انا لا ارغب بالحمل
عزيزي الشاب، عزيزتي الشابة، اذا كنتما مقبلان على الزواج، فادعوكما لقراءه هذا المقال. واوجه كلامي
لكما معا لان كثيرين منا كانوا يعتقدون ان تنظيم الاسره مسئوليه الزوجه فقط، وهذا خطا
كبير لان الاسره مسئوليه مشتركة. فكم وكم بالاولى تنظيم الاسره الذي يضمن لافرادها السعاده والصحه
ودوام الحب.. على كل شاب وفتاه في مرحله ما قبل الزواج ان يقراوا ويدرسوا جيدا
كل ما يتعلق بصحتهم الانجابية، والوسائل المختلفه لتنظيم الاسرة، ولا يتركوا استيعاب هذه المعلومات حتى
يحين احتياجهم اليها، فالمعرفه المسبقه تساعد الزوجين على تخطيط حياتهما على احسن وجه.
كثيرا ما يريد الزوجان الشابان تاجيل الحمل الاول، وهذا يعتبر ضروره اذا ما كانت الزوجه
اقل من 20 سنة، حيث ان مخاطر الحمل والولاده تتضاعف في الحمل الاول، اذا كان
سن الزوجه اقل من عشرين. وقد يختار الزوجان تاجيل الحمل الاول لاسباب اخرى عديدة، منها
عدم استقرارهما المادي بعد مصاريف تاثيث المنزل وحفل الزفاف، او رغبتهما في التاقلم على الحياه
الزوجية، او في التمتع بانطلاقهما في حياتهما الجديدة، وهذه كلها اسباب موضوعية. عندما يعلن الزوجان
الشابان عن رغبتهما الاكيده في تاجيل الحمل الاول، يتعرضان لضغوط شديده ممن حولهم، كالاهل والاصدقاء،
بل في كثير من الاحيان من الاطباء انفسهم.. اعتقادا ان لوسائل تنظيم الاسره تاثيرا سلبيا
على خصوبه الزوجين وقدرتهما على الانجاب فيما بعد. فينصح الجميع الزوجين بانجاب اول طفل لتاكيد
قدرتهما على الانجاب قبل استعمال وسائل تنظيم الاسرة.. وبالرغم من انتشار هذا المعتقد انتشارا كبيرا
في مجتمعنا، الا انه مفهوم خاطئ وغير مبني على الدليل والبرهان، ولكن المجتمع يستند الى
ملاحظات غير علمية.
تعالوا نستعرض سويا وسائل تنظيم الاسره المتاحة، ونرى ما هو مناسب منها لحديثي الزواج.
اولا: حبوب منع الحمل:
حبوب منع الحمل وسيله فعاله وامنه لتاجيل الحمل الاول. فهي ليست لها مضاعفات على مستخدمتها،
كما ان عوده الخصوبه الى طبيعتها، بعد التوقف عن استخدام الحبوب، تحدث سريعا. ولكن يجب
على من تختار الحبوب كوسيله لتاجيل الحمل، ان تعلم انه من المضاعفات الجانبيه المعروفه لمن
تستخدم الحبوب حديثا، انه قد تشعر بالغثيان او الدوار مع بدء استخدام الحبوب، ولكن مع
الانتظام والاستمرار في استخدام الحبوب تزول هذه الاعراض، غالبا في خلال شهرين الى ثلاثه اشهر.
كما يجب على من تختار استخدام الحبوب، الالتزام باخذ (حبة) او قرص كل يوم بانتظام
سواء حدثت او لم تحدث علاقه (جماع) مع زوجها. ومن فوائد استخدام حبوب منع الحمل،
انها تساعد على علاج الانيميا، حيث ان كميه الدم المفقود في الدوره الشهريه يكون اقل
مع استخدام الحبوب. هناك فوائد اخرى عديده لاستخدام حبوب منع الحمل مثل تحسن حالات (حب
الشباب)، وزوال الالام المصاحبه للدوره الشهرية، وانتظام الدورة، كما انها تحمي من اورام الرحم والمبايض
والتهابات الحوض.
