تفسير الرؤيا بعد الفجر , هل هي رؤية أم مجرد أضغاث احلام
اولا :
ما يراه الانسان في منامه ثلاثه اقسام : اما ان يكون من الله ، وهي
الرؤيا الصالحه ، واما ان يكون من الشيطان ، وهو ما يراه العبد من الاحلام
المزعجه والكوابيس وانواع التخويفات ، واما ان يكون حديث النفس ، مما يهتم به الرجل
في يقظته فيراه في منامه ، راجعي لتفصيل ذلك وبسطه جواب السؤال رقم : (25768)
.
ثانيا :
تتحدد الرؤيا المناميه باعتبار مواصفاتها على ما تقدم ذكره ، وليس باعتبار وقتها ، فربما
راى العبد قبل ان يقوم لصلاه الفجر ما يكرهه من تهويل الشيطان وازعاجه ، فهذا
من الشيطان وان وقع قبل الفجر .
وربما راى ما يسره بعد ان صلى الفجر ونام ، فهذا من الله وان وقع
بعد الفجر .
فلا تتحدد الرؤيا بالوقت ، وانما تتحدد بالوصف ، ولا فرق بين رؤيا الليل والنهار
.
قال البخاري رحمه الله في صحيحه (9/34) :
” باب الرؤيا بالنهار . وقال ابن عون عن ابن سيرين : رؤيا النهار مثل
رؤيا الليل ” ثم روى عن انس بن مالك قال : ” كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدخل على ام حرام بنت ملحان ، وكانت تحت عباده بن
الصامت ، فدخل عليها يوما فاطعمته ، وجعلت تفلى راسه ، فنام رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ،
قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال : ( ناس من امتى عرضوا على
، غزاه في سبيل الله ، يركبون ثبج هذا البحر ، ملوكا على الاسره )
– او مثل الملوك على الاسره ) ، قالت : فقلت يا رسول الله ادع
الله ان يجعلني منهم ، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم
وضع راسه ثم استيقظ وهو يضحك ، فقلت : ما يضحكك يا رسول الله قال
: ( ناس من امتى عرضوا علي ، غزاه في سبيل الله ) . كما
قال في الاولى ، قالت : فقلت يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم
، قال : ( انت من الاولين ) .
وقد رواه مسلم (1912) ولفظه : ( اتانا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال
عندنا ، فاستيقظ وهو يضحك … ) فذكرت الحديث .
وعند احمد (27077) : ( بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا في بيتيي
.. ) ومعني ذلك : انه كان ذلك في نوم القيلوله ، وهو نوم نصف
النهار .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” قال القيرواني : ولا فرق في حكم العباره بين رؤيا الليل والنهار ، وكذا
رؤيا النساء والرجال ” انتهى .
وقال المهلب : ” لا يخص نوم النهار على نوم الليل ، ولا نوم الليل
على نوم النهار بشيء من صحه الرؤيا وكذبها ، وان الرؤيا متى اريت فحكمها واحد
” .
انتهى من”شرح صحيح البخاري” – لابن بطال (9 /528) .
واما حديث سمره بن جندب الذي رواه البخاري (1386) قال : ” كان النبي صلى
الله عليه وسلم اذا صلى صلاه اقبل علينا بوجهه فقال : ( من راى منكم
الليله رؤيا ؟ ) ” .
وعند الترمذي (2294) : ” كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى بنا الصبح
اقبل على الناس بوجهه وقال : ( هل راى احد منكم الليله رؤيا ؟ )
” .
وعن ابي هريره : ” ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا انصرف
من صلاه الغداه يقول : (هل راى احد منكم الليله رؤيا ؟ ) ” .
رواه ابو داود (5017) وصححه الالباني.
فهذا لان الليل هو مظنه الرؤيا ؛ لانه وقت النوم ، وغالب رؤى الناس تكون
بالليل .
وينظر : جواب السؤال رقم : (25768) لمعرفه اهم الاداب المتعلقه بالرؤى والاحلام .
والله تعالى اعلم .