لن اتصل حتى
لو لم افهم اي كلمةمما سادرسه ..
ضحك حسام وقال: لا تقلقي سيكون الشرح مجانا..
تطلعت له مهابغيظ.. الا يفهم هذا الشاب؟..واسرعت تقول وهي تستدير عنه: افضل ان ادفع لمن
سيشرحلي ما لم يكن هو انت..
كادت ان تمضي في طريقها لولا ان امسك بذراعهاليوقفهاقائلا بجدية: ماذا بك يا مها؟..
قالت ببرود: لا شيء ابدا..
ولكنها اجابت عنسؤاله لنفسها.. قالت بكل اللوعه في اعماقها: ( لقد سامت يا حسام.. سامت
حقا منكلماتك التي لا تحمل ذره مشاعر تجاهي.. الا تشعر بحبي لك حقا؟ ..اتظن اني
حجر لاتؤثر في كلماتك الاخويه تجاهي.. اريد ان اسمع ولو كلمه واحده تجدد الامل فياعماقي..
حتى عيناك لا ارى فيهما الا اهتمام فحسب.. لا ارى ايه مشاعر.. سامت هذاكله يا
حسام.. اتفهمني؟ ..)
تطلع اليها حسام طويلا ومن ثم قال: بل هناك امريضايقك يا مها .. اخبريني من
الذي ضايقك.. كمال ام مازن؟.. ام احد الزملاءبالنادي؟..
قالت مها بحدة: ولم يجب ان يكونوا هؤلاء؟.. الا يوجد شخص اخر منالممكن ان اتضايق
منه؟..
قال بحيرة: شخص اخر؟.. ومن يكون؟..
قالت مهابانفعال: انه يقف امامي..انت..
اتسعت عينا حسام بدهشه من قولها هذا.. حتى ملاكالتي كانت تحاول ان تتظاهر بالانشغال بمداعبه
قلادتها التفتت لها بحده وهي تستغربجراه مها وردها هذا الذي لم تتوقعه ابدا..
وتوقفت نظرات حسام امام عيني مهاوكانه يحاول ان يعرف ما يدور في داخلها من افكار
ومن ثم ابتسم ابتسامه باهته وقال: مني انا؟.. اصدقك القول اني لم اتوقع هذا الجواب
منك.. فطالما حاولت ان اكون سببافي سعادتك وابتسامتك.. لا ضيقك .. ولكنني وجدت نفسي اليوم
اكون سببا في ضيق مهاالعزيزه دون ان اشعر.. اخبريني بالله عليك.. فيم ضايقتك؟ .. وانا
مستعد لاشرح لكموقفي كله..
ارتبكت مها امام نظراته التي تحاصرها.. ارتبكت امام كلماته التيامتلات بالاهتمام والحنان تجاهها.. ارتبكت من
مسكه كفه لذراعها عندما حاولايقافها.. واشاحت بوجهها عنه لتخفي تاثيره عليها عن ناظريه وقالت وهي
تزدرد لعابها وتحاول السيطره على ارتباكها: المعذره .. لم اقصد.. انسى ما قلته ..
وابتعدتبسرعه عن المكان.. كاد حسام ان يتبعها ولكنه لم يفعل.. ادرك انه لو تبعها فلن
تخبره بسبب ضيقها منه ابدا.. لهذا عليه ان يعرف السبب بنفسه.. وان كان قد بدا
يشك في سبب ضيقها ذاك…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
dreamamira and nahlahkb like this.
الجزءالسادس
“… مشاعرها …”
اغلقت مها عينيها وهي تغط في تفكير عميق شغل ذهنها عن كل ما حولها منذ
بدايه صعودها للسياره حتى تغادر النادي ..انها تشعر بخطا تصرفها.. وبخطا ما فعلته.. لم يكن
ينبغي عليها ان تنفعل هكذا مندفعه وراء مشاعرها.. هو لا يعلم انها تحبه.. لهذا ليس
ذنبه ان لم يشعر بها.. كان من الافضل لها ان تصبر وتخفي مشاعرها.. على الاقل
حتى تنجح في تحريك مشاعره تجاهها.. ولكن كيف؟..
لقد حاولت مرارا وتكرارا ان تلمح له و لاتستطيع ان تفعل اكثر من ذلك.. لا
تستطيع ان تصرح بحبها له هكذا علانيه ..لا يوجد ايمنطق يجعل الفتاه تتمتع بكل تلك
الجراه لتصرح بحبها للشاب.. الفتاه بطبيعتهاالرقيقه والخجوله .. تنتظر من الشاب ان يقدم على هذه
الخطوه اولا.. وليست هي منت…
(مها..هل انت بخير؟)
فتحت مها عينيها لتنتشل نفسها من دوامه افكارهاوالتفتت الى ملاك ناطقه العباره السابقة.. ومن ثم
قالت وهي تزفر بحدة: اجل .. لمتسالين؟..
قالت ملاك وهي تشير الى وجهها: لقد كنت تعقدين حاجبيك بطريقه تدل علىتعبك..
– لقد كنت افكر في امر ما ليس الا..
ازدردت ملاك لعابها وتجرات لتقول: بخصوص.. حسام؟..
التفتت لها مها في حده وكانها لم تتخيل ابدا ان تفهم ملاك بماجال في افكارها
طوال الطريق.. وقالت بحده على الرغم منها: وما دخل حسامبالموضوع؟..
قالت ملاك وهي تهز كتفيها: لست ادري.. ولكن حديثك الاخير معه فيالنادي.. جعلني اظن انك
تفكرين به..
قالت مها وهي تشيح بوجهها عنها في ضيق: لستافكر به ابدا.. ولن افعل في يوم..
كانت تعلم انها كاذبة.. لم تكذب على ملاك فحسب .. بل كذبت على نفسها ايضا..
وهي تامل ان يغيب عن افكارها تماما.. ولكن كيف لشمسالحب ان تغيب وهي في كبد
سماء الاحلام؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛قال مازن وهويشير لكمال من بعيد هاتفا بصوت مرتفع: كمال.. الن تغادر؟..
اكتفى كمال بان اشارله بكفه اشاره (لا)..فزفر مازن وقال وهو يبتعد عنه: هذا شانك..
وابتعد عن المكانوهو يجوب ارجاء النادي..كان النادي في هذا الوقت بالذات قليل الزوار..نظرا للجوالبارد ونسمات
الهواء التي ترجف الابدان بعد ان انتصر الظلام على النور في تلك السماء الواسعة..مما سمح
لمازن ان يجوب كما يشاء فيه دون ان يابه بهذا او ذاك .. وطال سيره
حتى توقف بغته عند كافتيريا النادي .. وتوجهت انظاره الى الطاوله التيجلست عليها ملاك اليوم
.. وتذكر ما دار بينهما اليوم من حديث.. وتذكر عبارتهالساخره لها عن سماعها لصوت الريح..
ووجد نفسه يغمض عينيه.. ويترك المجال لاصواتالرياح ونسمات الهواء لتتسلل الى اذنيه.. وبغته فتح عينيه
بقوه ودهشة.. وابتسملنفسه بسخريه قائلا: ما بالك يا مازن؟.. هل دفعتك ابنه عمك لفعل هذا؟..
الم تتهمهابالجنون لفعلها ذاك؟.. فلم قمت بما فعلت هي اذا؟.. هل جننت انت ايضا؟..
هز راسهوابتسامته الساخره لم تفارق شفتيه ومن ثم قال وهو يسير مبتعدا عن المكان: ربما
اردتان اشعر بما تشعر به وهي في هذه الحال..
لم يزد على ما قاله حرفا.. بل اسرعبمغادره المكان بسيارته متوجها الى المنزل.. ولكن اتصال
هاتفي جعله يعقد حاجبيهبتفكير ومن ثم يتطلع الى الرقم للحظة.. وما ان فعل حتى زفر
في حده وقال: يا الهي.. الن تتعب هذه الفتاه ابدا؟..
واجابه قائلا: اجلا يا حنان.. ماذاتريدين؟..
قالت في سرعة: اهلا مازن.. كيف حالك؟..
قال ببرود: بخير..
قالتبالم: لم لا تجيب على مكالماتي..انني اتصل بك منذ الصباح؟ ..
عاد ليقول بملل: اخبريني ماذا تريدين؟..
قالت برجاء: اريد ان اراك .. اين انت؟..
تنهد بقوةوقال: لقد غادرت النادي وفي طريقي الى المنزل.. ربما غدا.. الى اللقاء..
انهىالمكالمه في سرعه ومن ثم اغلق الهاتف باكمله.. يعلم انه خطاه منذ البدايه في تكوينعلاقه
مع اي فتاة.. ولكنه مع هذا لا يزال مستمرا في هذا الخطا.. انه لا يعد
اي فتاةيعرفها باي شيء .. مجرد صداقه عابره لا اكثر ان ارادت .. ولكن حنان
هي الوحيده التيلا تزال متشبثه به.. وتصر على ملاحقته اينما كان.. ليس ذنبه ان كانت
مشاعرها تفوقالصداقه .. لقد اوضح لها الامر منذ البداية.. وهي التي تركت مشاعرها تسترسل حتىوصلت
الى ما هي عليه الان..
وصل في تلك اللحظه الى المنزل..فاوقف سيارته فيالموقف الخاص بها.. ومن ثم غادرها ليدخل الى
المنزل.. ويسير عبر ردهته الكبيرةوالواسعة..وهناك راى ملاك.. اعاده مراها لما فعله قبل قليل بالنادي.. وابتسم
علىالرغم منه.. ولكن شيئا اخر جال بذهنه في تلك اللحظة.. شيء يتعلق بملاك.. فاليوم بدتاكثر
تجاوبا مع الجميع وليس معه هو فقط.. اصبحت تتحدث بحرية.. ولا تكتفي بالكلماتالمقتضبه .. وهذا
يعني انها قد بدات ترتاح لوجودها هنا وتعتاد على المكان ..
واقترب من مكان جلوس ملاك.. التي لم تكن منتبهه له بل منشده بحواسها كلهابقراءه قصه
بين يديها ..وتسلل مازن بخفه ليجذب القصه من بين يديها فجاه وفي غمرةدهشتها ويقول مبتسما:
ماذا تقرئين؟..
رفعت عينيها اليه وقالت بدهشة: مازن.. متىجئت؟..
قال وهو يلوح بكفه بلا اهتمام: منذ قليل..
واردف وهو يتطلع الى عنوانالقصه التي كانت تقراها: والان فلنر ماذا كنت تقرئين..
ابعدت نظراتها عنه في صمتفاستطرد هو بسخرية: (حب الى الابد).. اهذا ما تقرئينه؟.. لم اكن
اعلم بانك تصدقينمثل هذه التفاهات..
التفتت له ملاك بحده وقالت بدهشة: تفاهات؟؟..
قال بسخريةوهو يقلب صفحات الروايه بين يديه: اجل تفاهات.. فمن يصدق وجود مثل هذا الحبالرومنسي
في هذا العالم سوى في الافلام والروايات..
هزت ملاك راسها نفيا وقالت: هذا ليس صحيحا ابدا.. فقيس وليلى كانا من الواقع وليسا
مجرد رواية..
قال مازنبابتسامه : انهما من زمن ولى وانتهى.. ولم يعد هناك ما يسمى بهذا الحب
الرومنسي ..
قالت ملاك معترضة: من قال هذا؟.. لا يزال هذا الحب موجودا والا لما كتب عنهالمؤلفين..
– لانه مجرد خيال ينبع من رؤوسهم..
– بل هو دليل على ان الحب لايزال موجودا في هذا العالم.. ولكن انت من
يرفض هذا الواقع..
قال مازن وهو يميلنحوها: اخبريني انت..اين ترين مثل هذا الحب في العالم من حولك؟..
ازدردت لعابهابتوتر حتى جف حلقها.. كانت الاجابه موجوده في اعماقها وبين مشاعرها.. كان قلبهايريد ان
يجيبه بانه اقرب مما يتصور.. فمشاعرها تجاهه تزداد لحظه بعد اخرى..وصمتتللحظه وهي تبحث عن جواب
في عقلها ومن ثم قالت بابتسامه باهتة: في حب الزوج لزوجته.. في حب الابن لامه..
في حب الاخ لاخيه..
قال مازن وهو يتخذ مجلسه على احد المقاعدويرمي الروايه على الطاوله الصغيره الموجوده امامه: هذا
غير صحيح ابدا.. فمشاعرالابن تجاه امه هو عباره عن عاطفه قويه تتولد مع الايام وتجعله
يتعلق بها ..
قالت ملاك باصرار: ويحبها ايضا..
اوما براسه ومن ثم قال: ولكنه يختلفتماما عن هذا الحب الرومنسي.. حب الشاب لفتاة.. يجعله
هذا الحب ينغمس حتى اذنيهفيه.. ولا يفكر في شيء سوى الحب.. ومستعد للتضحيه بكل شيء
من اجل هذاالحب..
قالت ملاك بهدوء: وما الخطا في كل هذا؟..
دس اصابعه بين خصلات شعرهوقال مبتسما: ان اكون محكوما ومقيدا بمشاعر لا قيمه لها..
عقدت ملاك حاجبيها منمنطقه الغريب.. وقالت بضيق: ولم تعارض انت هذه المشاعر؟..
– اخبرتك لانها لااساس لها من الصحة..
ارادت ملاك ان تساله عن شيء اخر ولكن وجدت خجلها يمنعهافلاذت بالصمت.. وفي تلك اللحظه
اقتربت مها من المكان وقالت : وان اردت ان تختارشريكه حياتك.. كيف ستختارها اذا؟..
التفتت لها ملاك بحدة.. وارتفع حاجباهابدهشة.. فهذا هو نفس السؤال الذي دار باعماقها ولم تقو
على التصريح به.. في حين قالمازن بلامبالاة: لا يجب ان يكون الحب اساس للزواج ..
هناك الاعجاب.. المعرفة.. الثقه وغيرها من تلك الامور ..
قالت مها بحنق: انت شاب معقد.. ترى الفتيات منحولك.. فتظن انهن لعبه في يدك.. وانك
اذا اردت ان تختار ستختار فتاه سيكون لك مصلحةما بزواجك منها..
قال مازن وهو يسترخي بمقعده: ربما…
اما ملاك فقد تطلعت لهبمراره وحزن.. احقا يرى الحب مشاعر تافهه لا اساس لها.. ويرى
اختيار شريكه حياتهالتي ستعيش معه طوال حياتهما لا يجب ان ينبني على الحب.. اتكون بهذا
فقدت املها فيمازن.. ام لانه لم يشعر بتلك المشاعر الدافئه التي تتسلل الى قلبه فبات
يتكلم عنالحب بمثل هذه الطريقة؟..لا تدري ابدا.. ولكنها قد اصبحت تخشى مشاعرها تجاه مازن.. ربما
لانها تزداد قوه مع مرور الوقت.. دون ان تعلم ما هي مصير مشاعرهاهذه؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛الساعه العاشره وقت اجتماع العائله حول مائدةالعشاء.. والجميع كان حاضرا في هذا الوقت.. وحتى كمال
الذي يتغيب معظم ايامالاسبوع..وكان الصمت مخيما على تلك المائده مكتفين جميعهم بتناول ملعقه ومتظاهرينبتناول الاخرى
..دون ان يعلم احدا منهم بالافكار الكثيره التي تدور في راسالاخرين..
فمن جهه كان امجد يفكر في مصير ابناءه وفي ملاك التي اقتحمت حياتهمفجاه والتي قد
تكون سببا في حدوث الكثير من المشاكل بينه وبين اشقاءه..ومن جهه اخرىكانت مها تفكر في
حسام وحبها الصامت له.. وكيف تشعره بهذا الحب الذي تحمله له فيقلبها.. بينما كان كل
من مازن وكمال يقكران في سباق الخيل ويتمنى كلاهما الحصول علىاحد المراكز الاولى.. واخيرا تفاوتت
افكار ملاك ما بين مشاعرها التي بدات تخشاهاتجاه مازن وما بين والدها.. والدها الذي لم
يتصل بها اليوم ابدا.. ترى هل هو مشغولبامر منعه من الاتصال بها؟…
(عزيزتي ملاك.. فيم تفكرين؟)
التفتت ملاك الىصاحب العباره وقالت بابتسامه باهتة: لا شيء يا عمي..
قال امجد بنبره هادئة: اخبريني يا عزيزتي.. الست عمك؟..
اومات براسها ومن ثم قالت وهي تحاول ان تخفيالقلق من نبره صوتها: ابي.. لم يتصل
بي اليوم ابدا..
قال امجد بابتسامه مشفقة: ربما كان مشغولا..
وتدخل مازن في الحديث قائلا: او ربما قد نسي الاتصالبك..
التفتت ملاك لمازن وقالت باستنكار: لا يمكن ان يحدث ذلك .. من المستحيل انينسى ابي
الاتصال بي..
قال مازن بدهشة: ولماذا مستحيل؟.. اننا بشر..
قالتملاك وهي تهز راسها نفيا: انت لا تعرف ابي.. انه ينسى كل شيء فيما عداي..
واردفتوهي تعض على شفتها السفلى: اخشى ان يكون قد اصابه مكروه او…
قاطعها مازن فيسرعة: لم لا تتصلين به انت وتطمئني عليه؟..
اشارت الى نفسها مندهشة: انا؟؟..
– اجل انت.. ما الذي يدهشك في الامر؟..
بعثرت ملاك نظراتها بعيدا عنمازن وكانها اصبحت تخشى مواجهته ومن ثم قالت: لا اعلم ولكني
اعتدت ان يتصل بي هودائما..
قال مازن بابتسامه مرحة: اذا غيري من عادتك هذه واتصلي به .. لن تخسريشيئا..بل نحن
من سيضاف الى فاتوره هاتف منزلنا سعر مكالمه دولية..
هزت ملاكراسها نفيا ولم تتحرك من مكانها قيد انملة..فقال امجد بهدوء بعد ان رمق مازن
بنظرةحازمة: حقا يا ملاك.. ان ما يقوله مازن صحيح.. لم لا تتصلين به انت وتطمئنيعليه؟..
قالت ملاك وهي تشعر بغصه في حلقها: سيتصل.. انا اعلم انه سيتصل.. منالمستحيل ان ينسى
الاتصال بي.. لقد وعدني..
زفر مازن بحراره ومن ثم قال: خذي..
لم تفهم ملاك مغزى عبارته ولكنها فهمت عندما تطلعت اليه وراته يمد لها يدهبهاتفه المحمول..
فتطلعت اليه بدهشه دون ان تقوى على مد يدها لاخذ الهاتف من يده.. في حين
التفتت لها مها وقالت مبتسمة: خذي هاتفه يا ملاك.. واتصلي بوالدك حتى تطمئنيعليه..
ترددت ملاك طويلا دون ان تجرا على مد كفها لاخذ الهاتف من مازن.. ولكنشيء ما
في نظرات مازن المشجعة.. جعلها تتخلى عن ترددها هذا للحظه وتمد كفها لتاخذالهاتف منه.. واستنكرت
هذا الشعور الذي اخذ يراودها تجاه مازن.. واخذت تتطلع الىهاتف هذا الاخير وكانها تحاول ان
تستشف منه شخصيته.. كان هاتفا اسود اللون في حجمكف اليد.. ولا شيء اخر يميزه.. ولكن
اللون اثار انتباه ملاك ربما لانها ربطت بينلون الهاتف وبين لون القميص الذي يرتديه.. ربما
كان يفضل هذا اللون.. فمنذ اليومالاول لها وهي تراه يرتدي اما قميصا او بنطالا اسود
اللون..
ابعدت مازن عنتفكيرها واسرعت تتصل بوالدها.. واستمر الهاتف على الجانب الاخر بالرنين لعده دقائققبل ان
ينقطع الرنين..فقالت ملاك بصوت خافت ومتوتر: لا احد يجيب ..
قال لهامازن: عاودي الاتصال به مره اخرى..
من جانب اخر كان كمال يتطلع لكل ما يحدثامامه دون ان يعلق ولو بحرف واحد..
مكتفي بالصمت والتفكير في ذلك السباق الذي اقتربموعده كثيرا..وكان لا شيء يحدث امامه وفي وجوده
..
اما ملاك فقد عاودت الاتصالبوالدها واستمعت الى الرنين طويلا.. ولكن في هذه المره سمعت اجابه
على الهاتف وصوتمتعب يقول: الو من المتحدث؟..
قالت ملاك بكل اللهفه والسعاده في اعماقها:اناملاك يا ابي.. كيف حالك؟.. لم لم تتصل بي
حتى الان؟..
قال خالد والد ملاكبابتسامه مرهقة: اعذريني يا صغيرتي.. لقد انشغلت طوال هذا اليوم.. وكنت ساتصل
بكبعد ان انهي اعمالي ..
قالت ملاك بحب: اشتقت اليك يا ابي.. باكثر مما تصور.. متىستعود؟..انا بحاجه اليك.. اريدك ان
تعود..
قال خالد وهو يتنهد: ربما نهايه هذاالاسبوع..
اقلقها استخدامه لكلمه (ربما).. فقالت باضطراب: ماذا تعني بانك ربماتعود نهايه هذا الاسبوع يا ابي؟..
هل تعني انك ستتاخر لاكثر من ذلك؟..
قال خالدوهو معتاد على اسلوب ابنته وتعلقها به: انني اعد الايام حتى اعود يا صغيرتي..
اعملليل نهار حتى اعود قبل الوقت المحدد.. ولكن العمر ينتهي والعمل لا ينتهي..
واردفبابتسامه ابويه وكان ملاك ستراها او تشعر بها: اهتمي بنفسك جيدا يا ملاك.. انا مضطرلانهاء
المكالمه الان حتى انهي ما بيدي.. اراك بخير..
قالت ملاك بصوت متحشرج: وانت كذلك يا ابي.. الى اللقاء ..
ابعدت الهاتف عن اذنها ببطء.. وشعرت بضيق كبيريعتمر في صدرها من جراء انهاء والدها للمكالمه
بهذه السرعة.. ومن ثم قالت بصوتمتحشرج وهي ترفع نظراتها الى مازن وتمد له يدها بالهاتف:
اشكرك..
التقط الهاتفمن يدها وقال مبتسما: العفو.. ولا نريد ان نرى دموعا..