ثانيا: اللولب:
اللولب وسيله فعاله وامنه لمنع الحمل، ولا يوجد اي دليل علمي على اي تاثير سلبي
له على خصوبه المراه التي لم يسبق لها الانجاب، وقدرتها على الانجاب بعد التوقف عن
استخدامه. ولكن البعض ينصح بعدم استخدامه لمن لم يسبق لها الانجاب، خوفا من حدوث التهابات
بالحوض (في حاله وضعه دون مراعاه شروط النظافه المطلوبة). مما قد يؤدي الى الحمل خارج
الرحم.
ثالثا: حقن منع الحمل:
الحقنه من الوسائل المتاحه للزوجه الشابه لتاجيل الحمل. وهناك حقنه تعطى شهريا، واخرى كل شهرين
او كل ثلاثه شهور.
وتاثير الحقنه فعال واكيد بشرط الالتزام بمواعيد الحقنة. ولكن على الزوجين الذين يختاران استخدام هذه
الوسيله لتاجيل الحمل الاول، ان يعلما ان عوده الخصوبه الى معدلها الطبيعي قد تتاخر الى
مده 10 اشهر من تاريخ اخر حقنة. ومن المهم ان يعلم الزوجان هذه الحقيقه حتى
لا يتاثرا بما قد يشاع حولهما اذا تاخر الحمل بعد استخدام الحقنه لهذه الفترة. وغير
صحيح اطلاقا ما يشاع عن ان الحقنه تسبب العقم، او الامراض السرطانية.
رابعا: كبسولات تحت الجلد:
خامسا: الواقي الذكري:
الواقي الذكري من الوسائل التي يشيع استخدامها في الغرب، وهي وسيله يفضلها كثير من الشباب
في هذه المجتمعات. وليس لها اي مضاعفات جانبيه ولكن فعاليتها ليست اكيده ومضمونه مثل الوسائل
الاخرى. وليس صحيح ما يشاع عن ان الواقي الذكري يقلل من الاحساس وقت العلاقه الزوجية،
خاصه الانواع الحديثه منه. ويجب على من يختار استخدام الواقي ان يستشير الطبيب ليشرح له
كيفيه استخدامه.
سادسا: فتره الامان:
تعتمد فتره الامان اساسا على الامتناع عن ممارسه العلاقه الزوجيه في فتره التبويض
بالنسبه للزوجة، وبذلك يتحاشى التقاء البويضه مع الحيوان المنوي وحدوث حمل.
وهذه الوسيله غير اكيده 100% حيث انه كثيرا ما يحدث اختلافات في الدوره وعدم انتظامها
نتيجه اي ضغوط عصبية، وبالتالي قد يختلف موعد التبويض. ولكن بصفه عامه عندما تكون الدوره
منتظمه جدا، والدوره مدتها كل 28 يوما، فان الفتره التي قد يحدث فيها حمل هي
بين اليوم 11 الى اليوم 18 باعتبار يوم نزول الحيض (الدورة) هو اليوم الاول.
وبصفه عامه يوجد وسائل عديده من الممكن ان يستخدمها الزوجان الحديثان لتاجيل الحمل الاول. وعلى
الخطيبين ان يدرسا سويا هذه الوسائل ويعرفان كيفيه الاستخدام، والاعراض الجانبية، وفوائد كل وسيلة، فذلك
يتيح لهما القدره على اختيار ما هو مناسب لهما. كما ان معرفتهما المسبقه للاعراض الجانبيه
للوسائل المختلفة، يجعلهما اقدر على التعامل مع هذه الاعراض من منطلق الوعي والمعرفة، غير متاثرين
بما قد يسمعانه من نصائح قد تكون ضاره لهما.
كما ان استشاره الطبيب المتخصص هامه وضروريه لمساعده الزوجين على اختيار الوسيله التي تناسبهما.