جواز الاحتفال باعياد الميلاد يختلف الكثير من الناس فيما بينهم حول قضيه جواز الاحتفال بالاعياد الميلاديه لصديق لهم او قريب، او الاحتفال بعيد الميلاد الخاص بالدين المسيحي، .
الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام على نبينا محمد و اله و صحبه اجمعين. و بعد فيحرم على المسلم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام الكرسمس للامور الاتية:
اولا: ان الاحتفال بهذا اليوم يعد عيدا من الاعياد البدعيه المحدثه التى لا اصل لها في الشرع و قد نهي النبى صلى الله عليه و سلم عن الاحداث في الدين. عن عائشه رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اخرجه البخارى و مسلم و في روايه لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد). فلا يخصص يوم بفرح و احتفال الا بدليل شرعي.
ثانيا: لا يجوز للمسلم الاحتفال بعيد الا بالاعياد المشروعه الماذون فيها في ديننا و قد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عيدين عيد الفطر و عيد الاضحى. فقد روي ابو داود و النسائى و غيرهما بسند صحيح عن انس رضى الله عنه قال قدم النبى صلى الله عليه و سلم المدينه و لهم يومان يلعبون بهما فقال قد ابدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما يوم الفطر و الاضحى). فالنبى عليه الصلاه و السلام ابطل اعيادهم حتى لا يضاهي بها اعياد المسلمين. و اذا تساهل الولاه و العلماء بذلك عظم العوام اعياد الكفار كتعظيمهم لاعياد المسلمين
ثالثا: لا يشرع في ديننا الاحتفال بمولد احد مهما كان سواء كان يتعلق بمولد نبينا محمد صلى الله عليه و سلم او غيره من الانبياء او الصديقين و الصالحين. فمولد الانبياء و مماتهم صلوات الله عليهم ليس مناسبه دينيه يتقرب بها الى الله و يظهر فيها الفرح او الحزن او غير ذلك من مظاهر الاحتفال. و لذلك لما كسفت الشمس على عهد النبى صلى الله عليه و سلم ظن الناس انها كسفت لموت ابراهيم ولد النبى صلى الله عليه و سلم فرد صلى الله عليه و سلم هذا الظن و ابطله كما اخرج البخارى حديث المغيره بن شعبه قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم ما ت ابراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت ابراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الشمس و القمر لا ينكسفان لموت احد و لا لحياته فاذا رايتم فصلوا و ادعوا الله). و لذلك لم يرد في شرعنا دليل يدل على الاهتمام بمناسبه المولد او الممات و مشروعيه الاحتفال بهما و لم ينقل عن النبى صلى الله عليه و سلم او الصحابه او الائمه المتبوعين الاحتفال بذلك.
رابعا: ان الاحتفال بعيد المسيح فيه نوع من اطرائه و الغلو فيه و المبالغه في حبه و هذا ظاهر في شعائر النصاري في هذا اليوم . و قد اشار النبى صلى الله عليه و سلم الى ذلك فقال لا تطرونى كما اطرت النصاري المسيح ابن مرين، فانما انا عبده، فقولوا: عبدالله و رسوله رواه البخاري. و قد نهي الشرع عن تقديس الانبياء و الغلو فيهم و عبادتهم دون الله و رفعهم فوق منزلتهم التى انزلهم الله تعالى. فالرسل بعثهم الله مبشرين و منذرين يدعون الناس لعباده الله لا لاجل عبادتهم و الغلو فيهم.
خامسا: ان الاحتفال بذلك العيد فيه موالاه للكفار و مشاركه لهم في شعائرهم الباطله و اشعار لهم انهم على الحق و سرورهم بالباطل و كل ذلك محرم من كبائر الذنوب. قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود و النصاري اولياء بعضهم اولياء بعض و من يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدى القوم الظالمين). و هذا اذا لم يقصد المسلم الرضا بدينهم و الاقرار بشعائرهم من التثليث و التعميد و الذبح لغير الله و شد الزنار و غيره اما ان قصد ذلك فهو كافر مرتد عن دين الاسلام باتفاق اهل العلم. و العامى لا يفرق في هذا المقام و لذلك يجب على المسلم اجتناب كنائس و معابد النصاري في هذا اليوم و غيره.