وكان عبارته قد لمست وتراحساسا بداخلها.. فسرعان ما ترقرقت الدموع في عينيها واطرقت براسها في
الم وحزن.. والتفتت عنهم دون ان تقوى على نطق حرف واحد.. وابتعدت بمقعدها عن المكان
وعلىوجنتيها سالت دموع حزن ومراره ..
وعلى تلك الطاوله تابعتها عيون الجميع.. وارتسم الاشفاق جليا في تلك العيون..ولكن عيني مازن وحدها
كانت تحملان لهاالاهتمام.. اهتمام اثار دهشته هو نفسه…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تثاءبتملاك وهي تستيقظ من نومها على صوت نادين.. واعتدلت في جلستها لتقول ولا تزال اثارالنعاس
باديه في صوتها: هل اعددتي طعام الفطور؟..
اومات نادين براسها .. فعادتملاك لتسالها وهي تزفر بحدة: ولا يوجد احد بالمنزل كالعادة.. اليسكذلك؟..
ارتسمت ابتسامه على شفتي نادين وقالت: لا.. بل يوجد.. مها لم تغادراليوم..
قالت ملاك بدهشه ممزوجه بالسعادة: لم تغادر؟.. حقا؟.. ولم؟..
واستطردت ملاك بقلق: ربما كانت مريضة..
قالت نادين وهي تهز راسهانفيا: لا ليست مريضة.. ولكني سمعتها تقول لشقيقها ان ليس لديها
اي محاضرات هامه هذااليوم ..
قالت ملاك في سرعة: اذا اذهبي اليها واخبريها انني اريد ان اتناول طعامالافطار معها..
ابتسمت نادين وقالت وهي تضع المقعد المتحرك قريبا من فراش ملاك: حسنا سافعل انستي..
قالتها نادين ومن ثم غادرت الغرفه .. في حين اسرعت ملاك تنهضمن على فراشها لتجلس
على مقعدها المتحرك.. وتحركت بمقعدها لتبحث في تلك الخزانه عنملابس ترتديها ..ومن ثم لم تلبث
ان ان غادرت الغرفه بعد ان القت على نفسها نظرةاخيره في المراة..وبالردهه اسرعت تحرك مقعدها
المتحرك حتى وصلت عند اسفل درجاتالسلم..ورات حينها نادين تهبط من على درجاته وتقول بهدوء: لقد
قالت لي الانسه مهاانها ستستبدل ملابسها وتهبط في الحال..
ارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيملاك..شعرت بالسعاده لان مها ستتناول معها طعام الافطار هذا اليوم.. ستجد
من تتحدثاليه .. بدلا من الصمت المطبق الذي يسيطر على المائده باكملها حتى يفقدها شهيةتناول
اي شيء..
في تلك اللحظه قالت نادين وهي تقترب من ملاك: اترغبين باي شيءانستي؟..
هزت ملاك راسها نفيا فقالت نادين وهي تهم بالانصراف: ساذهب لاضع اطباقالفطور على المائده اذا..
لم تعلق ملاك على عبارتها بل اخذت تتطلع الى اعلىدرجات السلم وهي ترفع راسها قليلا
بانتظار نزول مها من غرفتها و…
(ما الذيتفعليه هنا؟..)
انتفضت ملاك بخوف والتفتت الى صاحب العباره وقالت وهي تزدردلعابها: مازن..
كان واقفا خلفها بمترين تقريبا وقال مبتسما وهو يتقدم منها: اجلهو انا .. لا تخشي
شيئا لست شبحا..
قالت ملاك متسائلة: ولكن نادين اخبرتني انهلا يوجد احد بالمنزل سوى مها ..
قال مازن وهو يتحرك باتجاه السلم: لقد عدت منالخارج لاني نسيت اخذ محفظتي معي..
والتفت لها ليقول مستطردا: ولكن ما الذيتفعلينه انت هنا عند السلم؟..
قالت ملاك بابتسامة: انتظر مها..
قال مازن وهويهز كتفيه: ولم تنتظرينها ؟.. اذهبي اليها انت ..
تلاشت الابتسامه من على شفتيملاك.. وشعرت بغصه مراره تملا حلقها.. وارتسمت تلك المراره جليه في
عينيها.. وظلتصامته دون ان تتفوه بحرف واحد.. في حين تتطلع اليها مازن بندم.. وهو يلوم
نفسه مماقاله.. وسمعها تقول في تلك اللحظه وهي تطرق براسها وتطلع الى قدميها: وكيف اذهب
انااليها؟.. هل ساصعد اليها بفدمين عاجزتين؟..
حاول مازن ان يصلح ما افسد فقالبمرح مصطنع: اعني ان احملك انا الى الطابق الاعلى..
رفعت ملاك اليه راسها فيدهشة.. ومن ثم لم تلبث وجنتاها ان توردتا بحمره قانية..وانعقد لسانها
عن الحديث.. فقال مازن مبتسما – وقد اسعده تبدل حزنها على هذا النحو – وهو
يميل نحوها: لقد كنتامزح ليس الا..
واردف وهو يغمز بعينه: ولكن ان طلبت مني ذلك.. فلن اتاخر ..
ازداد تورد وجنتي ملاك.. وشعرت بضربات قلبها تخفق بقوه وسرعه عجيبة..ورفعتراسها لمازن لتراه يصعد درجات
السلم وهو يطلق صفيرا منغوما من بين شفتيه وكان لاشيء على باله ابدا.. وكانه لم
يلهب مشاعرها نحوه.. وكانه لا يتعمد التقرب منها.. لوكان مازن شابا مستهترا كما تقول مها..
فلماذا يهتم بي كل هذا الاهتمام؟.. لماذا هوالوحيد الذي يحنو علي؟.. لماذا هو الوحيد الذي
انجذبت له؟.. هل هو قدري يا ترى؟..هلهي لعبه القدر التي تجمع وتفرق كما تشاء؟ ..
قبل ان تواصل افكارها رات مها تهبطدرجات السلم على عجل وقالت مبتسمه بمرح: ما هذا؟..
ملاك بنفسها من يطلب رؤيتي.. وتنتظرني ايضا..
ابتسمت ملاك وقالت: لقد علمت انك لم تذهبي الى الجامعه اليوم.. فقررت ان اتناول طعام
الافطار معك..
قالت مها بابتسامه واسعه وهي تقترب منها: خيرا فعلت..
واقتربتا كلاهما من مائده الافطار.. لتجلسان في مواجهه بعضهماالبعض.. وقالت مها متساءله وهي تتناول رشفه
من كوب الشاي الموجود امامها: متى سيحضراستاذك؟..
قالت ملاك مبتسمة: استاذه هذه المرة.. وستحضر بعد ساعتين منالان..
قالت مها بابتسامة: اذا لدينا الوقت الكافي لنتحدث سويا..
اومات ملاكبراسها وقالت وهي تتناول قليلا من طبقها: بالتاكيد..
قالت مها وهي تتطلع لملاك: في الحقيقه يا ملاك.. اسعدني انك قد ابتعدت عن انطوائيتك
قليلا.. واصبحت تشاركيناالحديث ..
ارتسمت ابتسامه على شفتي ملاك وقالت: لقد كنت منطويه على نفسي عندمالم ار من يهتم
بي.. ولكن عندما وجدت هذا الاهتمام منكم.. قررت ان اشارككم الحديثوالنزهات..
قالت مها بخبث: من تعنين بمنكم؟.. ممن رايت الاهتمام؟ ..
ارتبكتملاك على الرغم منها وقالت بصوت متلعثم: انت وعمي وابناء عمي جميعا..
قالت مهابابتسامه هادئة: لست اظن كمال يهتم باحد..
واستطردت قائله بغتة: نسيت اناخبرك..
قالت ملاك بحيرة: ماذا؟..
– ستقام حفله غدا في منزلنا.. اعتاد ابياقامه مثل هذه الحفلات كلما نجح في صفقه
ما بشركته.. لهذا عليك ان تجهزي شيئا مالترتديه..
قالت ملاك وهي ترفع حاجبيها بدهشة: لم اجلب ما يناسب هذه الحفلات ابدا.. لم اظن
اني ساحتاج لارتداء فستان يخص الحفلات في منزل عمي ..
قالت مها في سرعة: دعينا نرى ما جلبته معك من ملابس اذا وربما احدها قد
يناسب لتلك الحفلة..
هزت ملاك راسها نفيا وقالت: لا اظن..
فكرت مها قليلا وقالت: لو استلزم الامر سنذهب الى احد المحال التجاريه المشهوره ونشتري لك
ما تحتاجينه من…
(وانا من سيوصلكم بكل تاكيد)
التفت كلاهما الى ناطق العباره بدهشه .. وازدادت دهشتهم عندما راوا مازن يعقد ذراعيه امام
صدره وابتسامه على شفتيه .. وقالتمها متطلعه اليه: وما دخلك انت؟.. سنخبر السائق حتى يوصلنا
الى حيث نريد..
اقتربمازن اكثر وجذب له اقرب المقاعد اليه والتي كانت عند راس الطاولة.. اي بين ملاكومها..وقال:
بل ساوصلكم انا .. ماذا تريدون اكثر من هذا؟..مازن بنفسه يتطوع لاخذكمالى السوق..
قالت مها وهي تمط شفتيها: لا نريد.. وفر خدماتك لنفسك..
تطلعتاليها ملاك بحيره وتساءلت بالرغم منها..ربما كان فضولا لمعرفه السبب: ولماذا؟..
قالت مها وهي تشير الى مازن: لو وافقنا على ان ياخذنا هذا الى السوق ..
فانه لن يكف عن ترديد عباراته المعتادة..” لقد تعبت”.. “لقد تاخرنا”.. “يكفيهذا”.. لا يجعلك تاخذين
راحتك بالشراء..
ابتسمت ملاك بهدوء في حين قال مازنبابتسامة: ساترك لكم حريتكم هذه المرة..
مالت مها نحوه وقالت بحنق: اتظن اني لااعرفك يا مازن.. بعد ساعه واحده فقط ستردد
علينا هذه العبارات.. اخبرتك باننا لانريد الذهاب معك..
تحركت اصابع مازن على الطاوله ومن ثم قال وهو يرفع احدىحاجبيه: ولماذا تجمعين؟.. ربما كان
لملاك راي اخر..
والتفت لها ليقول: ما رايكيا ملاك؟.. اترفضين انت ايضا ان اوصلكم الى السوق؟..
تطلعت اليه ملاك لوهله ومنثم ابعدت عينيها عنه.. ربما هو الخجل من ان ترفض قدوم
مازن معهم.. او ربما هو قلبهاالذي كان يتمنى حضور مازن معها جعلها تجيب: لا ..
لست ارفض ..
شهقت مها وقالتبحدة: ما الذي فعلته؟.. اتظنين انه سيتركنا وشاننا الان.. انه لن يتوقف عن
اذلالناطول فتره ذهابنا معه..
ازدردت ملاك لعابها وقالت بارتباك: وكيف لي ان ارفض؟ ..
اسرعت مها تلتفت لمازن وتقول: مازن ارجوك لا تتدخل.. انها امور خاصةبالفتيات.. دعنا نتصرف لوحدنا
واذهب انت الى اي مكان تشاء.. لقد وافقت ملاك لمجردالخجل منك.. اذهب الى عملك الان..
قال مازن بعناد: بل سانتظر حتى تجهزون لاوصلكمالى حيث تشاءون..
قالت مها بسخط: الان فهمت لماذا تفعل كل هذا.. لانك لا تريدالذهاب الى العمل.. ولو
سالك والدي سبب مغادرتك ستخبره انك كنت توصلنا الى السوق.. اليس كذلك؟..
دفع راسها بسبابته وقال مبتسما: جيد انك عرفت الامر بنفسك ..
واردف وهو ينهض من مقعده: متى شئتم ساوصلكم ..ساذهب الى الطابقالاعلى..
اسرعت مها تقول: لدى ملاك حصه دراسيه بعد ساعه ونصف ..
هز مازنكتفيه وقال وهو يغادر: لا باس.. سننتظرها ومن ثم نغادر..
عقدت مها حاجبيها وقالتبضيق: ولماذا لا تذهب الى العمل في هذا الوقت؟..
قال منهيا النقاش: لقد انتهىالامر..
قالها وانصرف في حين قالت مها بحنق: ينتظرنا اكثر من ثلاث ساعات افضلعنده من الذهاب
والعمل عند ابي..
قالت ملاك بهدوء: ربما يشعر ان العمل لدى عميلا يشبع طموحه ..
قالت مها وهي تلوح بكفها: عمل ابي مختلف تماما عن تخصص مازن.. لهذا ترين مازن
يكره العمل الذي لا يفهم منه شيئا.. ولكنه مخطا.. ابي يحتاجه فيالعمل.. يحتاجه ليسيطر على
الموظفين ويراقب سير العمل..
قالت ملاك بشرود: ربماكان من الصعب عليه ان يتاقلم مع عمل غير الذي تمناه في
يوم..
هزت مها راسها بقلةحيله ومن ثم قالت: دعينا منه الان.. هل ترغبين بمشاهده احد الافلام؟..
لدي فيلمرائع جدا..
قالت ملاك بابتسامة: لا ما نع لدي ابدا..
تحركت ملاك بمقعدهاوكذلك مها التي نهضت من خلف الطاولة.. ولكن.. توقفت ملاك بغته وهي تتطلع
الى ذلكالشخص الذي كان واقفا امامها .. رفعت راسها له ..وعرفت حينها انه كمال…
توترتملاك بغته لمراه.. ربما لانها خشت ان يجرحها بكلماته.. وازدردت لعابها دون ان تقوىعلى التحرك
من مكانها.. في حين قالت مها بدهشه وهي تقترب من كمال: ما الذي تفعلههنا الان
يا كمال؟..
قال كمال ببرود: وما الذي تريني افعله؟..
قالت مها وهيتتنهد بحرارة: اعني لماذا جئت؟..
قال كمال وهو يلقي نظره بارده على ملاك اقشعرلها جسد هذه الاخيرة: ليس هذا من
شانك..
قالت مها وهي تناديه: كمال .. توقف..
ولكنه تجاهلها تماما مغادرا المكان فقالت مها وهي تهز كتفيها: سيثيرجنوني كمال هذا.. مع انه
هو ومازن شقيقان الا انهما يختلفان في كل شيء..
قالتملاك بصوت خافت: معك حق..
اسرعت مها قائلة: دعك منهما .. ولنذهب نحن..
اوماتملاك براسها وان كانت تشعر بالقلق بسبب كمال ونظرته الباردةلها..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛توجهت مها بخطوات هادئه الى غرفه مازن وقالت وهيتطرق الباب: مازن .. هل استطيع الدخول؟..
وبدلا من ان يجيبها فتح الباب وقال: هلانتما جاهزتان؟..
قالت مها وهي تضع يدها عند خصرها: بلى.. ولكن الم تفكر بتغييررايك بعد؟..
قال مبتسما: لا تخشي شيئا لن ازعجكم هذه المرة.. فقد اتصلت بحسامواخبرته بان يلتقي بنا
في احد المراكز التجاريه .. فمن حقنا ان نشتري ملابس جديدةللحفل نحن ايضا..
وجدت مها نفسها تتساءل بلهفة: حسام سياتي ايضا؟؟..
اومابراسه بهدوء.. فقالت وهي تتدارك نفسها حتى لا يفهم ان لهفتها مصدرها مجيء حسام: هذاجيد
حتى نرتاح من ازعاجك لنا والحاحك المستمر حتى نغادر ..
قال مازن بسخرية: لاتنسي انني انا من سياخذكم الى هناك.. ويمكنني ان ان اعيدكم الى
المنزل بعد ان اشتريانا ما اريد..
التفتت عنه مها وقالت بحنق: لا استغرب ذلك عليك ابدا..
وقالتوهي تبتعد عنه: اجهز سريعا.. نحن ننتظرك بالاسفل ..
لم يجبها مازن بل اكتفى بالدخول الى غرفته مره اخرى.. في حين ارتسمت على شفتي
مها ابتسامه واسعه وهي تبتعد عن المكان..ابتسامه تعبر عن مدى فرحتها بلقاء حسام هذااليوم…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
nahlahkb likes this.
الجزء السابع
“.. ابنةعمي ..”
قال مازن مبتسما وهو ينطلق بالسياره الى المركز التجاري: والان يا فتيات.. اريد هدوء طوال
الطريق.. لا صراخ.. لا حديث.. ولا حتى صوت انفاسكن..
قالت مها التي تجلس بجواره بسخرية: بدات رحله الاوامر والاذلال..
والتفتت الى ملاك لتقول بابتسامة: الم اخبرك؟.. هاانت ذا ترينه يعدد اوامره قبل ان ننطلق..
ما رايك ان تغيري رايك ونذهب مع السائق؟..
اسرع مازن يقول وهو يهز اصبعه السبابه نفيا: ممنوع.. ما دمتما قد ركبتما معي الان
فتحملا ما سياتيكما..
قالت مها بضيق وهي تتطلع اليه: سخيف..
التفت لها وقال: بل احسن استغلال الفرص يا عزيزتي..
مطت مها شفتيها دون ان تعلق.. في حين اكتفت ملاك بابتسامه هادئه ارتسمت على شفتيها
.. اما مازن فقدشرد ذهنه للحظات.. راى خلالها طفله صغيره جالسه على مقعد ما ..
تبتسم برقه وبراءة.. عيناها وشعرها كسواد الليل ..وبشرتها بيضاء كالثلج..تصنعان ضدان غريبان ورائعان ..وشاهد اثناء
شروده نفسه وهو بعد في الثالثه عشره من عمره يقترب منها ويقول متسائلا: من انت؟..
اتسعت ابتسامتها وقالت: انا اسمي …
(مازن انتبه!)
افاق منشروده على صوت مها الخائف والمذعور.. وراى امامه سياره يكاد ان يصطدم بها ..
وباقصىما امكنه من سرعه ادار مقود السياره الى اليمين.. وتفادى الاصطدام ..وتنهد بقوه ومنثم لم
يلبث ان قال مبتسما: ما رايكم في قيادتي للسيارات؟..
قالت مها بغضب: اتسالايضا؟.. اطلبت منا ان ناتي معك حتى تقتلنا؟..
قال بمرح : لا بل لاريكم براعتي فيقياده السيارات.. ارايت كيف تفاديت السيارة؟..
قالت مها بعصبية: كيف تمزح في مثلهذه الامور ؟..
اما ملاك فقد كانت تشعر بالخوف في البدايه من هذا الاصطدام الذيكاد ان يحدث ..
ولكن كلمات مازن المرحه اخرجتها من الخوف الذي كانت تشعر به.. وابدلتها بابتسامه من تعليقاته
التي يواجه بها غضب مها..
وتوقف بعد فتره منالوقت عند باب المركز التجاري وغادر سيارته ليخرج مقعد ملاك من صندوق
السيارة.. وبالنسبه لملاك فقد شعرت برهبه تغزو قلبها بغتة.. لاول مره تاتي الى مكان كهذا..
لاول مره ترى كل هذا الجمع من الناس .. انتابها القلق والتردد من مغادرةالسيارة..صحيح انها
كانت تذهب الى النادي ولكن لم تكن ترى كل هذا الجمع وقتها وكانتتبقى وحيده مع
مها في ركن منه..اما الان فعليها ان تندمج في كل تلكالافواج…
والتفتت بحده وخوف عندما فتح الباب الذي يجاورها بغته وسمعت صوت مهاوهي تقول بابتسامة: هيا
يا ملاك.. اجلسي على مقعدك حتى نغادر..
تطلعت ملاك الىالمقعد.. شعرت انه قد يكون شيء غير مالوف لكل اولئك الناس ..وهمست وهي
تلتفت عنمها: لا اريد النزول..
تطلع اليها مها بدهشه وقالت: ماذا تقولين؟..
قالت ملاكباصرار: اريد ان اعود الى المنزل.. لا اريد البقاء هنا..
اقترب مازن من بابالمجاور لملاك وقال بحيرة: ما الذي يجعلك تقولين مثل هذا الكلام بعد
انوصلنا؟..
تطلعت ملاك الى الاشخاص اللذين يدخلون المركز التجاري او يخرجون منه.. فالتفت مازن خلفه ليتطلع
الى ما تتطلع ومن ثم قال بابتسامه وهو يلتفت لملاك وقد فهمما يقلقها ويجعلها ترفض
النزول من السيارة: لا تقلقي.. الكل هنا يكون مشغولابشانه.. ولا احد يهتم الا بنفسه..
هزت ملاك راسها نفيا وقالت وهي تضم قبضيتها: لا اريد النزول.. اعيدوني الى المنزل..
وبدل من ان يجيبها مازن مد يده لها وقالمشجعا: لا تخافي ابدا.. نحن هنا معك..
تطلعت ملاك الى يده الممدوده بحيره ونقلتبصرها بين مازن ومها.. وقالت الاخيره مبتسمة: ما يقوله
مازن صحيح.. لا داعي للخوفما دمنا معك..
ترددت ملاك طويلا وهي ترى نظراتهم اليها ومن ثم لم تلبث ان حسمتامرها ومدت يدها
لمازن ليتقطها ويعاونها على الجلوس على مقعدها.. كانت ارتجافه كفملاك بين انامله اكبر دليل على
ما حدث لمشاعرها في تلك اللحظة.. فقد كانت لمسةانامله فقط.. كفيله لان تفجر كل المشاعر
التي تحملها تجاه مازن..وتطلعت الى هذاالاخير وهي تزدرد لعابها بارتباك وراته يبتسم لها ويقول: يالك
من فتاةعنيدة..
لم تعلم ملاك لم بادلته الابتسامه بدلا من ان يحنقها ما قاله.. ربما لانمشاعرها تجاه
مازن في هذه اللحظه بالذات.. كانت كافيه لتجعلها تتقاضى عن اي شيءيقوله..لا تسالوها لماذا مازن
بالذات.. هي نفسها لا تعلم.. ربما اهتمامه وحنانه.. ربما مرحه وسخريته.. ربما شخصيته الحازمه عند
الجد.. وربما كل هذا.. لا تسالوهالماذا؟.. فليس هي من تختار بل قلبها..
واصلوا طريقهم الى داخل المركز التجاريوتوقف مازن بغته عن السير فتوقفت مها عن دفع مقعد
ملاك بدورها عندما رات حسام وهويقترب منهم ويقول: واخيرا حضرتم..
قال مازن بسخرية: معذرة.. ولكن الفتيات يحتجنلساعتين لتجهيز انفسهن..
قال حسام مبتسما: حمدلله ان ليس لدي اي شقيقة..
عقدتمها حاجباها وكان لم يعجبها ما قاله حسام.. فتمنيه من عدم وجود شقيقه في حياته
يعنيتمنيه عدم وجود اي فتاه اخرى في حياته ايضا..والتفت لها بغته وقال مبتسما: اهلامها..
قالت ببرود: اهلا..
تطلع حسام الى ملاك للحظه ومن ثم قال بابتسامةغامضة: وملاك هنا ايضا.. اهلا.. كيف حالك؟..
تطلعت اليه ملاك وقالت: على مايرام..
في حين قالت مها وقد شعرت بانه يشك بامر ملاك: لقد جاءت معنا لتشتريفستان للحفلة..
فكما تعلم فهي ستكون موجوده يوم الحفل..
التفت حسام عنهما ومن ثمقال متحدثا لمازن: هل سنذهب للتسوق معهما.. ام لوحدنا؟..
قال مازن بسخرية: بللوحدنا.. هل جننت حتى اذهب للتسوق مع الفتيات؟.. لن استطيع شراء اي
شيءحينها..
عقدت مها حاجباها بغضب وقالت: كف عن السخريه يا مازن.. فلا اظنك تنتهيمن الشراء في
اقل من ساعتين..
غمز بعينه ومن ثم قال: بل اقل من ذلك.. استمعي اليستذهبون للشراء الان انت وملاك
وبعد ساعتين سنذهب لتناول طعام الغداء في اي منمطاعم المركز التجاري..اتفقنا؟..
اومات كل من ملاك ومها براسيهما.. في حين راقبتهذه الاخيره حسام وهو يبتعد بنظرات حسرة..
ياس.. فقدان امل.. جميعها تجمعت في عينيمها في تلك اللحظة.. وقالت بصوت هادئ النبرات: فالنذهب
للشراء الان ياملاك..
دخلتا عدد من المحلات دون ان يعجبهما شيء.. او يعجب مها بالاحرى.. فعندماكان يعجب ملاك
احد الفساتين كانت مها تقول: لا.. لا يناسب الحفله التي سيقيمهاوالدي.. انها ارقى من ذلك
بكثير..
لم تكن ملاك تفهم سر اصرار مها على شراء شيءاكثر فخامة.. فملاك لم تعتاد مثل
هذه الحفلات.. بعكس مها التي اعتادت هذا الجووالفته.. واصبحت تدرك جيدا اي من الفساتين التي
تصلح لحفله والدها ..واخيرا وقعاختيار مها على الفستان الذي سترتديه للحفل وقلت مبتسمه وهي تريه
لملاك: ما رايكبه؟ ..
التفتت لها ملاك وقالت وهي تتطلع الى الفستان الذي بين يديها: رائع جدا.. سيجعلك تبدين
كالنجمه في السماء..
صحكت مها بمرح ومن ثم تسائلت قائلة: وماذاعنك؟.. هل اخترت فستان ما؟..
اومات ملاك براسها وقالت بابتسامة: بلى ولكني اخشىان تقولي انه لا يصلح للحفل..
اسرعت مها تقول: دعيني اراه اولا..
اشارت ملاكاليه .. فقالت مها وهي تهز راسها نفيا وتضع كفها اسفل ذقنها: انه لا
يصلح حقا.. دعيني اختار انا لك..
وتلفتت حولها في المحل وقالت: دعينا نرى.. شيء راقي ومناسبلحفل والدي..
وتوقفت نظراتها بغته عند احد الفساتين وتوجهت اليه وقالت مبتسمة: هذا مناسب جدا..
تطلعت ملاك الى الفستان وقالت بتردد: اترين ذلك حقا؟..
اوماتمها براسها ومن ثم قالت وهي تنقل بصرها بين الفستان وبين ملاك التي تتطلع الىالفستان:
ثم انه يشبهك..
اشارت ملاك الى نفسها وقالت بدهشة: يشبهني؟؟..
منجانب اخر كان مازن يتطلع الى ساعه معصمه ويقول متحدثا الى حسام: ما رايك ان
نذهبالان لتناول طعام الغداء؟.. لقد بدات اشعر بالجوع..
قال حسام مبتسما: واناايضا.. اتصل بمها وملاك واخبرهما باننا ذاهبين لنتناول الغداء..
قال مان بسخرية: يالك من رقيق القلب.. دعهما وشانهما ولا يهمك ان تناولا الطعام ام
لا..
قال حساموهو يخرج هاتفه من جيبه: اذا لم تتصل انت ساتصل انا..
ابتسم مازن وقال: لا باسساتصل..ولكن اخبرني الى هذه الدرجه تهمك الفتيات؟..
قال حسام وهو يرفع حاجبيه: اعرفك جيدا.. ستتركهن دون طعام ولا يهمك امرهن ابدا..
قال مازن وهو يهز راسهنفيا: لا تنسى ان ملاك معنا .. من غير اللائق ان
افعل بها ما افعله بمها..
زفرحسام بحده ومن ثم قال: انني اشيد بمها التي صبرت عليك على الرغم من كل
ما تفعلهبها..
ضحك مازن ومن ثم لم يلبث ان اتصل بمها وقال : اين انتما؟..
اجابتهقائلة: عند المطاعم..
– حسنا.. سناتي في الحال..
اغلق هاتفه ومن ثم التفت الىحسام ليقول بسخرية: ارايت يا رقيق القلب لقد سبقونا هم
الى حيث المطاعم..
هزحسام كتفيه دون ان يعلق في حين اردف مازن قائلا: فلنذهب نحن لهم الان..
غادراالمكان صاعدين الى الطابق الاعلى باستخدام السلم الكهربائي.. ومن ثم توجها الى حيثركن المطاعم وهناك
لمح حسام مها جالسه خلف احدى الطاولات وبمواجهتها ملاك..فاشارحسام باتجاههم ومن ثم قال: ها هي
مها وكذلك ملاك..
تطلع مازن الى حيث يشير حسامومن ثم تقدم من الطاوله وقال وهو يميل باتجاه مها:
لماذا لم تتصلي بنا فورانتهاءكما؟..
قالت مها وهي تلتفت له بسخرية: الم تقل اننا سنحتاج الى الكثير منالوقت حتى ننتهي
من الشراء؟.. لهذا فقد ظننت انكما قد سبقتمونا الى هنا..
عقدمازن حاجبيه ومن ثم قال وهو يبتسم بسخرية: بالفعل لقد انتهينا قبلكما.. فلا اظنانكم قد
انتهيتما من شراء جميع حاجاتكم بعد..
اشارت مها الى الاكياس الموضوعةبجوار مقعدها ومن ثم قالت بابتسامه نصر: اجل والدليل امامك..
ضحك حسام وهو يقتربمن مازن ومن ثم قال وهو يضع يده على كتفه: اعترف.. لقد
هزمتك..
التفت مازن الىحسام وقال وهو يغمز بعينه: ليس بعد..
وعاد ليلتفت الى مها قائلا: لقد انتهيناقبل هذا بكثير ولكننا انا وحسام كنا نسير في
ارجاء المركز التجاري حتى يمضي الوقتوتنتهيا انت وملاك من الشراء..
قال حسام وهو يرفع حاجبيهمستغربا: نحن؟..
اومامازن براسه ومن ثم قال مبتسما: والان هيا انهضي واذهبي للجلوس بجوار ملاك..
نهضتمها من مكانها وقالت بحنق: سافعل دون ان تقول.. فانا اكره الجلوس الىجوارك..
واتجهت لتجلس بجوار ملاك التي ابتسمت لها وقالت بصوت منخقض: لا تغضبي.. فانت من انتصر
عليه..
لم تجبها مها بل زفرت بحده وعقدت ذراعيها امام صدرها.. وبالمصادفه فقد اصبح حسام في
مواجهه مها ومازن في مواجهه ملاك..وقال مازن وهو يحركاصابعه على الطاولة: ماذا تريدون من الطعام
الان؟..
قال حسام هو ومها في نفسالوقت: (البيتزا)..
التفتت مها الى حسام بدهشه ومن ثم لمتلبث ان ابتسمت عندماراته يتطلع اليها بابتسامة.. فقال
مازن وهو يتطلع الى ملاك: وانت ياملاك..
اجابته ملاك قائله وهي لا تقوى على رفع عينيها لمواجهه نظراته: لا اعلم.. احضر لي
اي شيء..
نهض مازن من مكانه وقال: فليكن..
وغادر الطاوله مبتعدا عنالمكان وهنا قال حسام وهو يلتفت الى مها: صحيح يا مها.. لقد
نسيت ان اسالك.. ما سرتغيبك اليوم عن الجامعة؟..
تطلعت اليه مها وابتسمت وهي تشعر بسعاده لانه اهتمبغيابها عن الجامعه ومن ثم قالت: لم
يكن لدي اي محاضرات مهمه اليوم..
قال حسامبهدوء: لقد ظننت انك متعبه وكدت اتصل بك لاسال عن احوالك..ولكن عندما اتصل بي
شقيقكواخبرني بانك ستخرجين للتسوق.. علمت ان الامر ليس كذلك..
قالت مها متسائلةوسعادتها تزداد لاهتمامه بها على هذا النحو: وكيف علمت انني متغيبه هذااليوم؟..
كانت ملاك تستمع الى الحوار الدائر بصمت.. لم تحاول التعليق او التحدثوان شعرت بان ما
قالته لها مها في ذلك اليوم غير صحيح وانها كانت تفكر بحسام..واجابهذا الاخير قائلا:يسبب صديقتك
التي تسيرين معها دائما.. فانا لم ارك معهااليوم..
عقدت مها حاجبيها..صديقتي انا؟..وهل يعرفها هو؟.. لو كان يعرفها هوفلماذا؟.. يا الهي!.. هل يعقل ان
يكون هو وصديقتي … لا .. لا مستحيل.. لا يمكن انيحدث هذا .. انا احبه
وهو يشعر بذلك بالتاكيد يشعر .. وبالتاكيد سيبادلني هذا الحبيوما ما و… ولكن ما الذي
يجعلني واثقه هكذا و…
(انسه ملاك)
نداء حساململاك جعل مها تستيقظ من شرودها وتلتفت لملاك التي قالت وهي تبعد يدها التي
تسندوجنتها: اجل..
قال حسام وكانه يريد التاكد من امر ما: متى سيعود والدك منسفره؟..
اجابته ملاك بحيرة: ربما بعد ثلاثه ايام..
– وهل تضايقك مها اومازن؟..
اسرعت ملاك تقول وهي تبتسم وتلتفت الى مها: على العكس.. انني اشعر انمها اخت لي
تماما..
واردفت وهي تزدرد لعابها بصوت خافت: وكذلك مازن ..
عقدحسام حاجبيه كان يريد ن يتاكد من صدق ما تقوله مها بان ملاك هي صديقه
لها.. ولكنملاك لم تتحدث بشيء يدله على صدق او كذب ما قالته مها.. واستمر في
اسالته قائلا: ومنذ متى تعرفين مها؟..
همت ملاك بقول شيء ما عندما اسرعت مهاوقاطعتها قائلة: منذ شهر تقريبا..
التفت حسام الى مها وقال ببرود: ولم لم تدع ملاك تجيببنفسها؟.. فانا قد سالتها هي..
احست مها بشكوكه وقالت بابتسامه وبلهجه حاولت انتجعلها واثقة: ملاك صديقتي وسواء اجبت انا او
هي..فذلك لا يهم..
التفت حسام عنهاوتطلع الى مازن الذي اقترب بصينيه الماكولات من الطاوله وقال بسخريه متحدثا الىحسام:
اجل استمتع انت بالحديث الى مها وملاك ودعني انا احضر الطعام الى هنا ..
ابتسم حسام وقال: انت لم تنادني حتى اساعدك..
قال مازن وهو يضع الصينيةعلى الطاولة: اذهب انت لاحضار المشروبات..
نهض حسام من مكانه مغادرا الطاولة.. في حين قال مازن وهو يشير الى احد الاطباق:
لم اعرف ماذا اختار لك يا ملاك.. فاخترتلك الطعام الذي اختاره لي دائما..
ابتسمت ملاك وقالت وهي ترفع عينيها اليه: حتىعصير البرتقال؟..
ابتسم مازن وقال: وحتى هو..
قالت مها مستغربة: ما امر عصيرالبرتقال هذا؟..
تطلع مازن الى ملاك بابتسامه ومن ثم قال وهو يلتفت الى مها: وماشانك انت؟.. امر
بيني وبين ملاك..
قالت مها بخبث: حقا؟..
توردت وجنتا ملاكوارتبكت اطرافهافاخذت تداعب قلادتها .. وسالها مازن في تلك اللحظة: هل اهداك احدهذه
القلادة؟..
قالت ملاك بدهشه وهي ترفع نظراتها له: اجل .. كيف عرفت؟..
قالوكانه لم يسمع تتمه عبارتها: ومن هو؟..
ابتسمت ملاك وقالت وهي تعود لتداعبالقلادة: انه شخص غالي جدا على قلبي..
عقد مازن حاجبيه .. ايعقل ان تكون ملاكعلى علاقه بشاب ما؟..ولم لا؟.. انها فتاه رائعه
الجمال.. بريئه بتصرفاتها .. كبيرةبقلبها.. ولكن ماذا عن عجزها؟.. ايعقل ان الشاب الذي على علاقه
معها لم يهتم بهذاالامر ابدا؟.. ربما..
وسالها قائلا: ومن هو هذا الشخص الغالي علىقلبك؟..
اجابته قائلة: انه…
قاطعها حسام وهو يضع المشروبات امامهم: ها هيالمشروبات..ماذا تريدين انت يا مها؟..
قالت مها مبتسمة: (كولا)..
قال حساممبتسما وهو يضعه امامها: الن تغيريه ابدا؟..
ووضع عصير البرتقال امام مازن وقال: اعرفك لا تشرب مشروب سواه..
قال مازن وهو يتطلع له بطرف عينه: وما شانك انت.. لاتدعني اتحدث عن كاس الحليب
الذي تشربه على الافطار..
قال حسام وهو يضحك بمرحويتوجه الى مقعده: حسنا.. حسنا لا شان لي.. اشرب ما تريد..
ولكن ما ذنب ملاك ايضا؟ ..
التفت له مازن وقال: هي من طلبت مني ان احضر لها اي شيء وانا فعلت..
– لقدقالت اي شيء ولم تقل على ذوقك..
قالت مها وهي تتناول قطعه من (البيتزا): سيبردالطعام ان لم تتناولوه سريعا..
بدا الجميع في تناولهم للطعام..وكان هناك احاديثمتفرقه بين مازن وحسام ومها.. في حين اكتفت ملاك
بكلمات بسيطه ومقتضبه عندما يسالهااحد منهم عن شيء ما ..وبعد انتهاءهم قال مازن بابتسامة: كفاكم
ما اكلتموه من طعام .. هيا انهضوا..
التفت له حسام وقال مازحا: ما هذا ؟..هل ستحاسبنا على ما اكلناهمن طعام؟..
قالت مها ساخرة: لا تستغرب ان فعلها مازن..
التفت لها مازن وقال : كفي عن الحديث ايتها الثرثاره ولنغادر ..
– لا يوجد ثرثار غيرك هنا..
قالحسام وهو ينهض من مكانه ويجذب مازن معه: عدنا للشجار .. اخبرتك ان تدع مهاوشانها..يجب
ان تحمد الله تعالى على ان لديك شقيقه تتحملك مثلها..
ابتسمت مها منعبارته.. وكذلك ملاك.. فقال مازن وهو يبتسم: ان اردت الصراحه .. فانا لا
استمتع الاعندما استفزها..
عقدت مها حاجبيها فضحك حسام وقال: لا باس.. لا باس.. سر اماميهيا..وكذلك انتما.. مها وملاك..
اسرعا لنغادر..
سارت مها وهي تدفع مقعد ملاك خلفحسام .. واحست ببضع النشوه والسرور لدفاعه عنها امام
مازن.. وما لبثتا مها وملاك انركبتا سياره هذا الاخير بعد ان غادروا جميعا المركز التجاري..
في حين انطلق حسامبسيارته .. ولم تنسى مها عبارته الاخيره عندما قال وهو يميل باتجاه
نافذه مازن قبلان يغادر: اياك ومضايقه مها مره اخرى ..
حينها اجابه مازن بسخرية: اظن ان مها هيشقيقتك وانا لا اعلم..
قال حسام بابتسامة: لو كان لدي شقيقه مثلها لما ضايقتهاابدا..
جعلتها عبارته الاخيره هذه ان تحلق في سماء السعاده والاحلام .. وهي تشعربقلبها يخفق بقوه
..واغمضت عينيها وهي تتخيل ان حسام يبادلها مشاعرها هذه.. وسيارةمازن تنطلق مبتعده عن المكان…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛توقفت سياره مازن بجوارالمنزل وقال مازن وهو يفتح باب سيارته: اهبطي بسرعه يا مها.. فساذهب
الى الناديالان..
تاففت مها من تصرفاته وقالت وهي تفتح باب السياره وتتناول الاكياس معها: حسنا .. وهذه
اخر مره اذهب معك فيها الى اي مكان..
لم يهتم بعبارتها وهو يراهاتتوجه الى داخل المنزل بل هبط من سيارته.. ومن ثم توجه
خلف السياره ليفتح صندوقهاويخرج مقعد ملاك وفتح الباب المجاور لها وقال مبتسما: هل اساعدك؟ ..
قالها ومنثم مد يده لها.. مشاعر شتى هاجمت ملاك في هذه اللحظة.. وجعلت اطرافها ترتجف
وهيتتذكر ما احست به عند لامست اناملها كفه..ولم تقوى على مد يدها له.. فقال مازنمستغربا:
ماذا بك؟.. ساساعدك ليس الا.. اعطني يدك..
اطاعته ملاك هذه المرة.. ربما للنبره الامره في صوته .. واجلسها على مقعدها ومن ثم
ابتسم وقال: لا زلت مصراعلى انني قد رايتك من قبل..
قالت ملاك بابتسامه خجله وهي تشعر برجفه جسدها كلهمن لمسته: ربما..
مال نحوها مازن وقال: اخبريني الم تاتي الى هنا منقبل؟..
تجمدت اطرافها للحظه وهي تراه يميل نحوها ويتطلع اليها على هذاالنحو..ومن ثم لم تلبث ان
قالت وهي تطرق براسها: لا.. لم اتي الى هنا منقبل..
تساءل مازن بشك: اانت متاكدة؟..
كانت ملاك تذكر انها ذهبت يوما ما الىمنزل عمها وهي بعد في السادسه من عمرها..
ولكن لا تذكر اي عم .. ولا تذكر اي شيءمما حدث لها هناك.. وقالت وهي
تهز كتفيها: ربما جئت الى هنا وانا بعدطفلة..
طفلة.. ترددت هذه الكلمه في راس مازن.. وتذكر تلك الطفله التي خطرت علىذهنه فجاة..والتي كادت
ان تتسبب في الاصطدام ومن ثم لم يلبث ان قال بتفكير: اجلربما..
واشار الى احدى الخادمات التي كانت واقفه بجوار الباب: اصطحبي ملاك الىالداخل..
عقدت حاجبيها وقالت: اعرف ان ادخل لوحدي..
ابتسم وقال: حسنافهمت..
ولوح لها بيده مردفا: الى اللقاء..
ابتعد مازن عن المكان وبقيت ملاكتتطلع الى سيارته التي ابتعدت.. ومن ثم لم تلبث ان
تنهدت وهي تدخل الى داخل المنزلمتوجهه الى غرفتها و…
( اهلا بابنه العم..)
التفت ملاك بحده الى مصدرالصوت.. وانتابها القلق والتوتر عندما شاهدت كمال يبتسم ببرود ويقول مردفا:
كيفالحال؟..
ازدردت لعابها مرتين متتاليتين ومن ثم قالت بصوت خافت: بخير..
احستملاك بغرابه سؤاله.. فلم يسبق له ان اهتم بالسؤال عنها من قبل.. ولكن من يدري
ربماهي لا تفهمه.. وقال وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله: لم ارك اليوم على الغداء
فظننتانك غادرت المنزل..
لم تفهم ملاك ما يقصده بعبارته.. هل يريد ان يشير الى انه لايرغب بوجودها في
المنزل او يشير الى انه قد اقلقه عدم وجودها؟ .. لن تفهم ابدا هذاالانسان..واجابت قائلة:
لقد خرجنا للتسوق و..
قاطعها قائلا وهو يلتفت عنها: اعلم..
ومن ثم غادر دون ان يضيف اي كلمه اخرى.. لو فهم اي احد مغزى ما
قالهفليفهم ملاك.. فقد ظلت في مكانها في حيره من امرها تتطلع الى النقطه التي اختفىفيها..ومن
ثم لم تلبث ان تحركت بقعدها باتجاه غرفتها لتدلف اليها هتغلق الباب منخلفها.. واغمضت عينيها
لوهلة..وهي تتذكر مازن ..ومساعدته لها .. لطفه واهتمامهبها..جعلاها تشعر بميل اكثر له .. كل هذا
ومها تقول عنه انه يكره مساعده الاخرين .. ولكنه ساعدني.. ليس مره واحده فحسب بل
عده مرات.. انه طيب القلب ولكن ربما لا يحباظهار طيبته هذه..ربما يحاول ان يبدوا حازما
غير مبالي.. ربما…
توجهت الى حيثفراشها ورفعت جسدها من على المقعد.. لتجلس على السرير وراودتها ذكرى اول لقاء
لهامع مازن..
وتطلعت الى القلاده التي تحتل رقبتها ومن ثم قالت وكانه تحادثوالدها: ارايت يا ابي.. ابناء
عمي اللذين كنت تمنعني عن رؤيتهم في السابق يهتمونبي.. وليس كما ظننت.. لم يحاول احد
منهم مضايقتي ابدا.. وحتى كمال.. ربما هي مجردكلمات يقولها نظرا لشخصيته.. ولكن كل هذا لا
يهمني.. ما يهمني الان اني مع ابناءعمي .. لو تعلم يا ابي كم اشعر بالسعاده
وانا معهم.. اتمنى من كل قلبي ان تسمح ليبزيارتهم بعد ان تعود من السفر.. اتمنى
ذلك..
لم تشعر بنفسها وهي تغيب عن الواقعوتغط في عالم الاحلام.. ليكون رفيقها في الحلم هو..
مازن.. ولا احدسواه…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعت مها بعينان حالمتين الى الرسائل القصيره التييرسلها لها حسام ليمازحها احيانا.. رسائل عاديه جدا..
ولكنها تعني لها الكثير لانهامنه..وشعرت برغبه شديده في سماع صوته على الرغم من ان اخر
لقاء لهما في المركزالتجاري لم يمض عليه اقل من ساعتين.. ولكن لم تعلم لم.. ربما
لانها لم تاخذ حريتهافي الحديث معه هناك.. او ربما لانها تتمنى سماع المزيد من كلمات
الاهتمام والحنانمنه..
ولم تكتمل افكارها.. فقد قاطعها صوت رنين هاتفها المحمول وشهقت بدهشةعندما رات المتصل هو حسام
نفسه..واجابت قائله ودهشتها لم تفارقها بعد: حسام!..
قال حسام مبتسما: اجل هو انا لم انت مندهشه هكذا؟..
قالت مها وهيتزدرد لعابها: لاني لم اتوقع اتصالك هذا ابدا..
قال حسام مبتسما: وما هو شعوركالان بعد ان اتصلت بك؟..
كانت تريد ان تخبره انها سعيدة.. لا بل تكاد تطير منالسعادة.. ولكنها لم تستطع قول
شي من هذا.. وقالت مبتسمة: في الحقيقة.. اشعر انوراء مكالمتك هذه امر ما..
ضحك حسام وقال: معك حق انها كذلك..
قالت بفضول: ماالامر اذا؟.. اخبرني بسرعة..
صمت حسام للحظه ومن ثم قال بغتة: ملاك…
مطتمها شفتيها. ملاك من جديد.. وما شانه هو بملاك؟.. وقالت ببرود: ماذا بهاملاك؟..
قال حسام بتساؤل: انها ليست صديقتك .. اليس كذلك؟ ..
قالت وهي تحاولان تخفي ارتباكها: بل هي كذلك..
قال حسام بجدية: مها لم لا تقولي الصدق وتريحي نفسك؟..الم اكن دائما موجودا عندما تحتاجين
الي وكنت كاتم اسرارك؟.. ما الذي تغيرالان؟.. هل تتوقعين ان اي شيء تخبرينه لي سافشيه
من فوري؟..
قالت مها وهي ترميبنفسها على الفراش: الامر ليس كذلك..
– اذا؟..
اغمضت مها عينيها.. ماذا تقولله.. ان والدها قد حذرهم من ان ينطقوا بهذا الامر لاي
مخلوق.. ولكن هذا حسام صديقالطفوله والصبا.. حسام الذي تثق به اكثر من نفسها.. حسام الذي
منحته قلبها دون انتجد اي امل من مبادلته لها هذا الحب.. انها تعلم جيدا انه
سيحافظ على الامر سرا لواخبرته.. ولكن ماذا لو ساله والده واصر على ان يجيبه.. هل
سيضطر حينها للكذب؟.. لاتعلم ابدا.. انها تشعر بالحيره من اخباره من عدمه.. ولكن عليها ان
تحسم امرها ..
وقالت بعدان اخذت نفسا عميقا: ملاك هي… صديقتي..
قال حسام بحدة: الى متىستستمرين في هذا الكذب يا مها؟ .. اخبريني لماذا؟.. لا احد
يفهمك كما افهمك انا.. وادرك جيدا انك تكذبين.. اخبريني من هي ملاك؟..
احست بغصه في حلقها وهي تشعرباهتمامه الكبير بملاك وبعصبيته تجاهها وقالت بصوت مختنق: اخبرتك..
– لم تخبرينيسوى بالكذب..
قالت مها وهي تحاول ان تتمالك مشاعرها: اتعني اني كاذبة؟..
– اجل مادمت ترفضين قول الحقيقة..
ظلت صامته دون ان تجيبه.. فهتف بحده وعصبية: منهي ملاك؟..
اندهشت مها من اسلوبه في الحديث للمره الاولى تراه على هذا النحو منالعصبيه والغضب.. اكل
هذا من اجل ملاك؟.. وانا.. ماذا عني انا؟.. الست امثل اي شيءفي حياتك يا حسام؟…
وقالت مها بمرارة: لماذا تحدثني بهذه الطريقه ياحسام؟..
تنهد حسام ودس اصابعه بين خصلات شعره ومن ثم قال: انا اسف يا مها لماقصد..
ولكن تضايقت قليلا عندما شعرت انك تكذبين علي.. وانا اكره ان يكذب علي احدوخصوصا انت..
وخصوصا انا!!.. ما الذي يقصده؟.. واردف هو بهدوء هذه المره وبنبرةحانيه تسمعها مها نادرا منه:
الن تخبريني من هي ملاك حقا يا مها؟..
ازدردت مهالعابها من عبارته ولهجته الحانيه ومن ثم قالت :ولم انت مهتم هكذا بملاك؟..
قالحسام وهو يجلس على احد المقاعد بغرفته: ان اردت الصدق.. فلست مهتم بملاك.. بل مهتمبمعرفه
الحقيقه منك ..
– ولم لم تسال مازن؟.. لم انا؟..
قال مبتسما: لانياعلم انك لا تعرفين الكذب ولن تستطيعي ان تستمري فيه معي.. اما شقيقك
فلن احصل منهعلى حرف واحد يروي فضولي..
واستطرد قائلا: ثم انك اثبت لي ان ما اشعر به صحيح وان ملاك ليست صديقتك
بعد ان طلبت مني ان اسال مازن عوضا عنك..
قالت مها بنبره خافته: ارجوك يا حسام.. لا اريد ان يعلم احد هذا الامر..
قال حسام بصدق: اطمئنيلن يعلم عن هذا الامر مخلوق سواي.. ولكن اجيبيني عن سؤالي اولا..
قالت مها بتردد: ان ملاك هي.. هي…
– من هي ملاك؟.. اكملي..
قالت وهي ترمي المفاجاه في وجهه: ان ملاك هي ابنه عمي ..
ولم يعد هناك مجالا للتراجع..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
dreamamira and nahlahkb like this.
الجزءالثامن
“.. حفل ..”
صمت دام لاكثر من دقيقه كامله ران على كل من مها وحسام بعد عبارتها الاخيره
له.. لم يسمعخلالها الا صوت انفاسهما .. صمت شعرت خلاله مها بخطا ما فعلته وقالته..
وصمت قضاهحسام في تفكير عميق..وقاطع هذا الاخير هذا الصمت اخيرا ليقول: اذا فهي ابنه عمك..
ازدردت مها لعابها دون ان تقوى على الحديث .. احست بفداحه ما فعلته .. لقدااتمنها
والدهاعلى ملاك فخانت ثقته هذه .. لم تعلم ماذا تقول او بم تجيب فاثرت الصمت..
في حين اردف حسام وهو يزفر بحدة: ابنه عمك ملاك التي يبحث عنها جميع اعمامك..
واللذين لا يعلمون لها طريق.. وفي النهايه تكون موجوده في منزلكم..
قالت مها بقلق وخوف: ارجوك يا حسام.. ارجوك لا تخبر احدا بما قلته لك..
قال بهدوء: لن افعل..ولكن اخبريني كيف وافق والدك على ان يترك ملاك عنده.. الم يخش
عليها من اخوته؟..
– بلى ولكن.. لم يكن هناك من حل سواه.. فوالد ملاك مسافر الى الخارج وربما
سيطول سفره.. لهذا لا يريد ان تبقى وحيده كل هذا الوقت في المنزل.. فاقترح ان
ياتي بها الى المنزل .. ومن جانب والدي فقد وافق على هذا الامروطلب منا ان
لا نخبر مخلوق عن هذا الامر..
واردفت بتوتر وهي لاتزال تشعر بخطاهاعندما اخبرته: ولكني اخبرتك لاني اثق بك.. واعلم جيدا انك
لن تخبر عنها اي احد.. اليس كذلك؟..
ابتسم حسام وقال في لهجه صادقة: ايراودك اي شك في ذلك؟ ..
ازدردت لعابها ومن ثم قالت: لا ولكني اخشى على ملاك.. فكما رايتها هي فتاه قليله
الخبره والتجارب.. وليس لها اي قوه لمواجهه اعمامي اللذين لا يستهدفون منوراءها سوى الثروة..
– معك حق..ان ملاك كالطفله التي لم تلوثها هذه الحياه بسوادها بعد..
قالت مها في غيره واضحة: ولم تمتدح ملاك هكذا؟..
ابتسم حسام وقال: ليس مديحا بل حقيقة..
قالت مها في ضيق: حقا؟..
قال حسام مبتسما: ولم تتضايقين عندما امتدح ملاك؟..
قالت بحدة: ولم تمتدح ملاك وتهتم لامرها من الاساس؟..
قال حسام بحيرة: من قال اني مهتم بامر ملاك؟..
قالت بحده اكبر: تصرفاتك.. لا تلبث ان تسال عنها بين الفينه والاخرى..
قال حسام مبتسما: ايتهاالغبيه من قال ان ملاك تهمني.. ما يهمني فعلا هو ان لا
تكذبي علي مرةاخرى..
قالت مها بصوت خافت وبلهجه خجلة: وهل يهمك ان قلت لك الصدق ام لا؟..
– اجل..يهمني كثيرا..
واردف بلهجه حانية: لا اريد ان تكذبي علي مره اخرى.. مهماحصل.. اخبريني بالحقيقه وسافعل المستحيل
لمساعدتك ان تطلب الامر..
قالت مها وهيتذكره: ملاك من تحتاج الينا الان..
تنهد حسام وقال: اعلم.. لا تقلقي.. اقسم لكاني لن انطق باي حرف لاي شخص كان
عن هذا الامر..
قالت مها مبتسمة: اشكرك لانك تفهمت الموقف..
قال حسام وهو يتطلع الى ساعه يده: اتركك الان يا مها.. وعذرا على الازعاج..
قالت مها في سرعة: ابدا لم يكن هناك اي ازعاج..
ابتسم حسام وقال: حسنا اذا اراك بخير..
قالت مها مبتسمة: الى اللقاء يا حسام..
وما ان انهى الاتصال حتى ردفت بلهجه حانيه ومليئه بكل ما اعتمر قلبها من حب:
يا اول من احببت فيحياتي..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
((من انت؟))
((انا اسمي ملاك))
((هل جئتالى هنا وحدك؟))
((لا.. جئت مع ابي))
فتحت ملاك عينيها بغته لتستيقظ مناحلامها على صوت طرقات على باب غرفتها.. وتطلعت بارهاق الى
الساعه المجاوره لفراشهاوالتي كانت تشير الى السادسه مساءا..واعتدلت في جلستها لتقول وهي تتثاءب: من؟..
سمعت صوت مازن وهو يقول: انه انا..مازن..
ارتفع حاجباها بدهشه ومن ثمما لبثت ان قالت وهي تزدرد لعابها: وما الذي تريده؟..
ابتسم مازن الذي يقف خلفالباب وقال: الاطمئنان عليك فحسب..
توترت ملاك قليلا وشعرت ببعض الارتباكوالخجل.. مازن جاء ليطمئن عليها هي..رفعت جسدها عن الفراش لتلقيه
على المقعد وقالتفي سرعة: لحظه واحدة..
حركت عجلات مقعدها الى حيث المراه والتقطت المشط لتقومباعاده ترتيب خصلات شعرها المبعثره من النوم..
واسرعت تفتح الباب بعد ذلك وهي ترفعراسها لتتطلع اليه.. فقال هو مبتسما وهو يتطلع اليها:
لقد جاءت مها قبل قليل وطرقتالباب اكثر من مره وعندما لم تسمع اجابه منك قلقنا
عليك فجئت لاطرق الباب بعدهالاتاكد انك بخير..
قالت ملاك بابتسامة: لقد كنت نائمة..
قال مازن وهو يتطلعاليها بنظرات غامضة: حسنا ما دمت قد اطماننت عليك فساغادر.. مع السلامة..
لاحقتهملاك بنظراتها ومن ثم قالت بصوت لم يسمعه سواها: مع السلامة..
شعرت بمشاعر غريبةتغزو قلبها وتزداد كلما رات مازن ..لا تشعر بهذه المشاعر الا اذا رات
مازن او تحدثتاليه.. مشاعر اخذت تشعرها بالشوق له.. بالاهتمام لاي امر يخصه.. مشاعر شتى تجعلقلبها
يخفق بقوه كلما راته و…
قطع افكارها صوت رنين هاتف مازن المحمول لم يكنقد ابتعد كثيرا عنها بعد.. مما جعلها
تسمعه يقول وهو يبتعد مغادرا المنزل: اجل ماذاتريدين؟..
“تريدين”.. اذا فهو يحادث فتاة..تتذكر ملاك مره انه اخبرها ان لديهالكثير من المعجبات بسبب فوزه
في احدى المسابقات .. ربما هذه الفتاه هي احدى تلكالمعجبات.. ربما..
لم تجد ما تكمل به افكارها فتحركت في ارجاء الردهه بملل ..وسمعت بغته صوت مها
وهي تناديها قائلة: ملاك..
التفتت لها ملاك وقالت بهدوء: اجل..
تطلعت لها مها ومن ثم قالت: لم ارك اليوم باكمله.. ماذاتفعلين؟..
اشارت ملاك باتجاه غرفتها ومن ثم قالت: لقد كنت نائمه عندما طرقت بابالغرفة..
قالت مها باستغراب: ايه غرفة؟..
اجابتها ملاك قائلة: غرفتي..
قالت مها وهي تهز راسها نفيا: لم اطرق عليك الباب مطلقا.. لقد ظننت انكتدرسين..
قالت ملاك بدهشة: ولكن مازن قال لي انك قد طرقت علي الباب فقلقت عليعندما لم
تسمعي مني ردا..
قالت مها بابتسامه واسعة: وصدقتيه بهذه البساطة.. تجدينه هو من طرق عليك الباب في المره
الاولى..
قالت ملاك ببراءة: ولم يكذبعلي؟..كان بامكانه اخباري انه هو من طرق علي الباب في المره
الاولى..
– هكذا هومازن.. مكابر وعنيد..
واردفت مها قائلة: دعك منه واخبريني هل ارتديت فستانكالجديد لتجربيه؟..
هزت ملاك راسها نفيا..فاردفت مها متسائلة: ولم لمتجربيه؟..
قالت ملاك بابتسامة: لا لشيء ولكني احسست انه لا يصلح الا ليومالحفلة..
قالت مها وهي تتنهد: متى ياتي الغد؟..
تطلعت اليها ملاك وقالتمستغربة: ايهمك هذا الحفل الى هذه الدرجة؟..
قالت مها مبتسمة: ليس الحفل ولكن منسيكون فيه..
– من تعنين؟؟..
صمتت مها دون ان تجيب.. ولكن قلبها اجاب عن هذاالسؤال..اجاب بكل الحب الذي يحمله.. اجاب
بكلمةواحدة..حسام..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛هبط مازن من على ظهر حصانه وربت على ظهره وقال متحدثا الى احد الزملاء: هلا
اخذته الى الاسطبل؟..
قال زميله مبتسما: بكلسرور..
والتقط لجام حصان مازن من يده واخذه الى الاسطبل.. في حين غادر مازن حلبةالسباق.. وتوجه
بخطوات هادئه الى حيث الكافتيريا.. ولكنه توقف بغته عندما سمع صوتشخص ما يناديه.. زفر بقوه
وملل ومن ثم قال: يا الهي ..متى ستمل هذهالفتاة؟..
والتفت الى حنان التي اقتربت منه وقالت بحدة: لماذا تتجاهل نداءاتيوتتهرب من لقاءي يا مازن؟..
قال مازن ببرود: لاني سامت سماع كلماتك المكررة..
قالت حنان بعصبية: ولكن كنا دائما معا ولم تكن يوما تمل من سماع ما كنت
اقولهلك..
قال مازن وهو يرفع كفه منهيا النقاش: حنان اخبرتك مائه مره ان ما بيننا كانفي
حدود الصداقه فقط ولا يتعداه..
واردف وهو يهم بالابتعاد عنها: عناذنك..
ولكن حنان وقفت في وجهه وقالت: لم تكن يوما هكذا يا مازن.. كنت تعاملنيبطريقه مختلفة..
وانت تعلم جيدا ان مشاعري لك تفوق حدود الصداقة..
دس مازناصابعه بين خصلات شعره وقال بسخرية: هل وعدتك بشيء؟..
قالت وفي عينيها نظرةرجاء: ولكنك منحتني اهتماما جعلني …
صمتت دون ان تكمل عبارتها فقال مازن بملل: ابتعدي عن طريقي اذا..
لم تتحرك من مكانها فقال مازن وهو يزفر بحده ويعقد ذراعيهامام صدره: وما المطلوب مني
الان؟..ان ابادلك المشاعر بالرغم مني امماذا؟..
قالت حنان بصوت خافت: فقط لا تتجاهلني..
ابعدها عن طريقه وسار مبتعداومن ثم قال: ساحاول..
واردف بسخرية: مع انك مزعجة..
قالها واكمل طريقه مغادراالنادي.. اكبر خطا فعله بحياته انه تقرب من حنان ليحصل على صداقتها
في يوم..لميتخيل ان مشاعرها ستتعدى حدود الصداقة.. ولكن مع هذا استمر معها حتى شعر بالملل
منعبارتها الدائمه له والتي تشير الى ان مشاعرها تفوق الصداقة.. وحينها قرر ان يتركهاويتجاهلها ..
ولكنها ظلت تلاحقه على الرغم من ذلك.. لهذا ليس ذنبه ان كانت لا تريدان تفهم
انه لم يحمل اي مشاعر لها في يوم …
انطلق بسيارته متوجها الى المنزلوما ان وصل حتى غادر سيارته واقفلها بواسطه جهاز التحكم عن
بعد.. وفي نفس اللحظةكان كمال قد وصل بسيارته وغادرها بدوره.. واتجه نحوه مازن ليقول: انت
تعلم بامرحفله الغد اليس كذلك؟..
قال كمال بهدوء: بلى..
قال مازن بحزم: اذا لا تغادرالمنزل وتترك الجميع ينتظرك ويسال عنك مثل ما فعلت قبل
ثلاثه اشهر..
قال كمالببرود: لن افعل..
واردف وهو يلتفت الى مازن: ثم ان هذه الحفله مختلفة.. فابنةعمك المصون ستكون موجوده ايضا..
تطلع اليه مازن وقال بتساؤل: ما الذيتعنيه؟..
واصل كمال سيره وقال بلامبالاة: لا شيء..
ولكن مازن امسك بذراعهواوقفه قائلا: ماذا تعني بقولك ان ابنه عمك ستكون هنا هذه المرة؟..
ما الذياختلف؟..
ابتسم كمال ابتسامه بارده دون ان يعلق فقال مازن بصرامة: لا تنسى ماقاله لنا والدي..
لا يريد لاحد ان يعلم عن موضوع ملاك.. اتفهم..
ابعد كمال ذراعمازن عنه وقال ببرود شديد: هذا ليس من شانك ..
قال مازن بعصبيه : بل من شاني ..ملاك ابنه عمي .. وانت تعلم عواقب الامر
لو وصل هذا الامر الى اعمامي..
التفتله كمال وقال: لا تخشى شيئا.. شقيقك ليس حقيرا.. واكمل طريقه دون ان ينطق بحرفزائد..
في حين زفر مازن بحده وقوة.. ان كان يخشى على امر ملاك ان ينكشف ..
فيجب انيخشى من كمال.. فباسلوبه اللامبالي ربما يخبر اي من اعمامه عنها لو سالوه عنملاك..
واصل مازن طريقه الى داخل المنزل..وابتسم بسخريه عندما راى مها جالسه فيالردهه تتطلع الى الخاتمين
اللذين ترتديهما وتتحدث الى نفسها قائلة: ايهما ارتديهللغد؟.. هذا ام ذاك؟.. لا اعلم ايهما اجمل
فكلاهما…
تقدم منها مازن وقاليقاطعها وهو يجلس على مقعد مجاور لها: واخيرا وجدت الدليل الذي يثبتجنونك..
التفتت له مها ولم تهتم بسخريته التي اعتادتها وقالت وهي تريه الخاتمين: ايهما اجمل؟..
قال مازن بلا اهتمام: لا اعلم..
قالت مها بملل: لا فائده ترجىمنك..
ومن ثم اردفت في سرعه وكانها تذكرت شيئا ما: مازن .. ما هذا الذي قلتهلملاك؟..
تطلع اليها بنظرات مستغربه وقال: ماذا قلت؟..
قالت مها بخبث: لم قلتلها اني انا من طرق باب غرفتها؟..
قال مازن وهو يلوح بكفه: بحثت عن حجه لابررلها طرقي لباب غرفتها..
قالت مها وهي تتنهد فجاة: مازن ابتعد عن ملاك..
تطلعلها مازن بدهشه وعيناه متسعتان وقال: مها هل بعقلك خلل ما؟..
قالت مها بجدية: مازن ملاك ليست مثل اي فتاه عرفتها.. انت بنفسك تراها قليله الخبره
لا علم لهابالحياة..
قال مازن ودهشته لم تفارقه بعد: وماذا فعلت بها؟..
قالت مها وهيتتمالك اعصابها: اهتمامك بها الزائد عن الحد جعلها تراك كشخص مختلف..
قال مازنوهو يسترخي على المقعد: انا اعاملها كابنه عم لا اكثر..
قالت مها بحدة: وهل تعلمهي معنى ان تعاملها كابنه عم.. انها تظن انك مهتم لامرها..
وانا متاكده مليونبالمائه انها مخطئه وانك من المستحيل ان تفكر فيها..
قال مازن وهو يدافع عننفسه: انها ابنه عمي..
قالت مها وهي تعاتبه: ولكن لن تنظر اليها في حياتك اينظره اخرى.. لهذا اقول لك
ابتعد عنها.. انها ستقضي اسبوعا واحدا هنا فدعه يمضي علىخير..
(انها ستقضي اسبوعا واحدا هنا فدعه يمضي على خير).. مثل العباره التيقالها لكمال ذات يوم
بعد ان جرح ملاك بكلماته .. لقد قالها يومها لكمال حتى لايضايق ملاك.. فلم تقولها
له مها الان؟..
والتفت لمها ليقول: ارجوك يا مها.. انملاك ابنه عمي وانا اعطف على حالتها ليس الا..
قالت مها وهي تومئ براسها: اعلمهذا.. ولكن كيف لملاك ان تفهم هذا الامر.. صدقني لو
احست باي مشاعر تجاهك فستكون فيموقف لا تحسد عليه.. ملاك طفله لم ترى الحياه بعد..
فارجوك لا تكن سبب فيالامها..
قال مازن وهو يتنهد: ساحاول.. ايه اوامر اخرى انسه مها؟..
ابتسمتمها وقالت: لا ابدا.. ثم ان هذا في صالحك انت وملاك.. فحتى والدها يرفض صله
القربىالتي تربطنا بملاك.. فكيف لو علم ان الامر قد بتعدى ذلك..
نهض مازن من مقعده.. وقال بحدة: اخبرتك انني ساحاول ..هذا يكفي..
قالها ومضى في طريقه ومن ثم ابتسمبسخريه وهو يتحدث الى نفسه: ( ليت المشكله تكاد
تكون منحصره على ملاك فقط يامها..)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اضواء الثريات التي امتلات الردهه بها وجماعاتالناس الكبيره التي اجتمعت في ذلك اليوم.. والخدم اللذين
كانو يوزعون الماكولاتوالمشروبات على المدعوين.. كل هذا جعل ابتسامه رضى ترتسم على شفتي امجد.. على
انحفلته تسير على خير ما يرام..
في حين كان مازن واقفا مع حسام وكمال وعدد منابناء عمه وقال مازحا: اعلم انكم
قد جئتم اليوم الى الحفل من اجل الطعامفحسب..
قال حسام مبتسما: اظن ان هذا هو شعورك انت..
قال كمال بابتسامه باردة: صدقت..
تحدث احد ابناء عمه وقال متسائلا: لم نر اختك مها حتى الان.. اينهي؟..
قال مازن وهو يهز كتفيه: بالتاكيد لا تزال في غرفتها تتزينللحفل..
التفت له حسام وقال: ولم تسال عنها يا (احمد)؟..
اجابه احمد ابن عممازن مبتسما: مجرد سؤال.. ثم اني اريد رؤيتها لان مر وقت طويل
لم ارها فيه او اسلمعليها..
تقدمت منه احدى الفتيات وقالت مبتسمة: يالك من كاذب.. طوال طريقنا الىهنا وانت تسال عن
مها..
تطلع اليها احمد وقال بحنق: هذا ليس من شانك ياندى..
تطلعت ندى الى مازن وقالت له: ارايت كيف يعامل شقبقته ابن عمكهذا؟..
قال كمال ببرود: لا اظن مازن افضل منه حالا..
التفت له مازن وتطلع لهبنظره غاضبة..ومن جانب اخر كانت مها تتحدث الى ملاك في غرفتها
وقالت وهي تتطلع الىنفسها في المراة: ما رايك بالفستان يا ملاك؟..
تطلعت ملاك اليها وشاهدتها وهيتلتفت لها وتقف في مواجهتها .. كان فستان مها ذا لون
يجمع بين الارجواني والازرق.. يتلالا باحجار كريمه صغيره اعلى الفستان.. لهذا قالت ملاك عنها انها
ستبدواكالنجمة..فقد بدت وهي ترتديه وكانها نجمه متلالاه وسط النجوم..ورفعت شعرها المتموجلتترك خصلات منه تسقط على
جبينها ..وابتسمت ملاك لتقول بانبهار: رائع جدا..
قالتمها باستغراب: لم اعني فستاني بل فستانك..
تطلعت ملاك الى نفسها والتي كانتترتدي فستان ابيض اللون وهذا ما اثار دهشه ملاك عندما
قالت مها ان الفستان يشبهها.. ولكن مها عنت بذلك بياض قلبها الذي يشبه اللون الابيض
الصافي والنقي..كانت الورودالصغيره تتناثر عند الكتف .. لتصنع بما يشبه الخيوط.. وكانت اكمامه شفافه ..
في حينابعدت خصلات شعرها الى الخلف بواسطه تاج فضي اللون.. اقترحت مها عليها انتشتريه..وقد بدت
كالملاك حقا في فستانها هذا..
وازدردت ملاك لعابها لتتطلع الىنفسها ومن ثم تقول بتوتر: لا اعلم.. هل يبدوا شكلي مناسبا
حقا للحفل؟؟..
قالتمها وهي تهبط الى مستواها وتمسك بكفها: بل اكثر من ذلك.. انت جميله جدا.. وهذاالفستان
يزيدك جمالا..
قالت ملاك بابتسامه مرتبكة: حقا؟..
اومات مها براسهاومن ثم قالت: ما رايك ان نخرج الان للحفل.. الجميع ينتظرنا بالخارج..
قالت ملاكبصوت خافت: اشعر بالارتباك والتوتر.. لاول مره احضر حفله ما..
ربتت مها على كفهاوقالت: لا تجعلي شيئا يربكك.. الامر عادي جدا.. سنستمتع بالحديث ومن ثم
سنتناولالطعام .. وفي النهايه سيغادر الجميع..
ترددت ملاك وظلت صامتة.. فلمحت مها هذاالتردد عليها وقالت مبتسمة: هل نخرج الان ام تريدين
ان تسترخي قليلا؟..
التقطتملاك نفسا عميقا ومن ثم قالت بابتسامه شاحبة: لا داعي.. فلنخرج..
اومات مهابراسها ودفعت مقعد ملاك امامها لتفتح الباب ومن ثم تخرج من الغرفة..لتفاجا ملاكبالاعداد الكبيره
من الناس الموجوده في الحفل..وقالت بارتباك: انهم كثر..
مالتنحوها مها وهمست في اذنها قائلة: دعك منهم ولنهتم نحن بشؤوننا الخاصة..
توترتملاك وهي ترى مها تدفعها بين جماعات الناس ..وكورت قبضتيها لتمنع ارتجافةاناملها..واخيرا قالت متسائلة: هل
يعرف عمي كل هؤلاء الاشخاص؟..
مالت مها نحوهاوقالت: اجل انهم من رجال الاعمال واقرباءنا موجودون هنا ايضا..
واردفت بصوتخافت: لهذا لا تحاولي الاشاره الى ان والدي هو عمك.. اتفقنا..
اومات ملاك براسهاولم يفارقها توترها وارتباكها بعد..ومن بعيد.. كان مازن يتحدث الى احمد حين فاجاهصوت
حسام وهو يقول:واخيرا وصلتا..
التفت مازن الى حيث يتطلع حسام وقال بسخرية: واخيرا هبطت الاميرتين من قصرهما العاجي..
وتحرك باتجاهما وقبل ان يصل الى حيثهما ببضع خطوات.. وجد نفسه يقف ويتطلع الى هذا
الملاك الرقيق الذي يجلس امامه.. نظرات الانبهار لم تبارح عينيه وهو يتقدم منهما .. ومن
ثم اطلق صفيرا عاليا واعقبهبان قال بانبهار واعجاب:واخيرا تكرمت احدى الاميرات بزياره منزلناالمتواضع..
كانت نظراته مثبته على ملاك ففهمت انه يقصدها بكلامه.. فتوردتوجنتاها بحمره الخجل وهي تطرق براسها..
فاقترب منها وقال مبتسما وهو يتطلع الى مها: ما اسم الاميره التي تجلس امامي يا
ايتها الوصيفة؟..
قالت مها ببرود: لو لم نكنفي حفل لاريتك من هو الخادم هنا..
اقترب حسام من مها في تلك اللحظه وقال مبتسماوفي عينيه نظره اعجاب: هذه انت يا
مها.. صدقيني لم اعرفك لولا ان رايت ملاك معك.. تبدين مختلفه كثيرا..
تطلعت اليه مها بنظرات خجله فقال مستطردا وهو يتطلع اليها: تبدين كانك نجمه هذا الحفل
اليوم و…
قاطعه صوت احمد الذي تقدم من مها بدورهوقال بابتسامه واسعة: تبدين رائعه الجمال هذا اليوم
يا مها..
لم تزد مها علىابتسامه مجامله وان تقول: شكرا لك..
والتفت الى حسام التي رات نظرات الضيق فيعينيه لمقاطعه احمد له ..وربما كانت نظراته هذه
تحمل معنى اخر.. او ربما هي منتتخيل ذلك وتتمناه في الوقت ذاته..
وفي تلك اللحظه قال مازن وهو يتحدث الى مها: لم تاخرتما كل هذا الوقت يا
مها؟..
قالت مها وهي تتطلع الى ملاك: ملاك كانتمتوتره من الاعداد الموجوده في الحفل..
(اسمها ملاك اذا..)
التفت مازن في حدةوسرعه الى مصدر الصوت.. وعقد حاجبيه دون ان يعلق.. في حين ازدردت
مها لعابها وقالتبتوتر: عمي فؤاد.. اهلا بك..
ابتسم فؤاد ومن ثم قال وهو يتطلع الى ملاك : من هذهالجميله التي معك يا
مها؟..
قالت مها وهي تتحاشى نظرات عمها: انهاصديقتي..
قال عمها بابتسامه خبث: وحسبما سمعت فان اسمها هو ملاك..
لم تجب مهاوظلت صامته في حين اجابه مازن بلا اهتمام: اجل اسمها هو ملاك..
التفت لها فؤادوقال متسائلا: وما اسم والدك يا ملاك؟..
فتحت ملاك شفتيها وهمت بنطق شيء ما .. ولكن مازن اسرع يقول: اسمه محمود.. اليس
كذلك يا مها؟..
اومات مها براسهاايجابيا بتوتر..وتطلعت الى حسام بقلق الذي ابتسم يطمئنها..فاردف مازن وهو يبتسمويتطلع الى عمه:
فحسبما سمعت منذ فتره ان والد ملاك يعمل في احد البنوك التجاريه ..
كان مازن يريد ان يضرب عصفورين بحجر واحد.. فمن جانب ينقذ ملاك من الموقفالتي هي
فيه.. ومن جانب اخر يبعد انظار اعمامه عنها عندما يعلمون ان والدها ليسشقيقهم خالد الذي
هو مالك احد الشركات بقوله ان والدها يعمل في احدالبنوك..
فقال عمه وهو يضع كفه اسفل ذقنه: هكذا..
ومن ثم التفت عنهم وقالمبتسما وهو يلمح كمال: عن اذنكم اذا..
كان مازن يتابعه بنظراته ولكنه لم يدرك انعمه يتوجه الى حيث كمال فالتفت عنه وقال
متحدثا الى حسام: اتشعر بالجوع؟..
قالحسام بهدوء: بلى..
– اذا تعال معي ..
غادر حسام مكانه بعد ان القى نظره اخيرةعلى مها واحمد ..في حين لم تجد ملاك
ما تفعله سوى التطلع لما حولها.. وسقطت عيناهابغته على كمال.. وشاهدته في تلك اللحظه يبتسم
وهو يتطلع باتجاهها وفي عينيه بريقاعجاب.. واستغربت ملاك نظراته.. لاول مره تختلف نظراته من البرود
الىالاعجاب..خصوصا ان كانت هي المعنيه بتلك النظرات .. ولكن كمال التفت عنها بغتةعندما شعر باحد
يقترب منه وقال بهدوء: اهلا بك يا عمي..
تطلع له فؤاد وقال وهويضع يده على كتفه: كمال انت مختلف عن اخوتك ولهذا فقد
جئت لاسالك انتبالذات..
التفت له كمال وقال متسائلا: عن ماذا؟..
قال فؤاد وهو يضغط على حروفكلمته: ملاك..
– ماذا بها؟..
قال عمه وهو يضيق عينيه: من تكون؟..
التفتكمال الى ملاك وقد كانت لا تزال تنظر اليه ودهشتها لم تفارقها بعد..راىفي نظراتهاالبراءة..راى في
ملامحها الطفولة.. وكل هذا جعله يشفق على حالها ويلتفت الى عمهليقول: انها صديقه مها..
قال عمه بضيق وكان جواب كمال لم يعجبه: حتىانت..
قالكمال وهو يهز كتفيه وكانه لم يفهم ما يعنيه عمه: ماذا تعني؟..
قال عمه بحدة: لاشيء.. اخبرني ما اسم والدها؟..
– لست ادري..
احس فؤاد بالغيظ من اسلوب كمالاللامبالي.. فقال وهو يبتعد عنه: فليكن..
وغادر مكانه ليتوجه الى حيث مجموعه منالرجال وقال وهو يضع يده على كتف احدهم: اريد
ان اتحدث معك قليلا يا عادل..
قالعادل وهو يعتذر من الرجال اللذين كان يتحدث معهم: عن اذنكم..
والتفت عنهم ليقوللفؤاد: ماذا حدث؟..
قال فؤاد وهو يتطلع بطرف عينه الى ملاك: ملاك هنا..
قالعادل بحيرة: من هي ملاك؟..
قال فؤاد بعصبية: ابنه شقيقك خالد .. ملاك.. انهاهنا..
قال عادل بدهشة: حقا.. واين هي؟..
قال فؤاد وهو يزفر بحده وقوة: لستاعلم بعد ان كانت هي ام لا.. ولكن اشك
بانها هي بنسبه سبعون في المائة..
قالعادل في سرعة: حسنا واين هي تلك التي تشك في كونها ابنه خالد؟..
اشار فؤاد اليهابطرف اصبعه وقال: تلك التي تجلس هناك..
واردف فؤاد قائلا: اولا هي في سن ملاكتقريبا وثانيا هي عاجزه كما ترى.. كما وان
اسمها هو ملاك..
قال عادل بدهشه وهويلتفت لشقيقه: تلك هي ملاك؟ .. لقدتغيرت كثيرا.. باتت فتاه في كامل
انوثتهاورقتها..
واردف قائلا وهو يعقد حاجبيه: ولكن كيف لنا ان نتاكد ان كانت هي ملاكنفسها ام
لا؟..
– لقد سالت ابناء امجد وجميعهم يرفضون البوح بالحقيقة.. لهذالابد ان اجد وسيله لمعرفه الحقيقة..
قال عادل متسائلا: وما هي هذهالوسيلة؟..
قال فؤاد بمكر: ان اقرب الطرق لمعرفه اسرار اي منزل.. سؤال من يعملونفيه..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ضحكت مها وقالت وهي تلتفت الى احمد: احقا سكبتالعصير على فستان ندى في الحفله الماضية؟..
قال احمد وهو يضحك بمرح: لقد كانتتستحق ذلك..
قالت ندى بحنق: لقد احرجني يومها كثيرا وغادرت الحفله بفستانمتسخ..
اقترب منهم في تلك اللحظه مازن وحسام وقال الاول: اضحكونا معكم..
كادتمها ان تهم بقول شيء ما.. ولكنها اثرت الصمت وهي ترى حسام يقترب منهم ولم
تدلملامحه على اي شيء مما في اعماقه..وقال مازن في تلك اللحظه وهو يلتفت الى ملاك:
اتريدين ان تتناولي شيئا ما يا ملاك؟..
قالت ملاك وهي تهز راسها نفيا: لا شكرالك..
همس مازن باسمها وهو يتطلع اليها: ملاك..
رفعت عينيها اليه وقالتبارتباك وهي ترى عينيه اللتان تطلعان اليها: ماذا هناك؟..
قال مبتسما : تبدينرائعه هذا اليوم..
رفعت ملاك حاجبيها بدهشه من هذا التصريح المفاجئ منه وامام الجميع..ومن ثم لم تلبث ان
خفضت عيناها بخجل وازدردت لعابها بارتباك.. في حين تطلعتمها الى مازن بنظره حانقه وكانها تذكره
بما دار بينهم من حديث بالامس.. ولكنه لميابه بكل هذا وهو يتطلع الى ملاك..في حين
قال حسام مبتسما: ما اخبارك يا احمد.. وانت كذلك يا ندى؟..
قال احمد وهو يهز كتفيه: لا شيء مهم.. الدراسةوالنادي..
اما ندى فقد قالت: لا تهمني الدراسة.. ما يهمني هو حضور مثل هذهالحفلات..
قال مازن وهو يلتفت الى ندى: لا تنسي يا ندى حضور سباق الخيل بالنادي..
قالت ندى بدلال: وكيف لي ان انسى حضور سباق سيشارك فيه ابن عمي العزيزمازن..
قالت مها مبتسمة: ولم مازن بالذات؟.. حتى كمال سيشارك فيه ..
لم تابهملاك بما قيل.. كل ما كان يهمها في تلك اللحظة.. هو حديث مازن الى
ندى.. ورد ندىعليه.. يبدوا مهتما بحضور ندى السباق؟.. ولم لا انها ابنه عمه؟..ولكنني انا ايضاابنه
عمه.. لم لم يسالني انا ايضا عن رغبتي في الحضور لمشاهده السباق؟.. ربما لانهيعلم بامر
حضوري الى النادي يومها.. ربما..
وقالت ملاك بغته عندما لاحظت وقوفكمال وحيدا: لماذا يقف كمال وحيدا؟..
التفت مازن الى كمال ومن ثم قال وهو يهزكتفيه: دائما هو هكذا..
قالت ملاك وهي تلتفت الى مها: ناديه لياتي ويتحدثمعنا..
قالت مها مبتسمة: لن يقبل..
لم تضف ملاك بقول اي شيء.. في حين همساحمد لمازن قائلا: تبدوا جميله ملاك هذه..
وان كان ما يفسد جمالها هو عجزهاهذا..
التفت له مازن وقال بهمس : ليس ذنبها ان كانت عاجزه ..فهذا هو قضاء اللهوقدره..
قال له احمد بهدوء: اعلم ولكني اقول رايي فقط..
– احتفظ به لنفسك..
وعاد ليلتفت الى ملاك ويتطلع اليها.. وفي عقله عادت تلك العبارات لتدور في راسه..
((انه يرفض اللعب معي))
((دعك منه))
((العب انت معي اذا))
((لا باس))
وعاد ذلك السؤال يتردد في عقله وهو يدس اصابعه بين خصلات شعره : (هل انت
يا ملاك من جمعتني بها هذه الذكريات؟ ..هل انت هي؟ ..)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
dreamamira and nahlahkb like this.
الجزء التاسع
“.. تاخر ..”
صوت طرقات على الباب جعلها تفيق من نومها على الرغم من انها لم تنم الافي
وقت متاخر من الليل بسبب تلك الحفلة.. واحست بالصداع يغزو راسها لكنها لم تهتم كثيرا
واولت اهتمامها لمن يطرق الباب وقالت بصوت حاولت ان تجعله عاليا قدر الامكان: من؟..
جاءها صوت مها وهي تقول: هل يمكنني الدخول يا ملاك؟..
اسرعت ملاك تعتدل في جلستها وتقول في سرعة: بالتاكيد..
فتحت مها الباب وقالت بابتسامه باهتة: معذره اعلم اني مزعجه وقد ايقظتك في وقت مبكر..
ولكن هناك امر يخصك يتوجب علي اناخبرك اياه..
قالت ملاك بدهشة: قبل ان تخبريني ما هو.. اخبريني ما الذي ايقظك فيهذا الوقت المبكر
؟..
هزت مها كتفيها وقالت: لقد اعتدت هذا حتى لو نمت في وقتمتاخر الليله الماضية..
واستطردت وهي تتقدم منها وتجلس على طرف الفراش: في الحقيقه يا ملاك.. لقد اتصل والدك
قبل ساعة..
قالت ملاك في لهفة: حقا؟..وماذاقال؟.. هل هو بخير؟.. وما هي احواله؟..الم يقل متى سيعود؟.. اخبرينيارجوك..
ازدردت مها لعابها ومن ثم قالت: انه بخير.. ولكنه قال انه لن يعود نهايةهذا الاسبوع..
رددت ملاك بذهول: ماذا لن يعود؟..
اومات مها براسها في توتر.. فقالت ملاك وهي تشعر بغصه مراره في حلقها: ولكن لماذا؟..
لقد وعدني ان يعود في اسرعوقت ممكن..
قالت مها بهدوء وهي تمسك بكفها: لقد اضطر الى ذلك.. والا لما تركك وقت اطول
هنا.. تعلمين كم يخشى عليك ..لقد قال لي انه لم ينهي اعماله وانه استجد مايلزمه
البقاء خارج البلاد..وربما يعود بعد اربعه ايام..
اشاحت ملاك وجهها عن مها وقالت وهي تحاول ان تمنع الدموع من ان تسيل على
وجنتيها: الم يطلب الحديث الي؟..
اومات مها براسها وقالت: بلى فعل.. واكثر من مرة.. ولكني اخبرته انك نائمه بعد حفله
الامس..
قالت ملاك وهي تزدرد لعابها لعلها تسيطر على دموعها: اذا فسابقى هنا لمده اطول..
قالت مها وهي تميل نحوها: ايزعجك هذا؟.. اهناك من يضايقك هنا؟..
اسرعت ملاك تقول: لا ابدا.. ولكني اشتقت الى ابي كثيرا واريد رؤيته والاطمئنان عليه..
قالت مها وهي تربت على كتفها: سيعود اليك وهو على مايرام باذن الله..ولكن لا تخشي
شيئا.. وحاولي ان تصبري على ابتعاده حتى يعود..
قالت ملاكوهي تتنهد: انها المره الاولى التي يغيب عني كل هذا الوقت.. ابي هو كل
حياتي يامها.. لم اعرف في حياتي سواه.. ومنذ ان فتحت عيناي على العالم وانا اره
امامي .. هومن كان بجانبي في كل خطوه اخطوها.. الكل رحل وتركني فيما عداه هو..
لم يابه احد بيغير ابي الذي هو عالمي كله..
شعرت مها بالحزن العميق الذي تحمله ملاك بين طياتقلبها ومشاعرها .. وهي تسمع كل كلمه
تنطقها هذه الاخيره .. وكان المراره تقطر منحروف كلماتها.. وحاولت مها التخفيف عنها فقالت بابتسامه
باهتة: ومن قال لك اننا لوعلمنا ان لدينا ابنه عم جميله مثلك لتركناها.. كنت ستريننا
كل يوم عندما ناتيلزيارتك حتى تملي من رؤيه وجوهنا..
قالت ملاك وهي تلتفت لها: ليت هذا ممكن.. ليتكم تاتون بالفعل معي.. لقد مللت الوحدة..
اتمنى ان اعيش كبقيه البشر .. لدياقارب واخوة.. ولست وحيده وسط منزل اكاد اكون احد
اثاثه..
قالت مها في سرعه وهيتمسك بكفها: لا تقولي ذلك.. نحن سنكون على اتصال دائم.. سامنحك
رقم هاتف منزلناورقم هاتفي المحمول ان اردت.. اتصلي بنا على الدوام.. وسنتصل بك نحن ايضا..
فمنلديه بنه عم مثلك.. كيف يستطيع التفريط فيها؟..
تطلعت لها ملاك وفي عينيها بدىالتاثر لما قالته مها.. فقالت مها بابتسامة: ما بالك؟..
قالت ملاك بصوت اقربللهمس: اشكرك..
– على ماذا؟..لم افعل شي…
قاطعتها ملاك قائله وهي تضعكفها على شفتي مها: بل فعلت الكثير لاجلي .. لو تعلمين
كم انا ممتنه لك..
واردفت بصوت اقرب الى البكاء وهي تسقط بين ذراعي مها: يا اختي العزيزة..
تطلعت لها مهابدهشه لوهله وهي تراها تبكي بين ذراعيها على هذا النحو..ومن ثم لم تلبث
ان ابتسمتبحنان ولم تجد ما يمنعها من احاطتها بذراعيهابدورها…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اسرع مازن يهبط على درجات السلم وهو يطلق صفيرامن بين شفتيه كعادته.. وسار في الردهه
بخطوات هادئة.. ولكنه بغته التفت الى غرفةملاك.. وعقد حاجبيه بعد ان خطر على ذهنه امر
حيره طويلا واراد السؤال عنه..وتوجهالى مكتب والده وطرق الباب عده مرات.. وعندما سمع صوت والده
يدعوه للدخول.. دخل الىالغرفه واغلق الباب خلفه.. ومن ثم تقدم من والده ليقول بابتسامة: كيف
حالك ياوالدي؟..
رفع امجد راسه ال مازن ومن ثم قال وهو يعيد انظاره للملف الذي بينيديه: اخبرني
ماذا تريد بسرعة..
اتسعت ابتسامه مازن وقال وهو يحتل احد المقاعدالمجاوره لمكتب والده: اذا فقد علمت اني جئت
اليك لسبب ما..
قال امجدبلامبالاة: لا اخالكم تاتون لالقاء التحيه علي قبل مغادرتكم للمنزل.. لابد وان يكونهناك سببا
ما..
اسرع مازن يقول: ذلك لانك في اغلب الاوقات تغادر قبلنا ياوالدي.. لهذا لا نعلم ان
كنت بالمنزل وقتها ام لا..
قال امجد بسخريه وهو يرفعراسه له: وقد علمت الان عندما احتجت الى شيء ما..
واردف بنفاذ صبر: اخبرنيمالديك بسرعة.. فلدي عمل..
صمت مازن للحظات ومن ثم قال: اردت ان اسالك عن ابنةعمي..
عقد والده حاجبيه ومن ثم قال: اتعني ابنه عمك ملاك؟..
اوما مازن براسهايجابيا.. فقال والده بحدة: واليس لديك شخص اخر لتسال عنه ؟.. في كل
مره تاتي اليلتسالني عن هذه الفتاه ..
– ولم انت متضايق يا والدي؟.. انها ابنه اخيك..
لوحامجد بكفه وقال: اعلم.. والان تحدث في الامر مباشره او اخرج من المكتب..
تساءلمازن فجاة: هل ستظل عاجزه الى الابد؟..
تطلع له والده بغير فهم ومن ثم قال: ماالذي تعنيه؟..
قال مازن وهو يزفر بحدة: كلامي لا يحمل سوى معنى واحد يا والدي.. ملاك ستظل
حبيسه مقعدها الى الابد؟..
صمت امجد قليلا ومن ثم قال: والدها هوالمسئول عن هذا الامر وليس نحن..
اوما مازن براسه ومن ثم قال: اعلم.. وبكل تاكيدفوالدها مستعد لان يدفع لها كل مايملك
من مال لكي تشفى من عجزها هذا.. اليسكذلك؟..
قال امجد بلامبالاة: ربما..
اردف مازن وكانه لم يسمع والده: وبما انملاك لازالت عاجزه .. فهذا يعني انه لم
يجد وسيله حتى تشفى من عجزها هذا حتىالان..
قال والده باهتمام هذه المرة: معك حق..
قال مازن متسائلا: ما اريدمعرفته يا والدي.. هو متى هي اخر مره اخذها والدها من
اجل ان يجد علاجا لحالتهاهذه؟..
– هذا السؤال ستجيبك عنه ملاك وحدها..ولكن لماذا تسال سؤالاكهذا؟..
ابتسم مازن وقال: الم تعرف بعد لماذا يا والدي؟.. ان العلم يتقدمباستمرار ومن يدري.. ربما
وجدت املا يقود ملاك الى الشفاء..
واردف وهو ينهض منمقعده قائلا: ساذهب لرؤيتها والتحدث اليها بهذا الخصوص..
ومن جانب اخر كانت مهاتقول لملاك في تلك اللحظة: اعرف انك تحبين التجوال في حديقه
منزلنا.. ما رايك لوتستبدلين ملابسك ونخرج اليها؟..
هزت ملاك راسها نفيا.. فقالت مها مبتسمة: ولمهذا العناد؟.. فلتغيري من نفسيتك قليلا حتى تشعري
بالراحه وال…
بترت مهاعبارتها عندما سمعت طرقا على الباب.. والتفتت الى الباب لتقول بملل: من؟..
جاءهاصوت مازن وهو يقول: انا.. هل استطيع الدخول؟..
اسرعت مها تنهض من مكانها وتقولفي سرعه وهي تتوجه نحو الباب: لقد فقد شقيقي عقله
ولا شك.. يريد دخول غرفه نوم ابنةعمه هكذا..
ابتسم ملاك بحرج.. في حين فتحت مها الباب وقالت وهي تطل براسها منخلفه: ماذا تريد؟..
قال وهو يبتسم ويصطنع الدهشة: من مها؟.. انت هنا؟..
رددتبملل: ماذا تريد؟..
قال وهو يشير الى الداخل: اريد ان اتحدث مع ملاك..
قالتمها في حنق: عندما تخرج من غرفتها .. يمكنك الحديث اليها.. ثم انها الان ليست
فيمزاج رائق يسمح لها بالحديث معك..عن اذنك..
قالتها واغلقت الباب بقوة.. فقالمازن بحنق وهو يبتعد عن الغرفة: ستندمين يا مها.. لا احد
يتحدث الى مازن امجدهكذا.. ستندمين على فعلتك هذه..
وتوجه ليغادر المنزل..وقد غاب عن ذهنه سبب قدومهالى غرفه ملاك وما كان يريد ان يحادثها
بشانه…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
(اذا .. فحتى الخدم لم يعطوك اجابه مقنعه او واضحة)
قالها عادل وهو يجلس على احد المقاعدفي مكتب فؤاد بمنزله.. فقال هذا الاخير بضيق: بصراحه
لم اتوقع ابدا ان لا يمنحني منيعملون في منزل امجد اجابات شافيه عن اسالتي.. على
الرغم من اني عرضت عليهم مبلغوصل الى الف قطعه نقديه ..
قال عادل بشك: ربما لم تكن هي فعلا..
قال فؤادبحدة: بل هي ملاك.. انا واثق.. انت رايتها بنفسك.. انها تشبه والدتها كثيرا..ولهانفس عينين
خالد..
اوما عادل براسه ومن ثم قال: انا معك في انها تشبه والدتها.. ولكن اين هو
الدليل على انها ملاك ابنه خالد فعلا؟..
قال فؤاد بعصبية: انا واثقانه امجد ولاشك.. تدارك الامر بسرعة.. وحرص على الخدم ان لا
يبوحوا بالامر ابدا.. وبالتاكيد منحهم مبالغ كبيره حتى يحفظوا السر..
قال عادل بغير اقتناع: اتظنذلك؟.. اننا نحن من نملك شركاته تقريبا ولو فعل اي شيءضدنا
فهو يعلم جيدا انناسنهدده بسحب راس مالنا من شركاته..
قال فؤاد وهو يلوح بكفه بعصبية: لست اعلم.. لست اعلم .. كل ما اعرفه ان
هذه الفتاه هي ملاك.. وعلينا ان نتاكد من ذلك ان عاجلااو اجلا..
ساله عادل قائلا: ولو تاكدت انها ملاك فعلا.. ما الذي ستفعلهحينها؟..
ابتسم فؤاد بدهاء ومن ثم قال: حينها سيصبح خالد في قبضتنا هو واموالهوشركاته وابنته…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اجتمعت العائله حول المائده كالعادةعند وقت الغداء ..وكانت ملاك تتناول طعامها وقتها كما اعتادت ان
تتناوله وهي فيايامها الاولى في منزل عمها.. بشرود ودون ان تشعر للطعام اي مذاق او
طعم.. كيف لاوهي تجد والدها سيتاخر عن الحضور لاكثر من اسبوع وهي التي لم تعتد
على غيابه لاكثرمن ثلاثه ايام فحسب..
ولاحظ امجد شرودها وعدم رغبتها في تناول اي شيء من طبقها.. فسالها قائلا: ماذا بك
يا ملاك؟..
التفتت له ملاك وقالت وكانها للتو قد تنبهتلوجودها بينهم: ماذا قلت يا عمي؟..
قال امجد بهدوء: قلت ماذا بك؟.. وما الذييجعلك شارده كل هذا الوقت؟..
قال مازن بسخريه في تلك اللحظة: بالتاكيد تفكر فيمن اهداها تلك القلادة..
لم يعلم مازن ان عبارته صحيحه تماما.. ذلك لانه لا يعلممن اهداها تلك القلاده اصلا..
في حين قالت مها وهي تلتفت الى والدها: لقد اتصل عميخالد اليوم يا ابي..
التفت لها امجد ومازن في اهتمام في حين اكتفى كمال بارهافالسمع.. فاردفت مهاقائلة: ولقد قال
انه ربما سيتاخر لاربعه ايام اخرى..
قال مازنبابتسامة: حقا؟.. هذا امر يدعو للسروربكل تاكيد.. ما دامت ملاك ستبقى هنا وقتاطول..
تطلعت له ملاك بضيق.. ايظن انها راغبه في البقاء هنا لوقت اطول بعيده عنوالدها.. لا
ابدا.. انها تريد ان يعود والدها في اسرع وقت.. حتى ان كان هذا سبب فيوحدتها..
المهم ان تراه يوميا وتتحدث اليه.. وتتطمان الى انه معها في نفس البلاد .. نتظره
بفارغ الصبر في نهايه كل يوم حتى يمنحها ولو القليل من حنانه وكلماتهالدافئة…
وقال امجد باهتمام: ولم لم تخبريني انه اتصل قبل الان؟..
قالت مهاوهي تلتفت الى ملاك: لقد اخبرت ملاك اولا لاني علمت ان الامر يهمها اكثر
من اي شخصاخر..
قال مازن وهو يحاول ان يضفي بعض المرح: وان كانت تريد الحديث اليه.. فانامستعد لامنحها
هاتفي لتتصل به.. بشرط ان لا تسكب دموعا..
التفتت له ملاك ورمقتهبنظره تجمع ما بين الضيق والحزن.. واحس مازن بالدهشه من نظرتها هذه
.. في حينالتفتت عنهم ملاك لتقول : لقد شبعت..
واستدارت بمقعدها عن المكان..لتتحرك بينارجاء الردهه مبتعده عن طاوله الطعام.. وبينما هي تفعل لم تنتبه
لعجله مقعدها التياصطدمت بغته برجل الطاوله الصغيره الموجود بالردهة.. وشهقت ملاك بقوه وهي ترى نفسهاتسقط
من على مقعدها اثر الاصطدام ..وشعرت بالام مبرحه بظهرها ووجدت نفسها تطلق اناتالم دون ان
تصرخ طالبه المساعدة..حاولت رفع نفسها مرارا وتكرار دونما فائده بواسطةذراعيها.. وهي تشعر بالام ظهرها المبرحه
وبرجليها العاجزتين تماما.. وضربت بقبضتهاالارض بقوه وهي تهتف في صوت حمل في طياته الكثير من
الالم والمرارة: تبا.. تبا.. اريد النهوض.. لا اريد مساعده من احد.. اريد ان انهض وحدي..
رات دموع عينيهاتتساقط على كفيها دون ان تشعر بها.. لم تابه بكل هذا وهي ترى
نفسها عاجزة.. لاولمره تشعر بالم كونها عاجزه وهي ترى نفسها ملقاه على الارض دون ان
تكون قادره علىمساعده نفسها…
وعلى طاوله الطعام.. عقد مازن حاجبيه وقال وهو يرهف سمعه: اتسمعون .. انه صوت ملاك؟..
ارهفت مها سمعها بدورها ومن ثم قالت: اظن انها هيحقا..
اسرع مازن ينهض من مكانه وقال في سرعة: سارى ما بها..
لحقت به مهاوقالت في سرعه : ساتي معك..
لم يهتم مازن بما قالته .. فقد تحرك بخطوات سريعةبين ارجاء الردهة.. واخيرا شاهدها.. كانت
تبكي بمراره وهي غير قادره على رفع جسدهاعن الارض..فقال وهو يرفع حاجبيه باشفاق: ملاك…
واندفع نحوها في سرعه ومالنحوها قائلا: هل انت بخير؟.. هل اصابك مكروه؟..
التفتت له لتتطلع اليه بعينينمغرورقتين بالدموع.. فامسك مازن بذراعها وقال : دعيني اساعدك..
جذبت ذراعها بقوةمن كفه..وقالت بصوت خافت: لا اريد..
اقتربت منهما مها في تلك اللحظه وقالت بخوفوقلق: ملاك.. ما الذي جعلك تسقطين من مقعدك؟..
هل اصابك شيء؟..هل انتبخير؟..
قالت ملاك وهي تمسح دموعها في سرعة: انا بخير..
قال مازن بهدوء: اذادعيني اساعدك.. لن تستطيعي الجلوس على مقعدك لوحدك..
اسرعت مها تقول مؤيده وهيتهبط الى مستواها: اجل دعيه يساعدك يا ملاك..
التفتت ملاك في تلك اللحظه الىمازن وشاهدته لا يزال يمسك بذراعها وهو ينتظر منها ردا
يسمح له بمساعدتها.. فالتفتتعنه ملاك وقالت بصوت اقرب للهمس: افعلوا ما تريدون..
اسرع مازن يحمل جسدهاالصغير بذراعيه ليجلسها على المقعد .. اما ملاك فقد اغمضت عينيها عندما
شعرت بان كلخليه من جسدها ترتجف لقرب مازن منها.. شعرت بانفاسه تكاد تلفح وجهها.. وبقربه
يكاديعصف بمشاعرها وكيانها.. اخذ قلبها يخفق بقوه .. وعرفت حينها ان مشاعرها لم تعدتحمل سوى
معنى واحد من قرب مازن لها.. انها ليست معجبه به او تميل اليه فحسب.. انهاتحبه..
تحب!!.. تحب مازن.. بهذ السرعة؟.. هل حقا عرف قلبها طريق الحب؟.. ولكن ماذاعن مازن؟..ما هو
شعوره تجاهها؟ .. لا تعلم..المهم الان انها بقربه وهذا ما يهمها فيهذه اللحظات ولا شيء
اخر..
وقال مازن في تلك اللحظه وهو يميل نحوها: واخيراانتصرت على عنادك.. وجعلتك تقبلين بفعل شيء
بالرغم منك..
تطلعت مها الى مازنبحنق.. وقالت بضيق: مازن هذا ليس وقت مثل هذا الكلام..
والتفتت الى ملاك لتقول: اتشعرين باي الم يا ملاك؟.. اتودين ان ناخذك الى المستشفى؟..
قالت ملاك بصوتخافت : لا.. اشكركم على مساعدتكم.. انا بخير الان..
قال مازن متسائلا: ساسالكسؤالا يا ملاك؟..
خفق قلبها والتفتت له لتقول: تفضل..
قال وهو يتطلع لها: لماذا لم تناد احدا ليساعدك وفضلت لابقاء هكذا طوال تلك ال…؟اسرعت
مهاتقاطعه باستنكار: مازن.. ماذا تقول؟..
ولكن ملاك اجابت بهدوء: لا اريد ان اشعراحد بعجزي وضعفي هذا.. اريد ان اكون كاي
فتاه اخرى.. افعل كل ما يخصني لوحدي.. هلفهمت الان لماذا؟..
قال مازن وهو يتطلع اليها: ان اردت الصراحه فلم افهم.. فهاهيذي مها امامي.. لا تزال
تطلب مساعدتنا في اتفه الامور ..
قالت مها بحنق وهيتضربه على كتفه بضيق: هل لك ان تصمت قليلا؟..
امسك بمعصمها وقال بسخرية: جربيفقط ان تحاولي ضربي مره اخرى..و ستجدين يدك الجميله هذه محطمة..
قالت مها وهيتجذب معصمها من كفه: يالك من سخيف.. هذا عوضا من ان تدافع عني
وتساعدني..
التفتمازن الى ملاك وغمز بعينه قائلا بمرح: الم اخبرك؟.. ها هي ذي تطلب المساعدةامامك..
ابتسمت ملاك بشحوب ومن ثم قالت بصوت خافت: ربما اكون قد بالغت قليلا فيعدم حاجتي
الى احد..
– بل بكل تاكيد.. اسمعي يا ملاك.. اي شيء ستحتاجينه .. فمازن سيكون موجودا دائما..ثقي
بهذا..
ابتسمت ملاك بخجل .. وازدردت لعابها لتخفيارتباكها.. فقال مازن وهو يهم بالابتعاد: والان ساعود لاكمل
تناول طعام الغداء.. وارجو ان تاتي انت ايضا يا ملاك.. فطبقك لا يزال ممتلا..
تطلعت له ملاك وهويبتعد عنها.. احقا لاحظ الطبق الذي كنت اتناول منه؟..شعرت بان مازن يهتم
بها بالفعل ..ويهتم لامرها بشكل خاص.. ربما هو معجب بها.. ربما يحمل لها بعض المشاعر..
ربماوربما… دون ان تجد اي دلائل تاكد او تنفي ما تظنه.. تريد ان يكون ظنها
واحساسهاصحيح بان مازن يهتم بها فعلا وليست تتخيل هذا الاهتمام.. .
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛رنين مستمر جعل حسام يلتقط هاتفه ويجيبه بعد ان راىالرقم على شاشته: اهلا مها..
قالت مها بهدوء: اهلا حسام.. كيف حالك؟..
قالمبتسما: بخير..ماذا عنك انت؟..
– على ما يرام.. المهم اني اردت اناشكرك..
قال بحيرة: وعلام تشكريني؟..
قالت وهي تبتسم بامتنان: لقد كنت محلثقه بالفعل عندما اخفيت الامر عن اعمامي ذلك اليوم..
قال حسام وهو يهز كتفيهوعلى شفتيه ابتسامة: انا لم اخف شيئا عن احد.. لقد اكتفيت
بعدم التعليق وحسب..
– ولكن حقا اسعدني انك اخفيت الامر عن الجميع..
قال حسام وهو يتحرك في ارجاءغرفته: لقد فعلت ذلك لاني وعدتك ولاني لا اكون سببا
في ما قد يصيب ملاك..
– ماذاتعني؟..
– بكل بساطة.. اعمامها قد يكونوا سببا في حزنها والمها ولا اريد ان اكونسببا في
حزنها ذاك..
قالت مها بشك: لم انت مهتم بملاك؟..
قال حسام بهدوء: الاشفاق ليس الا.. خصوصا وانا اراها بالامس في عمر الزهور.. لا تكاد
تشعر بنعمةالسير على قدمين..
وسالها بغتة: ما اخبار احمد؟..
قالت بدهشة: من الذي تحدثعن احمد الان؟..
قال بابتسامه سخرية: لقد كان مهتم بك بالامس .. فقلت انك ربماتعرفين اخباره..
قالت وهي تصطنع الجدية.. ربما لاثاره غيرته: اظن انه مهتم بيبالفعل..لقد لاحظت هذا بالامس.. ما
رايك انت بالامر؟ ..
قال حسام ببرود: وماشاني به؟.. فليهتم بك.. هذا شانه.. ولكن اخبرك منذ الان بانه شاب
عابث.. ليس لهمستقبل على الاطلاق..
قالت مها مبتسمه وقد شعرت من تغير نبره صوته انه ربماضايقه حديثها عن احمد: ربما..
ولكنه ابن عمي.. ووالده لديه ثروه كبيرة.. لهذا اظنان مستقبله مضمون..
قال حسام ببرود اكبر: انها حياتك الخاصة.. فان كنت ترين هذافهذا شانك.. اما نظرتي انا
فمختلفه عنك تماما تجاه احمد هذا..
– ولم تضايقتهكذا..
قال بهدوء: لو كنت قد تضايقت.. فلاجلك.. لا اريد ان يشغل تفكيرك شاب عابثمثل احمد..
تنهدت مها وقالت متحدثه الى نفسها: (لو تعلم يا حسام انه لا يشغلذهني سواك..)
وقالت متحدثه الى حسام: لا تقلق علي انه لا يشغل باليابدا..
ابتسم وقال: هذا جيد.. فكري بدراستك الان.. وابعدي هذه الافكار عنراسك..
قالت مها بخيبه امل وهي تظن انه سيهتم ويسال عمن يشغل تفكيرها: سافعلبالتاكيد..
– اعتذر الان يا مها.. فانا مضطر لانهي المكالمه لاني ساغادر بعدقليل..
– لا باس الى اللقاء..
انهت المكالمه ومن ثم تطلعت الى هاتفها بياس.. احقا لا يشعر بمشاعرها وعواطفها تجاهه.. احقا
مشاعرها ليست واضحه على مراىعينيه.. ليته يفهم.. ليته يسالني مره واحده عن سبب اتصالاتي المتكرره
له.. او على الاقليسال نفسه عن سبب لجوئي له اولا كلما احتجت للحديث الى شخص
ما..ترى يا حسام.. هلتبادلني مشاعري هذه.. ام اني احلامي اكبر مما اظن و…
قطع افكارها صوت طرقاتعلى باب غرفتها فالتفتت اليه وقالت بهدوء: ادخل..
فتح الباب لياتيها صوت كمالوهو يقول: ما الذي تفعلينه؟..
عقدت حاجبيها باستغراب.. فالمرات التي ياتي فيهاكمال الى غرفتها تكون نادره .. الا اذا كان
في الامر سببا مهما .. واجابته وهي تهزكتفيها: لا شيء مهم.. اخبرني انت… ما الذي…
قاطعها كمال وهو يحتل المقعدالمجاور لطاوله الدراسة: بل اخبريني انت.. هل صحيح ما قلتيه اليوم
علىالغداء؟..
قالت بحيرة: ما الذي قلته؟..
-بشان ملاك..
قالت مها مستغربة: ماذا تعني بالضبط؟..
قال كمال بملل: ماذا بك يا مها؟.. انسيت بهذه السرعة؟.. المتقولي بنفسك بان ملاك لن
تذهب غدا وستبقى اربعه ايام اخرى؟ ..
قالت مها بحيرة: بلى قلتهذا..
– حسنا اذا انا جئت الى هنا لاتاكد ان كان ما قلته صحيح املا..
قالت مها وهي ترفع حاجبيها: بالطبع صحيح.. اتظن اني كنت اكذبمثلا؟..
قال وهو ينهض من على مقعده: انتهى النقاش اذا..
قالت مها في سرعة: لحظة.. ماذا تعني بقدومك هنا لتتاكد من امر بقاءها من عدمه؟..
هل تضايقت لانهاستبقى..
قال كمال في ضيق: كفاك حماقات انت ومازن..
قالت مها في حده وهي تراهيبتعد باتجاه الباب: توقف..اخبرني لم سالت عن ملاك؟..
القى عليها نظره بارده ومنثم توجه الى الباب ليخرج مغادرا غرفتها .. في حين تنهدت
مها بحده .. وهي تفكر فيمايمكن ان يشغل ذهن كمال ويجعله يسال عن ملاك….
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛وضعت ملاككفها اسفل وجنتها وهي تجلس في غرفتها بشرود .. اغمضت عينيها لتتذكر ما الذي
حدث لهااليوم .. لا زال جسدها كله يرتجف حتى الان وهي تتذكر مازن..تذكرت نظراته.. كلماته..
وقربه الذي ارجف جسدها .. ودون ان تشعر عاد ذهنها الى الوراء.. قبل اثنتي عشرةسنة…
ابتسم ذلك الرجل وهو يدفع المقعد المتحرك امامه وقال بحنان: ما بالك ياصغيرتي؟..
التفتت له الطفله التي تجلس على المقعد وقالت متسائلة: الى اين نحنذاهبان يا ابي؟..
وضع والدها كفه على راسها وقال بابتسامة: لدي بعض الاعمال التييتوجب ان انهيها مع اخي..
قالت وهي تفكر: اذا نحن ذاهبان الى منزل عمي..
اوماوالدها براسه ومن ثم قال: هذا صحيح يا صغيرتي..
قالت الطفله بلهفة: هل ساجد هناكمن يلعب معي؟..
ابتسم والدها وقال وهو يواصل دفعله للمقعد: اجل..
– حقا.. اذااسرع .. اسرع يا ابي..
قال والدها وهو يميل نحوها: سافعل يا ملاك.. ولكن لاتكوني لحوحه هكذا..
عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت: انا لست لحوحة..
تلاشتذكرياتها بغته مع صوت طرق لباب غرفتها .. فاسرعت تعتدل في جلستها وتقول بصوت هادئ:
من؟..
فتحت مها الباب في سرعه وقالت: ملاك .. ملاك..
التفتت لها ملاك وقالتباستغراب: اجل..
قالت مها وهي تشير الى الخارج: والدك على الهاتف..
شهقت ملاكوقالت بغير تصديق : ابي..
اومات مها براسها وقالت بابتسامة: اجل .. اسرعي..
اسرعت ملاك تحرك عجلات مقعدها واسرعت مها تساعدها في دفعه.. وهناك شاهدتعمها امجد يتحدث الى
والدها وما ان راها تقترب حتى قال متحدثا الى خالد وهو يبتسم: لقد وصلت صغيرتك..
اتريد التحدث اليها؟..
قال خالد ببرود: بكل تاكيد..
قالامجد وهو يمنح ملاك سماعه الهاتف: خذي تحدثي الى والدك..
قالت ملاك بلهفه وهي تلتقط السماعه وتتحدث الى والدها: ابي.. كيف حالك؟..اشتقت اليك كثيرا..
قال خالدبشوق: بخير .. اخبريني انت كيف هي احوالك؟ .. وهل تنامين وتاكلين جيدا؟..
ضحكت ملاك وقالت: ابي اتظن اني لاازال طفلة؟..
– انت كذلك بالنسبه لي وستبقين كذلك..
واردف بحنان: اشتقت اليك باكثر مما تتصورين.. سانهي اعمالي قريبا واعوداليك.. هذا وعد..
قالت بسرعة: متى .. متى؟؟..
– ربما بعد يومين..
هتفت بفرحة: حقا؟؟..
قال مبتسما: اجل.. من اجلك فحسب يا صغيرتي..
قالت بابتسامةواسعه : احبك يا ابي..
قال خالد بحنان: وانا احبك اكثر من اي شخص اخر في هذاالعالم..
ومن ثم اردف قائلا: والان مادمت قد جعلتك تفرحين.. سانهي المكالمه واتصل بك في وقت
اخر..
قالت ملاك بابتسامه باهتة: لا باس..
– الى اللقاء ياصغيرتي..
– الى اللقاء يا ابي..
وفي هذه المره ارتسمت على شفتيها ابتسامةواسعه بدل ان تترقرق عيناها بالدموع وهي تغلق السماعة..
حتى ان مها تسائلت وهي ترفعحاجبيها بحيرة: تبدين سعيده يا ملاك.. ما الامر؟..
قالت ملاك بسعادة: كيف لاوابي سيعود بعد يومين فحسب..
قالت مها بدهشه : ولكنه اخبرني بانه سيعود بعداربعه ايام..اخبريني..هل اخبرك هو بذلك؟..
اومات ملاك براسها ايجابيا وابتسامتهالم تفارقها بعد.. في حين قالت مها بابتسامه باهتة: سافتقد وجودك
معنا بالمنزلكثيرا..
قالت ملاك وهي تهز راسها نفيا: ومن قال اني ساترككم؟ .. ساتي لزيارتكميوميا..
قالت مها متسائلة: وهل سيوافق والدك على ذلك؟..
قالت ملاك وهي تهزكتفيها بتردد: لا اعلم.. ولكن ساحاول اقناعه..
ربتت مها على كتفها وقالت محاولةتغيير الموضوع: اتذكرين طلبك لي؟..
قالت ملاك بدهشة: اي طلب؟..
قالت مها وهي تغمز بعينها: ان تحضري السباق الذي سيقام في النادي..
– بلى تذكرت.. ماذاعنه؟..
قالت مها بلهجه ذات مغزى: ساحققه لك غدا..
تطلعت لها ملاك باهتمام وهيتنتظر منها ان تشرح لها عبارتها الاخيرة.. وقالت مها وهي ترى
اللهفه في عيني ملاك : فالسباق سيقام في الغد..
قالت ملاك بلهفه ممزوجه بالتوتر: حقا؟؟..
– اجل ..وبصراحه لا اعلم من اشجع لان كمال ومازن سيشاركان في هذا السباق.. ما
رايك انت؟.. من فيهما اشجع؟..
قالتها مها بمرح.. في حين خفق قلب ملاك عندما سمعت اسم مازن.. ما الذي يصيبها
كلما سمعت اسمه؟.. هل هو الحب الذي يجعل جسمها يقشعر لمجرد ذكر اسمهوكانه يقف امامها
في هذه اللحظة..
وكادت ملاك ان تجيبها بكلمه واحدة.. مازن.. شجعي مازن.. ولكن خجلها عقد لسانها .. فازدردت
لعابها وقالت بارتباك: شجعيشقيقيك..
قالت مها وهي تضحك بمرح: لدي اقتراح اخر.. ما رايك في ان اشجع ايمتسابق اخر؟..فكلاهما
لا يستحقان التشجيع..
قالت ملاك متسائلة: وحسام.. النيشارك في هذا السباق؟ ..
قالت مها بابتسامه باهتة: لا.. انه لا يهتم برياضه الفروسيه ..
صمتت ملاك للحظه ومن ثم قالت: ومتى سنذهب غدا لرؤيه السباق؟..
اجابتها مها بهدوء: عند الساعه الرابعه بعد الظهر..
قالت ملاك بابتسامه : اتمنى ان يحصل على المركز الاول في السباق ..
قالت مها وهي تميل نحوها بابتسامه ماكرة: ومن هو؟..
ارتبكت ملاك واشاحت بنظراتها بعيدا.. واعتلت الحمره وجنتيها.. وهمت بان تقول شيء ما.. يصحح ما
فهمته مها.. لولا ان تعالى صوت بغته بالردهه يقول: انا…
والتفتت كلاهما الى مصدر الصوت.. وارتسمت الدهشه على وجهيهما .. فقائل تلك العباره كان ..كمال…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
dreamamira and سما عبدالرحمن like this.
الجزءالعاشر
” ..تجاهل ..”
تطلعت ملاك بدهشه الى كمال.. وهي تستغرب قوله هذا.. في حين لم تكن مها باقل
منها دهشة..فارتفع حاجبها بدهشه كبيره والتفتت الى كمال لتقول : ماذا قلت؟..
عقد كمال ذراعيه امام صدره وقال ببرود: لماذا تتطلعان الي هكذا؟.. اجل انا من سوف
يحصل على المركز الاول..
قالت مها وهي تمط شفنيها: ولماذا انت واثق الى هذه الدرجة؟ ..
قالكمال وهو يبتعد عن المكان: لاني اعرف مهارتي جيدا ..
تطلعت له مها بصمت وهو يبتعد عنهم وقالت بحنق: ان تشابه كمال ومازن في شيء..
فهو الغرور..
ابتسمت ملاكبهدوء.. فقالت مها وهي تميل نحوها: اترغبين في الخروج الى حديقه المنزل قليلا؟..
اسرعت ملاك تجيبها قائلة: اجل بالطبع..
ابتسمت مها وقالت وهي تدفعها: في الحال..
ولكنها توقفت بغته والتفتت الى نادين التي تقدمت منهم وقالت بتانيب: انستي.. لم تفعلين كل
شيء وحدك دون ان تخبريني..
قالت ملاك ببرود: وماالذي فعلته؟..
قالت نادين وهي تتطلع اليها: لقد خرجت بالامس دون ان تخبريني ..
قالت ملاك وهي تشيح بوجهها: انا لست طفلة..
قالت نادين وهي تومئ براسها: اعلم ولكنك امانه في عنقي.. لو اصابك شيء.. ساكون انا
المسئولة..
عقدت ملاك حاجبيها ومن ثم قالت متحدثه الى مها: فلنذهب الان يا مها..
قالت مها بصوت خفيض وهي تدفع المقعد: ماذا بك يا ملاك؟..
قالت ملاك وهي تعض على شفتيها: لا تلبث انتشير الى اني عاجزه ويجب ان اخبرها
عن اي خطوه اقوم بها..
قالت مها بهدوء: انهعملها.. الاهتمام بك..
قالت ملاك بمرارة: وانا لا اريد من يهتم بي.. ها انتذاتتصرفين بحريه .. هل يطلب
منك احد ان تاخذي مرافق معك حتى لا تتعرضي لاياذى؟..
ابتسمت مها وقالت وهي تفتح الباب الرئيسي للمنزل وتخرج منه مع ملاك: لوقدر لي ان
احصل على كل الاهتمام الذي تحظين به.. لفرحت وانا ارى نفسي محاطه بكل هذاالحب ..لو
لم يكونوا يحبونك لما اهتموا بك كل هذا الاهتمام.. اليس كذلك ياملاك؟..
اومات ملاك براسها ايجابيا وقالت بخفوت: بلى ..
ابتسمت مها وهي تتجولفي حديقه المنزل: اذا لا داعي لحزنك كلما حدثتك نادين بشانك.. فما
يهمها هو انتكوني بخير..
اكتفت ملاك برسم ابتسامه هادئه على شفتيها ولم تعلق على عبارتها.. وقالت بغتة: اتركي المقعد
يا مها.. ساتحرك بمفردي ..
نفذت مها ما طلبته منها.. لتراها تتوجه بمفردها الى مكان حوض الازهار.. وابتسمت ملاك وهي
تمد يدها لتداعباحدى الزهرات.. ومن ثم اغمضت عينيها وهي تشعر بالهواء البارد يداعب وجنتها ويحركخصلات
شعرها.. كم تحب ان تشرد بخيالها بعيدا وهي وسط هذه الطبيعه والجو الساحر ..تشعر ان
كل ما حولها ساكن هادئ.. ينتظر منها ان تتحدث اليه او حتى تتطلع اليهبعينيها..
شعرت بغته بشيء ما يداعب وجنتها.. فاسرعت تفتح عينيها وتطلعت بدهشةالى مازن الذي كان يداعب
وجنتها باحدى الازهار..ازدردت لعابها بارتباك شديد وقالتوهي تشيح بوجهها بعيدا: منذ متى وانت هنا؟..
قال مبتسما وهو يتطلع الى ساعةمعصمه: دعيني ارى الوقت للحظة.. حسنا منذ خمس دقائق تقريبا..
تلفتت ملاك حولهاوقالت متساءلة: واين مها؟..
اشار مازن الى مها الجالسه تحت احدى المظلاتبالحديقه وشارده الذهن: هناك..
ظلت صامته دون ان تعلق على عبارته.. فقالمتسائلا: هل ضايقتك؟..
اسرعت ملاك تهز راسها نفيا.. فقال وقد ارتسمت على شفتيهابتسامه وهو يمد لها يده بالزهرة:
خذي اذا..
تطلعت ليده الممدوده لها بالزهرةومن ثم لم تلبث ان قالت وهي تمد اناملها باصابع مرتجفه
لتلتقط الزهره من يده: شكرالك..
امسك مازن كفها بغته حين كانت تهم باخذ الوردة.. فشهقت ملاك بتوتر وخوف.. فقال بابتسامه
وهو يتطلع لها: اجمل زهره لاجمل ملاك راته عيناي..
اخذ قلبها يخفقبعنف من كلماته.. وجسدها كله بات جامدا من مسكه كفه لكفها.. لم تعلم
ماذا تقول .. واشاحت بعيناها بعيدا لتسيطر على ارتباكها وخوفها وخجلها .. فقال مازن وهو
يهمسلها: هل يخيفك وجودي لهذه الدرجة؟..
لم تستطع ان تنطق بحرف واحد واكتفت بهزراسها نفيا.. فقال وهو يحرر كفها من كفه:
اذا لم كنت ترتجفين؟..
شعرت بجفافحلقها.. يكفي يا مازن ارجوك.. لم اعد احتمل.. وحركت عجلات مقعدها لتبتعد عنه وتتوجهالى
مها.. فاسرع مازن يناديها قائلا: ملاك..
توقفت ملاك للحظه ولكنها عادتلتواصل تحركها بالمقعد.. وشعرت بالراحه عندما رات مها تنهض من على
مقعدها وتقولبهدوء: هل ندخل الان؟..
قالت ملاك وهي تهز راسها باضطراب: اجل.. اجل..
تطلعتلها مها بشك وقالت: ماذا بك يا ملاك؟.. تبدين متوتره ..
اسرعت ملاك تقول: لاشيء.. اريد الذهاب الى غرفتي..
اقترب مازن في تلك اللحظه منهما وقال مبتسما وهويلتفت لملاك : لقد نسيت اخذ هذه..
قالها وسلمها الورده بهدوء وانصرف .. دون انتقوى على قول شيء ما.. في حين قالت
مها بحدة: هل مازن هو سبب توترك هذا؟.. ما الذيقاله لك؟..
اطرقت ملاك براسها وقالت بتوتر: لا شيء.. لقد اهداني هذه الوردةفحسب..
– اذا لم تبدين متوتره كل هذا ال…
بترت مها عبارتها وكانها استوعبتالامر لتوها.. واتسعت عيناها عندما انكشفت لها حقبقه الامر.. وقالت مردده
بينهاوبين نفسها: ( لقد صدق ظني اذا.. ملاك متعلقه بمازن.. مازن الذي لديه بدل الفتاةمئة..
يا الهي .. اي صدمه ستتصيبك يا ملاك.. لو علمت بحقيقه مازن الذي تحبين.. ايصدمة؟
)
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛يوم دراسي جديد قضته مها بملل بين ارجاءالجامعه .. ولم تجد امامها سوى السير في
ارجاءها وحيده بعد ان تغيبت صديقتها اليومعن الحضور..ضمت كتبها الى صدرها وتنهدت بملل وهي تتوجه
الى كافتيريا الجامعة.. ولكنها توقفت فجاه عندما سمعت صوتا يهتف باسمها..التفتت الى مصدر الصوت وراتهامامها..
حسام وابتسامته المعهوده على شفتيه.. وقالت بابتسامه تحمل كل اللهفه التيفي قلبها: اهلا حسام..
قال حسام مبتسما وهو يتقدم منها: اهلا.. كيفحالك؟..
اجابته قائلة: بخير..
قال متسائلا: الى اين انت ذاهبة؟..
تطلعتالى الامام للحظه ومن ثم عادت تلتفت له وقالت بابتسامة: الى الكافتيريا .. وانت؟..
هز كتفيه وقال: ليس لدي وجهه معينة..
واردف قائلا وهو يسر الىجوارها: كيف حال الدراسه معك؟..
زفرت قائلة: على ما يرام ولكني اشعر بالملل.. متى ينتهي هذا العام؟..
قال متسائلا بغتة: ولم كنت تسيرين وحيدة؟.. اين صديقتك؟ ..
دهشة.. ذهول.. صدمة.. كل هذا سيطر على مها في تلك اللحظه وتوقفت بغت لتقولبحدة: وماذا
يعنيك من امر صديقتي؟ ..
توقف حسام بدوره عن السير والتفت لها ليقولوقد استغرب تغير موقفها على هذا النحو: ماذا
بك؟.. انا اسال عنها لاجلك.. فقد رايتكتسيرين وحيده و…
قاطعته بانفعال وهي تشعر بمراره قلبها الذي لم يحب سواه: لماذا تتعمد ذلك؟؟..
قال بدهشة: اتعمد ماذا؟..
قالت مها بصوت مليء بالحزنوالالم: تتعمد تجاهلي..
قال حسام وهو يعقد حاجبيه: انا؟.. وكيفاتجاهلك؟..
عضت على شفتيها بمراره ومن ثم قالت: انت حتى لا تقدر مشاعري..
قالحسام بدهشة: مها .. ماذا تقولين؟.. ماذا تعنين بقولك هذا؟ ..
سمع حسام بغته صوتصديقه يناديه.. فالتفت له وقال: ماذا؟..
ساله صديقه قائلا: الن تاتي ؟.. المحاظره ستبدا بعد دقائق..
قال حسام في سرعة: اذهب انت وساتبعك بعدقليل..
هز صديقه كتفيه وقال بهدوء: كما تشاء..
ومن ثم اكمل سيره مبتعدا..فيحين عاد حسام ليلتفت الى مها التي ضمت كتبها اليها في
الم.. والتفتت عنه لتغادرالمكان وهي تقول: اذهب لمحاظرتك..
اسرع يتوقف امامها مانعا اياها من التقدم وقالمتسائلا: ليس قبل ان تقولي لي ماذا عنيت
بقولك؟..
اشاحت بوجهها بعيدا وقالت بضيقوالم: لم اكن اعني شيئا..
قال بهدوء: مها .. انا افهمك جيدا.. انت لا تستطيعينالكذب وعيناك في مواجهه عيني ..
اليس كذلك؟..
اسرعت تلتفت له وتقول في حنق: لاليس كذلك..
مال نحوها قليلا وقال: اخبريني ما الامر يا مها؟.. ما الذي غيركفجاة.. وجعلك تنفعلين على
ذلك النحو.. وتتهميني باني اتجاهلك..
قالت مها وهيتلتقط نفسا عميقا: ارجوك يا حسام.. ابتعد عن طريقي .. الجميع ينظر الينا..
قالحسام في سرعة: حسنا لا باس.. ولكني سانتظرك بعد ان تنتهي محاظراتك لافهم الامرمنك.. اخبريني..
متى سوف تنتهين؟..
قالت ببرود: الثانيه ظهرا..
قال حسام وهويهم بالابتعاد عنها:حسنا سانتهي انا في الواحده والنصف وسانتظرك بعدها في المواقف.. اتفقنا؟..
واسرع يبتعد دون ان ينتظر اجابتها.. في حين تنهدت مها وهي تشعربالحيره الكبيره من تصرفاته..ومن
موقفه المتناقض.. يهتم بها ويسال عنصديقتها..ومشاعره التي لا تزال غامضه بالنسبه لها لا تكاد تفهمها..
فلو كان يحبهاما الذي يمنعه من اخفاء هذا الامر.. اما لو كانت مشاعره تجاهها لا
تحمل سوى مشاعرصله القرابه فهذا يعني انه لا داعي لان يخبرها بشيء من الاساس..
وابتسمت بسخريةمريره لنفسها.. لقد فقدت الامل تماما تجاه حسام.. من قال انه يبادلها المشاعر.. اوحتى
يشعر بكل ما تحمله له من حب..انه اذا اهتم بها فهذا لا يعني انه مهتم
بها لسببخاص.. بل لانها ابنه عمته وحسب..
وسارت مها مبتعده عن المكان.. وهي تكاد تودعحبها الذي لم يرى النور بعد…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعت ملاك الى ساعتهاللمره العاشرة.. لا يزال الوقت مبكرا على السباق.. والساعه لم تتجاوز الثانيه
عشرةبعد.. ولكنها تشعر بالحماس له.. تريد الذهاب والتشجيع .. ستشجع مازن بكل قوة.. لنتنطق اسمه
لان هذه مشاعرها الخاصة.. ستكتفي بترديد عبارات التشجيع فقط.. ثم لم تنطقاسمه وقلبها ينبض به؟…
ارتسمت ابتسامه على شفتيها وهي تتحرك بمقعدها في غرفتها .. تطلعت الى نفسها في المراه
ومن ثم قالت مبتسمة: سارتدي شيء اجمل هذااليوم..
اخذت تبحث بين ثيابها.. حتى وجدت تنوره ذات لون ازرق من نوعالجينز..وقميص احمر اللون.. وابعدت
خصلات شعرها الى الوراء باستخدام ربطه للشعرحمراء اللون.. وابتسمت برضا عن شكلها..ترا ماذا سيقول لها
مازن لو راها؟.. سيقولانها جميلة..ام رائعة.. ام…
ضحكت بخجل من نفسها وافكارها.. يا ترى هل سيشتاقلها مازن لو غادرت بعد يومين.. تغادر!..
اجل ستغادر مع والدها الى منزلهم.. وستتركمها ومازن وكمال ايضا..ستغادر لتعود الى حياتها الطبيعية.. ولكن
ماذا عن مازن؟..هلستراه مجددا؟…
ورددت بحزم و بصوت مسموع : اجل ساراه .. ساقنع ابي ان يصحبنيالى هنا.. وحينها
ساراه..ساتحدث اليه و…
بترت عبارتها وتوردت وجنتاها بحمرةالخجل .. ما هذه المشاعر التي سيطرت على تفكيرها وكيانها كلها؟..
اصبحت لا تفكر فيشيء سوى مازن.. مازن ولا احد اخر..
اسرعت تلتقط لها روايه من حقيبتها علها تبعدمازن عن ذهنها .. وابتسمت وهي تتطلع الى
العنوان (حب الى الابد).. مثل الروايه التيسخر مازن منها.. حتى عندما كانت تريد الهرب من
التفكير بمازن عاد الى ذهنها منجديد..
اعادت الروايه الى مكانها واسرعت تغادر الغرفة.. واسرعت تنادي بصوت عاليبعض الشيء: نادين .. نادين..
لم يجبها احد فرددت بصوت اعلى: نادين.. اجيبيني.. نادين ..اين انت؟..
(ليست هنا)
شهقت ملاك بقوه عندما رات كمال قائل العبارةالسابقه يقف خلفها.. وقال ببرود: لا اظن ان
شكلي يخيف الى هذه الدرجة؟ ..
ازدردتملاك لعابها وقالت بصوت خافت: اين نادين؟..
سار كمال متجاوزا ملاك ليجلس علىالاريكه ..ومن ثم قال: رايتها تخرج الى الحديقة..
تساءلت ملاك قائلة: ولماذا؟..
مط شفتيه وقال: وما ادراني..
صمتت ملاك .. اذا تحدثت الى كمالفعليها ان تتجنب ان تتحدث اليه كثيرا والا اتهمها
بالازعاج.. وتحركت مبتعده عنه.. فاسرع يقول: الى اين؟..
ارتفع حاجبيها بحيره وقالت: الى غرفتي..
قال كمالبهدوء: لماذا تسجنين نفسك؟.. اذهبي الى الحديقه ان اردت..
قالت ملاك بتردد: كنتاود ذلك ولكن .. نادين ليست هنا..
تطلع لها كمال للحظه ومن ثم قال: ساصحبك اناان شئت..
تطلعت له في دهشة.. هذا كمال.. احقا؟.. انه يتحدث اليها بكل هدوء.. ربما لم تكن
تفهم تصرفاته في السابق لهذا هي مندهشه منه..وازدردت لعابها وقالت: لاشكرا لك.. ساذهب وحدي..
قال كمال ببرود وهو ينهض من على الاريكه ويبتعد عنالمكان: افعلي ما شئت..
عاد الى بروده من جديد..وابتسمت بينها وبين نفسها.. هذاهو كمال الذي تعرفه.. وتحركت بهدوء لتغادر
المنزل الى الحديقه الخارجية.. وابتسمتوهي تطلع الى المكان الذي كانت عنده بالامس.. عاد لها ذكرى
مازن والزهره التياهداها لها..لقد وضعتها بين صفحات روايتها (حب الى الابد) .. لتثبت له اولا
ان الحبلازال موجودا.. وان قلبها سيظل يحبه الى الابد ثانيا.. لا تفهم لماذا يرفض منطقالحب؟..
لو احب يوما فتاه ما بكل مشاعره واحاسيسه.. فيومها سيدافع عن الحب ويؤيده.. ولن يعارضه
مطلقا.. سيعرف حينها معنى الحب في هذا العالم.. وربما يكون قد احب فعلاو…
احب؟.. احب من؟.. فتاه من النادي ؟.. لا .. لا.. مازن سيشعر بحبي لهوسيبادلني حبا
باخر.. انه يهتم بي كثيرا .. انه يتطلع الي بكل حنان الدنيا.. اشعربقربه بالامان والراحة..
تنهدت براحه وارتسمت ابتسامه على شفتيها وذهنها يعودليشرد بالتفكير في مازن.. وقد نست تماما انها
جاءت الى هنا حتى تبعد مازن عنذهنها.. ولكنه بالرغم منها.. عاد يسيطر على تفكيرها.. كما
سيطر على قلبها ومشاعرها …
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛سارت مها مغادره بوابه الجامعه وهي تتوجه حيث سيارةابيها التي تنتظرها عند المواقف.. وعلى الرغم
من انها تذكر ما قاله لها حسام بانهسينتظرها بعد ان تنهي محاظراتها.. لكنها تناست الامر
تماما وهي تسير مبتعده الىسياره ابيها..لقد تجاهلها كثيرا ولم يقدر مشاعرها في يوم .. من
حقها ان تتجاهلهوتعامله بالمثل و…
(مها.. الى اين تذهبين؟)
كانت تعلم انه حسام لهذا لمتلتفت له وواصلت طريقها.. فعاد يهتف بها: مها .. توقفي..
لم تتوقف بل واصلتالسير فهتف بصوت عالي وصارم: قلت توقفي..
توقفت في مكانها من لهجته الصارمةولكنها لم تلتفت له ..فتقدم منها وقال بحزم: الى اين
كنت تريدين الذهاب؟..
قالتمها ببرود متعمد: الى سياره ابي.. الى اين تظن اني ذاهبة؟ ..
قال حسام وهو يقففي مواجهتها: الم اطلب منك ان لا تذهبي حتى افهم الامر منك؟..
تظاهرت بعدم فهمما يقول وقالت: اي امر تعني؟..
عقد حاجبيه وقال: انك تفهمين عن اي امر اتحدث فلاتتظاهري بالغباء..
قالت وهي تعقد ساعديها امام صدرها: على الاقل انا لا اتجاهلالاخرين..
قال حسام بحدة: كفي عن التحدث بالالغاز واخبريني متىتجاهلتك؟..
قالت بحده مماثلة: دائما كنت تتجاهلني.. اقف امامك.. ومع هذا لا تنظرالي ابدا..
وضع حسام كفه على جبهته وقال وهو يحاول فهم حديثها: تحدثي مباشره يامها.. لا اكاد
افهم حرفا مما تقولين..
قالت وهي تبتعد عنه: افضل..
قال بعصبيةوهو يراها تبتعد: انتظري.. انا لم انتظر نصف ساعه حتى تبتعدي هكذا دون ان
تفسري ليالامر..
قالت مها وهي تتطلع اليه بطرف عينها: ان اردت تفسيرا فابحث عنهبنفسك..عن اذنك..
امسك بمعصمها ليوقفها وقال بعصبيه اكبر: اهذا جزاءي يا مها انيانتظرتك كل تلك المده لاني
قلقت عليك؟.. تمضين وتتركيني وكاني لست رجلا اقف امامك.. ولكن.. اعلمي انك انت من اراد
هذا.. وداعا..
قال عبارته وابتعد هو هذه المره .. شعرت مها بغصه في حلقها .. كادت ان
تهتف به.. ان تلحقه.. ولكن كرامتها منعتها .. جعلتها تكتفي بان تتطلع اليه بالم وهو
يركب سيارته ويمضي بها.. واطرقت براسها فيالم وهي تكمل سيرها الى سياره ابيها.. وان شعرت
بالحزن يعتصر قلبها.. وتسائلت وهيتتنهد بالم وتجلس على المقعد الخلفي للسيارة.. هل اخطات في تصرفها
مع حسام ام انهافعلت الصواب؟؟..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
(لقد وجدتها)
قال فؤاد هذه العبارةوهو يتطلع الى عادل الذي جلس يتطلع الى احد الملفات الخاصه بالشركة..
والتفت لهعادل ليقول باستغراب: ماذا وجدت؟..
قال فؤاد مبتسما: وسيله قد تكشف لنا امرملاك..
قال عادل في اهتمام: وهل هذه الوسيله مضمونة؟..
– لا يمكنني ان اخبركان كانت مضمونه ام لا .. لانها تعتمد على شخص ما..
عقد عادل حاجبيه: اي شخصتعني؟..
فكر فؤاد قليلا ومن ثم قال: احتاج الى شخص راها من قبل وتحدث اليها.. شخص
على الاقل له الحق في ان يتحدث معها بحريه وفي الوقت ذاته لا يكون من
ابناءامجد..
قال عادل بهدوء: الم تكن تتحدث مع احد في الحفل سوى ابناء امجد؟..
عقدفؤاد حاجبيه وقال: دعني اتذكر.. لقد كانت تتحدث الى حسام ايضا..ما رايكبه؟..
صمت عادل للحظات ومن ثم قال: حسام لا يمت لنا بصله بل هو من عائله
زوجةامجد-سابقا-..نحتاج الى احد من وسط العائله .. حتى يكون محل ثقتنا..
فكر فؤاد منجديد وغرق في تفكير عميق لدقائق ومن ثم قال فجاة: اجل ..لقد وجدت
الشخصالمطلوب..
قال عادل بلهفة: من هو..
قال فؤاد بابتسامه ماكرة: ابنك يا عادل.. احمد..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ابتسمت ملاك بفرحه وهي تجلس في المقعد الخلفيللسياره مع مها متوجهين للنادي حيث سيقام السباق..
وقالت بسعادة: واخيرا ساذهبلرؤيه السباق..
واردفت وهي تنطلع الى مها: لقد كنت متلهفه لرؤيته.. فلاول مرةسارى سباق للخيل.. وسيكون مشتركا
به مازن وكمال.. وبالتاكيد سيكون ال…
بترتملاك عبارتها عندما شاهدت مها شارده الذهن وغير منتبهه لما تقول..ونادتها قائلة: مها.. هل سمعت
ما قلته؟..
لم تجبها مها وهي على شرودها وتلك النظره الحزينه جليةفي عينيها..فرددت ملاك وهي تهز كفها
بهدوء: مها.. هل تسمعيني؟..
التفت لها مهاوقالت وكانها تفيق من نوم عميق: هه.. هل تحدثيني؟..
تساءلت ملاك وقالت: ماذابك؟.. انت صامته وشارده طوال الوقت.. ما الذي حدث؟..
هزت مها راسها نفيا دون انتعلق فعادت ملاك تقول: ولكنك حزينة.. اعلم ذلك.. عيناك تكشفان
ما بقلبك من حزن .. وملامح وجهك واضحه للجميع..اخبريني ما الذي يحزنك؟ ..
قالت مها بصوت خافت: لاشيء..
صمتت ملاك عندما راتها لا ترغب في قول اي شيء يتعلق بسبب حزنها والتفتتالى النافذه
لتتطلع منها لدقائق.. ولكنها عادت تلتفت الى مها الواجمه وهي تستغربحزنها هذا.. فمنذ ان عادت
من الجامعه وهي على هذه الحال.. بالتاكيد قد حصل شيء ماهناك…
توقفت سياره السائق في تلك اللحظه بجوار النادي.. فهزت ملاك كف مهاوقالت: مها لقد وصلنا..
قالت مها وهي تلتفت لها: وصلنا الى اين؟..
ابتسمتملاك ابتسامه باهته وقالت: الى النادي بالتاكيد..
صمتت مها ولم تجبها.. وهبطت منالسياره لتشير للسائق ان يفتح الصندوق وياتي ليخرج كرسي ملاك..
نفذ السائق طلبها.. فقالت مها وهي تدفع مقعد ملاك بجوار باب السياره الخلفي : عندما
اتصل بك.. تعاللتاخذنا من النادي..
قال السائق بهدوء: امرك انستي..
غادرت ملاك السيارةلتجلس على المقعد.. ودفعتها مها بهدوء لتتوجه الى حلبه السباق.. وسالتها ملاك فيتلك
اللحظة: لم لم ناتي مع مازن مثل كل مرة؟..
قالت مها بهدوء: لانه غادر المنزلقبل ساعه من الان من اجل ان يستعد جيدا للسباق..
صمتت ملاك واكتفت بان اوماتبراسها في تفهم.. في حين كانت مها تدفع مقعدها وهي في
عالم اخر تماما.. تفكيرها فيما حصل اليوم ..هل ما فعلته كان الصواب؟ .. لقد ثارت
لكرامتها ولكن.. ماذا عنههو؟؟..هل خسرته؟..لقد بدى غاضبا وعصبيا كما لم تره من قبل.. ولكنه هو
من كانيتجاهلها ولا يقدر مشاعرها.. وكانه يتعمد سؤالها عن اي فتاه حتى يثير اعصابها.. اجلهو
من بدا .. هو من كان يجعلني اتعذب بسببه.. وقد حان الوقت لاثار لنفسي ولكرامتي
..
ولكن لماذا لا اشعر بالراحة؟.. لماذا اشعر وكاني الامي قد تضاعفت؟.. وان قلبييكاد يتمزق الما
ومرارة..ربما لان حسام يتالم الان وانا لا احب ان اراه حزينا اومهموما ابدا .. احب
ان اراه والابتسامه تشرق على وجهه..والفرحه تطل من عينيه.. يتحدث بهدوء ومرح.. هذا هو حسام
الذي اعرفه .. ولكن…
شعرت بغصه في حلقها ولمتستطع مواصله التفكير.. لا تريد ان تفكر فيه.. تريد ان تنسى
.. تبعده عن ذهنها ولولخمس دقائق فقط..
زفرت في حده وهي تدخل الى مدرجات السباق.. ودفعت مقعد ملاك فيالمكان المخصص..حتى وصلت الى
مقدمه المدرجات تقريبا ووجدت مقعدا لها .. فتنهدتوقالت: من الجيد اننا وجدنا مقعد في المدرجات
الامامية.. احيانا اضطر للجلوس فيالخلف..
قالت ملاك بلهفه طفولية: لا يهم ان نجلس في الامام اوالخلف المهم انيحصل اخويك على
المراكز الاولى..
ابتسمت مها وقالت وهي تحتل مقعدها: لا تظنيانهما ماهران كما اخبراك.. لم يحصلا ابدا على
اي مركز من المراكز الاولى..
تطلعتلها ملاك بدهشه وقالت: ابدا؟؟..
اومات مها براسها وقالت: ابدا..
ارتجف قلبملاك توترا.. اذا لم قال مازن انه حصل على احد المراكز الاولى فيما مضى
؟.. مبرراان لديه العديد من المعجبين والمعجبات ..هل كان يكذب علي؟.. لا لا بالتاكيد هو
يعنيامرا اخر.. لا يمكن ان يكذب علي.. ثم لم يكذب؟..
عقدت حاجبيها بتوتر دون انتفهم سبب قوله هذا.. وان كان يعني امر اخر ام لا؟..
وقالت متسائلة: متى سيبداالسباق؟..
تطلعت مها الى ساعتها ومن ثم قالت وهي تلتفت الى ملاك: بقي على وقتبدء السباق
ربع ساعه تقري…
بترت مها عبارتها عندما وقعت عيناها عليه..علىحسام.. ازدردت لعابها بتوتر وهي تراه واقفا شارد الذهن
يتطلع الى حلبه السباقبصمت.. يبدوا ان حاله لا يختلف كثيرا عن حالها.. هل تذهب اليه؟..
ام تناديه فحسب؟.. ام تتجاهل وجوده؟..لا تعلم الى ايهما تستمع الى قلبها الذي يتلهف للحديث
اليه.. امالى عقلها الذي يصر على المحافظه على كرامتها..
في حين تطلعت لها ملاك للحظه وهيتراها تراقب شيء ما بجوارهما.. فالتفتت بدورها لترى ما
الذي تتطلع اليه مها ..وارتسمت ابتسامه على شفتيها وهي تقول: انه حسام..
قالت مها ببرود ظاهر وانكانت لهفتها له تكاد تجعلها تسرع اليه وتعتذر منه: اعلم.. لقد
رايته..
قالت ملاكوهي تلتفت لها: ما رايك ان نناديه لكي يجلس معنا.. انه يقف وحيدا..
وقبل ان تهممها بقول حرف واحد.. اسرعت ملاك تهتف بحسام وهي تلوح بكفها: حسام.. حسام..
نحنهنا..
التفت حسام في تلك اللحظه الى مصدر الصوت وتطلع الى ملاك التي قامتبندائه.. في حين
ارتبكت مها ولم تجد امامها سوى ان تطرق براسها هربا من نظراته.. وابتسم ببرود وهو
يتقدم من ملاك وقال: اهلا ملاك.. ما هي احوالك؟..
قالت ملاكبابتسامة: بخير.. ماذا عنك؟..
-على مايرام..
تعمد تجاهل مها.. تعمد عدم النظراليها حتى.. اعتصر قلب مها الحزن وهي تراه يتجاهل وجودها
تماما.. هو يتجاهلها فعلاالان؟.. هل يتعمد هذا؟.. هل يتعمد اخبارها انه لم يتجاهل وجودها في
يوم وانه يفعلذلك اليوم فقط لتعرف الحقيقة؟..
التفتت له مها بالرغم منها وتطلعت اليه بتوتروالم.. فالقى عليها نظره لا تحمل اي معنى
ومن ثم التفت عنها ليتطلع الى حلبه السباق .. لم تنتبه ملاك الى الجو المتوتر
بينهما وقالت لحسام: من برايك سيحصل على المراكزالاولى يا حسام؟..
قال حسام وابتسامه هادئه مرتسمه على شفتيه: اي شخص اخر غيركمال ومازن .. فهما لا
يستحقان الفوز..
ضحكت ملاك بمرح.. فالتفت لها حسام وقالمبتسما: هل ما قلته يضحك الى هذه الدرجة..
قالت بمرح وهي تشير الى مها: عندماسالت مها السؤال ذاته.. اجابتني بعبارتك ذاتها.. يبدوا انكما
تتشابهان في طريقةالتفكير..
التفت حسام الى مها وتطلع لها لوهله ومن ثم التفت عنها وهو يقولبسخريه لم تنتبه
اليها سوى مها: لا اظن..
تطلعت اليه مها بالم.. بندم.. بعتاب..باستنكار لمعاملته لها.. هي لم تطلب اكثر من ان يشعر
بها وبمشاعرها تجاهه.. لكنه لا يفهم.. لم تحتمل تجاهله لاكثر من هذا.. ووجدت شفتيها تنفرجان
وتهمسان باسمهقائلة: حسام..
ورغم دهشته انها قد نادته .. التفت لها وقال ببرود: نعم..
ارتبكت لوهله ولم تدر ما تقول.. ووجدت نفسها تهز راسها قائله بالم: لاشيء..
تطلع لها حسام وقد شعر بحزنها.. اهي حزينه لما حصل اليوم بينهما .. ربما.. ولكن
هي من اخطات.. وهي من عليها ان تبدي ندمها وتعتذر عما فعلت.. لقدكافاته بالمضي عنه
وهو الذي لم يستطع التركيز في اي محاضره من شده قلقه عليها؟ ..
زفر بحده وعاد لبلتفت الى حلبه السباق.. في حين قالت ملاك متحدثه الى مها: كمبقي
على السباق؟..
قالت مها بصوت خافت: دقائق فقط..
قالت ملاك مبتسمه وهيتتطلع الى حلبه السباق: لا اكاد اراهم..
قالت مها مبتسمة: بكل تاكيد لن تريهم.. فالخيول تستعد عند بدايه الحلبة.. ونحن نجلس الان
تقريبا عند منتصفها..
قالتملاك مبتسمة: لقد فهمت..
وعند حلبه السباق ذاتها.. ولكن عند خط البداية.. امتطىمازن جواده الذي يحمل الرقم (5) وقال
مبتسما: ساحصل هذه المره على احد المراكزالاولى..هذا وعد..
قال كمال الذي امتطى جواده الذي يحمل الرقم (2)منذ لحظاتبابتسامه باردة: لطالما رددت هذا الهتاف
ولم تحققه ابدا..
قال مازن وهو يغمزبعينه: ساحققه هذه المرة..
قال كمال بحزم: سنرى من سيحققه هذه المرة.. انا امانت؟..
قال مازن مبتسما: لاول مره اراك متحمسا للسباق هكذا..
ابتسم كمال ابتسامه غامضه وقال: لاني قد وعدت شخص ما بالحصول على احد المراكز الاولى..
وقبلان يساله مازن عن كنه هذا الشخص.. سمعا صوت في مكبر الصوت يقول: فاليستعد جميع
المتسابقين.. سيبدا السباق بعد لحظات..
تحفزت عضلات الجميع على لجام خيولهم..فيحين استطرد الصوت قائلا: استعداد.. ثلاثه .. اثنان .. واحد..
انطلاق…
وانطلق جميع المتسابقين بخيولهم مخلفين وراءهم سحب من الغبار.. وكل منهم يامل في الحصول على
المركز الاول…
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
- رواية ملاك حبي
- رواية ملاك حبي كاملة بدون ردود
- ملاك حبي
- روايه ملاك حبي
- رواية ملاك حبي كاملة
- ملاك
- رواية ملاك حبي رومانسية،كاملة
- رواية ملاك روحي كاملة
- رواية ملاك حبي انا
- رواية ملاك حبي عصير الكتب